المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



ماهية الكسل  
  
1611   09:19 صباحاً   التاريخ: 29-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص271 ــ 275
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017 2022
التاريخ: 29-4-2017 2180
التاريخ: 6-9-2017 2205
التاريخ: 31-12-2017 8667

الكسل حالة يكون فيها الفرد على خلاف أقرانه لا يعمل ولا يجهد مثلهم. بل اقل منهم دائما. او حالة يمتنع الانسان فيها عن اداء عمله وواجباته بسبب الكهولة ويطلقون أسم الكسول في المدرسة والصف على الذي لا يعمل بجدية أو قليل العمل أو يستطيع أن يدرس ويتقدم ولكنه يهرب عن هذا العمل. له أوقات وفرص للتعلّم ولكنه يصرفها بالبطالة.

يرى بعض المعلّمون والمربّون بأن الكسول هو شخص يستطيع أن يعمل ويجد ولكن يمتنع عنهما بسبب سوء النيّة أو الانتقام. وفي بعض الأوقات بسبب عدم التدبر والتفكير في المستقبل. نذكر الآن هذه النكتة وهي أن الميل إلى الكسل موجود في جميع الأفراد. ولكن البعض يصاب بهذه الحالة بسبب الظروف والتلقين. وأيضاً ضعف قدرة الدرك والارادة لديه. فهو يستطيع أن يتفوّق عليه.

وبصورة عامة عدد هؤلاء ليس بكثير. قد لا يصل مجموعهم الى حدود ٣% في كل مدرسة.

علامات الكسل

الأفراد خصوصاً الأطفال الكسولين لهم صفات يعرفهم بها الآباء والمربّون وعن طريقها يحكمون عليهم بالكسل. تلك العلامات كثيرة بعضها عبارة عن:

- لا ينجزون أعمالهم بدقة وبصورة صحيحة وفي وقتها بدون أعمال الضغط.

- يحجمون عن أداء وظائفهم ويمتنعون عن أداء واجباتهم.

- في بعض الموارد يخلقون لأنفسهم أعمالاً جانبية حتى يمتنعوا عن أعمالهم ووظائفهم.

- يخلقون الاعذار من أجل عدم عمل أي شيء وهذا العمل عادي بالنسبة إلى هؤلاء.

- يترك عمله ووظيفته بصورة ناقصة ويذهب إلى اللهو واللعب.

- يتوقعون من الآخرين أن ينجزوا أعمالهم. بل يريدون من الآخرين أن يقدموا لهم الطعام ويضعوه في فمهم.

- حياتهم مبتنية على الاعتماد على الآخرين، بل يريدون من الآخرين أن يلبسوهم أحذيتهم وألبستهم.

ـ لأجل كتابة واجب واحد، يجب أن نذكره عدة مرات ومع كل هذا نجده لا يتم عمله ويؤديه ناقصاً.

- يحسبون جميع ساعات حياتهم، ساعات الفراغ والراحة

- ترون هؤلاء متكئين أو جالسين أو نائمين في البيت دائماً.

- الانزواء في المدرسة من العمل والجهد الجسمي وحتى من الرياضية ويحبون أن يجلسوا في زواية وحدهم.

- استعدادهم بتحمل العطش ولا يقوموا من مكانهم ليشربوا الماء.

- من الممكن أن يحسوا بالبرد وهم نائمون ولكنهم يتحملون البرد ولا يقومون إلى الغرفة المجاورة ليأتوا بالغطاء لأنفسهم.

- بصورة عامة لهم وضع غير عادي وغير طبيعي وهذه الحالة ليست خاصة بالدرس. بل في الأمور الأخرى هم كذلك أيضاً وهذا الأمر يسبب في أن يعرفهم الآخرون.

العمر الذي يظهر فيه الكسل

المعروف أن كسل الأطفال يتضح من السنة السادسة. التي يذهب فيها الطفل إلى الصف الأول ولكن الحقيقة هي أن هذا الأمر مشهود من السنة الثانية والثالثة للذين لهم انتباه ودقة، يعتقد بعض علماء النفس أن ذلك يتجلى في الأطفال قبل هذه السنين بصورة التأخر في التكلم، التأخر في الضحك مع الأم وبعد ذلك قلة العمل والتأخر في الفهم. على أي حال أن كان سببه اجتماعي وحتى عاطفي نستطيع أن نعرفه قبل سنين المدرسة. ولكن الوالدين والمربين تعودوا أن يعرفوا ذلك عن طريق الكسل في الدرس والبرامج الدراسية، ومن الطبيعي في تلك الحالة أن ننتظر سنين المدرسة والصف.

الأسر المتعادلة تحرّض الطفل من السنة الثانية والثالثة على العمل، بشرط أن يكون العمل على قدر مقدرته واستطاعته، فمثلاً يطلبون منه أن يأتي بالملاعق لمائدة الطعام، يضع كأس الماء في موضعه، يغير مكان المنشفة و... وفي هذه الحالة، الكسل مشهود عليه.

ظاهر هؤلاء

الكسالى من ناحية الذكاء والقدرة والطاقة ليس لديهم ظاهر خاص. غير هؤلاء الذين يكون كسلهم، له سبب حياتي جسمي أو ذهني. الباقين أفراد عاديين من الناحية الذهنية ولهم وضع طبيعي وحتى من الممكن أن يكونوا أذكياء جداً لهم استعداد جيد وأن عملوا وجهدوا فأنهم يستطيعون أن ينموها وحتى يلمعون بها. سلامتهم الجسمية ورشدهم جيد وبالتأكيد الكسالى المحترفين والمتعودين بسبب الأكل المجاني وعدم التحرك والجهد القليل يسمنون قليلاً وينمون أكثر من الآخرين وباصطلاح الآباء رشيقون (لأنهم لا عمل لهم غير الأكل والنوم).

بيّنت البحوث العلمية أن بعض الأطفال ولأسباب نفسية وعاطفية يصابون بالكسل وفي نفس الوقت الذي يزال هذا العامل وترفع مشكلتهم فأنهم سيكون لهم تقدم ولمعان ملفت للنظر، حتى أولئك الذين يتهمون بالتخلف الذهني في بعض الموارد، وحتى تتركهم عوائلهم ولا تنتبه لهم لا يعملون ولا يجهدون في بعض الأحيان لأسباب ودلائل، وعندما نجد جذورها وبخفقها سترجع لهم اوضاعهم الطبيعية وحتى يكسبوا مناصباً قيمة(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر كتاب: ديبز يبحث عن نفسه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.