أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/12/2022
1050
التاريخ: 15-1-2016
2536
التاريخ: 1-2-2023
1359
التاريخ: 24-7-2021
2334
|
اظهرت تحقيقات علماء الاجتماع وعلماء الدين انه لم يتم العثور لحد الان على مجتمع لم يُسد فيه الدين على الناس؛ إذ ان جميع المجتمعات البدائية منها والمتمدنة كانت دينية بشكل أو آخر. واما ما هي طبيعة هذا الدين؟ وهل يجب ان يكون الهياً أم من صنع البشر، مادياً ام معنوياً أم مزيجاً من الاثنين؟ أصيلاً أم ظرفياً كل ذلك يمكن العثور عليه لدى الأمم السالفة والحالية. وجميع الاقوام البشرية كانت لديها معتقدات معينة على مر التاريخ واظهرت تمسكها بها وحتى انهم لم يبخلوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل المحافظة عليها؛ إذ ان الحاجة لذلك كانت مرادفة للحاجة الى الحياة، والى المأكل والماء والهواء.
وهذا الامر موجود في جميع الاديان الرئيسية. باسم الايمان بالرب سواء أكان هذا الرب هو الله تعالى أو ظاهرة من بين الظواهر الكثيرة الموجودة في العالم، إذ يقوم المؤمنون بالله او الآلهة بعبادته والتضرع اليه بطرق واساليب متعددة.
وطبقاً لنوع الاستنتاج او الفهم الذي يتوصل اليه افراد البشر تجاه الدين فانهم يتوصلون الى انماط من التفكير ووجهات النظر ويخلصون الى رؤية خاصة تجاه الحياة. وهذه الرؤية متفاوتة طبقاً لاختلاف الاديان وهناك وجهات نظر خاصة في الاسلام والمسيحية واليهودية في هذا المجال أيضاً.
المهم ذكره هنا هو حاجة البشر الى الدين والطفل باعتباره عضواً من اعضاء المجتمع ليس منفصلاً عن هذه الحاجة. ويتفاوت تجلي ذلك في الاطفال باختلافهم، وكذلك باختلاف مراحل الصبا والشباب أيضاً، ويتجلى ذلك في الصغار بصورة الاتكاء والارتباط والسؤال عن المبدأ والمنتهى. ويتجلى في الأحداث بصورة أخرى.
وغالباً ما يمثل طلب الأجر على الأعمال وحصيلتها، والرغبة في فهم اسرار الكائنات، والتساؤل عن علة ودافع أمر ما، والتساؤل عن عاقبة ونهاية الأمور احدى تجليات هذا الأمر، إذ انه يشاهد في الأحداث بصورة أكثر وضوحاً مما هو عليه في الاطفال بطبيعة الحال.
وعندما نقول ان الطفل بحاجة إلى الدين فإننا في الحقيقة نريد أن نقول انه بحاجة إلى وجهة خاصة ومرجعاً للاعتقاد والايمان. وهذه الحاجة أساسية للطفل لدرجة عد معها الطفل بانه كائن متدين. انه بحاجة ماسة لذلك لكي يشعر بالأمان والهدوء في ظله.
ان نظرة الطفل إلى مسألة المصروف اليومي الذي يعطيه اياه الأبوين والذي أشار له الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بقوله «...فانهم يحسبون انكم ترزقونهم» يمثل هو الآخر صورة أخرى لحاجة الطفل إلى الدين والايمان والاعتقاد والدعاء.
قيل أن اساس المذهب في الانسان أمر فطري، ومن التعاريف التي وردت بشأن الانسان ينص احداها على أن الانسان عبارة عن موجود مذهبي.. وان انكار ذلك او التشكيك به بمثابة الانكار والترديد في سلوك الانسان ونمط تفكيره. ووجهة نظرنا تنص على ان الانسان يؤمن بالله نظرياً ، ومن هذا المنطلق، من الطبيعي جداً أن يسير الانسان على هذا المسار منذ مراحل الحياة الاولى.
وقد سعى بعض العلماء الى اعتباره نوعاً من الحس، ذلك الحس الذي يدفع الانسان نحو الكمال والمشاعر والسلوكيات التكاملية. ويقول يونج عالم النفس المعروف بوجود نوع من النزاع او الحاجة الباطنية في الانسان والذي يمثل أساس جميع الافعال الانسانية.
وعلى أي حال فان الحاجة الى الدين تمثل في الحقيقة الافصاح عن الحاجة الى ابراز وبيان توجه النفس نحو القيم السامية والتسليم لها. وهو الامر الذي تحل على اساسه مسألة انسانية الانسان وتبعده عن الذلة والضعة والدناءة.
ضرورته وأهميته :
الحاجة الى الدين احدى المتطلبات الاساسية والضرورية وفي ظل تأمينه يشعر الافراد بالهدوء والسكينة، ويتولد لديهم الايمان والاعتقاد، وتبرز لديهم روح التوكل والتفاؤل وخدمة الآخرين. ومن ناحية أخرى يمثل الايمان عموداً راسخاً بإمكانه ان يحافظ على توازن وجود الانسان المربك في هذا العالم ويحافظ عليه من خطر السقوط.
منطق الايمان اسمى بكثير من منطق العلم والاستدلال وقدرته على التسلل في القلوب اكبر بكثير من قدرة الادلة العلمية على النفوذ معنى هذا المنطق بإمكانه ان يكون اكثر تأثيرا وابلغ صُنعاً.
وتُضاء زوايا الحياة المظلمة بسببه، وتكتسب الحياة طابع المسؤولية ويمكن الانطلاق الى الامام على هذا الاساس.
ونفس الدين أمر مهم للإنسان لكون ان الخوف والاضطراب والقلق الذي يعد بمثابة سم قاتل للإنسان يزول اثره تماماً على اثر الاعتقاد والايمان الديني وتشعر النفس بالهدوء والسكينة.
ومن ناحية اخرى فان قيمة الانسان وحرمته ترتبطان بشرف النفس وعزتها وبالكثير من الصفات الاخلاقية الاخرى وكل هذه الامور انما تبرز في ظل الدين لدرجة لو لم يكن الدين معها موجوداً لكانت كل هذه الامور في خبر كان.
يحظى الدين بأهمية بالغة ويحمل فوائد كثيرة لجميع الافراد على اختلاف اعمارهم وفي أي مرحلة من مراحل حياتهم. وهذه الفوائد هي على حد سواء سواء للأطفال او اليافعين الذين يصلوا مرحلة البلوغ بعد.
والدين يمنح الطفل في سني عمره الاولى سنداً روحياً بحيث انه يشعر في ظله بأنه مصون من كل سوء وليس هناك ثمة انحراف أو شذوذ سيواجهه في مسيرته؛ إذ يمنحه شعوراً بالأمن والهدوء النفسي، ويصبح سبباً لاطمئنانه، ويمكنه التحرك والاندفاع بقلب قوي وثابت.
وفي ظل الدين فان السكون والثقة الناجمين عنه يتسببان في نمو قابليات الانسان بشكل اكبر وأفضل، وتتبلور ابداعاته وتجعله اكثر سيطرة على نفسه، وتعمل على تقوية قوة ارادته، وتمنحه قدرة السيطرة والتحكم. وفي ظل قدرة الايمان وهداية الدين يتمكن الطفل تدريجياً ان ينقذ نفسه من الطفولة ويبقى بعيداً وفي منأى من الانحراف والمخاطر الاخرى.
وينطوي الايمان الديني على فوائد اكثر وضوحاً بالنسبة لليافعين، اذ يمثل عاملاً للبقاء حياً وبعيداً عن عوامل الاضطراب. فاليافع يمتلك اثناء النوم طاقة قوية وكافية للاستيقاظ تمكنه من ان يعرض عن النوم وتأخذ بيده وتُعينه عند الضرورة وهذا الامر بحد ذاته يعد عاملاً لنموه واندفاعه نحو الامام.
واخيراً فالدين يبعث على ان ينام الفرد براحة اكثر، وان يكون اكثر نشاطاً وحيوية، ويواجه الامور بوجه منبسط. وان تكون افكاره واعماله البدنية موجهة، ويطالع دروسه بشكل افضل، ويعمل اكثر، ومنطقه اكثر قوة، ومحبته واخوته وعلاقاته اكثر تأصلاً فيه، واكثر صلابة امام الحوادث، ويتخلى عن التشاؤم، ويعرض عن البذاءة و...
المخاطر الناجمة عن فقدان الدين :
فقدان الدين يمهد الارضية امام الكثير من التناقضات السلوكية وحتى الاختلافات والابتلاآت النفسية. وقلنا بان الدين يعد عاملاً للبقاء حياً وفقدانه في حكم سقوط الانسان. ان عدم وجود الايمان لدى الطفل يؤدي به الى ان يعيش في عالم من الشك والترديد ولا يعرف ما هو واجبه وان يكون عاجزاً عن انقاذ نفسه من الغرق وسط امواج القلق والاضطرابات المتعددة الناجمة عن الحياة.
فقدان الدين والمعتقد يصبح السبب في ان يرى المرء نفسه مقهوراً امام المعاناة والانكسارات ولا حيلة له، وعاجزاً عن هدفٍ وغاية معينة في الحياة. حتى ان هذا الامر يسلب النوم والراحة من الانسان ويؤدي الى ايجاد موجبات القلق والاضطراب للأفراد.
الطفل الذي لا يعتقد ولا يؤمن بوجود الله تعالى من الممكن ان ينحدر نحو الرذيلة والانحراف ولا يؤدي واجباته ومسؤولياته كما ينبغي، فضلاً عن ان هذا الامر سيعد بمثابة تمرين وتجربة غير صحيحة في عدم قبول القواعد ومقررات الحياة اللاحقة.
قلنا ان الطفل يعرف اللم تعالى فطرياً وعلى هذا الاساس يجب القول بانه يعد فرداً مذهبياً من مرحلة الطفولة الاولى. وبعبارة أخرى فانه يمتلك منهجاً فكرياً وعملياً خاصاً لإدراك وفهم حقائق العالم ومنشأها وليس بوسعه القبول بأن الظواهر انما تولدت من تلقاء نفسها وواصلت بقائها وحياتها. وهو عاجز طبعاً ومنذ سني عمره الاولى عن فهم المعاني والمجردات إلا انه يفلح تدريجياً ومنذ سني الصبا في تنظيم علاقته بالله تعالى ويشعر بشيء من المعنوية في نفسه.
تجدر الاشارة الى ان بعض الاطفال وحتى في سني الصغر يوفقون الى ادراك قوة الجذب المعنوية للدين، إذ ان هذا الامر له تأثير بالغ في سلامة الطفل النفسية وفي حالة وحياته.
وكلما كبر الطفل، وكلما ازدادت مساهمته في الحياة الدينية لأسرته، وفي التوصيات والملاحظات، والتمرينات العملية ازدادت شدة تعلقه بالدين واصبح اكثر دقة في سلوكه واكثر نجاحاً في السيطرة على حالاته الشخصية.
مراحل النمو الديني :
ابتداءً من السنة الثالثة من العمر فما فوق تبدأ قوة الادراك الديني لدى الطفل بالنمو، ولغاية السنة السادسة في العمر يسعى من خلال تساؤلاته الى توسيع دائرة معلوماته وميوله في مجال الدين. ولعلكم تلاحظون ابنائكم بأنهم يبدأون بطرح الاسئلة حول الله تعالى بحدود السنة الخامسة من العمر ويشعرون بالحيرة جراء عدم قدرتهم رؤية الله تعالى وفي نفس الوقت يبرزون تمسكهم وتعلقهم به تعالى.
وفي السنوات من ٦-٧ من العمر تبرز لدى الطفل الرغبة في ان يكون فرداً دينياً وان يؤدي نفس الاعمال التي يؤديها أبويه في مجال الدين والمذهب. وعلى سبيل المثال فهو يرغب في ان يستيقظ وقت السحور في شهر رمضان المبارك والجدير بالذكر ان تعاليمنا الدينية تحثنا في واقع الامر الى القيام بإيقاظ الاطفال في هذه الايام خلال وقت السحر لكي يستأنس مع خلوة الليل.
وهذا التعلق ينمو بشكل أكبر لدى الطفل في السنوات من ٧-٨ من العمر وفي السنة التاسعة من العمر تبرز امامه افكاراً اكثر نضوجاً في الحياة الدينية ويشعر تجاه نفسه بأن له قيمة واعتباراً لدرجة يتمكن معها ان يربط نفسه بالله تعالى. ويتحقق ارتباطه بالله تعالى عن طريق الصلاة، والصوم، والاشتراك في المراسم الدينية ومن هذا الباب فانه يشعر مع نفسه بالغبطة.
ضرورة التربية الدينية :
ان هذه المسألة تعد أمراً ضرورياً للطفل بأن يصار الى تربيته تربية دينية منذ أوان الطفولة وان تترسخ في ذهنه اصول الدين ومبادئه الاساسية . وفي الحقيقة فانكم ومن خلال تربية الطفل تربية دينية فإنما تعودوه على نمط خاص في الحياة بدون استخدام الضغط والاجبار اذ انه من الصعب فيما بعد الوصول الى تحقيق تلك الانماط.
كما انكم تحولون دون ارتكاب الطفل للكثير من الاعمال والسوك الغير مطلوب من خلال التربية الدينية، وتغلقون امامه طريق الشذوذ والانحراف وتمنحوه قوة الاعتماد على النفس والاستدلال، وتدلوه الى مصدر الجمال، والبر والحقائق وتؤنسوه مع الخالق وتجعلوه متعلقاً به.
ويتجه الطفل في ظل التربية الدينية نحو الافكار والعقائد التي تؤمن له حياة أفضل وهدوء أكبر وتترسخ خطواته في صراط الحياة بشكل اكبر واكثر رسوخاً. ويفتح في قبله طريقاً نحو الملكوت الاعلى وتتيسر أمامه موجبات طهارته من كل الابعاد.
ولغرض تربية الطفل تربيةً دينيةً ليس هناك شيء أفضل من ان نجعل محيط الاسرة محيطاً دينياً مقروناً بالمشاعر العاطفية، إذ ان ذلك بحد ذاته له تأثير عظيم في بناء الطفل وخلق الروحية العالية لدى الطفل. كما ان دور الأسوة الذي يلعبه الآباء والمربون مهم هو الآخر، وانتخبوا لأطفالكم الافراد الذين تحبون أن يكون اطفالكم مثلهم.
قلنا انه منذ السنة الخامسة من العمر تتمحور الاسئلة والاستفسارات حول الله تعالى ويدل ذلك على مدى انشغال ذهن الطفل بهذا الأمر. طبعاً نقوم بتلقينه بأن الله تعالى قد خلق الاشياء كلها ونأتي بالأمثلة والمصاديق ايضاً. ونقول مثلاً ان الاشجار من صنع الله، وانه خلق الطيور، والسماء و...
ونقوم بتعريف الله تعالى للطفل على انه خالق محسن، عادل ويستمر الامر على هذا المنوال لغاية السنة السابعة من العمر. وكل ما نطرحه أمامه من الأمور نقول له بأنه من عناية الله ولطفه وليس من قهره، وليس من غضبه ونقول له ايضاً بأنه هو الله الذي يعيننا ويساعدنا. وانه الله الذي يطعمنا. وانه الله الذي اعطانا أباً وأماً حنونين.
وبحدود نهاية السنوات ٦و٧ من العمر نحاول ان نتحدث عن عدالة الله، وحسابه ، وعن المعاد واليوم الآخر وان نخلق لديه الاعتقاد بأن الله تعالى يثيبنا على اعمالنا، الصالحة فيها أو السيئة، وان لله شأناً خاصاً وحسابات معينة، فله المعاد ولا يدع عملاً دون جزاء أو عقاب ويبدأ الحديث عن عذاب الله ابتداء من هذه السنوات وعلينا طبعاً ان نحاول عدم تبيان مسألة العذاب بشكل شديد وعنيف وان ندع هذا الامر الى سني الصبا والبلوغ.
الممارسات العبادية :
يجب تشجيع الطفل منذ سني الطفولة المبكرة ، ومنذ وقت قدرته على السير وتعقيب والدته على ممارسة الاعمال العبادية. مثلاً نستدعيه اثناء حلول وقت الصلاة ليأتي ويقف متوجهاً نحو القبلة بالضبط كما نفعل نحن في الصلاة وان يؤدي الصلاة معنا.
ومثل هذه الصلاة تنطوي على صورة ترفيهية للطفل وليس جدية، إذ من الممكن ان يقف معنا لفترة معينة ومن ثم ينصرف ليعدو خلف فراشة أو يلهو بإحدى لعبه. وفي هذه الحالة نفرض أي أمر على الطفل ولا نؤاخذه على ذلك..
وبحدود السنة الخامسة من العمر يصبح الطفل قادراً على الدعاء وان يفرح بذلك أو عندما يرتكب اثماً أو خطأ ما سرعان ما يطالب بالعفو والمغفرة وان يأمل تحقق ذلك. والحقيقة فان مراعاة العقائد والشعائر الدينية تمثل الدوافع التي تبعثه على بذل الجهد والمساعي البناءة. انه غير قادر على أداء الصوم ولكن ايقظوه في وقت السحر لتناول طعام السحر. أو حسب قول الامام الصادق عليه السلام : «احملوه على صوم النصف»، فليصم يوماً من الصبح وحتى الظهر، وفي اليوم التالي من الظهر حتى المغرب. هذه التمارين والممارسات تساعد على نمو الطفل وخلق العادات الإيجابية فيه لكي يصبح بوسعه فيما بعد أداء الوظائف الدينية بكل سهولة ويسر. فلو تعاملنا مع الطفل بهذا الاسلوب لن نواجه أي صعوبات امام حياته اللاحقة، ولن تعد هناك حاجة الى اجباره على الصلاة في السنة العاشرة من العمر.
دور القدوات والجلسات الدينية :
ترتبط مقدار رغبة الطفل وتعلقه بالدين بمقدار عمل الابوين وغيرهما من القدوات التي يميل لها الطفل، إذ لا بد من ملاحظة أي الافراد لهم قدرة التأثير في الطفل والى أي حد يظهر هؤلاء الافراد رغبتهم في التمسك بالتزاماتهم الدينية. وان تجارب العائلة وعقائد الابوين واعمالهم والمحيطين به لها اثر مهم واساسي جداً في هذا المجال.
الاشتراك والحضور في الجلسات والمناسبات الدينية مفيد ايضاً للطفل وامر تربوي وبنّاء؛ إذ أنه يستمد احياناً معتقداته واعماله الدينية عن طريق الحضور في المجالس الدينية وسلوك المتدينين. ومن هذا المنطق من الضروري استصحاب الطفل معكم احياناً الى هذه المجالس الدينية وادفعوه للمشاركة في المراسيم والطقوس الدينية.
الا انه ينبغي ان يكون هذا الامر مصحوباً بنوع من المراقبة. ومنها ان لا تتسم هذه المجالس بالإطالة والارهاق فيشعر الطفل بالإرهاق من جرائها. كما ينبغي على الخطباء والقائمين على ادارة هذه المجالس ان يأخذوا أحياناً مذاق الاطفال الحاضرين في المجلس بنظر الاعتبار لكي يشعروا بالنكهة والسرور جراء ذلك. وقدموا له طعاماً لذيذا وشيئاً من الحلوى أو الشوكولاته واخيراً اجعلوه حساساً ومتعلقاً بتلك المجالس .
التعاليم الضرورية :
وفيما يتعلق بالتربية الدينية للأطفال من الضروري ايضاً اعطائهم بعض التعاليم اللازمة لتصبح الامور التي يمارسونها عملياً مثار اهتمامهم من الناحيتين العلمية والنظرية. ونعتقد بان التعاليم الدينية لو نقلت الى الطفل بنحو مطلوب وفي مرحلة الطفولة لأعطت ثماراً صالحة ونتائج ايجابية.
ويجب ان نأخذ بنظر الاعتبار في هذه التعاليم التركيز على مسألة تناسب سن الطفل مع مستوى فهمه وادراكه ونحاول ان نهيئ له المعلومات اللازمة على شكل قصة مناسبة ونضعها بين يديه. وهذا العمل يجب ان ينجز بشكل يتعلم فيه الطفل مجموعة من الاصول والفروع العقائدية والدينية كل ٧ سنوات من والديه والأفضل ان تكون هذه القصص خاصة بالليالي وحين النوم.
التعاليم الدينية تملأ الفراغ النفسي الذي يتسبب في ان تجد الكثير من المفاسد طريقها الى باطن الطفل وسلوكه وتهيئ فرص وموجبات نموه ونضوجه. وليس من شك في أن الكثير من المفاهيم الدينية في سني العمر الأولى غير قابلة للفهم من قبل الطفل ومن هذا المنطق فإننا نحرص على انقاذه وتحذيره من هذه الدوامة والضياع في هذا المجال.
الملاحظات والمحاذير :
وفي الختام من الضروري ان نلفت انظار الآباء المحترمين الى بعض الملاحظات والمحاذير اللازمة في هذا المجال لكي تسير مسألة تربية الطفل دينياً واشباع متطلباته بصورة أكمل ولكي يبقى في منأى من مخاطر السير في هذا الطريق.
١- يجب أن تقترن التربية الدينية بالاختلاق والعواطف الانسانية بحيث تخلق الاجواء المساعدة على النمو لدى الافراد.
٢- في حالة القيام بأداء عمل ديني يجب أن يحظى بالثناء والاستحسان لكي يشعر بالسرور ويتمسك بالاستمرار بذلك.
٣- لا تجبروا الاطفال الصغار على القيام بأداء عمل ديني معين اطلاقاً ولا تَدَعوه يشعر بالاشمئزاز والعقدة من ذلك.
٤- بينوا له الدين كما هو عليه ولكن بلغة الاطفال.
٥- لا تختلقوا أمراً ما لغرض كسب انظار الطفل ومسرته مطلقاً ذلك ان ازالة آثار ذلك من ذهنية الطفل ستكون أمراً عسيراً فيما بعد.
٦- لا ترهقوا الطفل في انجاز الامور الدينية ولا تتوقعوا منه ان يقوم مثلاً باحياء الليالي بالعبادة أو اداء الصلوات المستحبة أو قراءة الادعية التي لا يفهم معناها كما تقومون انتم بذلك.
7ـ تحدثوا له عن الله تعالى بشكل دائم على أنه حاضرٌ وموجود، الحاضر الذي هو ناظر ومطلع على أعماله ويسمع كلامه ويتخذ قراراً بحقه.
٨ - ابذلوا ما بوسعكم وابتدأ من عمر التمييز لكي لا تنساب المسامحة والتهاون الى أمر الدين ويجب ان تكون مراقباتكم غير مباشرة.
٩- لا تستعجلوا في أمر التربية الدينية وجعل الطفل فرداً متدنياً ، بل اعملوا بتأن وتدريج.
١٠- استفيدوا من قدرة الدين ورقابة الله تعالى لغرض السيطرة على سلوكه واخلاقه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|