أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-1-2021
2627
التاريخ: 31-1-2023
1117
التاريخ: 2023-02-21
1621
التاريخ: 17-1-2023
1205
|
هو أبو طالب عليه السّلام عبد مناف ، وقيل : عمران بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب العدنانيّ ، القرشي ، الهاشمي ، وقيل : اسمه كنيته ، وأمّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية .
عمّ النبي محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ووالد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام .
أحد أشراف وسادات العرب في الجاهليّة والإسلام ، وكان سيّد قريش وشيخ البطحاء ورئيس مكّة وأحد تجّارها .
كان عالما فاضلا ، شاعرا فصيحا بليغا جيّد الكلام ، عرف بالحكمة والحلم وحسن التدبير ، وكان وسيما ، وعليه وقار الحكماء وبهاء الملوك . كان في الجاهلية من المؤمنين باللّه والموحّدين له ، ولما بزغ نور الإسلام آمن بالنبيّ محمّد صلّى اللّه عليه وآله وبرسالته الغرّاء .
ولد بمكّة قبل مولد النبي صلّى اللّه عليه وآله بخمس وثلاثين سنة .
بعد وفاة والد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله - عبد اللّه - تولّى جدّه - عبد المطلب - رعايته وتربيته ، فلما توفيّ عبد المطلب قام أبو طالب عليه السّلام بأعباء كفالة ورعاية النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، فلما بعث النبيّ صلّى اللّه عليه وآله للرسالة تولّى نصرته والذبّ عنه وحمايته من الكفّار والمشركين ، فكان الدرع الواقي له من أعدائه ، والمحامي القويّ له من مناوئيه .
نصر النبي صلّى اللّه عليه وآله في بثّ الشريعة الإسلامية ، فلاقى من الكفّار صنوف العناء والبلاء حتّى حاصروه هو وأسرته في الشعب المنسوب إليه بشعب أبي طالب .
كان يحبّ النبي صلّى اللّه عليه وآله حبّا شديدا ، ويقدّمه على أولاده ، ولا ينام إلّا وهو إلى جانبه ، وكان يقول للنبي صلّى اللّه عليه وآله : إنّك لمبارك النقيبة ميمون الطلعة .
آمن بالنبيّ محمد صلّى اللّه عليه وآله وأسلم ، وكان يكتم إيمانه به خوفا على بني هاشم . كان مستودعا للوصايا ؛ فنقلها إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وكان قبل إسلامه يسير على نهج أبيه عبد المطلب في اتّباع ملّة إبراهيم الخليل عليه السّلام .
لمّا بلغ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله التاسعة من عمره وقيل : الثالثة عشرة أخرجه معه في تجارة إلى بلاد الشام .
ولم يزل يحمي النبيّ صلّى اللّه عليه وآله من أعدائه ، ويدفع شرورهم عنه ، حتّى توفّي بمكّة المكرّمة في النصف من شهر شوال ، وقيل : في السادس والعشرين من رجب أواخر السنة العاشرة من المبعث النبويّ الشريف ، ودفن بمكة إلى جانب أبيه في الحجون ، وبكى عليه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بكاء شديدا ، فكان موته فقدا عظيما للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله والمسلمين .
قال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بعد وفاة عمّه : ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتّى مات أبو طالب عليه السّلام .
وبعد وفاته أوحى اللّه إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بأن أخرج من مكّة فقد مات ناصرك .
كان له من الأولاد : طالب وعقيل وجعفر والإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ، ومن البنات أم هاني وجمانة .
له أشعار كثيرة في مدح النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والدفاع عنه ، منها :
وشقّ له من اسمه ليجلّه * فذو العرش محمود وهذا محمّد
ومن قصيدة له يمدح فيها النبيّ صلّى اللّه عليه وآله :
بعض أقوال العظماء فيه
سئل حكيم العرب أكثم بن صيفي عمّن تعلمت الحكمة والرئاسة والحلم والسيادة ؟
قال : من حليف الحلم والأدب ، سيّد العجم والعرب ، أبي طالب بن عبد المطلب .
كان الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه السّلام وأن يدوّن ، وقال عليه السّلام : تعلّموه وعلّموه أولادكم ، فانّه كان على دين اللّه ، وفيه علم كثير .
قال الإمام الصادق عليه السّلام في حقّه : مثل أبي طالب عليه السّلام مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآجرهم اللّه مرّتين .
وقال الإمام الصادق عليه السّلام ردا على الذين يدّعون أنّ أبا طالب عليه السّلام في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار تغلى منها أمّ رأسه ، كذب أعداء اللّه ، إنّ أبا طالب عليه السّلام من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وقال الإمام الباقر عليه السّلام : مات أبو طالب بن عبد المطلب عليه السّلام مسلما مؤمنا ، وشعره في ديوانه يدلّ على إيمانه ، ثم محبّته وتربيته ونصرته ومعاداة أعداء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وموالاة أوليائه ، وتصديقه إياه بما جاء به من ربّه ، وأمره لولديه عليّ عليه السّلام وجعفر بأن يسلما ويؤمنا بما يدعو إليه .
قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما السّلام في حقه : من شكّ في إيمان أبي طالب عليه السّلام كان مصيره إلى النار .
وقال بعض العظماء في حقّه : لإيمان أبي طالب عليه السّلام واعتقاده بالإسلام يمنحه اللّه يوم القيامة نورا يغطّي أنوار الخلائق إلّا أنوار أصحاب الكساء الخمسة .
وقال الإمام الصادق عليه السّلام : لو وضع إيمان أبي طالب عليه السّلام في كفة ميزان وإيمان الخلائق في الكفة الأخرى من الميزان لرجح إيمانه على إيمانهم .
القرآن المجيد وأبو طالب عليه السّلام
يقول المخالفون للّه ولرسوله صلّى اللّه عليه وآله ولأئمة أهل البيت عليهم السّلام : إنّ أبا طالب عليه السّلام كان يدافع عن النبي صلّى اللّه عليه وآله ولم يؤمن به ، فنزلت فيه الآية 26 من سورة الأنعام : {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} . . . والحقّ والحقيقة لا يعترفان بذلك .
ولكن نزلت فيه الآية 157 من سورة الأعراف : {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
في أحد الأيّام كان جالسا عند النبي صلّى اللّه عليه وآله إذ انحط نجم فامتلأ حوله نارا ، ففزع من ذلك ، وسأل النبيّ صلّى اللّه عليه وآله قائلا : أيّ شيء هذا ؟ فقال صلّى اللّه عليه وآله : هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات اللّه ، فتعجّب أبو طالب عليه السّلام ، فنزلت الآية 1 من سورة الطارق : وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ . والآية 2 من نفس السورة : {وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ }.
والآية 3 من السورة نفسها : {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} .
وشملته الآيات 6 و 7 و 8 من سورة الضحى : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى . وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى . وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى} .
ومع الأسف الشديد يقول بعض أصحاب الأقلام المأجورة وضعاف النفوس والإيمان : إن أبا طالب عليه السّلام مات كافرا ، مع علمهم بأنّ سيرته تدل على إيمانه الراسخ باللّه ، ودخوله في الإسلام ، وحثّ الناس على اعتناق الإسلام ، وممّا يؤيد ذلك أقوال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السّلام في حقّه ، بالإضافة إلى أشعاره الدالة على إيمانه وإسلامه ، ولكن لكونه والد الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يجب اتّهامه بالكفر ، ولو كان والدا لغير الإمام عليه السّلام لما قالوا فيه ما قالوا ، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }. « 1 »
_______________
( 1 ) . أحكام القرآن ، ج 2 ، ص 1020 ؛ الاختصاص ، ص 241 ، أدباء العرب ، ج 1 ، ص 258 ؛ أسباب النزول ، للحجتي ، ص 208 - 213 ؛ أسباب النزول ، للسيوطي - هامش تفسير الجلالين - ، ص 405 و 548 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 175 و 383 ؛ الإصابة ، ج 4 ، ص 115 - 119 ؛ الأعلام ، ج 4 ، ص 166 ؛ أعيان الشيعة ، ج 2 ، ص 366 وج 8 ، ص 114 - 125 ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص 6 ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص 34 و 46 و 87 ؛ بلوغ الإرب ، ج 1 ، ص 324 - 328 وج 2 ، ص 293 ؛ البيان والتبيين ، ج 2 ، ص 216 وج 3 ، ص 30 ؛ تاج العروس ، ج 1 ، ص 356 ؛ تاريخ الأدب العربي ، لبروكلمان ، ج 1 ، ص 175 ؛ تاريخ الإسلام ( السيرة النبوية ) ، ص 53 و 55 و 162 وراجع فهرسته ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج 2 ، ص 777 - 782 ؛ تاريخ التراث العربي ، المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص 285 - 287 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 408 و 410 و 412 و 415 ؛ تاريخ الخميس ، ج 1 ، ص 299 ؛ تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 57 و 58 ؛ تاريخ گزيده ، ص 134 و 135 و 138 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 1 ، ص 250 وج 2 ، ص 13 - 16 و 26 - 36 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 10 ، ص 369 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تذكرة الخواص ، ص 6 - 9 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 4 ، ص 99 وج 8 ، ص 486 وراجع مفتاح التفاسير ، تفسير البيضاوي ، ج 1 ، ص 297 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص 205 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 3 ، ص 122 وج 9 ، ص 170 و 171 ؛ تفسير شبّر ، ص 560 ؛ تفسير الطبري ، ج 7 ، ص 110 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 2 ، ص 265 وج 5 ، ص 545 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 16 ، ص 208 وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، ج 2 ، ص 128 وج 4 ، ص 524 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج 3 ، ص 21 ؛ تنوير المقباس ، ص 107 و 513 ؛ التوحيد ، ص 158 و 159 ؛ الثاقب في المناقب ، ص 45 و 46 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 20 ، ص 96 - 98 وراجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص 14 و 37 ؛ جمهرة النسب ، ص 28 و 30 ؛ خزانة الأدب ، ج 1 ، ص 261 وج 4 ، ص 387 ؛ الخصال ، ص 640 ؛ دائرة المعارف الإسلامية ، ج 1 ، ص 361 و 362 ؛ دائرةالمعارف بزرگ اسلامي ، ج 5 ، ص 618 - 620 ؛ دائرة معارف البستاني ، ج 2 ، ص 196 و 197 ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج 5 ، ص 765 - 769 ؛ داستانهاى شگفتانگيز قرآن مجيد ، ص 688 و 689 و 706 و 708 ؛ الدرجات الرفيعة ، ص 41 - 63 ؛ الدر المنثور ، ج 3 ، ص 8 ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ الروض الأنف ، ج 1 ، ص 438 وج 2 ، ص 196 و 216 - 219 وج 3 ، ص 46 و 56 و 63 و 82 و 89 و 283 و 299 وج 4 ، ص 15 - 17 و 26 - 31 ؛ ريحانة الأدب ، ج 7 ، ص 167 و 168 ؛ سفينة البحار ، ج 2 ، ص 87 - 90 ؛ السيرة الحلبية ، ج 1 ، ص 138 ؛ سيرة المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، ص 48 و 202 و 203 - 220 ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، ص 73 و 236 - 240 وراجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج 1 ، ص 194 و 241 - 249 و 461 و 463 و 464 و 473 - 477 و 486 وج 2 ، ص 122 - 131 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 161 و 189 - 194 و 263 و 264 و 282 - 287 و 357 و 376 وج 2 ، ص 10 و 11 و 16 و 57 و 60 ؛ شرح الأخبار ، ج 3 ، ص 220 - 225 ؛ صبح الأعشى ، ج 1 ، ص 213 و 238 و 357 - 359 ؛ طبقات الشعراء ، لابن سلام ، ص 60 و 61 ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 1 ، ص 119 - 125 ؛ العقد الفريد ، ج 3 ، ص 71 وج 4 ، ص 82 وج 5 ، ص 209 ؛ عمدة ابن البطريق ، ص 410 - 416 ؛ عمدة الطالب ، ص 20 - 23 ؛ عيون الأثر ، ج 1 ، ص 40 ؛ الغارات ، ج 2 ، ص 433 و 434 و 587 و 588 و 883 ؛ فرهنگ نفيسى ، ج 3 ، ص 2223 ؛ فضائل الصحابة ، ج 2 ، ص 675 ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج 4 ، ص 4 ؛ كتاب أبو طالب مؤمن قريش ؛ الكشاف ، ج 4 ، ص 734 و 767 و 768 ؛ كشف الأسرار ، ج 4 ، ص 222 وج 5 ، ص 609 وج 7 ، ص 338 وج 8 ، ص 480 وج 10 ، ص 143 و 450 و 525 ؛ الكنى والألقاب ، ج 1 ، ص 104 - 106 ؛ لسان العرب ، ج 1 ، ص 34 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 3 ، ص 553 و 554 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 238 و 240 و 252 و 261 و 297 ؛ المحبر ، ص 9 و 11 و 132 و 165 و 174 و 262 و 304 وراجع فهرسته ؛ مروج الذهب ، ج 2 ، ص 293 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 6 ، ص 542 - 555 ؛ المعارف ، ص 71 و 72 ؛ المغازي ، ج 1 ، ص 69 وج 2 ، ص 828 وج 3 ، ص 1074 ؛ المناقب ، لابن شهرآشوب ، ج 1 ، ص 57 - 67 ؛ منتهى الإرب ، ج 3 ، ص 763 ؛ مواهب الجليل ، ص 166 ؛ المورد ، ج 1 ، ص 30 ؛ الموسوعة الإسلامية ، ج 3 ، ص 92 - 94 ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص 36 ؛ نسب قريش ، ص 17 و 39 ؛ نمونه بينات ، ص 858 ؛ هدية الأحباب ، ص 24 ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، ج 1 ، ص 80 و 138 و 197 و 198 و 211 و 349 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|