احداث ما بعد معركة احد
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص93-94.
2025-07-08
559
احداث ما بعد معركة احد
قال تعالى : {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء : 104].
قال الشيخ الطوسي : روي عن ابن عباس ومفسرين آخرين أن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - بعد الأحداث الأليمة لواقعة أحد - صعد إلى جبل أحد وكان على الجبل أبو سفيان فخاطب النبي بلهجة الفاتح بقوله : « يا محمد يوم بيوم بدر ! » وعنى أبو سفيان بذلك أن انتصارهم في أحد كان مقابل هزيمتهم في واقعة بدر .
فطلب النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من المسلمين أن يردوا عليه فورا ، ولعل النبي أراد أن يثبت لأبي سفيان أن من تربوا في ظل الرسالة الإسلامية يتمتعون بكامل الوعي ، فرد المسلمون على أبي سفيان : هيهات أن يستوي الوضع بين المؤمنين والمشركين ، فشهداء المؤمنين في الجنة وقتلى المشركين في النار .
فأجاب أبو سفيان - صارخا ومفتخرا - بالعبارة التالية : « لنا العزى ولا عزى لكم » فرد عليه المسلمون :
« اللّه مولانا ولا مولى لكم » ولما عجز أبو سفيان عن الرد على هذا الجواب والشعار الإسلامي الحي تخلى عن صنمه « العزى » وعرج على صنم آخر هو « هبل » متوسلا إليه بقوله : « أعل هبل ، أعل هبل » فرد عليه المسلمون بجواب قوي علمهم إياه نبي الإسلام صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وهو : « اللّه أعلى وأجل » . فلما أعيت أبا سفيان الحيلة ولم تجده شعاراته الوثنية نفعا قال صارخا : « موعدنا في أرض بدر الصغرى » .
عاد المسلمون من ساحة القتال مثخنين بالجراح ، وحين كان يعتصرهم الألم من أحداث أحد نزلت الآية المذكورة أعلاه محذرة المسلمين من الغفلة عن المشركين مطالبة إياهم بملاحقة قوى الشرك دون كلل أو ملل ، وأن لا يتأثروا بحوادث مؤلمة كحادثة أحد ، فهب المسلمون وهم في تلك الحالة لملاحقة العدو ، فما أن سمع المشركون بعزم المسلمين حتى أسرعوا الخطى مبتعدين عن المدينة وعادوا إلى مكة .
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة