أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-7-2019
2205
التاريخ: 26-1-2016
1949
التاريخ: 6-1-2022
1529
التاريخ: 24-4-2017
2386
|
عالم اليوم والمستقبل هو عالم الانتخاب أو عالم انتخاب الأحسن، يمتلك الإنسان وحسب الرؤية القرآنية قوة للانتخاب: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[الإنسان: 3]، يمكنه اختيار أمراً ما بين عدة أمور أو يرفض ذلك الأمر، مساحة ذلك واسعة وتشمل جميع الأمور المتعلقة بالحياة.
يستطيع اختيار أحد السبيلين الشر أو الخير: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد: 10]، ويمكنه من خلال ذلك الاختيار الاتجاه نحو التملك والإقامة والعمل والحرب والصلح والبناء أو التخريب والحرية والعبودية والحركة والتعليم، واختيار عقيدة بين عشرات العقائد، والإسراف أو عدمه والصداقة والمعاشرة واختيار نوع التغذية والطعام...الخ.
من شروط الحرية، القدرة على الانتخاب للوصول الى هذا الهدف، يحب مهارته وقواه الفكرية لانتخاب الاحسن.
تمرين الانتخاب
يبدأ تمرين الانتخاب من فترة الطفولة وحينما يبدأ بتشخيص الأكبر والأصغر ويسعى لاختيار الأكبر أو عندما يميز طعم الأغذية ويختار لنفسه الأطعم والأطيب لذوقه.
يستوجب على الأبوين هنا مساعدته في ذلك ويسألون منه عن أي الطعامين تفضل أو ايهما تختار؟ وهكذا يتطور الأمر إلى الأشياء الأخرى كلما تقدم عمره، مثلاً يطلب منه اختيار أحد هذين الحذائين أو القميصين وهكذا يزداد عدد الاختيارات بازدياد السنين دون أن نفقد السيطرة عليه.
تمرين الحرية في الانتخاب الحالي سيكون أرضية صلبة لاختيار هدفه وتعيين سبيله في المستقبل والاستفادة من قدراته وامكاناته ويمكنه التصميم بفكره والتعبير بلسانه والعمل بإرادته وكل ذلك ضروري جداً لحياة حرة.
مساحة التمرين
تمرين حق الانتخاب في الواقع هو تمرين الحرية وهنا نسأل ما هي المجالات التي يدخل فيها الجواب كما يلي:
1ـ في انتخاب اللوازم الشخصية: الطفل حر في اختيار لوازمه الشخصية، أن ذلك ممكناً متى ما بلغت إرادته ونمى عقله وأصبح مستعداً لممارسة حق الانتخاب، لا يمكن أن نمنح هذا الحق للطفل في جميع سنينه وعمره وخصوصاً هناك الكثير من الموارد التي لا يشخّص فيها خيره وصلاحه مثلاً مخالفته لإبرة الطبيب لأنها تؤلمه، يمكن السماح له بانتخاب وسائله تدريجياً بصورة تتناسب مع نضوجه ونموه مثلاً الطفل ذي العشر سنين يمكنه الاختيار بنسبة معينة، كالحذاء والألعاب، وبعد ذلك يمكنه حتى الاشتراك في الأمور العائلية وإبداء رأيه.
2ـ في المصروفات: يمكنهم أن يكونوا أحراراً في هذا المجال وخصوصاً في الطعام واللوازم والأدوات الحياتية والألعاب وبالتالي المصروفات الشخصية له لأجل شراء شيء له كالقلم والدفتر والإناء والقدح والملعقة ونوع من الأطعمة التي يضعها الآباء في اختياره و....الخ، فيمكنه التخطيط لذلك والصرف له، من الضروري أن يمنح الإذن في هذه الموارد ويصمم لنفسه بشرط عدم وقوع ذلك بالخلاف الشرعي أو إضرار الآخرين، لأن إعطاء هذا الحق يعطي صبغة لشخصيته وقيمة لعمله.
3ـ في التحكيم: يحتاج الطفل إلى الحرية لأجل تنظيم الفكر والتحكيم العاقل وتقييم الرغبات والقدرة على اختيار السبيل، يحصل هذا التحكيم من قبل الطفل سواء اراد ذلك أم لم يرد، فهو حكم جيد لسلوك وأفعال الوالدين والمعلمين وحتى الناس المحيطين به، ويصدر منه نتيجة ذلك الحكم أفعال وحركات خاصة، وأن مواقفه وحتى جزء من شيطنته باتجاههم ناشئة من حكمه عليهم بهذا المستوى واعتبرهم ظلمة في بعض الحالات. إن الأعمال الصادرة من الوالدين والتي تؤدي إلى هذا الحكم الأعمى وغير العقلي يجب اخفاؤها عن الطفل كالنزاع والجدال والعصبية.
من الممكن أحياناً أن يكون تعامل فرد ما محكوم بالمظلومية من قبل الطفل دون أن يكون ذلك الفرد مظلوم، والسبب هو تظلم ذلك الفرد وتظاهره بذلك أمام الطفل وهذا ما لا يمكن تشخيصه من قبل الطفل.
4ـ في انتخاب الصديق: لا مفر للإنسان من الحياة الاجتماعية والعيش والاختلاط مع الناس، وتعتبر المعاشرة من أركان الحياة الاجتماعية ولهذا فإن انتخاب الصديق والرفيق والحميم ضروري للفرد، لهذا فإن للطفل حق في امتلاك صديق ومعاشر يمضي إلى جانبه أياماً.
من الطبيعي انه لو كان الأبوان عاقلين ويفكران بعيداً فإنهم سيجعلون في طريق الطفل أصدقاء طبيعيين جيدين ويرغبون الطفل بصداقتهم لأن رفعة وجودة الأصدقاء لها تأثير كبير على الطفل وكذلك الدناءة والرذالة.
يجب أن يتصف هذا الانتخاب بالدقة ويتم بصورة غير مباشرة لكي لا يتحسس الأطفال من ذلك وتعتبر علاقات الآباء والأمهات وارتباطاتهم وزياراتهم ذي تأثير كبير على إقامة العلاقة وعلى هذا الأمر.
5ـ في الانتقادات:
إن قصدنا المعنى الحقيقي لذلك فإن ذلك حق للجميع ومن ضمنهم الأطفال من الخطأ أن يغضب الوالد والأم من انتقاد الأبن لهم ولعل الخطأ يصبح أكبر لو حاولا اتخاذ موقف بحقه كالعقوبة، إن هذا صعب تحمله ولكنه لازم جداً استيعابه والصبر عليه وتفهيمه إن كان خاطئاً بحقهما بصورة هادئة أو الاعتراف بالخطأ إن كان صائباً لأن هذا في الحقيقة هو درس يعلمون به الطفل حرية الفكر والاعتراف بالحقيقة، وكذلك يوضحون إمكانية الاشتباه لأنهم غير معصومين وقد تبدو منهم بعض الأخطاء وسيبذلون الجهد لرفع وتصحيح هذا الخطأ.
وهذا الأمر خلاف ما يتصور بعض الأولياء إن الاعتراف بالخطأ يسبب تضعيفاً لشخصيتهم.
موارد منع الانتخاب
لا يحق للطفل الانتخاب في كثير من الموارد ويجب على الأولياء توضيح ذلك لهم من جملتها:
- عندما يكون العمل غير متعلق بهم مثل التدخل بالأمور الشخصية للأبوين أو الآخرين ومحاولة اختيار أمر ما لهما.
- لا يحق له الاختيار أمام ما شرع به الشرع والقانون وعين التكليف.
- لا يحق له الاعتراض على أمر يؤيده جميع أفراد العائلة وهو يتعلق بهم.
- فيما يرى الأولياء ضرورته له ولمصلحته كالمسائل الطبية والصحية وتناول الدواء.
- في الأمور التي لا يكفي فهمه ودركه في تشخيص الصواب عن الخطأ مثل المسائل القضائية والسياسية ومسائل من هذا القبيل.
بعض النكات في موضوع الانتخاب
تنمو قدرة انتخاب الطفل بصورة تدريجية ويجب أخذ سنه وعمره بنظر الاعتبار في هذا الأمر.
- زيادة مساحة الانتخاب وتنوعه بصورة تتناسب مع درك ونمو الطفل وكذلك مساحة الحرية.
- يجب المساواة في إعطاء الحرية بين الولد والبنت في الأمور الشخصية مع رعاية الضوابط اللازمة لأن كليهما يحتاج إلى التعليم والاعتماد على النفس وموجبات السعادة.
- يجب تحديد حدود الانتخاب في الأمور الحياتية كالغذاء مثلاً وعليه تناول أطعمة البيت وكحد أعلى عليه اختيار أحد الطعامين.
- حاول أن ترافق اختياره بالدليل والمنطق بما يتلائم مع فهمه وإدراكه لكي يعلم ما يفعله ولماذا.
- حاول إشراك رأي الطفل في الأمور العامة للعائلة وطالبه أحياناً برأيه بصورة غير مباشرة أو تلقينية.
-لا ننسى أن استعمال الحرية والانتخاب في المحيط الآمن ميسّرة ولا يفوتنا أن لا نؤثّر على وضعه الأمني.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|