المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

العوامل المؤثرة على المياه الجوفية في العراق
27-5-2019
Medical laboratory
15-2-2016
حكم نسيان الجهر والإخفات حتى الفراغ من القراءة
2-12-2015
الظلم
5-10-2016
الأراضي الصودية
14-6-2016
معنى كلمة خرج
4-06-2015


التوازن بين الاصلاح والجهد للقضاء على التخلفات الدراسية  
  
1136   08:42 صباحاً   التاريخ: 5-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص200 ــ 204
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ابنكم لديه تخلف في الدراسة وأنتم تسعون لأجل جبران هذا التخلف. نحن نعرف أنه توجد مشاكل وصعوبات في طريقكم ولكنكم بحكم الوظيفة والمسؤولية التربوية التي تعهدتم بها لتربية الأطفال مجبرين على تحمل هذه الصعوبات وازالتها عن طريقكم.

أنتم لأجل النجاح مجبرين على مراقبته وحتى يجب أن تضيّقوا عليه دائرة المراقبة عنه ولكننا يجب أن لا نشك أنه أفضل شخص يستطيع أن يساعده نفسه. إن لم يرد هو أن يعمل ويساعدكم، فأنتم لا تستطيعون النجاح في مجال جبران تخلفه، ولذلك يجب أن تمهدوا وتهيأوا الشروط اللازمة، لذلك من أجل السير معكم نحو الهدف المنشود.

اعملوا بإلحاح على جبران تخلفه ولكن لا تستعجلوا يجب ان تتصفوا بالصبر والحلم، فلا تقللوا من لعبه ولا تضيقوا على حياته، أجيزوا له أن ينام في وقته ولكن يجب أن يقوم في وقته ويعمل، يلعب بوقته ويدرس بوقته. حذف اللعب لأجل الدرس والعمل يؤدي الى استمرار حالة الكسل التي يمتاز بها.

الوقاية اللازمة

تبين ما يجب أن نعمل لأجل جبران التخلف حتى الآن. وهنا نريد أن نذكر ما هي الأعمال التي يجب أن نجتنب عنها في هذا المجال؟

نستطيع أن نذكر بحوثاً طويلة ومفصلة، ولكننا نحترز عن ذلك ونذكر موارداً مهمة في هذا المجال مع رعاية الاختصار:

1ـ الضرب: أول طريقة وأسلوب يستعمله الآباء والأمهات وحتى المعلمين. يضربون الطفل المتخلف ويريدون أن يحلوا جميع مشاكل الطفل ومسائله باللطم والضرب، أن هؤلاء غافلون عن الأساليب الأخرى لأجل اصلاح الطفل.

نعم، أنتم تستطيعون أن تضربوا الطفل، ولكن ذلك لا يزيد من مستوى ادراكه وذكائه، واللطم على الوجه لا يصير أحداً عالماً في الرياضيات ابنكم متأخر ومتخلف في علوم الأملاء والحساب، فما علاقة هذه الأمور بالضرب؟

ضرب الطفل الذي يتألم بسبب آخر والخشونة معه لا يصلح شيئاً من وضعه بل يسبب في بروز مشاكل أخرى ويزيد عليها. هو ماذا يفعل مثلاً إن كان له تخلف ذهني أو ضعف في الحافظة؟ هو ماذا يفعل إن كان لا يستطيع التعلم بسبب نزاعاتكم الأسروية؟ لماذا تضربونه؟

2ـ الشماتة والتحقير: هذا أيضاً أسلوب خاطئ، أن الطفل لو تخلف في الدراسة لأسباب وعلل مختلفة يكون مورداً للتحقير والتشمت. أولاً أن التشمت أسلوب الجهلاء وثانياً هذا العمل لا يجدي نفعاً للطفل ولا يصلحه.

وإن تغاضينا عن ذلك فأن تشتت الطفل يسبب في بعض الموارد بروز العقد في نفس الطفل ويكون سبباً لحيرته وضياعه. الطفل لأجل سعة صدره القليلة من الممكن أن يخسر روحيته القليلة إيضا بسبب التشمت والتحقير. أو يتصور أن الماء قد تجاوز عن رأسه وفي تلك الحالة يحس أنه خالياً وفارغاً عن كل شيء ويصير وضعه أتعس من الماضي.

3ـ اللوم: العتاب واللوم أيضاً لا يكون له أثراً موجباً في طريق إزالة تأخر الطفل. التخلف والتأخر الدراسي أكثر مما يحتاج إلى اللوم يحتاج إلى البحث عن العلل والبواعث ورفع تلك العلل والبواعث وجبرانها.

اللوم للطفل يسبب له التألم والخجل ومن الممكن في بعض الموارد أن يسبب في لجاجة الطفل وطغيانه. الطفل عندما يحس أن أمنيته وهدوئه النفسي عرضة للخطر يتعجل ويتخير وحتى في بعض الموارد يتوقف عن الحركة والعمل والجهد وفي بعض الأحيان تسبب هذه الحالة في بروز اليأس وتبعد الطفل عن الدرس والبحث.

4ـ القياس: بعض الآباء والأمهات يقيسون موفقية الآخرين مع موفقية ابنهم ويسببون في تضعيف روحيته على هذا الأساس أو يقيسون الطفل مع الآخرين في بعض الأحيان ويسلبون منه السرور والنشاط مع أن من الناحية العلمية يجب أن يقاس الطفل مع وضعه الماضي لأن البشر غير متشابهين وغير متساويين.

المقايسات تسبب الخجل للطفل وتمهد المجال للتنفر وعدم الرغبة في الدرس والنظام الدرسي.

أنتم يجب أن تعملوا بالعكس فترون نقاط قوته وتقولوا له حتى يعتمد ويعتد بنفسه ويحسب له رشداً وتقدماً. لا تظهروا له أخطاءه، بل يجب أن توضحوا له ذلك وتعلموه كيف يجتنب الوقوع في ذلك الخطأ مرة أخرى.

5ـ الاهمال والترك: هذا أيضاً خطأ آخر يرتكبه بعض الآباء والمربين. عندما يرون التخلف الدرسي في الطفل يفقدون الأمل ويتركون الطفل ويهملوه. فكرة (الترك والاهمال)، فكرة خاطئة لأنها أولاً نوع من الهروب عن المسؤولية وثانياً ستزيد أضعافاً مضاعفة من مشاكل الاطفال.

في بعض الموارد قد يكون الترك والاهمال موجباً لرضا الطفل وسروره من جهة أنه يرى نفسه حراً عن القيود والتكاليف. فهو لا يستطيع أن يرى نهاية مستقبله ولا يتدبر للمستقبل. نحن الذين لدينا مسؤولية تربيتهم من الضروري أن نراقبهم.

6ـ الانهاك: الانهاك الذهني والجسمي هو سبب من أسباب التخلف الدرسي. ولذلك يجب أن لا نزيد من سعة هذه العلة.

يجب أن يكون عمل الطفل متعادلاً بصورة لا تتغير برامجه ونظامه واستراحته. لا يجب أن يمنع عن التفرج والنزهة. ولا يحتمل ظلماً وضغوطاً كثيرة و... يجب أن لا ننسى أنه طفل والتوقع والانتظار منه يجب أن يكون بمستواه وحدّه.

7ـ إبراز اليأس: من الممكن أن يكون وضع الطفل بصورة سيئة مع ذلك يجب أن نساعده من باب الوظيفة، يجب أن لا نبرز اليأس وعدم الرغبة أبداً، يجب أن لا نقول له أننا يائسون منك، وأنت لا تستطيع كسب النجاح أبداً و...

قراءة آية اليأس ستزيد من سوء حالته وتسبب في فقدان أمله في عمله وجهده ويرى قدرته وقابليته للوصول واكتساب المقاصد والأهداف القليلة جداً.

من اللازم في بعض الأوقات أن نغير أسلوبنا ومقصدنا بدل اظهار اليأس. من الناحية ادهنوا أجسامكم بزيت رسوبه في هذه السنة (كناية عن تقبل الخطأ والتساهل) وهيئوه لعمل وجهد آخر من الممكن أن لا يستطيع التخرج من الثانوية ولا يستطيع أن يصير مجتهداً. وجهوه إلى عمل وبرنامج ونظام جديد، واجعلوه يمارس مهنة أخرى كأن يصبح خياطاً ماهراً، رساماً مقتدراً، نجاراً ماهراً و...

الوقاية

نحن نعرف أن الوقاية والصيانة أسهل من العلاج وأصرف دائماً. يجب أن ينتبه الآباء والمربون إلى أن لا يصاب الطفل بالتخلف أبداً، لأن في تلك الحالة سيكون العلاج وجبران ذلك التخلف عمل صعب ومشكل نسبياً

يجب أن ترتبوا عمله وجهده في السنوات الأولى من حياته على أصل أن يكون عمله ولعبه منظماً ومبرمجاً. خصوصاً في السنة الأولى من الابتدائية يجب أن نجعل أركان عمله ودرسه بصورة صحيحة. نظموا وقته وعمله ولعبه. اختاروا له مدرسة جيدة، لا تجعلوه يمر عن درس بدون أن يفهمه.

أضمنوا له السلامة من الجوانب الأخرى كسلامة الجسم والنفس، والأمنية والاستقرار في الحياة. يجب أن يكون محيط البيت بعيداً عن التشويش وعدم الأمان والعوامل الأخرى التي تسبب الاضطراب. راقبوا محيط حياته الاجتماعية ومعاشراته الخاطئة ومشغولياته وبطالته. وبصورة عامة يجب أن نراقب العوامل المؤثرة في التخلف والممانعة عن وقوعها وبروزها للطفل.

مصادر للمراجعة

في هذا المجال يجب أن نطالع كتباً كثيرة من جملتها الكتب التي تبحث:

- في مجال علم النفس التعليمي.

- في مجال علم النفس للأطفال

- في مجال علم النفس التربوي.

- في مجال علم النفس في المدرسة.

ـ مسائل دراسة الطفل أو دراسة سلوك الطفل وتعامله. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.