أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-3-2020
3740
التاريخ: 2023-02-18
709
التاريخ: 26-11-2018
2856
التاريخ: 2023-02-17
1093
|
مفهوم المنهج الجغرافي
يمكن الاستدلال على المكان والكشف عن عبقريته بأتباع المنهج الجغرافية المتميز الذي يعين الباحث الجغرافي في الكشف عن الحقيقة الجغرافية التي يبحث عنها. فالعلاقة بين "المكان" والمنهج علاقة متينة ويمكن التعبير عنهما بما تتبعه الدراسات الجغرافية بمنهجين هما:
1- المنهج الأصولي (أو النسقي) Systematic.
2- المنهج الإقليمي Regional.
والمقصود بالدراسات الأصولية بيان صفات سطح الأرض في ضوء عامل جغرافي واحد ، وتشمل الدراسة الأصولية الظاهرات الطبيعية والبشرية، وفي جميع هذه الظواهر يتفحص الأشياء كما هي في واقعها على سطح الأرض. ويحاول أن يتوصل إلى نتائج ويقترح صيغا لقوانين توضح توزيعها ، وارساء قواعد توضح العلاقات بين الظاهرة مدار البحث وبين الظواهر الأخرى التي لها أهمية جغرافية.
أما المنهج الإقليمي فيؤكد على دراسة الإقليم الجغرافي، الذي هو جزء هندسي من سطح الأرض يتميز بظاهرة أو مجموعة ظواهر تضفي عليه صفة تميزه عما يجاوره. وتقسم الأقاليم عادة إلى:
1- أقاليم اعتيادية (منتظمة).
2- أقاليم وظيفية (عقدية ).
وتتميز الأقاليم الاعتيادية بتشابه ظواهرها المميزة في مختلف جهاتها إلى حد كبير كأقاليم التضاريس أو الأقاليم المناخية أو الزراعية وغيرها. أما الأقاليم العقدية فتختلف عن سابقتها، وتتميز بأن وظائفها تتركز على بلدة أو مدينة، فالمناطق التي تحيط بالمدينة وتتفاعل معها وتعتمد عليها هي التي تشكل الإقليم الوظيفي للمدينة.
كما يعني المنهج النظري للجغرافية الإقليمية أيضا هو أن نربط الوحدات يعني المكانية بعضها بالبعض الأخر لنكتشف التكوين البنيوي والوظيفي للإقليم الأضخم. ولكي ينظم الجغرافي معرفته الجغرافية فهو يعتمد على طريقتين اساستين هما: النظامية والإقليمية. وتتصل الأولى بالعلوم النظامية بصورة مباشرة وغير مباشرة لتحليل العالم صفة بصفة على انفراد مستفيدة من استنتاجات تلك العلوم ومفاهيمها.
أما الثانية فهي تركز على تحليل الأقاليم على أساس أن كل إقليم يتصف بتشكيل معين من تداخل وتفاعل مجموعة من الصفات تجعله يختلف عن الأقاليم الأخرى. فالدراسة الإقليمية تتكون من مميزات نظامية ترتبط وتتفاعل معا في أقاليم مختلفة من العالم. لذا لا يمكن لأية دراسة جغرافية أن تتجنب استعمال كل من الطريقتين وهنا يتطلب التذكير بأن هاتين الطريقتين تتخذان اتجاهين أساسيين في الدراسات الجغرافية هما الاتجاه الشكلي (Morphological & Formal) والاتجاه الوظيفي (Fictional) فالأول يؤكد على الشكل والبنية والثاني يهتم بالعمل أو الوظيفة التي تختص بها الظاهرة المدروسة.
وفي هذا الاتجاه يؤكد بنك (Panck) إن ما يحتاجه الجغرافيون هو العمل - لأن التقدم في علم الجغرافيا لا يتحقق بالكتابة عن مناهج الجغرافيا ، ولكن بالعمل الجغرافي المنهجي.
فالمنهج الجغرافي إذن يسهم في دعم الجغرافي في تنظيم المعرفة في أي حقل من حقول العلم في أنظمة لكي يكون تحت تصرف الباحث في مشكلة معينة، معرفة الحقائق والمفاهيم العامة والمبادئ التي تتعلق بمشكلته.
إلا أن هناك جغرافيون آخرون يصرون على أن الأشياء الخاصة بدراسة الجغرافيا هي قطع الأرض التي يسمونها "الاقاليم" (Regions) ولكي تدرس هذه القطع كما يدرسها العلماء الأخرون اشياءهم" وتنظم في تصنيفات من الأنماط (Types) وتطور مبادئ وقوانين علمية حولها، فلابد أن تكون "أشياء" ثابتة (Concrete) متفردة, فإذا ما أختبر المرء هذه الافتراضات فلن تصبح حينئذ دراسة "الاقليم" "علما" بل ربما شكلا من اشكال "الفن" وتبغي عندئذ أن تقصى من "علم الجغرافيا".
ولما كانت الجغرافيا تستعين بمعلومات طبيعية وإنسانية فهي تهدف إلى معالجة العلاقات المنسوجة بين الجماعات البشرية في تعاملها مع محيطها وفي تعاملها مع بعضها بعضا، وذلك في سياق مستقل وخاص بها تتوخى منه معرفة وسائل انتاج الجماعات البشرية لمجالاتها الجغرافية وكيفية انتظام هي أ المجالات في نماذج مبنية على قواعد وقوانين علمية. وبذلك تعمل الجغرافيا إلى تبيان جدوى هذا التنظيم أو ذاك، كما يقول لوريس حداد.
وعليه فكل منهج للجغرافيا لا يتناول المجال الجغرافية" ولازمته "الأراضي" الجغرافية". يبقى متخلفا عن الركب العلمي في العالم المتقدم كما يقول انطوان غوش, فالمجال الجغرافي في حسب رأي هذا المفكر هو: علاقات نسقية بين العناصر الجغرافية.
أما التحليل المجالي" فهو معالجة المجال الجغرافي باعتبارها بنية منسقة. في حين أن "مفهوم "الأراضي فهو مفهوم ملازم للمجال الجغرافي وفق ما هو معمول به في العالم المتقدم. وفي هذا المجال يتطلب منا التذكير أيضا بالعلاقة بين المنهج وأهداف الجغرافيا. فيستحسن عند مناقشة أهداف الجغرافيا إتباعا المنهج النظري الاستنتاجي dedicative) وهناك المنهج الاستقرائي (Inductive) الذي تنتهي منه بنتائج بعد استقراء ما كتبه الجغرافيون أنفسهم.
ولكي نفهم المنهج الجغرافي بعمق علينا أن ندرك حقيقة الجغرافيا كما عبر عنها ستامب بقوله : "إن الجغرافيا في نفس الوقت علم وفن وفلسفة". وقد أضاف لها جمال حمدان للتوضيح: علم بمادتها ، فن بمعالجتها، فلسفة بنظرتها إن هذا المنهج المثلث يعني ببساطة أنه ينقلنا بالجغرافيا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التفكير، عن جغرافية الحقائق المرصوصة إلى جغرافية الأفكار الرصينة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|