أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
2084
التاريخ: 15-1-2023
1372
التاريخ: 2023-02-27
958
التاريخ: 18-7-2017
2042
|
المراد بالأطفال الاستثنائيين أولئك الذين يعيشون ولأسباب خاصة جسمية، وعقلية أو عاطفية ونفسية في وضع معين يتميزون فيه عن غيرهم من الافراد العاديين وان مستوى رشدهم وتطورهم يختلف عما هو عليه أقرانهم في السن والحالة. ان صفاتهم وخصائصهم هي بالشكل الذي يقود الى تصنيفهم في خانة أخرى من حيث التقسيم.
وانطلاقاً من هذا الوضع فان الضرورة سوف تستوجب ان تكون البرامج المنظورة بشأن تربيتهم، والمواقف المتخذة خلال التعامل معهم مختلفة مع ما هو منظور لغيرهم من الاطفال العاديين بل وحتى يجب ان يصار الى تربية آبائهم ومربيهم بنحو خاص وان يمتلكوا الاستعدادات اللازمة لتربية هؤلاء الاطفال.
تصنيفهم:
لقد عمدوا الى تصنيف الاطفال الاستثنائيين بصورة متعددة، وسنشير فقط الى موردين منها:
الف - المورد الأول:
١- الاطفال ذوي المحدوديات العقلية.
٢- الاطفال ذوي الذكاء الحاد.
٣- الأطفال ذوي الاختلال في التعلم.
٤- الاطفال ذوي المشاكل السلوكية.
5ـ الأطفال ذوي المشاكل النطقية.
٦- الاطفال ذوي المشاكل العاطفية.
٧- الاطفال ذوي النقص البصري.
٨- الاطفال ذوي النقص السمعي.
٩- الاطفال ذوي النقص الجسمي.
10- الاطفال ذوي النقص العصبي.
١١- الأطفال الشاذين.
ب - المورد الثاني :
في هذا التصنيف يمكن تقسيم الاطفال الاستثنائيين الى ٨ مجاميع :
١- الاطفال ذوي المحدوديات العقلية؛ ويشمل المتخلف عقلياً والقابل للتعليم، والمتخلف عقلياً والقابل للتربية. والمتخلف تخلفاً عقلياً شديداً وحاداً (خفيف، متوسط ، حاد).
2ـ الاطفال الأذكياء ذوي الاستعداد.
٣- الاطفال الذين يعانون خللاً في قابلية التعلم ولديهم خلل في قابلياتهم.
٤- الاطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية، وعدم الانسجام أو من مشاكل عاطفية.
٥- الاطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق بشكل خرس، والتلعثم الحاد، و ... الخ.
٦- الاطفال الصم أو نصف الصم، إذ انهم على عدة درجات.
7ـ الاطفال العمي أو نصف العمي. ذوي عيون مفتوحة أو مغلقة.
٨- الاطفال المبتلون بنقص عصبي، وجسمي، وغير جسمي، ذوي العاهات، والامراض المزمنة.
ج- المورد الثالث:
ان كل المواضيع التي سنتناولها بالبحث والتحقيق لا تخرج عن اطار هذا التصنيف إلا اننا لم نعقد العزم على تخصيص بحث منفصل عن كل منها.
ومراعاة للاختصار، وبعد ذكر العمومات في هذا الفصل سنشير فقط الى أربعة مجاميع منها وهم الأيتام، والمعلولين، والمتخلفين عقلياً ، والاطفال الاذكياء وفيما يتعلق باحتياجاتهم فقط.
يتواجد الاطفال الاستثنائيون في كل بقعة من بقاع العالم بما في ذلك مجتمعنا ايضاً ويمارسون حياتهم . وتخصص لهم في الكثير من المجتمعات خدمات خاصة وهي قليلة في مجتمعنا وفي بعض المجتمعات تصل هذه الخدمات الى درجة الصفر . واعدادهم من حيث النسبة المئوية متفاوتة.
وبشكل عام تبلغ نسبتهم في سائر المجتمعات من 10ــ15% من مجموع الاطفال المدرسيين وتأرجح هذه النسبة في المجتمعات التي تعاني من الادمان على المخدرات، والمشروبات الكحولية ، ومخلفات الحرب الناجمة عن أعمال القصف الكيميائي يختلف من مجتمع لآخر.
وطبقاً للإحصاءات المختلفة الموجودة يمكن الاشارة الى الارقام التالية:
ـ المتخلفون عقلياً بحدود 3 / 2%.
ـ الذين يعانون من خلل في النطق 5/ 3%.
ـ الذين يعانون من اختلالات عاطفية 2%.
ـ المبتلون بخلل في البصر ١%.
ـ الذين يعانون من خلل في السمع 575/0 %.
ـ المعلولين 60/0 %.
ـ الاذكياء والافراد الجيدين 3%.
ـ وهناك احصاءات اخرى ايضاً من هذا القبيل يمكن الاشارة لها مع قليل من الاختلافات.
مشا كلهم :
هؤلاء الافراد وكما يتضح لنا من تسميتهم لهم مشاكلهم ومعاناتهم الخاصة بهم. فالضرير لا يبصر شيئاً، والاطرش لا يسمع، والمعلول يعاني من مرض معين أو نقص بدني و.. ولكن الطفل الاطرش، لا يستطيع تعلم النطق والكلام إلا من خلال فنون وأساليب خاصة، وعندما يكون أعمى فانه يجهل الالوان وعاجز عن تصور الاحجام إلا إذا لجأ الى الاستعانة بحاسة اللمس، وعندما يعاني من نقص في القدرة على التكلم فانه يعاني من صعوبة بيان مسألته وتصبح مسألة الدفاع عن نفسه مسألة عسيرة، وهذا يؤدي بحد ذاته الى ايجاد آثار سلوكية وعصبية متعددة .
والاطفال المعلولين ليسوا دائماً في هذا الحد من العَوَق كأن يكون لهم مثلاً اصبع زائد أو ناقص؛ إذ ان بعضهم يعاني من امراض وراثية من الولادة كالأمراض القلبية، والصرع، والروماتيزم وأمراض أخرى من هذا القبيل وهم من النوع الذي يجعلون عمل المربي بشأن تربية الاولاد ورعايتهم يواجه المشاكل والمعضلات. وتصوروا طفلاً مشلولاً وهو بحاجة دائماً الى نقله من مكان الى آخر، وحتى لو كان ذلك لغرض الذهاب الى التواليت أو الى باحة الدار. ومن الطبيعي في حالة وقوع حادثة معينة فانهم سيتسببون في ايجاد مشاكل كثيرة لآبائهم لا تعد ولا تحصى.
وهناك مشكلة أخرى تواجه المتخلفين عقلياً وهي انهم لا يملكون القدرة على ادراك الامور ومن الممكن ان يصبحوا سبباً لظهور الجريمة والانحراف أو الاذكياء الذين يسخرون ذكائهم في مسير الانحراف فيخلقون المشاكل لأنفسهم وللمجتمع.
ضرورة الاهتمام بهؤلاء :
وبسبب مجمل هذه الأمور نقول انهم بحاجة الى اهتمام خاص وتربية خاصة؛ إذ أن مسألة تربيتهم ضرورية ومرد ذلك يعود إلى :
أولاً انه من غير الممكن عدم الاكتراث بعدد يصل الى 500 مليون طفل استثنائي بما يشكل نسبة 1/10 من مجموع سكان العالم.
وثانياً ان هؤلاء بحاجة الى ان يعتمدوا على أنفسهم ويتحملوا عبء حياتهم بأنفسهم وحسب طاقتهم واستعدادهم، وثالثاً ان بعض هؤلاء الاطفال ان لم يتلقوا التربية اللازمة فان وجودهم من الممكن ان يشكل خطراً على المجتمع.
ومن ناحية اخرى فان تربيتهم فضلاً عن كونها امراً ضرورياً فإنها تعد من احدى المسؤوليات ايضاً. حتى لو تعلق الامر بأكثرهم بلاهة وتخلفاً ، بسبب واحد وهو أنهم بشر أيضاً ولهم حقوق بذمة آبائهم والمجتمع.
انهم أمانة الله تعالى بأيديهم ولا يمكن النظر الى هذه الامانة نظرة لا مبالاة وعدم اهتمام.
واحتياجاتهم من نوع احتياجات باقي الاطفال، ولا بد من تأمينها ولكن مع قليل من الاختلاف وفي بعض الموارد يجب أن نؤمن بدقة واهتمام خاصين.
ويجب على الآباء والمربين ان يتعرفوا عليهم جيداً ويخططوا لهم بما يتناسب وصفتهم الاستثنائية. ويجب طبعاً على آبائهم ومعلميهم ومربيهم أيضاً ان يستفيدوا من الاساليب الخاصة في هذا المجال ويشملونهم برعايتهم واهتمامهم.
برنامج تربيتهم مختص بهم أيضاً. وينبغي لهم الاستفادة من بعض الأساليب الخاصة، أما الخدمات التي يمكن تقديمها لم تختلف هي الأخرى أيضاً. والاساس في ذلك هو أن نفلح في ايصالهم الى مرحلة الرشد ومن ثم نراعي قابليتهم ونوليها اهتمامنا.
ويجب ان يخضع هؤلاء لاشراف افراد مقتدرين واكفاء ويعيشون احياناً في أماكن خاصة أيضاً وتتوفر لهم وسائل وادوات تعليمية خاصة. ويجب ان تنظم لهم أضابير خاصة لكي تصبح الاعمال والخدمات المقدمة لهم قابلة للبحث والتحقيق والتقييم.
ويجب ان يكون الشعور بالمسؤولية تجاههم بدرجة أعلى من غيرهم. خاصة وان حاجتهم تتمثل بان تخضع جميع أوقات حياتهم ولحظاتهم للرقابة لكي لا يتعرضون للخطر والاذى.
ويجب وضع البرامج المختلفة حسب اختلاف حالات هؤلاء الاطفال لكي تشمل جميع افراد هذه الشريحة بجميع الخصائص التي يملكونها، مع الأخذ بنظر الاعتبار قابلياتهم وقدراتهم الروحية واستعداداتهم المختلفة.
كما ان مسألة المرونة تعد ركناً اساسياً في برامجهم حتى اذا تعذر علينا النجاح من احدى القنوات نواصل مسيرتنا من قناة أخرى .
محيطهم التربوي:
الاساس الذي يجب ان نستند عليه في هذه المسألة ان هؤلاء الافراد يجب ان يواصلوا حياتهم ودراستهم مع باقي الافراد ومرافقتهم كلما أمكن ذلك، وهو أسلوب تم العمل به وتطبيقه في موارد عديدة وكانت له نتائج ايجابية ومثمرة. ولكن متى ما تعسر علينا المضي في تطبيق هذا الاسلوب بإمكاننا بل ويجب فصل محيطهم التربوي في المدرسة. ولهذا الامر ضرورة اخرى ينطوي عليها وهي:
انهم يحتاجون احياناً الى اسلوب خاص في التعليم، ولا يمكن تقديم هذا الاسلوب إلا في محيط تربوي خاص، وعلى ايدي مربين مختصين بهذا النوع من التدريس، ومثال ذلك الطفل الاطرش. وأحياناً يكون محيط حياتهم بشكل يجعلهم عرضة للاستهزاء والتوبيخ والحيرة. وفي مثل هذه الحالة أيضاً من الافضل ان نقوم بتجميعهم في محيط تربوي آخر.
وبشكل عام فان هؤلاء بحاجة الى محيط تربوي اكثر ملائمة لكي يسهل تأمين احتياجاتهم الاساسية ويتيسر تطبيق البرنامج التربوي بشأنهم بالأساليب والطرق الخاصة التي يتطلبها، وكذلك نعمل على اقامة عالم خاص بهم يمكنهم في ظله اعطاء المعنى المناسب لحياتهم، وهذا امر ممكن، وقد اثبتت ذلك تجارب العالم في يومنا هذا.
أسس تربيتهم :
ان اساس تربية هؤلاء الافراد مبني على عدة أصول لابد من اخذها بعين الاعتبار:
١- مسألة اكتشاف عالمهم والتعرف عليه، ومعرفة الوضع الذي هم عليه، وأين تكمن النقاط الايجابية والسلبية في حياتهم، وما هي النواقص التي يعانون منها، وما هي درجة هذه النواقص.
٢- معرفة طرق الحؤول دون انتشار تلك الاختلالات، واتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف سريان وتفاقم تلك النواقص وعلاجها واصلاحها .
٣- استخدام الفنون والأصول التربوية الخاصة بهم، والمستندة الى الواقع العلمي والعملي.
٤- الشعور بالمسؤولية تجاههم، بحيث نقبل بهم ونشملهم برعايتنا ومحبتنا.
٥- مراقبتهم لئلا يتعرضون للأذى، ولئلا يصبح وضعهم الاستثنائي سبباً لإلحاق الاذى بهم وبالمجتمع.
٦- الحذر من ان يؤدي جهلهم أو ذكائهم الى الحاق الاذى والضرر بالمجتمع.
٧- الاقرار بانهم ليسوا افراداً عاديين وانهم بحاجة الى تربية خاصة.
مسؤولية الابوين :
تواجه آباء هؤلاء الاطفال مشاكل وصعوبات كثيرة بشأن تربيتهم وفي نفس الوقت يتحملون مسؤوليات جسيمة ينبغي لهم الايفاء بها تجاههم. ويمتاز هذا الامر بصعوبة اكبر خاصة فيما يرتبط بالمعلولين منهم، والمتخلفين عقلياً. ومرد ذلك ان الآباء ليس لهم أمل في اصلاحهم وبنائهم وليسوا متفائلين بشأن مستقبلهم. على العكس من آباء الاطفال الاذكياء أو العاديين، إذ انهم تحملوا مشقة أو عناء تجاه ابنائهم، ويحدوهم الامل بأن جهودهم ستثمر في يوم ما وتعود عليهم بالخير أو على الاقل تعود بالخير على الطفل نفسه.
ويجب على آباء هؤلاء الاطفال ان يعلموا بأن هؤلاء الاطفال لم يخلقوا عبثاً، إذ لابد وان يكون لخلقهم اهدافاً وغايات معينة أيضاً، ولا ان تؤخذ بنظر الاعتبار. إذ يجب ان يحكموا علاقتهم بهؤلاء الاطفال ويعملوا على تقوية ارتباطهم بهم اكثر فاكثر، ذلك ان لهذا الامر اثر بالغ في تأمين شروط حياتهم وسلامتهم.
وعليهم ان يفكروا دائماً بشؤونهم وشؤون هؤلاء الاطفال ليتمكنوا من اداء مسؤوليتهم تجاههم بنحو أفضل من جهة وليأخذوا بأيديهم نحو الهدف المراد بشكل أفضل من جهة أخرى.
ومن الضروري لهم في هذا السياق الاستفادة من تجارب الافراد المجربين، حتى انهم في حالة عثورهم على طفل استثنائي عليهم أن يدخلوا دورة معينة ليتسنى لهم الانسجام مع الخصوصيات الجديدة لهذا الطفل بشكل أفضل وأكمل.
وفي جميع الاحوال فان نوعية مواقف الوالدين، ونمط تعاملهم مع الطفل، بشاشتهم أو سطحيتهم حين التعامل مع الطفل، له تأثير بالغ جداً وان طبيعة تلك المواقف هي التي تعمل على محو آثار الألم أو تزيد من حدته.
الطفل وديعة من الله تعالى بأيدي الوالدين، والناس، والدولة ونفس الفرد أيضاً. إذ لا يقتصر الأمر على ان الوالدين هم المسؤولون عنه فقط. نعم، يتحمل الوالدين المسؤولية الأولى والأهم تجاه الاطفال. ولكن هذا الكلام لا يعني بأن المجتمع لا يتحمل اية مسؤولية تجاههم. فالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول: ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
وتتسم هذه المسؤولية تجاه هؤلاء الاطفال بالجسامة البالغة، والسبب في ذلك يعود الى أن القلة القلية من الآباء يفلحون في الاهتمام بالوضع الخاص لهؤلاء الاطفال بوجه أكمل، ويقومون بإنجاز جميع الاعمال المتعلقة بهم. ويجب على كل فرد منا الاهتمام بجانب من شؤونهم، ومساعدة اوليائهم في هذا المجال.
ومن ناحية أخرى يتحمل المجتمع مسؤولية الاهتمام بهؤلاء الاطفال. ورعايتهم لئلا تتولد في المجتمع الموجبات والمسببات التي تؤدي الى اهانتهم ومؤاخذتهم. وان لا يعاملون من قبل الآخرين بعنف واستعلاء، ولا يعتدي أحد على حقوقهم، ولا يتسببون في مضاعفة موجبات شعورهم باليأس، والاضطراب، والاهانة بل العكس من ذلك يجب ان يساعدوهم ويأخذوا بأيديهم، ويهيئوا لهم موجبات سلامتهم ورعايتهم ونموهم.
وفي سبيل تأمين هذه الاحتياجات يجب ان يساهم في ذلك العوائل والاطفال أيضاً، وكذلك الاطباء، والممرضات، والنفسانيون، ومتخصصوا العلاج الطبيعي، وبقية شرائح المجتمع، وكل من بوسعه ان يكون مفيداً للأطفال بنحو أو آخر.
ومجمل القول يجب ان لا ننسى هذه الملاحظة وهي ان الطفل اليوم وبهذا الوضع الذي هو عليه يعد احد اعضاء المجتمع وسيعود صالحه وطالحه وخيره وشره غداً على جميع افراد المجتمع.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|