المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

ميراث الله من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده
22-5-2022
الأب وتوفير الأمن
9-11-2017
السيد محمد حسين ابن عمنا السيد عبد الله
30-1-2018
يوسف بن علي بن جُبَّارة بن محمد بن عقيل
14-08-2015
Tanhc Function
3-6-2019
مجتمع Population
7-12-2015


المشكلات المدرسية / الكذب  
  
1637   11:09 صباحاً   التاريخ: 20/12/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص64 ــ 66
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الأطفال يكذبون، للتهرب من المسؤولية، كما هو شائع، أو تجنباً للعقاب، أو للحصول على العطف والمحبة من الكبار، أو طمعاً بتحقيق غرض آخر، وقد يميل الطفل إلى الزهو ولفت الأنظار فلا يجد غير الكذب، أو يقلد والديه حين يستمع إلى كذبهم، فقد يكذب الأهل أمام أطفالهم على غير شعور منهم فيمتدحون شخصاً في حضوره فما أن يغادرهم حتى يذمونه ويظهرون سيئاته، فيفهم الطفل من ذلك أن أهله كاذبون (وتكون أحياناً بعض الأكاذيب الظاهرية صورة من المبالغة، فكثيراً ما يبالغ الكبار عند سرد بعض الحكايات مما يبرر تسميتهم بكاذبين)(1).

إن مبالغة الوالدين في حث الطفل على ضرورة اتباع الصدق، وحرصهم الشديد على محاسبته على كل صغيرة وكبيرة، في الأمر الهام أو التافه، وبأسلوب صارم، لا يجدي نفعاً بل يكون أحياناً بمثابة رد فعل معاكس، والأفضل تهيئة الطفل للقيام بالرقابة الذاتية وتكوين الرادع الداخلي (والطفل يصنع مختلف الأشياء من مادة أو أصل عاطفي لتعويض ما يفتقر إليه أو ما يتخيل أنه يفتقر إليه)(2)، بعض الأطفال يتوهمون أنهم رأوا شيئاً أو سمعوا شيئاً وهم في الحقيقة قد رأوا ذلك في أحلامهم، وهم لا يميزون بين الحلم والواقع فنظن نحن الكبار أن في الأمر نوعاً من الكذب، وعلى الكبار ألا يتشددوا كثيرا في موضوع المعاقبة على الكذب مع أطفالهم، فقد يكون لبعض هذا الكذب أحياناً ما يبرره، وحتى نحن الكبار، قد تدفعنا متاعب الحياة أحياناً للكذب، بكذبة بيضاء أو سوداء. فالتعلق الشديد بالمثل العليا من قبل الآباء يجعلهم يفرضونها بقسوة على أطفالهم كمكافحة الكذب فإذا بنتائج هذا الأسلوب التربوي تنعكس تماماً على نفسية وشخصية الطفل. ثم إن هناك أنواعاً من الكذب يختلقها الطفل لإبراز ذاته وتنمية شخصيته، وهي تزول تدريجياً عند مرحلة النضوج، وعلى الكبار ألا يبالغوا في الكذب وهم يقصون القصص الخيالية على أطفالهم بغاية الإثارة والتشويق، والطفل بطبيعته كمقلد يهتم كثيرا بمثل هذه القصص فإذا به ينسج على منوالها.

تشغل ظاهرة الكذب، بال الكثيرين من الآباء الحريصين على إكساب أطفالهم القيم الأخلاقية الحسنة وإبعادهم عن العادات السيئة ومنها الكذب، وأول ما يجب على هؤلاء الأهل معرفته أن القدوة تلعب دوراً هاماً في هذا الموضوع، فإذا سمع الطفل من والديه أقوالاً وثبت كذبها أصبح الكذب عنده وسيلة يستخدمها بشكل عادي عند اللزوم بنفس الطريقة التي استخدمها الوالدان ومن هنا بات لزاماً على الأهل أن يحرصوا على أن يكونوا القدوة، حتى في الاحاديث مع الطفل نفسه، فإذا وعدناه فعلينا أن نفي بالوعد، وإذا قطعنا عهداً صدقنا فيه، وإلا اعتبرنا كذابين دون أن ندري، وغالبية الأطفال يستعملون ببراءة وصراحة في ردهم على أهلهم عبارات - أنتم تكذبون علينا - أنت تكذبين يا ماما، أو أنت تكذب يا بابا، إن استعمالات هذه التعابير لهي خير دلالة على أن الكذب هو وسيلة عادية مألوفة بالنسبة للطفل ويمكن أن يوصف بها أي إنسان حتى الأم والأب؟!.

ويبدو الكذب عند الأطفال بمظاهر عديدة، فقد يكون ادعائياً، أو لتعويض نقص، أو للانتقام والكراهية، أو كردة فعل على القسوة وتجنب القصاص (ويميل بعض الأطفال للكذب على سبيل اللعب، وذلك رغبة منهم في رؤية تأثير كذبهم على المستمعين)(3)، وعلى الأهل هنا أن يردوا بابتسامة، فالطفل بدوره لم يتوقع منا أن نصدقه فغايته هي انتزاع الابتسامة ولفت الأنظار، وقد حصل له ذلك. ثم يجب التحذير من اتخاذ القصاصات الصارمة والمتشددة بحق الأطفال الذين يمارسون الكذب، وإن كان هدف الأهل الأساسي هو الردع عن هذه الآفة السيئة وإحلال الصدق كقيمة أخلاقية بدلاً منها، لكن ذلك يقود إلى آفة بديلة، لا تقل خطورة عن الكذب وهي العصبية الشديدة، وقد تؤدي بالطفل إلى التفنن في وسائل الهروب وإخفاء الحقيقة.

ومن الوجهة الفلسفية والتحليلية فالكذب لا يعتبر كذباً إلا إذا توافرت النية والقصد في الموضوع، فالذين يقولون أموراً علمية يتوهمون أنها صحيحة وهي في الحقيقة خلاف ذلك، لا يمكن أن نعتبرهم كاذبين، أو أن الذي ينقل خبراً على أنه صحيح متوهماً الصدق فيما يقول، ويكون الخبر كاذباً فهذا ينطبق عليه القول المتعارف عليه - ناقل الكفر ليس بكافر- من أجل ذلك قامت في الأوساط الفكرية والاجتماعية والفلسفية دراسات حول طريقة استقصاء الأخبار وغربلتها حتى لا يقع الناقلون بالكذب على غير رغبة منهم في ذلك.

والكذب عند الأطفال يتأثر بأمرين اثنين هما: طلاقة اللسان، والمهارة في عرض الحجج وخصوبة الخيال، التي تصل أحياناً إلى حد الأساطير الخارقة، وبالنسبة للأطفال، لا يجب أن يفهم كذبهم بنفس المستوى والمفهوم اللذين يعرفان عند البالغين، فقد يكون الكذب عند

الأطفال وسيلة من وسائل بناء الذات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ د. عبد المنعم المليجي، د. حلمي المليجي، النمو النفسي، ص 414.

2ـ أندريه آرتوس، طفلك ذلك المجهول، ترجمة عبد المنعم الزيادي، ص 80.

3ـ د. عبد الرحمن العيسوي، الإرشاد النفسي، ص 73.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.