المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24



مفاهيم خاطئة حول الطفل البطيء التعلم  
  
1195   10:17 صباحاً   التاريخ: 21/11/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص58 ــ 59
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يُفترض فينا ونحن ندرس الطفل البطيء التعلم أن نتعرف على بعض المفاهيم الشائعة حوله كي نتجنبها ولا نساهم في ترويجها.

1- الإنحراف

لا يوجد ما يدعونا إلى الافتراض بان الطفل البطيء التعلم يميل إلى الانحراف أكثر من الطفل العادي أو الموهوب لمجرد كونه بطيء التعلم. فالدراسات والأبحاث التي أجريت دلت على أن الانحراف ليس متصوراً على البطيئي التعلم بل على جميع الأطفال، ولكن شيوع هذه الأفكار والمفاهيم حولهم جعل الناس تعتقد أن الاستعداد للانحراف عند الطفل البطيء التعلم صفة ملازمة له. لكن علينا في الوقت ذاته أن نقول بان فرص وجود الانحراف في بيئة الأطفال البطيئي التعلم أكثر منها في بيئة الأطفال الآخرين بسبب الظروف البيئية والإمكانيات غير المتوفرة، واللعب غير الكافي، والدخل القليل، لذلك فإن هذه البيئة هي التي تساهم في دفع الطفل البطيء التعلم إلى الانحراف أكثر من كونه بطيء التعلم وحسب.

2- العمل اليدوي والتفكير العملي

هناك خطأ شائع مفاده أن التفكير اليدوي متصور على بطيئي التعلم، بمعنى أن تفكيرهم يدوياً أو عملياً حيث يظهرون براعة في النشاطات اليدوية والعملية وينسى هؤلاء المخطئون بأن النشاط العملي صفة جيدة ومحببة تجعل الطفل أكثر شوقاً إلى القيام بالعمل فيقبل على التعلم برغبة وشوق. فضلاً عن أن الرغبة للقيام بهكذا عمل ليس وقفاً على البطيئي التعلم بل يتعداه إلى سواهم من الأطفال.

3ـ التعويض

يخطئ المدرسون والمربون عندما يعتقدون بأن بطء التعلم عادة ما يتم تعويضه عبر الحجم والقوة، ويتجاهلون أو يجهلون بان تلميذاً بطيء التعلم في صف متوسط قد يكون أكبر حجماً وأكثر قوة من باقي الأطفال لأنه أكبر سناً، ولذلك فإن الطفل المتخلف في القراءة مثلاً ليس بالضرورة أن يكون متقدماً، أو متوسطاً في القدرات الأخرى خاصة العملية منها. إن هكذا أفكار هي مجرد خيال وافتراض لا يستند على اي أساس في الواقع، فالطفل البطيء التعلم في مادة الحساب مثلاً قد يكون بطيئاً في المهارة العملية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.