أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
2509
التاريخ: 2-9-2016
2842
التاريخ: 9/10/2022
1382
التاريخ: 14-11-2016
2982
|
إن الإنسان في هذه الحياة المضطربة يعيش في حركة دائبة بين أمواج من المشاكل والمصائب، يهوّن على نفسه وجسمه المشاق والصعاب والشدائد علّه يقتطف من بستانها أزهار الأمل المشرق، فيجسدها واحدة فواحدة. فهو ما لم تنقطع صلته بالحياة بمدية الموت وما زال يرى أمامه نافذة من الأمل يسعى دائباً وراء السعادة. والخلاصة أن ضياء الأمل هو الذي يهب لصاحبه الحياة ويجعل مرارتها حلاوة له.
فأحدنا يأمل الوصول إلى الغنى والثروة ويسعى للوصول إليها سعياً لا يعرف الكسل والآخر يحب الشهرة والرئاسة فهو يسعى للوصول إليها، وأن حوائج الناس ترتبط بحوائجهم الجسدية ومدى تكاملهم الروحي والنفسي، وأن الآمال تتفاوت بتفاوت التفكير في كل أحد. ولكن يجب الالتفات إلى أن هذه الحوائج إنما توجب لنا السعادة فيما إذا كانت متلائمة مع حوائجنا الروحية ومطمئنة لإعوازنا الفكري، آخذة بمستوى معارفنا إلى الأعلى، متقدة كالضياء في دروب الحياة، منقذة للشخص عن ظلمات الهول، مخلصة له عن الشقاء والتعاسة.
وقد طغى إحدى الغرائز كالحرص وطلب الرئاسة فتؤسس في النفس أساس شقائها، وأن إحدى هذه الغرائز- التي تبدو كشهوة منحرفة عن مسيرها المعتدل فتأسر الوجدان وتمنع الإنسان عن الوصول إلى آماله الواقعية - لهو الحسد، او إرادة السوء للآخرين، إن الحسود لا يستطيع أن يرى احداً في كنف الرفاهية، فهو يحس في نفسه بثقل وضغط شديدين ناشئين من نظرة المتشائم إلى نعم الآخرين. وكما يقال عن سقراط أنه كان يقول: (إن الحسود يهزل ويضعف من سمن الآخرين).
إن الحسود يصرف أيام عمره في إذابة نفسه حسرة على ما لم يجده ووجده الآخرون فيتأوه عليها ويتأسف لها، ويتمنى لسائر الناس الشقاء والنكبات، ويحاول التزوير والحيل في سبيل سلب سعادتهم.
يقول أحد كبار الكتاب: (إن نفوسنا كمدينة في الصحراء بلا قلعة ولا حصار، فهي نهب بيد سراق السعادة. إن بإمكان أقل الرياح خطراً أن تجعل بحر أرواحنا متلاطماً مضطرباً، وإن غير واحد من أعداء النفس من الهوى يدخل بيوت نفوسنا فيأمر وينهي حتى أنفاسنا الأخيرة. ويعرف كل جاهل أنه إذا أحس بألم في رأسه فعليه أن يراجع الطبيب المعالج، ولكن الذي يصاب بداء الحسد يجب أن يحترق ثم لا يجد لنفسه الطبيب المعالج).
إن الحسود يجعل نعمة الآخرين هدفاً فيسعى لإزالتها عنهم بشتى العناوين والحيل، وهو في هذا العمل فريسة لإحساسه الدنيء من دون أي التفات أو تحقيق.
فهو أحياناً يكشف عن نفسه الخبيثة بإشاعة التهم والأكاذيب على المحسودين، فإذا لم يرتو هواه هذا ورأى أن الحياة تعاكس إرادته لا يبعد منه أن يتجاوز حتى على حرياتهم، بل وحتى على أرواحهم فيحطمها في سبيل ميوله غير المحدودة.
نعم إن هذا من ميوله . . . ولكن هل أن هذا الميل من الميول الواقعية للإنسان؟ وهل أنه يتفق مع الهدف الواقعي لحياة الإنسان؟
ليس الحسود خارجاً عن نطاق الإنسانية فحسب، بل هو أذل من الحيوانات وأنزل، فإن من لا يفكر في آلام الآخرين لا يكون من المصاديق الواقعية للإنسان فضلاً عما إذا استبشر بحرمان الآخرين من نعمهم وحسب ذلك الحرمان انتصاراً لنفسه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|