المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



موانع الارتباط بالله / الغفلة.  
  
2772   03:09 مساءً   التاريخ: 10/11/2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس في التربية الأخلاقية
الجزء والصفحة : ص 159 ـ 169.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / الجهل و الذنوب والغفلة /

أهداف الدرس:

على الطالب مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يتعرّف إلى أهمّ الموانع التي تحول دون لقاء الله تعالى.

2- يبيّن حقيقة الغفلة وأهم صفات الغافلين.

3- يشرح كيفيّة معالجة هذه الآفة التي تصدّ عن سبيل الله. موانع الارتباط بالله.

... من أهمّ الموانع التي تحبس الإنسان عن الارتباط بربّه ودخول جنّته، هي:

1 ـ الغفلة عن الحقّ تعالى.

2 ـ الرّضا بالحياة الدنيا.

3 ـ العقائد الفاسدة التي يحملها الإنسان.

4 ـ الذنوب والمعاصي واتّباع الهوى.

فعن الإمام الصّادق عليه السلام قال: "من رعى قلبه عن الغفلة، ونفسه عن الشهوة، وعقله عن الجهل، فقد دخل في ديوان المُنَبَّهِينَ" (1).

حقيقة الغفلة:

بعض الناس رغم امتلاكهم للأدوات والوسائل التي تؤهّلهم للوصول إلى الكمال الإنساني المطلوب، ورغم وجود الاستعدادات الفكريّة التي تؤهّلهم لذلك، إلّا أنّنا نجد أنّهم يعيشون حالة من البعد عن الله وعن الارتباط الصّحيح به. والبعض منهم أيضاً رغم علمهم بمبادئ الإسلام وبأحكامه وتعاليمه إلّا أنك لا تجد فيهم ذلك الشّوق إلى المحبوب الأوحد، ولا تجد نيران الفطرة التي تعشق الكمال تحرقهم للوصول إلى الله تعالى، وهذه الحالة سمّاها القرآن الكريم بالغفلة: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]. وحقيقة الغفلة هي انعدام التوجّه إلى المقصد الحقيقي للإنسان وهو الله سبحانه وتعالى، والانشغال بغيره.

فعندما يعتبر الإنسان أنّ الله تبارك تعالى غائب عنه وبعيد، ولا يدرك أنّ الله قريب منه، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]. وأنّه معه أينما حطّ رحاله ويمّم وجهه، {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].

فإنّه سوف يغرق في الغفلة. وإذا غرق في الغفلة تهاون في أداء واجباته، ولم يعتن باجتناب المحرّمات. أمّا لو أدرك أنّ الله معه ووجد نفسه في محضر الله دائماً، فإنّه سيسعى لأداء كلّ الأعمال طبق الإرادة الإلهية.

وهذه الأعمال التي تؤدّى وفق إرادة الله هي في الواقع أعمال مقرّبة إلى الله، كالصّلاة التي هي "قربان كل تقي" (2).

والهدف من إرسال الأنبياء (عليهم السلام) هو إحياء النفوس وتوجيهها نحو الحقّ، ليكون الإنسان ذاكراً له في كلّ حركاته وسكناته. فما من شيء إلا ولله فيه حكم وإرادة وحضور. والإنسان الغافل هو الذي ينشغل بأمور لا قيمة لها عن أداء واجباته تجاه خالقه، تلك الأعمال الصالحة التي تؤهّله ليكون في مصافّ المشاهدين لجمال وجهه الكريم وكمالاته اللّامحدودة. فنراه لا يخشع في صلاته، ولا يُقبل على تلاوة القرآن والدعاء، ولا يهتمّ بتزكية نفسه وتهذيبها، ولا يزداد علماً ومعرفة، ولا يبحث عن تكليفه الشرعيّ بهدف خدمة المستضعفين من المؤمنين، فيقضي معظم أوقاته في اللّهو واللّعب والانشغال بتوافه الأمور وسفاسفها، فيصبح مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس: 7].

من هم الغافلون؟

يحدّثنا القرآن الكريم عن الغافلين ويصفهم لنا بأنّهم في الظاهر بشر مثل بقيّة الناس، ولكنهم في المضمون والجوهر هم بعيدون كلّ البعد عن حقيقة الإنسانية. فهم رغم امتلاكهم لنعمة السمع والبصر والفؤاد، إلّا أن الباري عزّ وجلّ يصفهم بأنهم كالأنعام بل أضلّ!! والسبب في ذلك أنّهم لم يستفيدوا من هذه النّعم الإلهية بالشكل الصحيح، ولم يوجّهوها نحو المقاصد والأهداف التي يريدها الله ويرضاها لعباده، {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]. فالغافلون لهم قلوب ولكنها لا تعقل ولا تفكّر في حجج الله وبيّناته، ولهم أعين ولكنّها لا تشاهد آياته، ولهم آذان ولكنّها لا تسمع ولا تفقه قوله تعالى، ولا وعظ الأئمّة المرشدين إلى الهدى ودين الحق. فكانوا أسوأ حالاً من {أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]. [الغافلون]عن حجج الله تعالى وبيّناته، وعن التفكير بما يصلح حالهم ويؤمّن مآلهم في الدنيا والآخرة. فكانت عاقبة أمرهم أن طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [النحل: 108].

منشأ الغفلة وأسبابها:

للغفلة عن الحقّ تعالى أسباب ومناشئ عديدة سوف نذكر أهمّها:

1 ـ ضعف الإيمان: ...  

2 ـ حبّ الدنيا: وهو من أهمّ أسباب الغفلة؛ لأنها تعمي وتصمّ عن اتّباع سبيل الحق، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام حيث كتب إلى بعض أصحابه يعظه‏، وممّا قاله له: "فارفض الدنيا، فإنّ حُبَّ الدنيا يُعمي ويُصِمُّ، ويُبْكِمُ، ويُذِلُّ الرقاب" (3).

3 ـ الجهل بالهدف النهائي: إنّ جهل الإنسان بالغاية الحقيقيّة التي خلق من أجلها، وبما وعد الله به المطيعين له والعاملين بأمره، وأنّه ما لهذه الدنيا 

الفانية خلق، يدفع الإنسان إلى الاستزادة منها والغفلة عن الآخرة وما فيها ظنّاً منه أنها نهاية الأمل وغاية المنى. فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "ألا وإنّ هذه الدنيا التي أصبحتم تتمنّونها وترغبون فيها، وأصبحت تغضبكم وترضيكم، ليست بداركم، ولا منزلكم الذي خلقتم له، ولا الذي دعيتم إليه. ألا وإنها ليست بباقية لكم، ولا تبقون عليها" (4).

4 ـ اتّباع الشّهوات: فالإنسان عندما يغدو تابعاً لحاجاته المادّية، ومنقاداً لغرائزه الحيوانية، فيجعل حاجاته الشهويّة في المقدّمة دوماً، ويقلّدها زمام الأمور وينقاد إلى مطالبها كلّما أمرت، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى تقوية الجانب المادي في حياته، وتضعف التوجّهات المعنويّة فيه حتى يغفل عنها ويغطّ في سبات عميق، فتبعده عن صراط الله المستقيم ونهجه القويم. فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "ليس في المعاصي أشدّ من اتّباع الشهوة، فلا تطيعوها فيشغلكم عن ذكر الله" (5).

وعن النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إيّاكم وفضول النظر، فإنه يبذر الهوى، ويولّد الغفلة" (6).

5 ـ العشرة السّيئة: فمعاشرة الفجّار ومجالسة الفاسقين، والمراودة المستمرّة لأهل الدنيا، والاقتصار على مصاحبة أهل المرتبة السّفلى من الإيمان، كلها تورث الغفلة والبعد عن الحقّ، لأنّ المصاحبين كلّهم أهل غفلة واحتجاب عن الحقّ سبحانه وتعالى، كما وصفهم مولى الموحدين عليه السلام: "وإن أهل الدنيا أهل غفلة"(7). و"المرء على دين خليله وقرينه"(8) كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

آثار الغفلة:

للغفلة عن الحقّ تعالى والدّار الآخرة عواقب وخيمة ومهلكة نذكر بعضها:

1 ـ العذاب الإلهي: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8].

2 ـ قساوة القلب: فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "وإيّاك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب"(9).

وقال عليه السلام: "من غلبت عليه الغفلة مات قلبه" (10).

3 ـ فساد الأعمال: فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إيّاك والغفلة، والاغترار بالمهلة، فإنّ الغفلة تفسد الأعمال، والآجال تقطع الآمال" (11).

4 ـ رأس كلّ بليّة: فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "الغفلة مصطاد الشيطان، ورأس كل بليّة، وسبب كل حجاب" (12).

5 ـ عمى البصيرة: فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "دوام الغفلة يعمي البصيرة" (13).

6 ـ تسلّط الشيطان: إنّ التغافل عن ذكر الله يفضي إلى تسلّط الشيطان على الإنسان: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36].

علاج الغفلة:

إنّ إنسانيّة الإنسان تبدأ من لحظة خروجه من حالة الغفلة وارتقائه إلى مرحلة الذّكر واليقظة، فنحن إذا عدنا إلى حركة الأنبياء عليهم السلام نجد عنوان حركتهم الأساسي هو "الذّكر"، لذا يصف القرآن الكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه مذكّر.

ومن الأمور التي تساعد على اليقظة والذّكر:

1 ـ المعرفة بالغاية التي خلق الإنسان لأجلها وأنّه لم يخلق لهذه الدّنيا الفانية وملذّاتها الزائلة، بل خلقه الله لمقام قربه وجواره {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41]. وللقائه ومشاهدة آياته {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2]. ولدخول جنته {وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 30].

ومن لم تستحكم في نفسه المعرفة الصحيحة بالغاية التي خلق لأجلها، معرّض دوماً لأن يقع في ظنّ الوصول إلى المرام. وكثيراً ما نشاهد من يعيش مثل هذه الحالة التي يتصوّر فيها أنه يؤدّي ما عليه، وكلّما فتح دفتر محاسبة النفس وجد نفسه غير مقصّر. كلّ ذلك من قلّة المعرفة بالغاية الحقيقيّة وضعف حضورها. وإنّ من عرف الغاية وتفكّر بها سيسطع نورها على كلّ شؤونه وحركاته، ويشعر من جرّاء ذلك بالتقصير الشديد.

وهذا من موجبات اليقظة وطرد الغفلة.

2 ـ ذكر الموت:

فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "ذكر الموت يميت الشهوات في النفس، ويقلع منابت الغفلة، ويقوي القلب بمواعد الله، ويرقّ الطّبعَ، ويكسر أعلام الهوى، ويطفئ نار الحرص، ويحقّر الدنيا" (14).

3 ـ معاشرة أهل الصلاح:

الذين ورد بشأنهم أنك إذا رأيتهم ذكّروك بالله والآخرة، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيّ الجلساء خير فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "من تذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله" (15).

4ـ قراءة القرآن الكريم:

الذي هو الذّكر المقابل للغفلة، قال تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].

المفاهيم الرئيسة:

1 ـ التعرّف إلى الموانع التي تحول دون بلوغه هذا الهدف الشريف، الحلقة الأولى في مسيرة الإنسان التكاملية.

2 ـ الهدف الأساسي من إرسال الأنبياء (عليهم السلام) هو إحياء النفوس وتوجيهها نحو الحقّ، ليكون الإنسان ذاكراً له في كلّ حركاته وسكناته.

3 ـ الغفلة عن الله من الموانع الأساسيّة التي تحول بين الإنسان والارتباط بالحقّ ودخول جنّته.

4 ـ الغفلة هي انعدام التوجّه إلى المقصد الحقيقي للإنسان وهو الحقّ سبحانه وتعالى، والانشغال بغيره.

5 ـ يحدّثنا القرآن الكريم عن الغافلين ويصفهم لنا بأنّهم في الظاهر بشر مثل بقيّة الناس، ولكنهم في المضمون والجوهر هم بعيدون كلّ البعد عن حقيقة الإنسانية.

6 ـ للغفلة أسباب عديدة أهمّها: ضعف الإيمان، حبّ الدنيا، اتّباع الشهوات، الجهل والعشرة والبيئة السيّئة.

7 ـ للغفلة آثار مهلكة وسلبيّة منها: سبب لكلّ بليّة، وقساوة القلب، وعمى البصيرة، وفساد الأعمال، وتسلّط الشيطان، وللعذاب الأليم في الآخرة.

8 ـ معالجة الغفلة تكمن في عدّة أمور: المعرفة بالغاية الحقيقيّة التي خلق الإنسان لأجلها، ذكر الموت دائماً، معاشرة أهل الصلاح، وقراءة القرآن الكريم.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص 111.

(2) الشيخ الكليني، الكافي، ج3، ص 265.

(3) المصدر نفسه، ج2، ص 136.

(4) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج34، ص 248.

(5) الآمدي، غرر الحكم، ص 190.

(6) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج69، ص 199.

(7) المصدر نفسه، ج70، ص 36.

(8) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 375.

(9) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج12، ص 93.

(10) الآمدي، غرر الحكم، ص 266.

(11) المصدر نفسه.

(12) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج1، ص 389.

(13) الآمدي، غرر الحكم، ص 266.

(14) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج6، ص 133.

(15) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 12، ص 23.

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.