المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

القوات البحرية العثمانية في مياه العراقية.
2023-05-21
ELECTROMAGNETIC SPECTRUM
8-3-2016
مدارس الإخراج الانطباعية. التأثيرية
13/9/2022
السورة في القرآن
2023-07-27
استحباب تأخير الإحلال للمصدود.
14-4-2016
مصادر القوة - الوسائل الدبلوماسية
21-7-2019


العناصر الأساسية لقصة الاطفال  
  
3681   01:59 صباحاً   التاريخ: 3/11/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص216 ــ 224
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

قصة الأطفال شكل من أشكال الأدب الذي تحبه نفوس الأطفال لأن فيه متعة وفائدة وجمالاً لهم، ولهذا الفن عناصر أساسية هي:

1ـ الموضوع.

2ـ والبناء والحبكة.

3ـ والشخصيات.

4ـ والأسلوب.

وهذه العناصر هي التي يجمع عليها أكثر الدارسين لأدب الأطفال(1)، استناداً إلى فن القصة العام، وعناصره الأساسية التي يعرفها الدارسون، ولا بد من التوقف قليلاً عند هذه العناصر، مع الإشارة إلى عناصر أخرى تدخل ضمن ما سبق أو تضاف إليه.

1ـ الموضوع:

وهو يتعلق بالفكرة الرئيسة التي تبنى عليها القصة، وتمثل العمود الفقري لها، ويرى بعضهم أنها تشبه الجنين الذي تضمه النبتة الكاملة(2)، والأديب الناجح هو الذي يعرف كيف يختار موضوعه، ويكتشف الفكرة المناسبة التي تتضمنها قصته، ولا ننسى في هذا المجال أن أدب الأطفال - أكثر من غيره - مرتبط بأهداف وغايات، ومن هنا تأتي أهمية تحديد الفكرة، واختيارها، لأنها تكشف هدف المؤلف وغايته، وتحقق ما يريده من القصة. أما القصة التي تخلو من موضوع وهدف، فإنها ضارة للطفل.

والفكرة الجيدة هي التي تهتم بالأمور الأساسية التي نهدف إليها في تربية الطفل، فضلا عن إثارة انتباهه، وجذب اهتمامه للقصة، ومن المهم أن تتسم الفكرة بالصدق الذي يترك أثره في الطفل خلال قراءته أو سماعه لها.

والفكرة ليست أمراً غائماً، وإنما هي مما يتعلق بمستوى الطفل، ويلائم خبراته واهتماماته، مع الحذر من إقحام الموضوعات أو الأفكار بشكل مفتعل، أو استخدام طريقة التلميح الذي يؤدي إلى الغموض(3)، بل يلجأ الكاتب إلى مراعاة قدرات الطفل العقلية في ذلك كله، واستخدام الطريقة المناسبة في عرض الفكرة بحيث تستثير عند الطفل التفكير، وتدفعه لتلمس الحلول، واستنباط الحكمة(4).

ويمكن أن تدور الفكرة حول موضوعات كثيرة ما دام الهدف واضحا عند الكاتب، فقد تكون من الموضوعات المأخوذة من كتاب الله (عز وجل)، أو حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو من الموضوعات المستمدة من السيرة النبوية، أو التاريخ الإسلامي، أو من الموضوعات الخاصة بالقضايا الاجتماعية والسلوكية كالتعاون والأثرة، والأخوة والإخلاص وحب العمل، والأنانية.. إلخ.

وقد تدور حول تصرفات الإنسان أو الحيوان أو النبات(5)، أو حول موضوع علمي، أو قصة اختراع، أو حول بلدة من البلدان.

وقد تدور حول موضوعات شعبية أو غيرها(6).

وأياً كان الموضوع، فالأطفال يستفيدون منه ما دام هادفاً يمتاز بمادة مثيرة ومؤثرة، ويتسم بالصدق والوضوح، ويتناسب مع اهتمامات الطفل ومدركاته المختلفة(7).

2ـ البناء والحبكة:

بعد اختيار الموضوع وتحديد الفكرة، لا بد من صنع سلسلة من الحوادث التي تشكل بنية القصة، وهذه الحوادث تترابط وتتسلسل بشكل يؤدي إلى الوصول للنتائج من خلال الأسباب التي تأتي كما ترسمها الحوادث، والحبكة بمعنى آخر هي إحكام بناء القصة بطريقة منطقية مقنعة(8)،أي أن تكون الحوادث والشخصيات مرتبطة ارتباطاً منطقياً يجعل من مجموعها وحدة متماسكة الأجزاء(9).

ولتسلسل الأحداث عدة طرق، منها أن تتوالى توالياً عضوياً، ويرتبط بعضها ببعض تمام الارتباط، ومنها ما يكون مرتبطاً بالشخصية الرئيسية في القصة في ترابط الأحداث ومسيرتها من البداية للنهاية(10).

وحبكة القصة الناجحة هي التي تقوم على تخطيط جيد للأحداث يبدأ من البداية، وتتنامى الأحداث، ويتأجج الصراع حتى القمة، ويكون هذا النمو إما عن طريق الصراع، أو التناقض في الأحداث والمواقف، أو التكرار، أو التضاد(11).

وتبدأ الحوادث عادة بمقدمة مناسبة وهي البداية للقصة، شريطة أن تكون موجزة موضحة لما سيتبعها من أحداث، ثم تأتي العقدة التي تنمو فيها الحوادث، ويزداد الصراع حتى يصل إلى القمة، ثم الحل الذي يكون نهاية القصة، عندما تبدأ الأمور بالتكشف، وتأتي لحظة التنوير(12).

ويمكن لقصة الأطفال أن تعتمد على حادثة واحدة أو حوادث مترابطة، ويمكن للخبر أن يكون نواة لقصة إذا استطاع الكاتب أن يسرد تفاصيله بشكل مترابط ومؤثر.

وبوجه عام ينبغي عدم الإكثار من الحوادث في قصة الأطفال(13) مع اختيار الحوادث التي تتلاءم مع بيئة الطفل، وتفكيره، والابتعاد عن شطط الخيال الذي لا يفيد شيئاً، وقد يدفع بالطفل لتخيل أمور غير منطقية، والتصرف بطريقة خاطئة خطرة.

3ـ الشخصيات:

هذا العنصر مهم جداً في القصة، وهو بعد مهم من أبعاد أية قصة، بل ربما يكون المحور الأساسي في معظم قصص الأطفال، ولذا لا بد من بذل الجهد المبدع لرسم شخصيات القصة بعناية، بحيث تحقق أهداف القصة، وتتناسب مع الأحداث، تتصرف وتتحرك وفق ما تقتضيه طبيعة الحياة الواقعية، والطفل بحاجة لرؤية الشخصية أمامه في القصة حية مجسمة، وأن يسمعها تتكلم بصدق وحرارة وإخلاص، حتى يرى فيها النموذج الذي يحتذيه فتترك أثرها فيه سلباً أو إيجاباً.

والقصة الجيدة هي التي تدفع الطفل لمشاركة أبطال القصة مواقفهم ويتفاعل معهم، فيتعاطف مع هذا، أو يتقزز من ذاك، ويحب هذا ويكره ذاك، ويقتدي بواحد وينفر من الآخر(14)، ويحكم على هذا أو ذاك من خلال أفعالهم.

وهذا يشير إلى نقطة مهمة في رسم الشخصية وهي كونها تتسم بالوضوح، والصدق والتشويق والتميز(15)، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا التزمت هذه القصة ببيئة الطفل، وحملت قيم المجتمع وأفكاره، ولذا فإن القصص المترجمة سوف تكون بعيدة عن هذه المميزات الأساسية للشخصية، فضلاً عن أثرها المدمر في تمزيق شخصيته، وتفتيت عناصر التلاؤم والتوحد داخلها، وتضعه في موضع التناقض والحيرة وفقدان الثقة مع واقعه.

وقد تتنوع الشخصيات، فبعضها يؤخذ من التاريخ، وبعضها من المجتمع المعاصر، وبعضها من عالم الطفل ذاته.

وقد تكون الشخصية حقيقية أو رمزاً قريباً من الحقيقة، وقد تكون من عالم الإنسان وقد تكون من عالم الحيوان أو عالم النبات، فالكون كله مجال رحب لاختيار الشخصيات. وإذا كانت قصة الكبار تمتاز بأنواع كثيرة من الشخصيات، وبطرق مختلفة لرسم هذه الشخصيات، فإن قصة الصغار لا تحتاج إلى مثل هذا التقيد، بل للأديب أن يدرس موضوعه بعناية، ويرسم الشخصيات بطريقة حية مؤثرة تؤدي أغراض القصة. ولا يخفى على القارئ ما للقصة من تأثير على الأطفال، ولذلك فإن العناية برسم الشخصية التي يتفاعل معها الطفل، ومعرفة حجم هذا التأثير وقوته أمر مهم قبل اختيار القصة أو رسم شخصياتها، وقبل اختيار نوعها ومعرفة ملامحها وأخلاقها، وقبل تحديد عددها ودور كل واحد منها.

4ـ الأسلوب:

ما دامت الكتابة للأطفال وهم ليسوا جمهوراً واحداً بل لهم مراحل وأعمار مختلفة، لذا لا بد للكاتب من اختيار الأسلوب المناسب الذي يتفق مع مستوى الأطفال، وقدراتهم وخبراتهم وهو بحاجة إلى التعرف على قاموس الأطفال في كل سن من سنوات عمرهم لاستخدام ألفاظه فيما يكتبه لهم، بل لمعرفة ما ينبغي إضافته لهذا القاموس من المفردات والألفاظ التي يحسن التعرف عليها من قبلهم، أو إضافتها لقاموسهم وخبراتهم.

ولقد أحسنت منظمة التربية حين أصدرت (قاموس الألفاظ الشائعة بين أطفال المدرسة الابتدائية)(16).

ولكن هذا لا يكفي، إذ نحن بحاجة إلى معرفة القاموس اللغوي بالمنظار الإسلامي العام لمختلف الأعمار، من سن الثالثة إلى سن الخامسة عشرة، ولا يمكن لمثل هذا العمل أن يقوم به فرد أو أفراد، بل يحتاج إلى مؤسسة تنهض به على أسس علمية، لجمع مفردات هذا القاموس، لأن أكثر الذين يعتنون بقضايا الطفولة يركزون على القضايا الحياتية والمادية، ولا يعطون الأمور التربوية والإسلامية الاهتمام المطلوب. وحين نحقق ذلك نتوصل إلى تطوير هذا القاموس، وإغنائه بما ينبغي أن يلم به الأطفال في كل مرحلة من مراحل العمر.

ومن شروط الأسلوب في مرحلة الطفولة البعد عن الألفاظ الغريبة والصعبة، التي لا تتناسب مع الطفل الموجه إليه العمل الأدبي، ولكن ذلك لا يمنع من استعمال بعض المفردات الصعبة - نسبياً - وسط سياق يسمح للطفل بفهم معناها، واكتساب خبرة جديدة بواسطتها، وزيادة ثروته اللغوية باستمرار من خلال القراءة.

وكذلك ينبغي عدم استعمال الألفاظ ذات الدلالات العامة، والتجريدية، إلا بالشروط السابقة التي تجعلها مفهومة من خلال السياق الذي وضعت فيه.

والقاعدة في ذلك أن يكون استعمال أي لفظ صعب أو جديد أو ذي دلالة معنوية تجريدية، خاضعاً للطريقة التي يستعمل فيها، بحيث يصبح مفهوماً للطفل ضمن سياق التركيب الواضح السهل المناسب للطفل.

ومن المهم جداً الحرص على استعمال الألفاظ الصحيحة الفصيحة، وعدم استعمال الكلمات العامية أو الأجنبية مهما كانت المبررات، لأن في ذلك تشويهاً لبناء المعرفة اللغوية، ولجمالية اللفظ العربي وسلامته، فضلاً عن تشويه مخارج اللفظ حينما تختلط مخارج الحروف العربية بغيرها، ويصبح جهاز النطق عند الطفل موزعاً بين التعود في الحركة على مخارج الحروف العربية بطريقة صحيحة سليمة، والتعود على مخارج الحروف الأجنبية(17).

وعلى الكاتب أن يختار أيضاً الأسلوب الواضح المناسب للطفل، حسب المرحلة والعمر الذي يكتب له، فلا يلجأ إلى التعقيد، والغموض والتراكيب الطويلة، والتقديم والتأخير، واستخدام الضمائر الكثيرة التي يصعب فهمها من قبل الطفل.

فضلاً عن هذا فإن اختيار أسلوب العرض الذي يتسم بالوضوح والحيوية والصدق والإشراق سوف يدفع الطفل للإقبال على القصة، وفهمها، والتأثر بها.

وهناك طرائق وأساليب مختلفة، فيحسن استخدام التنوع لتزويد الطفل بخبرات جديدة، وتدريبه على معرفة شتى الأساليب وفهمها، شريطة عدم الوقوع في الأمور الشكلية التي تبتعد عن روح اللغة، وشرف المعنى، وأهمية تحقيق الأهداف المطلوبة من العمل الأدبي. وفي كل مرحلة من مراحل العمر يرى الكاتب طريقة أكثر تلاؤماً مع الطفل؛ ففي مرحلة يرى السرد المباشر أفضل، وفي أخرى قد يجد استخدام طريقة السرد الذاتي، أو استخدام الوثائق(18)، ولاختيار الكاتب لطريقة من هذه الطرق، أو للمزج بينها علاقة بالقصة والحبكة ونوع الشخصيات، لأن الإبداع عملية متكاملة، وإن ذلك يعتمد على دراسات ما زلنا بحاجة إليها لمعرفة النمط اللغوي المناسب لكل مرحلة. وعلى العموم فإن التزام النمط اللغوي ذي الاتساع المتوسط والتنوع القليل يلازم الوضوح(19)، وإن التجارب تدل على أن استخدام أسلوب الحوار يجذب اهتمام الأطفال أكثر من غيره.

وإذا تحقق عنصرا الانسجام والتناسق في القصة، اللذان يربطان بين عناصرها المختلفة من حبكة فنية متينة، وموضوع جديد مهم للأطفال، وأفكار مترابطة ومناسبة، وعقدة مثيرة، وشخصيات مقنعة وحيوية، وجو صادق، وأسلوب أدبي ملائم(20)، فإن القصة تنجح في تحقيق أهدافها، ويقبل عليها الأطفال بشغف.

وهذا يقتضي من الأديب أن يكون ملماً بتجارب الأطفال، وعارفاً بانفعالاتهم ونفسياتهم واهتماماتهم(21)، وأن يتمتع أسلوبه بالوضوح والقوة والجمال(22).

وبصورة مختصرة: فإن الأسلوب لا يقل أهمية عن المضمون في تحقيق أهداف أدب الطفل، لأن الطفل يتعلم من الأسلوب أشياء كثيرة، ابتداءً من مفردات اللغة، والتعود على النطق السليم، إلى التراكيب والأساليب، والصور الجمالية المختلفة.

إن كتاب الله (العزيز)، هو الذروة التي يرنو إليها الكاتب المسلم في اختيار المناسب الجميل المفيد، وإن أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الصورة التطبيقية التي يفهمها الصغار والكبار، وإننا في تطلعنا إلى أدب الطفل المسلم نأمل أن يستوعب الأدباء ذلك، ويتعمقوا بدراسة خصائص الأسلوب العربي من هذين المصدرين بالدرجة الأولى قبل النظر إلى أي أمر آخر(23).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر مثلاً: أدب الأطفال ومكتباتهم / 76، وما بعدها، وفي أدب الأطفال: د / الحديدي 115 – 130، وأدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي / 136 ـ 147، وأدب الأطفال دراسة وتطبيق / 30، وأدب الأطفال في ضوء الإسلام / 59 - 78، وأدب الأطفال مبادئه ومقوماته / 27 - 29.

2ـ أدب الأطفال للهيتي / 136.

3ـ المصدر السابق / 139.

4ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام / 72.

5ـ قصص الأطفال في سورية / 40.

6ـ الكتاب والأطفال / 76.

7ـ أدب الأطفال ومكتباتهم / 51.

8ـ فن الكتابة للأطفال: أحمد بهجت / 75.

9ـ المصدر السابق.

10ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام / 63.

11ـ أدب الأطفال: د / الحديدي / 117، وأدب الأطفال في ضوء الإسلام / 63.

12ـ فن الكتابة للأطفال/ 76.

13ـ أدب الأطفال - فلسفته ومبادئه / 141.

14ـ أدب الأطفال: د / الحديدي / 122.

15ـ فن الكتابة للأطفال / 79- 80.

16ـ أطلق على هذا القاموس اسم (الرصيد اللغوي العربي لتلاميذ الصفوف الستة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تونس 1989م، وانظر: (مشكلة قصص الأطفال في سورية)، فصل البنية اللغوية / 55.

17ـ وأشير هنا إلى مخاطر تعليم اللغات الأجنبية في مرحلة التعليم الابتدائي، إذ تشوه مخارج الحروف العربية، وتخلط هذه المخارج مع مخارج الحروف الأجنبية. وهذا يؤثر-أكثر ما يؤثر- على تلاوة كتاب الله (عز وجل)، تلاوة صحيحة، فضلاً عن الأضرار الأخرى التي تفوق كثيراً ما يظن من فوائد في تعليم اللغات، ولا سيما في مجال الأفكار والعادات، والسلوك، والقيم، وأسلوب التعامل. ولو كان في تعلم اللغة الأجنبية فوائد حقيقية، لما حرصت عليه دول الغرب، ولمنعت أبناء العالم الإسلامي من تعلم لغاتهم كما تفعل في كل فائدة يمكن حصولها من التعلم. ولكن اليقين بأن تعليم لغاتهم يجر أبناء المسلمين إلى متابعتهم، هو الذي دفعهم إلى تبني تعليم لغاتهم للمسلمين، وعمل البرامج والدورات، وتقديم الخدمات لهذا الغرض.

18ـ أدب الأطفال في ضوء الإسلام / 62، وفن الكتابة للأطفال / 77.

19ـ مشكلات قصص الأطفال في سورية / 65.

20ـ في أدب الأطفال: د. الحديدي / 127.

21ـ أدب الأطفال ومكتباتهم / 50.

22ـ أدب الأطفال - فلسفته - فنونه وسائطه / 144.

23ـ أشير بمناسبة الأسلوب إلى الدراسة الخاصة (لمشكلات قصص الأطفال في سورية)، ولا سيما فصل: البنية اللغوية (55 - 65)، لفهم الظواهر اللغوية، والأنماط اللغوية المستعملة، وكذلك إلى الكتاب المدرسي: أدب الطفل - مبادئه ومقوماته الأساسية، فصل: خصائص لغة الطفل (54 - 59)، عناصر السهولة والصعوبة في المادة اللغوية (60- 68). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.