المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Xenon
6-1-2019
Ion Concentrations
21-5-2019
Records of Infinite Period and the Fourier Integral
10-3-2021
صيغة المبالغة
20-10-2014
ديسبروزيوم dysprosium
3-10-2018
ضبط كتابة الخبر الصحفي
4-12-2020


ما هي التربية  
  
1274   02:46 صباحاً   التاريخ: 30/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص8ــ9
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-6-2020 2274
التاريخ: 30-12-2016 15432
التاريخ: 28-8-2017 2043
التاريخ: 19-4-2016 2204

من الضروري ان نعرف أولاً وقبل كل شيء ما هي التربية وما هي ضرورتها واهميتها؟ وما هي مكوناتها وابعادها؟

لقد طرحت للتربية تعاريف عدة منها قولهم: ان التربية تعني الجهد والعمل الواعي من قبل الانسان لإيجاد التغييرات المنشودة. ومن البديهي ان اسلوب الفهم واستخلاص المعنى من هذا التعريف يتفاوت بتفاوت المجتمعات، فما اكثر الامور التى تعتبر مرغوبة فى مجتمع ما بينما تواجه بالرفض في مجتمع آخر. فالبعض يعتبرها - أي التربية - فناً ينتقل في ظله نشوه ونمو القوى الانسانية في ادوار الحياة المختلفة بما يتناسب مع السن ودرجة النضج، ويتم خلال عملية النقل هذه الاستفادة من الجوانب العلمية والتجريبية.

فنحن نسعى من خلال التربية إلى تعليم الطفل اسلوب الاستمتاع بالحياة، وتنمية قواه الجسمية وملكاته الروحية لبلوغ الكمال المنشود وننقل إليه أسس التفكير والشعور والعمل المدروس، وننقل الحضارة الانسانية بعد التقييم والاغناء، إلى الجيل الجديد، ونكشف الاستعدادات والقدرات الكامنة لدى الطفل ونوجهها صوب الجوانب المراد تحقيقها.

ابعاد العمل التربوي: تمثل التربية في احد ابعادها الاهتمام بتنمية القوى الجسمية بسبب ما للجسم من أهمية واعتبار سواء كان حياً أم ميتاً وهذا ما يوجب ترك او اداء الكثير من الاعمال العبادية.

وتهتم التربية من جهة أخرى بتنمية القوى الذهنية، كالحفظ والادراك وتداعي المعاني والدقة والارادة وحتى صياغة الذهن عن طريق ايجاد الصلة والاتحاد بين محتويات الذهن بحيث تنمو الجوانب المتعلقة بها بشكل متناسب ومتزن.

وتركز التربية من جهة ثالثة على الاهتمام الابعاد الروحية والعاطفية لأن المطلوب هو تربية وصياغة وتوجيه روح الطفل. فلا شك ان الوضع يوجب في بعض الحالات طرح موضوع الحياة، وفي حالات أخرى طرح موضوع اعادة البناء. وفي التربية يجري التأكيد على تعليم مثل هذا الانسان روح المسؤولية بحيث يرى نفسه مسؤولاً امام ذاته وامام خالقه وامام الناس، والطبيعة، لكي يبلغ بروحه وجسمه ارفع درجات الجمال والكمال الممكن، وتوفير موجبات ضمان مستقبله وتوجيهه أخيراً الى ما يحقق آمال مجتمعه ودينه




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.