أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-30
160
التاريخ: 14-11-2020
4863
التاريخ: 2023-05-12
1199
التاريخ: 2023-07-25
910
|
أوجب فرض الصيام في الجملة على سائر المؤمنين بعموم اللفظ المنتظم للجميع، وعم به سائر المؤمنات بقرينة اللفظ من الإجماع ودليله المبين، إلا من خصه من الجميع في الآية التي تعقب ما تلوناه في التنزيل، وما يتبعها من السنة على لسان نبيه (صلى الله عليه واله وسلم)؛ ثم قال تعالى - مفسّراً ما أجمله ضرباً من التفسير: { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].
فبين أن الفرض متعلق بأزمان محصورة، وأنه يكون في أيام معدودة؛ وكشف عمن يختص بالخروج عن فرضه في الحال من المرضى والمسافرين وإن كان قد ألزمهم اياه بعد الحال؛ وبين أنه قد كان رخص للشاهدين له من أهل الصحة والسلامة من الأمراض إفطاره على التعمد بشرط قيامهم بفدية الإفطار من الإطعام، ودل على أن الصوم لهم مع ذلك أفضل عنده، وأولى من الفدية للإفطار.
ثم نسخ ذلك خاصة بما أردفه في الذكر من القرآن؛ فقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
فأوضح بهذا عن بقية تفسير الإجمال فيما أنزله أولاً من فرض الصيام، ودل على أن المكتوب على أهل الإيمان من الصيام الذي وصف بأنه في أيام معدودات يجب فعله في شهر على التمام بما ذكره في العدة من فرض الكمال، وحظر ما كان أباحه قبله من الإفطار للفدية مع إطاقة الصيام بإلزامه الفرض فيه للشاهد في الزمان مع السلامة من العلل والأمراض، وأكد خروج المرضى والمسافرين من فرضه في الحال بتكرار ذكرهم للبصيرة والبيان، وأبان عن علة خروجهم بما وصف من إرادته جل اسمه لهم اليسر وكراهية العسر عليهم زيادة منه في البرهان(1).
وأمر الله بالصيام قربة إليه، وفرض صيام شهر رمضان، فقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
وقال الله: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): " الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوی"(2).
وزعم النعمان: أن من تعمد الخلاف على الله (عزوجل)، فنوى أيام شهر رمضان في نذر عليه، أجزأه عن صيام شهر رمضان؛ أو كان عليه كفارة صيام ثلاثة أيام فتعمد أن يصوم ثلاثة أيام من شهر رمضان ينوي بها صيام الكفارة، أجزأه ذلك عن صيام ثلاثة أيام من شهر رمضان، خلافاً على النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فيما رويناه عنه من قوله في هذا الباب.
وزعم النعمان: أن من تعمد بلع حصاة وأشباهها ما لا يغذو الإنسان ولا ينماع في جوفه وهو صائم، أنه لا يفطر بذلك، خلافاً على أئمة الإسلام (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المقنعة:294.
2- صحيح البخاري 1: 2؛ صحيح مسلم: 15/6؛ سنن أبي داود 2: 262؛ سنن النسائي : 58؛ كنز العمال3: 792.
3- المسائل الصاغانية في الرد على أبي حنيفة 53، والمصنفات 3: 127.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|