المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05

مَن يجب تغسيلهم
24-8-2017
suprasegmental (adj./n.)
2023-11-24
الصلاة توقيفيّة
30-11-2016
الجمع الثاني للقرآن‏
29-04-2015
بفاف، جوهان فريدريك
14-8-2016
موقف يوليانوس من النصرانية والوثنية.
2023-09-29


مناهج التدريس والبرامج التدريسية  
  
1533   10:52 صباحاً   التاريخ: 25/10/2022
المؤلف : د. توما جورج الخوري
الكتاب أو المصدر : الطفل الموهوب والطفل بطيء التعلّم
الجزء والصفحة : ص38 ــ 42
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

هناك آراء عديدة حول المناهج والبرامج الدراسية الواجب تدريسها للأطفال الموهوبين، وعلى الرغم من تباينها وتنوعها واختلاف وجهات النظر حولها، لكنها تبقى في حدود هذا التباين وذاك الاختلاف فيما بينهم (المشرفون، القيمون، واضعو المناهج)، ولكن الأهمية القصوى يجب أن تعطى للطفل الموهوب ذاته وهذا يعني ضرورة دراسة مشاكل المناهج والبرامج من وجهة نظر الطفل لا من وجهة نظر المشرفين عليه.

ـ عقبات تواجه الطفل الموهوب

كما أن المشاكل تواجه الأطفال العاديين كذلك تواجه الأطفال الموهوبين، إذ أن مشاكلهم من نوع خاص بهم ذات علاقة بقدراتهم ونسبة ذكائهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين(1).

وفي طليعة المشاكل التي يواجهها الطفل الموهوب في الصف هي القدرة على التكيف مع زملائه الذين هم دونه في المستوى الذكائي والقدرة على الاستيعاب. فقد يجد هذا الطفل نفسه في وضع متفوق خاصة عندما يتحدث المعلم عن أمور سبق وأن استوعبها وفهمها، في حين أن السواد الأعظم من التلامذة لم يستوعبوا بعد القواعد الأساسية التي يعتبرها المعلم جزءاً أساسياً من المنهاج المقرر.

كما أن هناك مشاكل أخرى لا تقل اهمية عن سابقتها وهي علاقته برفاقه في الصف، إذ يفقد بعض الموهوبين صبرهم في تحمل رفاقهم الذين هم دونهم في المستوى الذكائي خاصة أولئك المتخلفون، وهذا ما يجعله ضيق الصدر، قصير النظر والنفس. من هنا ضرورة إرشاد الطفل الموهوب إلى أن يحسن التكيف معهم بصدر رحب خاصة عندما يسمع أحد رفاقه يتحدث بشكل يدل على ضعف المستوى، مما يجعله يتفوه بكلمات بقصد أو بدون قصد دونما سابق تفكير مما يؤدي إلى جرح شعورهم كأن ينعتهم بالغباء والحمق أو سوى ذلك من العبارات المؤذية للشخصية. وهذا بدوره يجعل من رفاقه موضع الازدراء والاحتقار مهينين لأن يشعروا بشيء من الكراهية والحقد نحوه كونهم لا يتمتعون بمثل قدراته العقلية والذكائية، بالإضافة إلى ما تجره هذه الأمور من نتائج سلبية تنعكس على الطفل الموهوب ذاته بأن يصبح منعزلاً ومنبوذاً من الأخرين.

وهناك شيء آخر جدير بالذكر وهو ضرورة معرفة الطفل الموهوب لحدوده السلوكية، بمعنى أن يأخذ بالقول المأثور (رحم الله إمرءاً عرف حده فوقف عنده)، فلا يجوز أن يفرض أفكاره وآراءه داخل الصف معترضاً حيناً ومتباهياً أحياناً أخرى مما يؤدي إلى الإخلال بالنظام مما يؤدي بدوره إلى الفوضى، وقد يتعدى الطفل الموهوب في أفكاره وآرائه حدود زملائه إلى معلميه حيث ينصح مقترحاً طريقة او تجربة أخرى مما يجر بدوره إلى نوع من التحدي لسلطة المعلم في الصف. لذلك يفترض في المعلم المؤهل أن يكون يقظاً متنبهاً لشؤون وشجون الطفل الموهوب فيميل حيناً إلى إطرائه بإبراز مواهبه وقدراته كما يميل أحياناً اخرى إلى إفهامه وتنويره ونصحه وإرشاده إلى سواء السبيل مذكراً إياه بالقول المأثور إيضاً (تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين).

ـ عقبات تواجه المعلم

لا شك أن أهم عقبة تواجه المعلم في الصف هي التفاوت الملحوظ في مستوى الطفل الموهوب مقارنة بمستوى رفاقه لا سيما في المراحل الدراسية المتقدمة. وهي في نظرنا مشكلة ذات صفة أولية كونها تواجه معظم المعلمين الذين يقفون حيارى أمامها فيما يجب أن يفعلوا.

تحدثتا أن هذا التفاوت في المستوى الذي يبداً بسيطاً في مراحل التعليم الأولى لا يلبث أن يكبر ككرة الثلج مع تقدم الأطفال في سنواتهم الدراسية. وعلى سبيل المثال تشكل الصفوف الابتدائية الأولى (الأول والثاني والثالث الابتدائي)، مرحلة أولية من هذا التفاوت الذي يبدو صغيراً لكنه سرعان ما يبدو جلياً وواضحاً في الصفين الرابع والخامس الابتدائيين، وهذا يظهر بوضوح في مادة الحساب مثلاً، إلا أنه لا يلبث أن يظهر بقوة أكبر وأوضح عندما يبدأ الأطفال بدراسة مادتي الجبر والهندسة في مرحلة التعليم المتوسط. فكيف يجب على المعلم أن يتصرف حيال هذا الفرق الشاسع في قدرات التلامذة؟ من الأمور التي تسهل مهمة المعلم في مواجهة هذه المشكلة هو معرفته بالخلفية الاجتماعية والثقافية للتلامذة الموجودين في صفه. وبما أن معظم المعلمين غير ملمين بهذه المعرفة فلن يتمكنوا من مواجهة هذه المشكلة كما يجب.

وإذا أضفنا إلى هذا كله عدم قدرة المعلم على القيام بمهنة التعليم كما يجب، أي أنه غير مؤهل للقيام بعمله، لوجدنا مدى الصعوبة التي يمكن أن يواجهها خاصة وأن معلم المرحلة الإبتدائية يفترض أن يلم بأصول وطرق التدريس لمعظم المواد الدراسية في تلك المرحلة. لذلك، وفي نظرنا، يلعب المعلم المؤهل دوراً هاماً ورئيسياً في هذا الصدد، وعبر هذا التأهيل وتلك القدرة يتمكن من مواجهة الأمر ولو بشكل نسبي.

ـ ضرورة تنويع المنهاج

امام هكذا مشاكل لا بد لنا من حلول خاصة على صعيد المنهاج الدراسي، لذلك جاءت فكرة تنويع المنهاج وتطعيمه ببعض النشاطات بحيث تخدم الغرض المتوخى وتصبّ في خانة تنمية مواهب الطفل الموهوب وزيادة قدراته عبر ما يلي(2):

- الربط بين المفاهيم والأفكار المختلفة.

- تقويم الحقائق والافكار عبر نقد إيجابي

- التجدد والخلق والابداع في مجالات التفكير.

- التزود برأي سديد لمواجهة المشاكل المعقدة.

ولكن السؤال المطروح الآن: هل يمكن أن تجتمع كل هذه الصفات في الطفل الموهوب؟ الإجابة بالنفي إذ من غير المعقول أن يتمكن الطفل الموهوب، أي طفل، من جمع هذه القدرات مهما كانت نسبة ذكائه. لذلك تأتي المدرسة لتتدخل في هذا المجال عبر النشاط الإضافي التي تعده للطفل الموهوب بحيث يساهم هذا النشاط في تدعيم قدراته وتفعيلها.

ومن الجدير ذكره أن دور المدرسة يجب أن ينصبّ ليس على ملء وقت فراغ الطفل الموهوب بهذه النشاطات بل في تزويده بالقدرة على الخلق والإبداع والتجديد والابتكار. فعوضاً عن لجوء المدرسة إلى زيادة واجبات الطفل الموهوب البيتية لملء وقت فراغه في حلها، كونها لا تنمي قدراته العلمية ـ بل في إعطائه طريقة جديدة لإثبات صحة عملية حسابية معينة - الطرح أو القسمة مثلاً، وعوضاً عن إشغال الطفل الموهوب بالبحث في موسوعة عن معلومات جديدة في الإنتاج ـ صناعة، زراعة، تجارة ـ لملء وقت الفراغ بل الطلب منه البحث عن علاقة هذا الإنتاج بالسياسة والاقتصاد، ففي هذا تنمية لقدراته.

ويبقى السؤال هل باستطاعة المعلم أن يهيء الجو المناسب بحيث يتمكن الطفل الموهوب والأطفال الآخرون من القيام بواجباتهم دونما مشاكل تذكر؟ لا شك أننا نحمّل المعلم حملاً ثقيلاً إذا طلبنا منه التمكّن من القيام بهذا لأنه أمر شاق يحتاج إلى جهود وخبرة ويقظة في تحقيق هذا الهدف، حتى ولو تمكن من تحقيقه في حده الأدنى. فما العمل؟؟ هل من السهل فصل الأطفال الموهوبين ووضعهم في صف خاص بهم؟ أو إيجاد مدرسة خاصة لهم؟ وهل من الممكن القيام بهذا العمل؟؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ راجع: فاخر عاقل، الابداع وبروزه وطرق تربية المبدعين، دمشق: مطبعة الاتحاد

1983، ص38-41.

2ـ زين العابدين درويش، تنمية الإبداع منهج وتطبيق، القاهرة: دار المعارف، 1983،

ص 46 ـ 60.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.