المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



تصنيف الاحتياجات لدى الأطفال / الحاجة للنوم والراحة  
  
1360   09:23 صباحاً   التاريخ: 17/10/2022
المؤلف : علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص81ــ92
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 1899
التاريخ: 15-1-2016 2307
التاريخ: 5-6-2017 26884
التاريخ: 28-11-2018 2563

الانسان موجود يتعرض للإجهاد والتعب بسبب الحركة والجهد الذي يبذله، وهذا التعب يكون أحياناً على شكل تعب ذهني، نفسي وقتي، أو غالباً ما يكون بدنياً، ولغرض ازالة هذا التعب تراه يقدم على النوم والاستراحة ويقوم بإعادة قواه عن هذا الطريق والمواضيع التي سنتناولها وهي موضوع بحثنا في هذا الفصل، هي مسألة الارهاق وأسبابه ومخاطره، وحاجة الانسان إلى الراحة، وكيفية تأمينها.

مسألة الارهاق واسبابه:

ان الارهاق امر يعترض وجود الانسان، واسبابه الاساسية كما يلي:

١- نقصان المواد المخزونة في الجسم مثل الماء والمواد السكرية والغذائية.

٢- ظهور المخلفات والمواد السامة في الدم والتي تعمل على تقليل فاعلية الدم في عملية ايصال الغذاء والهواء إلى الانسجة.

٣- استهلاك الكثير من طاقات الجسم على أثر استهلاك المواد الغذائية في بناء الانسجة.

٤- النشاط الذهني والذي يولد ارهاق اول نسبياً في طبيعة الحال إلا إذا كان بصورة مفرطة.

مخاطر الارهاق:

للإرهاق آثار ومخاطر متعددة اذ نحتاج لغرض دراسة جميع جوانبها إلى مؤلف منفرد ، وما يمكن الاشارة إليه في هذه الدراسة بشكل مختصر ما يلي:

* للإرهاق تأثير واضح في النمو الجمسي والروحي للطفل. ويساعد على خلق الأجواء المناسبة لعوامل الاضطراب والتأزم، فيغير العواطف ويدفع الانسان إلى الكسل والكمال، ويتسبب في ايجاد حالة العصبية الشديدة وينمي العواطف غير المرغوبة.

وعلى أثر الفعاليات البدنية تتولد في الجسم سموم معينة تصيب العضلات بأضرار جسيمة وتسبب في سوء الهضم والصداع وتصيب اعصاب الطفل بأضرار بالغة، ويتسب الارهاق أيضاً بفقدان الشهية وسوء الخلق، ويصبح دافعاً لارتكاب الافراد المزيد من الاخطاء، ويؤدي أيضاً إلى انخفاض مستوى الاداء والعمل بحيث ان الفرد لن يعد قادراً على التطور والتحسن، وتقل رغبته بمتابعة الأمور، وفي حالة الاستمرار على هذا الوضع فان حياة الانسان ستتعرض إلى الخطر بل وحتى الموت أحياناً.

الحاجة إلى الاستراحة:

وبناءً على هذا الاساس من الضروري ان يلجأ الطفل إلى الاستراحة والتي يحتاجها الطفل أيضاً. وتصل شدة هذا الاحتياج أحياناً لدرجة يشعر معها الطفل بعدم رغبته في الطعام  خاصة اذا كان هذا الارهاق ناجحاً عن الفعاليات البدنية الحادة وبعد مزاولة اللعب اذ سيسعى الطفل حينئذ ان يتخلص من الارهاق بأي صورة كانت حتى لو بحجة التنازل عن الكثير من الاشياء التي يحبها.

ولا ينبغي الايحاء إلى الطفل بأنه مرهق، بل يجب توفير مستلزمات استراحته بشكل لائق . ويجب ان تكون استراحة الطفل متناوبة لكي يزول التعب تماما وان تكون كاملة أيضاً لكي يكون بوسع الطفل الاستغراق في نوم عميق ويأخذ حاجته منه .

ان قلة النوم الناجم عن الارهاق يتسبب غالباً في فقدان الشهية وفقر الدم . واضافة للحاجة إلى الاستراحة الاسبوعية فان الانسان بحاجة إلى هذه الاستراحة بشكل عام بان يستريح بعض الشيء خلال الشهر او السنة، ويحظى هذا الأمر بأهمية بالغة فيما يتعلق بنمو الاطفال واستقرارهم الذهني والعصبي. وعدم الاستفادة من ذلك سيكون سببا في ظهورها حالات الضعف وأحياناً التوترات العصبية.

الاستراحة اشكالها وفوائدها :

تتجدد الطاقات في ظل الاستراحة، ويتحقق الأمن الروحي للطفل. ويشعر الطفل بالتحرر من القيود وانه قادر على إداء جهد أكبر. ويستعيد نشاطه وحيويته ويشعر بالاستعداد للعمل وبذل الجهد.

أما بخصوص صور الاستراحة ينبغي القول انها بإحدى صورتين :

السكون وعدم الحركة، النوم، أو الاستلقاء والتمدد على الظهر بشكل كامل يعد بحد ذاته من عوامل الاستراحة. أو الاتكاء على ذراع الكرسي بشكل كامل له بالغ التأثير في هذا الأمر، إلا ان نسبة تأثير ذلك لا تصل مطلقاً إلى نسبة تأثير النوم العميق بأن ينام الطفل ويرتاح بكامل وجوده.

ولابد من القول ان النشاطات الاجتماعية والترفيهية لها دخل في ازالة الارهاق واغناء الحياة اليومية. كما ان ايجاد التنوع في الحياة يعتبر من عوامل تخفيف الارهاق واضفاء الراحة، واضفاء الراحة، وتحديد ساعات العمل وتقليلها في الليل له تأثير واضح في توفير الراحة والمحافظة على السلامة، وتساعد على ازالة الارهاق الفكري والعاطفي والبدني، ولكن ليس بمقدور أي منها الاحلال مكان النوم.

أهمية النوم :

لا تقتصر أهمية النوم على الطفل فحسب بل أنه مهم لجميع الافراد أيضاً، وأهميته بمنزلة أهمية الموت والحياة، وأنه لنعمة كبيرة للإنسان، ذلك أن في ظله نسيان الآلام وزوال الهموم، ويصبح سبباً لاستعادة نشاط الانسان وشحن قواه وتجديدها، وأنجع دواء لإزالة الارهاق الذهني، وأن نمو الطفل وصحته الجسمية والنفسية مرهونة به .

ولم يتم التعرف على أساس النوم بعد، ولو حقن دم الفرد الغالب عليه النوم بحقنة اليقظة لما تسببت في النوم، وهذا يدل على أن ماهية النوم لا علاقة لها بحالة الدم، ولكن في نفس الوقت فان راحة وهدوء الانسان ترتبطان به.

معدل النوم :

تفاوت معدلات النوم باختلاف الافراد، اذ ينبغي مثلاً ان يكون اكثر للأطفال النحاف لان نموهم منوط بهذا الا كما ان نسبته لها علاقة بالوزن، والغذاء والحركة، والجهد وبدانة الجسم أو نحافته واستهلاك الطاقة.

ويستغرق الاطفال في الشهر الأول من الولادة مدة ١٦ - ١٨ ساعة خلال اليوم والليلة في النوم تقريباً، وتقل هذه المعدلات كلما يتقدم بالعمر تدريجياً، وعلى سبيل المثال تصل هذه النسبة في نهاية العام الأول من العمر حوالي 12 خلال اليوم والليلة فضلاً عن القيلولة التي تتغلب عليهم.

ويحتاج الاطفال في عمر ٩-١٢ سنة وبمعدل متوسط إلى 5/9 ساعة نوم وإلى عمر ٢٠ سنة بحدود ٨ ساعات، وفي عمر ٣٠ سنة بحدود 5/7 ساعة ، ومن ٣٠ إلى ٥٠ سنة بحدود 20/7 ساعة، ومن ٥٠ فما فوق بحدود ٧-٨ ساعات نوم، وفي كل الاحوال من الضروري ان ينام الطفل بالمقدار الكافي، وان لا يكون مكان نومه مائلاً إلى البرودة أو الحرارة كثيراً.

كما ان أفضل الأوقات وأنسبها للنوم هو الليل، ومن الافضل ان ينام الطفل مبكراً، ولو تسنى للأطفال في عمر ١-٤ سنوات ان يناموا قبل طعام الغداء ساعة من الوقت لكان ذلك مفيداً جداً مناسباً لهم، ومن الأفضل ان يتعودوا على هذا الأمر.

كفاية النوم :

ان الأمر المهم الذي ينبغي اخذه بنظر الاعتبار هو كفاية النوم، إذ ان مقداره ونسبته المتوازنة هي السبب في تعادل فعالية الافراد، وان انخفضت نسبته فان فعالية الافراد تنخفض هي الاخرى، ويعتبر النوم والراحة الكافيين ضروريان لنمو ونضج العقل، ولهما دور أساسي في سلامة التفكير.

ويتصور بعض الافراد انهم قادرون على إداء عمل أكبر في حالة التقليل من نومهم، غافلين عن ان هذا الأمر يؤدي إلى انخفاض نسبة ادائه، ويتضح هذا الأمر بشكل جلي لدى الاطفال الفقراء الذين يضطرون الى العمل والاقلال من النوم بسب الفقر المادي. ومن الممكن أحياناً ان لا يظهر معدل النوم كفاءة جهود الطفل ومساعيه.

وفي مثل هذه الحالة لو احتاج الطفل إلى غفوة قصيرة يجب مساعدته في هذا الامر. وبشكل عام فان المكوث أو التوقف اثناء العمل دليل على نعاس الفرد والذي يسلبه امكانية التركيز والدقة الكافيين اثناء العمل.

ويعتبر النوم الكافي من العوامل المهمة في النمو أيضاً، وله أهمية كبرى لكافة مراحل العمر وخاصة في مرحلة البلوغ، ويتمتع الاطفال الاصحاء بنوم منظم وان ساءت تصرفاتهم وأوجدوا الضوضاء تقلل من نومهم، واثناء الاضطراب أو بعد البكاء والصراخ الشديد لن يكون لهم وضع جيد اثناء النوم.

محل النوم:

من المسائل المهمة في النوم هي مسألة محله، ان الاستراحة المنتظمة والكافية في ظل الاستفادة من الهواء الطلق، والمحل المضاء، يوفر المناخ الملائم لسلامة الجسم والروح على حد سواء، كما يجب ان يكون محل نوم الطفل في مكان تتمكن الأم من سماعه في أي وقت ينادي عليها واجابته فوراً، وهذا الأمر ضروري أكثر للسنوات الست الأولى من العمر.

ويجب ان يكون محل نوم الطفل بعيداً عن العوامل المزعجة، وعن الضوضاء والروائح الشديدة والكريهة، وان لا يشعر الطفل بالاشمئزاز والخوف وعدم الاطمئنان، ويحظى هذا الأمر بأهمية أكبر بالنسبة للأطفال الصغار والرضع، انه بحاجة لأن ينام باطمئنان اكثر وفي مكان معتدل ونظيف، وذو نور ملائم.

مسالة الارق

من المسائل المهمة التي لها تأثير كبير على صحة الأطفال، هي مسألة الأرق. ويعاني الطفل أحياناً من حالة عدم النوم، ويحدث ذلك تماماً عندما يثار الطفل بشكل حاد أو عندما يعاني من ألم معين في المعدة أو في مكان آخر من جسمه.

وكذلك فان الوساوس والأزمات النفسية، وتغيير العادات تؤثر بشكل كبير في عدم نوم الافراد، وتزيد حالات الافراط في طعام العشاء، والارهاق الشديد، وتناول الاطعمة المهيجة، والافراط في تناول الشاي والقهوة من نسبة الأرق، كما ان الانتقادات الشديدة، والتركيز كثيراً على اخطاء الاطفال، واحراجهم دائماً وتعييرهم تسبب كلها في ازعاج الطفل ومعاناته الفكرية وتسلب النوم من مآقيه.

ان تناول العقاقير الطبية لمرة أو مرتين لا خطورة فيها، ولكن الخطورة تكمن في تكرار استعمالها ولمدة طويلة، من الخطأ ان يلجأ الوالدين دائماً الى زج الاقراص في فم الطفل لتنويمه وذلك لأنها ستتحول الى عادة فيما بعد ولها عواقب وخيمة .

مخاطر الأرق أو الحرمان من النوم :

للأرق أو الحرمان من النوم مخاطر جمة، إذ كلما ازدادت نسبته كانت مخاطره اكثر، فالطفل الذي يعاني الحرمان من النوم يتغير لون وجهه، وتسود مآقيه ورائحة فمه كريهة، ويصاب بإرهاق شديد، ونقصان الوزن، والانكسار، وقلة التحمل والدوار.

وليس بمقدور هؤلاء الأفراد المحافظة على حيوتهم، أو القدرة على العزم والارادة الصحيحين، ولا يفكرون بشكل سليم، ويجيبون على الاسئلة بشكل مجمل، ويعانون أحياناً من الأوهام الحادة، فهمهم بطيء ، ويعانون في مشاكل وصعوبات معينة في بعض الأمور الهامة كالتنفس وضربات القلب وكذا في الاعصاب.

ان الحرمان من النوم يهيىء الأرضية اللازمة للتفكير غير المنطقي، والاجوبة التي يعطيها الطفل على الاسئلة الموجهة إليه تتسم بالشطحات، وتترك السموم الناجمة عن الارهاق آثاراً سلبية على الجسم والأعصاب، وتنغلق العيون تلقائياً وتحتاج الى جهود كبيرة لغرض ابقائها في حالة متعادلة.

وكما ان قلة النمو له آثاراً مضرة، فان كثرة النوم تؤدي الى الخمول، بحيث ان الفرد يكون غير قادراً على تركيز حواسه، إذ يزول ذكاء الفرد وكفاءته بل وحتى تظهر عليه آثار الدوار.

ان الافراد الذين ينامون أكثر مما هو مقرر لهم يصابون تدريجياً بالكسل والخمول، ويفقدون شهيتهم ولا يحظون بالحيوية والنشاط اللازم، وتتغير ملامحهم، وينتفخ وجههم وعيونهم، وتزول عنهم طباع المرح والنشاط.

كيفية النوم:

لكي يكون النوم عاملاً مساعداً على خلق حالة النشاط والفرح ومزيلاً للتعب والارهاق من الضروري أن يتم وفقاً لبعض الضوابط والخصائص، فالنوم مكشوفاً دون غطاء أمر حسن إلا انه يصبح أحياناً سبباً في رؤية بعض الأحلام، كحالة الطيران مثلا، وتغطية الرأس اثناء النوم يؤدي إلى الارهاق او الاحلام المزعجة، والنوم على الوجه يؤدي الى ضعف ضربات القلب، والذي يؤدي بدوره إلى الاصابة بالصدمة والتسبب في رؤية الاحلام المرعبة والخطرة لدرجة تؤدي بالطفل ان يصرخ وينزعج بشكل مخيف.

إذن، ينبغي تعلم أساليب النوم الصحيحة والعادات المناسبة ، مثلاً على الطفل ان يدرك متى ينام وكيف وكم ينام. ويوصي أصحاب الرأي بأن ينام الافراد ورأسهم إلى الشمال والاقدام إلى الجنوب، وأوصى الاسلام بأن ينام الافراد مستقبلين القبلة، والنوم على جهة اليمين مع ضم الرجلين الى البطن قليلاً أكثر ملائمة لهضم الغذاء.

بعض الملاحظات لنوم الاطفال :

لابد من مراعاة بعض الضوابط والملاحظات بصدد نوم الاطفال، وأهمها ما يلي:

* تغوط الطفل قبل النوم.

* الذهاب الى التواليت عند الاستيقاظ في منتصف الليل.

* عدم ارهاق الذهن قبل النوم.

* عدم الذهاب الى الفراش قبل التهيؤ.

* استخدام ملابس النوم العريضة وحتى ارتداء السروال (البجامة) بدلاً عن الشورت.

* الابتعاد عن الاضطراب.

* استخدام الاغطية المناسبة مثل البطانيات اللينة والمرنة ليصبح بالإمكان تحريك الاطراف ونقل الطفل من مكان الى اخر.

* التحوط من ذكر القصص المرعبة قبل النوم واخراج اليدين من القماط.

* عدم تغطية الرأس بالباطنية .

* عدم التعود على التدحرج في الفراش أو النوم مقلوباً وعلى الوجه.

* استخدام الفراش الصلب والخشن نسبياً والغطاء المرن.

* الامتناع عن اجبار الطفل على النوم.

* عدم استخدام النوم كوسيلة للعقاب.

* عدم الاصرار على النوم المبكر.

* مغادرة الفراش بمجرد الاستيقاظ صباحاً، و...الخ.

النوم المريح:

النوم المريح يحتاجه الطفل بشدة ولابد من مراعاة الملاحظات المدونة ادناه لهذا الغرض :

* ان لا يكون متخماً بالطعام لأنه سيؤدي الى عدم الارتياح اثناء النوم. وان يكون الطعام مناسباً ومعتدلاً.

* ان لا يكون جائعاً لأنه حائل كبير أمام النوم.

* توفر الالعاب المناسبة قبل النوم، يؤدي الى الشعور بالأمن والهدوء اثناء النوم.

* لو كانت للطفل حاجة معينة أو رغبة ما ، فيجب عليكم توفيرها له كي لا يشعر بالقلق.

* الارهاق والتعب الشديدين سواء من الناحية الذهنية أو البدنية يؤدي الى النوم المزعج والكسل فاحذروا ذلك واجتنبوه .

* ينبغي ان نعود الطفل ان ينام على ذكر اسم الله تعالى، وينام براحة نامة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.