أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016
2035
التاريخ: 15-1-2016
3625
التاريخ: 3/9/2022
1460
التاريخ: 18-1-2016
2007
|
إن الحديث عن السمات الأساسية لأدب الأطفال يتعلق بأمرين متلازمين:
الأول: يدور حول محتوى هذا الأدب وأهدافه (المضمون).
والثاني: يتعلق بالأساليب المناسبة التي يمكن استخدامها لتحقيق الأهداف.
ولكن الأمرين متلازمان، والتفريق بينهما اقتضته الضرورة، والسمات عموماً لها ارتباط بمراحل العمر المختلفة التي يمر بها الطفل، حتى تراعى في كل مرحلة الأمور التي يتميز الطفل بها، وحتى يتناسب الأدب مع سنيّ العمر، والقدرة على الفهم، والتفاعل مع هذا الأدب، ولذا نستعرض أهم مراحل نمو الطفل وفق بعض التقسيمات التي رأيت أنها تتوافق مع الفطرة البشرية(1)، وقبل ذلك نستعرض بعض التقسيمات التي أوردها العلماء والباحثون لنمو الطفل.
نبدأ ذلك بالتقسيم الذي أورده ابن قيم الجوزية(2)، حيث ذكر أن أطوار بني آدم من وقت كونه نطفة إلى ما بعد الشباب هي: النطفة، ثم العلقة، ثم المضغة، ثم الجنين، ثم المولود، ثم الطفل وهو من الولادة إلى البلوغ، ثم الفتية أو الغلمة وهو الطار الشارب وقبل الالتحاء، ثم الشاب.
ويرى بعضهم أن مراحل الطفولة تمر بما يلي:
من يوم الولادة إلى سن سنتين: وهي مرحلة المهد.
من 2 ـ 6، سنوات: مرحلة الطفولة المبكرة.
من 6 ـ 12، سنة: مرحلة الطفولة المتأخرة.
من 12 ـ 15، سنة: مرحلة بداية المراهقة.
من 15 ـ 18، سنة: مرحلة وسط المراهقة.
من 18 ـ 22، سنة: مرحلة المراهقة المتأخرة(3).
وأحياناً يرتبط التقسيم بالنمو الحركي للطفل، فقبل الثانية لا يعرف الطفل أن يتحرك حركة محددة، ومن الثانية للرابعة يستطيع أن ينكت بالقلم (يشخبط)، ومن الرابعة إلى السابعة ترتبط حركته وتفكيره بالعالم الخارجي، ومن السابعة إلى العاشرة تزداد خبراته البيئية، وترتبط حركاته بهذه الخبرات، ومن العاشرة إلى الثانية عشرة يبدأ بتكوين العلاقات، أي يبدأ بالصلات الاجتماعية والعمل الجماعي، ومن الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة يبدأ بالاقتراب من الواقع(4).
ويعد بعضهم سن السنتين هي السن التي يبدأ فيها بسماع القصة ويبدأ اهتمامه بالأشياء. وتقسم بقية السنوات طبقاً لقدرته على الإدراك مع عالمه الخارجي (2 ـ 5)، سنوات، و (5 ـ 7)، سنوات وهكذا(5).
ولكن بعض التقسيمات تحمل فلسفة الكاتب، أو مذهبه الفكري.
فهناك من قسم الطفولة إلى المراحل التالية:
1ـ مرحلة الواقعية والخيال المحدود (3 ـ 5)، سنوات.
2ـ مرحلة الخيال المنطلق من (6 ـ 8)، سنوات.
3ـ مرحلة البطولة من (8 ـ 12)، سنة.
4ـ المرحلة المثالية من (12 ـ 15)، سنة(6).
وهناك تقسيم مدرسي، أقرب ما يكون إلى طبيعة الطفل في المدرسة وعلاقته بالتعليم وهو يقسم نمو الطفل إلى ما يلي:
1ـ مرحلة ما قبل المهد.
2ـ مرحلة المهد.
3ـ مرحلة الطفولة المبكرة (3 ـ 5)، سنوات.
4ـ مرحلة الطفولة الوسطى أو المتوسطة من (6 ـ 8)، سنوات.
5ـ مرحلة الطفولة المتأخرة من (9 ـ 12)، سنة.
6ـ مرحلة المراهقة.
7ـ مرحلة الرشد(7).
وهناك من يربط التقسيم بالنمو الإدراكي واللغوي عند الأطفال فيكون التقسيم كما يلي:
1ـ مرحلة ما قبل الكتابة من (3 ـ 6)، سنوات.
2ـ مرحلة الكتابة المبكرة (6 - 8)، سنوات.
3ـ مرحلة الكتابة الوسيطة من (8- 10)، سنوات.
4ـ مرحلة الكتابة المتقدمة (10 - 12)، سنة.
5ـ مرحلة الكتابة الناضجة (12 - 15)، سنة(8).
ومن هذا نرى عدم اتفاق الباحثين والعلماء على تقسيمات موحدة لمراحل النمو، ولم يتفقوا على بداياتها ونهاياتها. وهذه المراحل تتداخل تداخلاً زمنياً، وتختلف بين الذكور والإناث، وتختلف طبقاً لاختلاف البيئات والشعوب والأفراد، وأكثر هذه التقسيمات مأخوذة من بحوث العلماء الغربيين الذين تختلف بيئاتهم عن بيئتنا، ويختلف أطفالهم عن أطفالنا في كل شيء(9)، ولذلك لا يمكن التسليم بهذه التقسيمات، ولا يمكن الاطمئنان إلى وصف كل مرحلة من مراحلها أو الحديث عن مميزاتها، وأصبح لزاماً على علمانا إجراء البحوث الجادة في هذا السبيل، فضلاً عن تأسيس علم النفس الإسلامي، الذي يقوم على حقائق ثابتة أشارت إليها نصوص من كتاب الله وسنة رسوله، ويعتمد على ما كتبه علماؤنا في هذا الشأن.
وبعد استعراض هذه التقسيمات أرى أن نحدد المراحل التي يمر بها الطفل على ضوء قدرته على القراءة والكتابة والفهم، وبدون الدخول في التفصيلات والأوصاف لكل مرحلة من هذه المراحل:
1ـ مرحلة ما قبل الكتابة من 3 - 6 سنوات (الطفولة المبكرة):
وفي هذه المرحلة يتمكن الطفل من سماع القصص، ويتعامل مع الأشياء المحيطة به في البيئة ويحاول أن يقلد من حوله في حركاتهم وأعمالهم.
وفي هذه المرحلة يمكن تقديم نوع من الأدب المسجل، والبرامج المعدة بالصوت والصورة، وفق شروط محددة تتناسب مع هذه المرحلة من حيث اختيار الموضوعات، واستخدام المفردات، وانتقاء الأسلوب الملائم للطفل(10)، لتقديم ما يفيده ويمتعه ويناسبه، ولا ننسى أن هذه المرحلة من أخصب المراحل التي يمكن أن يكتسب فيها الطفل كثيراً من العادات والخبرات، التي تتعلق بحياته وارتباطه بأسرته، وتعرفه على البيئة حوله، وتنمية ثروته اللغوية وتعلمه لكثير من الآداب الاجتماعية، والأخلاق الإسلامية فضلاً عن غرس العقيدة، وحب الله سبحانه وحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في نفسه.
وخيال الطفل في هذه المرحلة محدود، ومجال تفكيره محدود أيضأ، ولذلك يمكن استخدام الأشياء والمحسوسات في تصوير المعاني التي نريدها، ويمكن أن نساعد الطفل لملاحظة بعض المظاهر التي يألفها من الكون والبيئة، مع ربطها بخالق الكون، أو إعطائه صوراً عن فوائدها للإنسان، وحسن التعامل معها(11).
2- المرحلة الثانية وهي مرحلة الكتابة والقراءة المبكرة (المدرسة الابتدائية):
وتكون غالباً ما بين (6 - 8)، سنوات وقد تبدأ من الخامسة أحياناً، وقد تمتد إلى التاسعة ايضاً. وفي هذه المرحلة تزداد خبرات الطفل ولا سيما بالأشياء الخاصة ببيئته (الأسرة - والحي)، ويبدأ بالخروج عن نطاق الأسرة، والتعرف على الأشياء الجديدة الخارجة عن نطاق البيت والأبوين، وتزداد رغبته في التعامل والتعرف على الظواهر الواقعية والاستفسار عنها، واستخدام بعض الوسائل، ومنها التعرف على الكتابة والقراءة كأسلوب يصله بعالم آخر يطمح للوصول إليه، والطفل في هذه المرحلة شغوف باكتساب الخبرات الجديدة، وسريع التأثر بما يراه ويسمعه، ويهتم بالتعرف على كثير من الأمور العملية، ولذلك نقدم للطفل هنا ألواناً من الأدب، من القصة والشعر، والعرض الأدبي المبسط، لتزويده بخبرات جديدة، ولتنمية شخصيته في الاتجاه الصحيح.
ونهتم هنا بتكوين العادات النافعة، وغرس القيم الثابتة عن طريق ربطها بالأحداث، وتصويرها بأسلوب مناسب يحس من خلاله بأنها القيم والعادات التي تضيف إليه بعداً جديداً محبباً، وتنقله إلى مرحلة أفضل تمنحه التقدير والنجاح والاحترام.
ونفتح أمام الطفل مجالات التفكير في مظاهر الحياة والكون حوله، وننقله تدريجياً للتمعن في كثير من الأمور للربط بين الأسباب والمسببات، ونغرس في نفسه العادات والأخلاق العملية الفاضلة، فضلاً عن تنمية معارفه المختلفة، ولا سيما في أمور عملية يحتاجها في حياته أو يكون على صلة بها في مجتمعه، ونجيب على كثير من تساؤلاته التي تثور لديه، ونحبب إليه القراءة والكتابة، ونربط بين شتى النشاطات ومعاني الجمال التي تجعل لهذه النشاطات وجهاً جميلاً محبباً يثير الإعجاب والتقدير، ونحرص على أن تكون هذه الصور جميعاً في مجالات الاعتقاد والتربية والتعليم، منسجمة ونابعة من ديننا الإسلامي، وبطريقة بعيدة عن الأمر والنهي، أو المنع والصد، أو الإكراه والإجبار، بل نقدمها كألوان من الحياة، وصور ترتبط بنا وبمصيرنا ونجاحنا، وتسهم في تحقيق مستقبلنا، ورسم صورتنا عند الآخرين.
ويمكن للطفل في هذه المرحلة أن تكون استجابته أكثر لما يشعر بأنه يزيد في بناء شخصيته، وتكوين عاداته، وشحذ فكره، ومنحه المكانة والتقدير والاهتمام ممن حوله، وتجعله يشعر بأنه يكشف شيئاً من عالم الكبار.
والموضوعات كثيرة ومتنوعة، ولكنها تحتاج إلى صياغة الأديب الذي يتعرف على مفردات الطفل في هذه السن، مفرداته في مجال التفكير، والاهتمام، ومفرداته في مجال القراءة والكتابة، ومفرداته في مجال النشاطات المختلفة.
3- المرحلة الثالثة: مرحلة التمكن من القراءة والكتابة (المدرسة الابتدائية وبداية المتوسطة):
وهي ما بين 8 - 12 سنة، وفي هذه المرحلة تبدأ شخصية الطفل بالظهور والتميز ويميل إلى الاعتداد بالنفس والقوة، والتفرد بالمواقف التي تميزه عن الآخرين واستخدام خبراته السابقة في إبراز قدراته، وشخصيته.
ولذلك فإن استغلال هذه الميول لتحسين صورة الشخصية وإبراز مواهبها أمر جيد، إذا كان هذا الاستغلال ناجحاً وموجهاً. فإذا قدمنا للطفل - مثلاً - عروضاً (في القصة، أو الشعر، أو الحواريات)، عن تاريخنا الإسلامي وسير أجدادنا مع التركيز على الجوانب التي نرى أنها أكثر تأثيراً في نفس الطفل في هذه المرحلة، وأكثر ارتباطاً بواقعه وتفكيره ومطامحه إذا قدمنا له ذلك بصور مناسبة يكون لها تأثير كبير وبليغ في حياته وسلوكه وتفكيره. ولذا فمن المناسب جداً أن نبدأ في هذه المرحلة الكتابة للطفل عن سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ضمن اختيارات مناسبة، وعرض يتلاءم مع هذه المرحلة من حيث المفردات والأسلوب والطريقة(12)، وكذلك عن قصص الأنبياء، والصحابة، وغيرهم.
ولكن ما نقدمه للطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى تخير دقيق في عرض الجوانب التي تهم الطفل، وتؤثر في بناء شخصيته، فيتفاعل بها، ويتأثر وينسجم، لكي تنمو لديه الاتجاهات الصحيحة، فيزداد إيمانه قوة ووضوحاً، مع ربطه بالسلوك العملي، والعلاقات المتنامية للطفل، ويزداد وعيه وينشط تفكيره، وتكبر اهتماماته. ولعله من المهم للأدباء أن يطلعوا على ما كتبه أجدادنا عن الأطفال (الأولاد)، في هذه المرحلة، ولا سيما ما كتبه الغزالي والقابسي وابن سحنون وغيرهم من المسلمين.
4ـ المرحلة الرابعة وهي ما بين 12 - 18 سنة (مرحلة المراهقة):
وفي هذه المرحلة يمتلك الطفل القدرة على فهم اللغة واستخدامها بصورة أفضل، ويصبح أكثر قدرة على القراءة وتبدأ عواطفه في الظهور، وينشط خياله، ويزداد تعلقه بالمثل.
وشخصية الطفل هنا تنزع للبروز والتعلق أو الالتحاق بعالم الكبار؛ ولذلك نساعده من خلال ما نقدم له من ألوان الأدب لتحقيق صورة مناسبة للاقتداء بها والسعي للوصول إليها.
وهي من أدق المراحل وأهمها، بل من أخطرها، وتحتاج من المربين والأدباء إلى فهمها، والتعامل معها بدقة ووعي، لكي يساعدوا الطفل والناشئ على اجتيازها والاستفادة منها، والظفر بزاد كبير فيها، لأن ما يحوز على اهتمام الطفل وإعجابه في هذه المرحلة ينال منه قدراً كبيراً من التعلق والانشغال به، ولذلك لا بد من تقديم ما يناسب عواطف الطفل الناشئ ومشاعره المرهفة وتفكيره المتحرك الذي يبحث عن صورة يطمئن إليها ويسعى لتحقيقها. ويكون للناشئ في هذه المرحلة خيالات ناشطة قد تختلط بالأوهام وقد تتعلق بالمثل، وقد تجنح إلى الانطواء، وقد تؤثر المخاطرة أو المغامرة أو حب البروز، أو الرغبة في السيطرة، أو الميل إلى العنف.
وكثيراً ما تدفع الناشئ للجد والدأب الكبيرين وراء آمال يرسمها ويتمناها فإذا به يمضي الساعات الطوال في الدراسة، أو النشاطات الشبابية المختلفة أو الرحلات أو غير ذلك.
ومن المناسب تقديم ألوان من الأدب تحوي شتًى الأطعمة والأمزجة، منها ما يتعلق بأفكاره، ومنها ما يتعلق بخياله، ومنها ما يتعلق بعواطفه، ومنها ما يتعلق ببيئته، ومنها ما يتعلق بعلاقاته مع أصدقائه وأسرته، ومنها ما يتعلق بمستقبله، ومنها ما يتعلق بطرق النجاح للشاب والطفل.
ولا بد من استخدام الأسلوب الذي يثير لديه التفكير السليم، ويدغدغ عواطفه برفق ويهذبها. وفي تاريخنا كثير من الموضوعات والصور التي تحتاج إلى من يعيد صياغتها وإخراجها ووضعها بين يدي الناشئة(13)، من خلال عرض أدبي يتلاءم مع هذه المرحلة، ويحظى بشغف الطفل والناشئ، بل يشده للمطالعة ودوام القراءة والاطلاع.
وخير للطفل - في هذه المرحلة - أن يُشغل بالأفكار التي تجعله يشعر بإسهامه في تقديم الخير لغيره، والبناء في أسرته ومجتمعه، وإسعاد الآخرين وتقديم الواجب، وتحمل المسؤولية، لأن ذلك يرضي عواطفه ويمنع غرقه في المشاعر الخاصة، أو الانشغال بالعواطف.
ولا يمكن تجاهل عواطفه نحو الخيالات الوهمية، أو الأفكار المريضة، أو الإصغاء للدعوات الهدامة التي تجره للشذوذ، فإن الأديب والمربي يستطيعان تربية عواطف الشاب أو الناشئ في هذه المرحلة، وتصعيد مشاعره للسمو عن الانحرافات أو التصرفات المشينة، وتهذيب هذه المشاعر، وترشيد خطوات الناشئ لكي يتصرف ويفكر بحكمة وواقعية ومسؤولية(14).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ اختلفت التقسيمات وتنوعت، واختلفت مسمياتها، والنظرة إليها، وكل تقسيم من هذه التقسيمات يستند إلى نظرة محددة إلى الإنسان، وقد يتعلق بفلسفة معينة.
2ـ تحفة المودود / 145، وانظر أيضاً منهج التربية النبوية للطفل / 21.
3ـ التربية الإسلامية للطفل والمراهق: تأليف اللواء محمد جمال الدين محفوظ.
4ـ طفلك وفنه: تأليف فكتور لونفيلد، ترجمة سامي علي الجمال.
5ـ في أدب الأطفال: د / الحديدي / 77، وما بعدها.
6ـ في أدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي، الفصل الثاني / 17 - 85.
7ـ أدب الأطفال ومكتباتهم: سعيد أحمد حسن / 48، وثقافة الطفل العربي: جمال أبو رية / 11، وتثقيف الطفل: د / فاروق عبد الحميد اللقاني / 24 ـ 26، وأدب الأطفال محمد محمود رضوان وأحمد نجيب / 71، وفن الكتابة للأطفال: أحمد نجيب / ٣٨ - ٣٩.
8ـ المصدر السابق/ 45 - 48، وأدب الأطفال - دراسة وتطبيق: عبد الفتاح أبو معال / 11، وهو ينقل عن المصدر السابق.
9ـ فن الكتابة للأطفال / 38.
10ـ لقد عمد الأستاذ محمد موفق سليمة، الذي كتب مئات الكتب للأطفال إلى تسجيل عدد من القصص للأطفال الصغار في هذه السن على أشرطة ضم كل شريط خمس قصص، وضم كل ستة أشرطة في علبة أنيقة تحفظهم مع تسجيل أسماء القصص على غلاف العلبة. وقبلها نشر عدداً من أشرطة الفيديو، وأشرطة تعليم الصلاة.
11ـ لا شك أن الطفل في هذه المرحلة يتعلق بالرائي (التلفاز)، ويتابع كثيراً من البرامج والأفلام الخاصة بالأطفال، ولكن ما يقدم للطفل في العالم العربي مأخوذ من البيئات الغربية في صوره وأفكاره وخيالاته، وكثير منه يخضع لمقتضيات التجارة أيضاً، وفوائد هذه البرامج قليلة، وأضرارها كثيرة، والمؤسف أن عالمنا العربي لا يتنبه إلى المشكلة إلا بعد أن يستشري ضررها، وفي الوقت الذي بدأت صيحات العلماء في الغرب تحذر من أضرار (التلفاز)، الرائي على الأطفال، بدأت محطات البث عندنا بزيادة هذه البرامج بدون ضوابط، انظر إلى كتاب (بصمات على ولدي)، تأليف طيبة اليحيى ط 3، الكويت مكتبة المنار الإسلامية، وفي هذا الكتاب شهادات كثيرة من علماء التربية وغيرهم على أضرار مثل هذه البرامج وتأثيرها السلبي على الأطفال ونحن بحاجة إلى دراسات جادة وموضوعية في هذا المجال. وأشير أيضاً إلى الندوة التي أقامها مكتب التربية العربي لدول الخليج في الفترة من 6-9 شعبان 1402هـ، الموافق 29 أيار مايو إلى 1 حزيران يونيو 1982م، تحت عنوان (ماذا يريد التربويون من الإعلاميين)، وقدم فيها عدد جيد من البحوث في هذا الصدد ومنها: (مدى تأثير القيم العربية الإسلامية على برامج الأطفال)، (وقائع ندوة ماذا يريد التربويون من الإعلاميين)، مكتب التربية العربي لدول الخليج.
12ـ أشير هنا إلى ما كتبه أستاذي وشيخي الفاضل أبو الحسن الندوي حفظه الله في هذا الباب، حيث كتب تحت عنوان (قصص النبيين)، للأطفال عدداً من سير الأنبياء والرسل (عليهم صلوات الله)، بأسلوب سهل ممتع، وكذلك عرض سيرة الرسول باسم (سيرة خاتم النبيين)، مراعياً فيها ما يناسب الطفل في هذه المرحلة. (قصص النبيين / 1 - 4) و (سيرة خاتم النبيين)، مؤسسة الرسالة.
وانظر بحث (الاستاذ الشيخ أبو الحسن الندوي كرائد الأدب الإسلامي للأطفال) للشيخ سعيد الأعظمي وهو بحث مقدم لندوة أدب الطفل المسلم الذي أقامته رابطة الأدب الإسلامي في تركيا في 1410هـ، وكتب سماحة الشيخ أبي الحسن أيضاً عن أثر السيرة في تربية الطفل في مقدمة كتابه (الطريق إلى المدينة)، ط 5، 1407هـ ـ 1987م، ما يلي:
(أتحدث اليوم عن كتاب كانت مِنّتهُ - ولا تزال - عظيمة عليّ، وإني دائم الترحم على صاحبه العظيم الذي أتحفني عن طريق هذا الكتاب بمنحة هي أغلى الأشياء عندي بعد الإيمان، بل هو جزء من أجزاء الإيمان وهو كتاب (سيرة رحمة للعالمين)، لمؤلفه القاضي (محمد سليمان المنصور فوري).
ثم يمضي وهو يشرح أثر هذا الكتاب في نفسه وهو طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.
(بدأت أقرأ الكتاب، وبدأ الكتاب يهز قلبي، وليست بهزة عنيفة مزعجة، إنما هي هزة رقيقة رفيقة، وبدأ قلبي يهتز له ويطرب: كما اهتز تحت الغصن البارد الرطب، وهذا هو الفارق بين هزة الكتب التي ألفت في حياة الأبطال والفاتحين الكبار، وبين هزة الكتب التي ألفت في سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فالأولى هزة تغير على القلب وتزعجه، والثانية هزة تنبعث من النفس وتريحها.
وبدأت تتجاوب نفسي لهذا الكتاب وتسيغه كأنما كانت منه على ميعاد، وشعرت في أثناء قراءتي لهذا الكتاب بلذة غريبة، إنها لذة تختلف عن جميع اللذات التي عرفتها في صغري - ولم أزل مرهف الحس قوي الشعور - فلا هي لذة الطعام الشهي في الجوع، ولا هي لذة اللباس الجديد في يوم العيد، ولا هي لذة اللعب في حين الشوق إليها، ولا هي لذة العطلة والفراغ بعد الدراسة المضنية... إنها لذة لا تشبه لذة من هذه اللذات، إنها لذة أعرف طعمها ولا أستطيع وصفها... إنها لذة الروح، وهل الأطفال لا يحملون الأرواح؟ ولا يشعرون باللذة الروحية؟، بلى والله إن الأطفال أشف روحاً وأصح شعوراً وإن عجزوا عن التعبير) (ص / 12 ـ 14 من الكتاب).
ويمضي ليصف أثر مثل هذا الكتاب في نفس الطفل عبر تجربته الشخصية فيقول: إن الحسنة التي لا أنساها لهذا الكتاب وصاحبه المخلص، أنه أثار في قلبي كامن الحب الذي لا لذة في الحياة بغيره، ولا قيمة للحياة بغيره، وقد صدق الشاعر الفارسي حيث قال: (قاتل الله ذلك اليوم الذي مضى ولم أذق فيه لذة الحب... وسحقاً للحياة إذا قضيتها كلها في تحكيم للعقل والخضوع للمنطق)، بل إن الحب هو محصول الحياة وليس اللباب، وقد أجاد القائل الذي يقول: (نظرت في هذا العالم فإذا هو ببدر واسع، ونظرت فيه فإذا الحب هو الحب الوحيد، وكل ما عداه فهو تبن وحشيش وهشيم وحصيد).
ويقول: (إن مصيبة هذه الأمة البائسة أنها قطعت صلتها عن القلب، وحرمت لذة الحب)، ص 19.
وهذا يدل على أن قدرة الأديب وحسن توفيقه في الاختيار والعرض لهما أثر كبير في ما يبدع، وأثر كبير على الأطفال أيضاً، وهذا يشير إلى أثر السيرة العظيم في تربية الأطفال، وأهمية عرضها بالصور والأساليب المناسبة لكل مرحلة من مراحل العمر.
13ـ أشير هنا إلى المجموعة الرائعة التي كتبها أستاذي الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا - رحمه الله - للناشئة تحت عنوان: (صور من حياة الصحابة)، والمجموعة الأخرى: (صور من حياة التابعين)، كنماذج للأدب الذي يقدم في هذه المرحلة. وانظر: التربية الإسلامية للطفل والمراهق: اللواء محمد جمال الدين محفوظ، ولا سيما البحث الخاص بالمشكلات الشائعة بين طلاب المرحلة الثانوية. وانظر إلى ما كتبه الشيخ أبو الحسن الندوي عن أثر السيرة في نفسه وهو صغير في هوامش الصفحات السابقة.
14ـ أدب الأطفال: هادي نعمان الهيتي / 49.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|