المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

(Smiles (PCR
13-2-2020
حرز الامام الرضا
1-8-2016
إعتقاد الاشاعرة في أن الانسان مجبور في أفعاله
13-11-2016
 Anionic Chain-Growth Polymerization
3-12-2015
حروب تحتمس الأول في آسيا.
2024-03-27
معنى كلمة فرد‌
10-12-2015


ادب الأطفال في العصر الحديث  
  
4702   09:20 صباحاً   التاريخ: 3/10/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص62 ـ 67
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016 2446
التاريخ: 30-9-2019 2298
التاريخ: 24-5-2017 2171
التاريخ: 21-4-2017 6992

لقد ظهرت العناية والاهتمام بأدب الأطفال في القرنين الماضيين في أوروبا وأمريكا، وكثير من بلدان العالم بشكل واضح.

ففي فرنسا: وقد كانت في طليعة الدول الأوروبية في العلوم والثقافة، بدأ أدب الأطفال في الظهور في أواخر القرن السابع عشر عندما ظهرت مجموعة (حكايات ماما وزة)، عام 1697م، وهي تضم عدداً من القصص منها: (سندريلا والجميلة النائمة)، و(الجنية والقط في الحذاء الطويل)، التي كتبها (تشارلز بيرو Charles Perrault)، الشاعر الفرنسي الكبير وعضو الأكاديمية الفرنسية؛ ولكنه مع شهرته خشي على مجده الأدبي فلم ينسب هذه المجموعة له، بل استعار لها اسم ابنه (بيرو دار مانكور).

وبعد أن نالت هذه المجموعة شهرة واسعة وإقبالاً كبيراً، أخرج المؤلف مجموعة أخرى أسماها (أقاصيص وحكايات الزمان الماضي)، ونسبها لنفسه هذه المرة، وكانت هذه المجموعات أول مراحل التكوين الحديث لأدب الأطفال، وكان لها تأثير كبير في حكايات الأطفال والقصص الشعبي في كثير من البلدان الأوروبية الأخرى بعد ما ترجمت لهذه اللغات(1)، ولم ينتشر أدب الأطفال بعد وفاة (بيرد)، إلا في القرن الثامن عشر بعد ظهور (جان جاك روسو)، وانتشار آرائه في تعليم الأطفال وتربيتهم، ثم بدأت الكتابة للأطفال تنتشر متأثرة بترجمة كتاب (ألف ليلة وليلة)(2)، وبآراء الفلاسفة الغربيين في التربية والنفس الإنسانية وبناء المجتمعات، وبعدها ظهرت أول صحيفة للأطفال في فرنسا ما بين عامي (1747- 1791)، ورمز صاحبها لاسمه بعبارة (صديق الأطفال)، وامتازت الكتابات المنشورة بهذه الصحيفة بالسهولة والرشاقة، وكانت تنشر قصصاً متنوعة من بلدان ولغات متعددة، وسدت فراغاً كبيراً عند الأطفال، وانتشرت بعدها حركة التأليف والنشر في فرنسا بشكل واضح.

أما في إنجلترا: فلقد كانت الكتابات للأطفال ممزوجة بالنصح والإرشاد، وتحديد الواجبات والاهتمام بالتهذيب والإصلاح أكثر من اهتمامها بإيقاظ عقل الطفل وإثارة اهتماماته. ولذلك نشر عدد من الكتب مثل (وصية لابن)، و (التحدث للأطفال)، و (كتابات للبنين والبنات)، و (الرموز المقدسة)، ورافق ذلك ازدهار الحركة البروتستانتية، فظهرت الكتب الدينية وكانت تميل للتخويف والترهيب، إضافة للمواعظ والحكم.

وكان هذا الون من الكتب غير مرغوب فيه، بل شجبه بعض الفلاسفة آنذاك حتى ترجمت قصص (حكايات أمي الأوزة)، للإنجليزية فأثرت في تأليف كتب جديدة للأطفال، واقترن ذلك باسم (جون نيوبري John Newbery)، صاحب المكتبة الشهيرة باسمه، التي خصصها للأطفال. وأخرج (نيوبري)، حوالي مائتي كتاب صغير للأطفال تضم القصص

والأساطير والحكايات والخرافات في إنجلترا وأمريكا، مما أكسبه لقب الأب الحقيقي لأدب الأطفال في اللغة الإنجليزية؛ ثم أنشأ قبل وفاته مشروعاً تجارياً لكتب الأطفال ظل حتى القرن العشرين.

وظهرت (ماريا إدجوورث Maria Edgeworth)، (1767 - 1849)، كأحسن راوية لحكايات الأطفال، وكتبت الحكايات التهذيبية التي مهدت للحكايات الواقعية.

ثم كان لنشوء حركة مدارس الأحد في بريطانيا أثر في ازدهار القصص الدينية للأطفال هناك.

وفي أوائل القرن التاسع عشر ظهر الكاتب (تشارلز لامب Charles Lamb)، (1775- 1834)، فثار على الأسلوب التعليمي في كتب الأطفال وبدأ في عام 1806م، بكتابة قصص مسلية وممتعة للأطفال.

وفي عام 1865م، ظهرت أشهر مجموعة قصصية كتبت بالإنجليزية للأطفال: (أليس في بلاد العجائب)، للكاتب (لويس كارول)، وكانت منطلقاً للحكايات الخرافية، حيث انطلق أدب الأطفال إلى عصره الذهبي في القرن العشرين(3).

أما في ألمانيا: فقد بدأ ظهور نوع من الخطابات الخرافية في القرن الثامن عشر. ولكن هذه الحكايات كانت تصلح للكبار أكثر من صلاحيتها للصغار.. وعندما جاء الأخوان (يعقوب ووليم جريم)، قدما كتباً خاصة بالأطفال، فكتبا في عام 1812، (حكايات الأطفال والبيوت)، وبقي لهذه المجموعة مكانتها رغم مرور عقود كثيرة عليها حتى أصبحت أشهر كتاب في ألمانيا بعد الكتاب المقدس لأنها تتعلق بعيد ميلاد المسيح، وترجمت هذه المجموعة إلى عدد من اللغات الأوروبية، وأهم ميزاتها أنها تدون الحكاية كما يحكيها الشعب دون إضافات تشوهها، ودون اللجوء إلى الرموز أو اصطناع الحكم الخفية(4).

وفي الدانمرك: ظهر رائد أدب الأطفال في أوروبا (هانز كريستيان أندرسون Hans Christian Ad son)، (1805 - 1875)، الذي نشأ نشأة فقيرة معدمة في طفولته، ولكن موهبته الفنية جعلته من مشاهير الكتّاب، ومن المترفين. فرحل إلى بلدان عديدة في ثلاث قارات، وتعرف على الفقراء والمساكين، والأغنياء والمترفين، واستزاد من تجارب متنوعة في هذه الرحلات.

تتميز كتاباته الأسطورية بالنزعة الإنسانية، وبالمضمون الواقعي، مع القالب الفني الجميل، وتظهر الكفاءة من الملاحظات الدقيقة للأحداث والعالم.

وكان (أندرسون) أكثر الكتّاب إحساساً بجمال الطبيعة، وإبرازاً للصبغة المحلية من خلال أسلوبه الرشيق، ومن كتبه الشهيرة (البطة القبيحة)، و (فتاة المباراة الصغيرة)، و (ثياب الإمبراطور الجديد)(5)، واكتسب أندرسون بميزاته الكثيرة شهرة عالمية كبيرة، وأصبح من رواد كتاب أدب الطفل في العالم(6).

وفي روسيا: اعتنت البلدان الشيوعية عناية كبيرة بثقافة الأطفال، وأرادت من ذلك تنشئتهم تنشئة جديدة توافق الفكر والمعتقدات الماركسية، وتفصل هؤلاء عن التراث العقدي والفكري والأدبي الذي سبق الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917م، ولذلك أصبح تعليم الأطفال وتربيتهم من أولى مهام الحزب والدولة، حتى تنشأ أجيال شيوعية بعيدة عن كل المعتقدات المنافية لها، وكان (مكسيم غورغي)، يقول عن الأطفال: (القوة الكبرى)، وفي عام 1917م، أرسل هذا الكاتب رسائل إلى أصدقائه يتحدث فيها عن أهدافه في نشر سلسلة من كتب الأطفال(7).

وأنشأت روسيا والدول الاشتراكية منظمات خاصة بالأطفال أسموها (الطلائع)، وخصوها بكثير من البرامج والكتب والجهود لإخراج جيل يناضل - حسب زعمهم - من أجل الاشتراكية، ولذلك أنشأت روسيا منذ وقت مبكر منظمة أسمتها (منظمة الرواد الشباب)، أو (الطلائع)، في عام 1922م (8).

ومن أهم الذين كتبوا للأطفال في روسيا (بوشكين)، و (تولستوي)، و (ماياكوفسكي)، الذي ألف 16، مقطوعة شعرية للأطفال، واهتم (إيفان كريلوف)، الشاعر المشهور بالكتابة للأطفال على ألسنة الحيوانات(9).

وكذلك اهتمت بقية دول أوروبا الشرقية الشيوعية بأدب الأطفال وأنشأت مؤسسات متخصصة لكتب الأطفال، ومنظمات متخصصة لتربيتهم تربية شيوعية، وقدمت لهم أدباً خاصاً بهم.

وفي أمريكا: كانت عنايتها بأدب الأطفال بعد أن وصلتها مجموعات من أدب الأطفال من دول أخرى. ولكنها طورت هذا الأدب ووصلت به إلى المكانة التي لم يصل إليها بلد آخر، ولقد كان تطوير الكتابة للأطفال على يد (صمويل جودريتش)، الذي نشر (حكايات بيتر بيلي)، في عام1827م، وكتب أكثر من مائة مؤلف للأطفال عن التاريخ الأمريكي.

وبعد الحرب العالمية الأولى أصبح الاهتمام بأدب الأطفال واضحاً في أمريكا حيث زادت المخصصات الفيدرالية للمدارس والمكتبات، وظهر عدد كبير من الكتّاب الذين اهتموا بأدب الأطفال، وظهرت مجموعات كبيرة من كتب الأطفال الشعبية والخيالية، والتاريخية وغيرها(10)، ويكفي للدلالة على هذا الاهتمام والزيادة المطردة في أدب الأطفال بأمريكا، أن عدد الناشرين بلغ (410)، ناشراً عام 1930م، ثم وصلوا إلى (5895)، عام 1965م، وأن بعض الكتب قد بلغ توزيعه أكثر من خمسة ملايين نسخة(11).

وفي إيطاليا: زاد الاهتمام بكتب الأطفال ونشأت اتجاهات جديدة لبعث التراث من الأساطير والقصص الشعبية، واهتم (ايتالو كالفينو)، بمثل هذه القصص، وكذلك امتاز أدب الأطفال الإيطالي بارتباطه الوثيق بالواقع(12).

وفي اليابان: اهتمام بالغ بكتب الأطفال، ونشرت السيدة (كيوكو إيواسكي)، كثيراً من الكتب عن الحيوانات والطيور والأزهار والريف بجماله الخلاب والطبيعة بوجه عام(13).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في أدب الأطفال: د / علي الحديدي / 47، 48، ويرى أن انتشار القصص الشعبي العربي وحكايات ألف ليلة وليلة، كان له تأثير كبير في أدب الأطفال الغربي / 46 - 47، وانظر: أدب الأطفال: تأليف محمد محمود رضوان، وأحمد نجيب / 10، وأدب الأطفال ومكتباتهم: تأليف هيفاء شرايحة / 20، ط 2.

2ـ يبدو لي أن تأثير كتاب (ألف ليلة وليلة)، قد بولغ فيه، فمن جهة أراد الغربيون التمجيد بهذا الكتاب كمثل عن التراث لما حواه من أمور تخالف الإسلام وتسيء للمسلمين. ولتشجيع مثل هذه الصور في المجتمع الإسلامي، وكذلك أخذ العلمانيون العرب هذه المقولة وبدؤوا يشيعونها وينسجون حولها الأخبار والدراسات.

3ـ في أدب الأطفال: للدكتور علي الحديدي / 52 - 53، وانظر كذلك: بحث (الصغار في ذاكرة الكبار)، بقلم محمد العربي الخطابي - مجلة الفيصل عدد شهر رجب 1399 هـ الموافق (يونيو)، حزيران 1979م، ص29، وكذلك بحث: (أدب الأطفال)، بقلم يوسف أبو عواد، بمجلة المنهل العدد (434)، جمادى الآخرة 1405هـ، الموافق (فبراير ومارس)، شباط وآذار ص89، ص195، وما بعدها، وانظر كذلك: (أدب الأطفال)، رحلة في كتاب عرض وتحليل محمود علي مجلة الفيصل العدد 64، شوال 1402هـ، الموافق (أغسطس)، آب 1982، ص84، وما بعدها.

4ـ انظر كتاب: (الحكاية الخرافية)، ترجمة د / نبيلة إبراهيم، وفي أدب الأطفال: د / حديدي / 53، وكتاب: أدب الأطفال ومكتباتهم: تأليف هيفاء شرايحة / 23.

5ـ فى أدب الأطفال: د / حديدي / 54 – 55، وانظر ما كتبه عبد الله حسين في كتابه: مذاهب وشخصيات عن أندرسون، وكتاب: أدب الأطفال ومكتباتهم: هيفاء شرايحة / 23.

6ـ نال هذا الكاتب جائزة من بلاده على إحدى رواياته عام 1832م، وانظر مجلة النهضة الكويتية العدد (478)، السنة التاسعة 1976م، ص62.

7ـ أدب الأطفال: تأليف هادي نعمان الهيتي / 109.

8ـ المصدر السابق، ومن المعروف ان عدداً من الدول العربية التي تبنت الاشتراكية أنشأت مثل هذه المنظمات ولا سيما في سوريا والعراق (منظمة الطلائع).

9ـ أدب الأطفال ومكتباتهم / 25، وكذلك: في أدب الأطفال، د / الحديدي / 56، 57.

10ـ رحلة في كتاب أدب الأطفال: بقلم فرجينا هافيلاند، عرض وتحليل محمود علي مجلة الفيصل العدد / 64، شوال 1402هـ، (أغسطس)، آب 1982م، ص83، وما بعدها.

11ـ في أدب الأطفال، د / الحديدي / 57 - 58.

12ـ أدب الأطفال ومكتباتهم: هيفاء شرايحة / 26.

13ـ المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.