المخرج واجراء البروفات الأولية  

يعد هذا النوع من التجارب التي تسبق الدخول إلى الاستوديو على قدر كبير من الأهمية ، وخاصة بالنسبة للعروض الكبيرة . حيث تجرى فيها مناقشات وافية لكافة مشاكل الإخراج ومتطلباته الفنية قبل البدء في التنفيذ.

وبالنسبة لعروض الدراما والكوميديا بالذات ، فإن مثل هذه البروفات التي تجري في صالات خاصة أو في مكتب المخرج أحيانا . تخصص أساسا لقراءة النص ، ومناقشة طبيعة الأدوار ووجهة نظر المخرج وملاحظاته ، وتبين الخطوط الأساسية للنص وأهدافه وبذلك تتضح أبعاد كل شخصية من شخصيات البرنامج ، ويقف الممثلون على ما هو مطلوب من كل منهم.

وأبعاد الدور الذي سيقوم به ونوع الأداء المطلوب ، ومن ثم يقترب الفريق جميعه من (روح النص).

أما البروفات التي تجري داخل الصالات المخصصة لذلك ، والتي تعد لإجراء التجارب على الحركة وتحديد الأماكن ومواضع الدخول والخروج .. فإنها تتطلب تخطيط أرضيتها على مساحة تكون هي نفس مساحة المنظر ((الديكور)) الذي سيقام داخل الاستديو تماما ، ويتم تخطيط الأرضية على هذا النحو باستخدام الطباشير أو نوع خاص من الأشرطة ،( وهنا يجب الإشارة إلى أن يفضل أن تكون المساحة المخصصة للبروفة . أقل قليلا من المساحة المخصصة في البلاتوه ، ضمنا لدقة أداء الحركة عند تنفيذ العرض). المهم .. أنه فوق هذه المساحة المخططة في صالة البروفات يجرى تحديد موضع قطع الأثاث ، والأبواب والنوافذ .. والردهة المؤدية إلى السلم .. كما يتم تحديد الأغراض التي تستخدم كمكملات المنظر (الإكسسوار) مثل جهاز التليفزيون أو العصا أو المظلة .. وما إلى ذلك ، وبهذه الطريقة يتاح للممثلين أن يتكيفوا مع الحيز والمساحة المخصصة ، وما يحيط بهم من أشياء.

في هذه البروفة يكون على المخرج أن ينظم ويرتب ويحدد موضع المؤدي .. والمجموعات .. والحركة. وفقا لأسلوبه الفني وطريقته في معالجة الموضوع . وربما يجد نفسه مضطرا  لتقسيم البروفة فيخصص جزء منها لفريق العمل ، ويخصص جزء آخر للتدريب على الحركة ، وجزء آخر للأداء .. إلى أن يطمئن تماما إلى أن العمل أصبح مفهومة ومستوعبة منه قبل الجميع . ويكون هو أيضا قد انتهى إلى وضع تصور لطول المشاهد والفقرات على ضوء الإيقاع المطلوب والوقت الكلي المحدد للبرنامج ، وتحديد ما يتطلبه العرض من مدخلات جاهزة من المكتبة أو يتم تصويرها خارج الأستوديو ، فضلا عن تدوين كافة الملاحظات المتعلقة بموقع وموضع استخدام هذه المدخلات ومدة كل منها ، إضافة إلى كل ما يتعلق بالخطوط ولوحات العناوين ولوحات العناوين وما إلى ذلك.

أما فيما يتعلق بتوزيع الكاميرات وتحديد أنواع اللقطات .. فإن المخرج يضع تصورا (مجرد تصور) لذلك ، حيث ينظر إلى الممثلين وحركتهم من المكان الذي يجب أن توضع فيه الكاميرات ، ويحدد بناء على ذلك أي نوع من اللقطات يتاح لكل من الكاميرات أن تحققه . في هذه الأثناء يكون الأستوديو قد تم تجهيزه .. استعدادا الإجراء البروفة الكاملة .. وربما تكون هي البروفة قبل الأخيرة أو السابقة على العرض مباشرة.