المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تعارض الاستصحابين
28-5-2020
سند أصحاب الاجماع
21-4-2016
نشأة وتطور الموازنة وتعريفات الموازنة العامة للدولة وابعادهـا
2024-08-11
متارك حرب الجمل
1-5-2016
الميداني صاحب الأمثال
11-3-2016
من الاسهل تربية الصبيان ام الفتيات ؟
7-7-2021


نظرة الإسلام للطفل  
  
2268   11:55 صباحاً   التاريخ: 16/9/2022
المؤلف : محمد حسن بريغش
الكتاب أو المصدر : أدب الأطفال أهدافه وسماته
الجزء والصفحة : ص16 ـ 24
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لقد اهتم الدين الإسلامي ـ وهو المنهج الشامل المتكامل للحياة ـ بالطفل، واعتنى به عناية كبيرة، وامتدت هذه العناية إلى فترة كبيرة، تبدأ من المرحلة المبكرة ـ مرحلة الاستعداد لتكوين الأسرة قبل ولادة الطفل ـ وإلى أن يصبح رجلاً.

الاهتمام بالبيئة التي ستحتضن الطفل:

فقبل أن يكون هناك طفل وولادة، أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، باختيار المنبت الحسن الذي سينبت فيه الطفل، ثم يخرج وينشأ ويتربى في أحضانه، فقال (صلى الله عليه وآله): (تخيروا لنطفكم وزوجوا الأكفاء)، وفي رواية أخرى: (تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن)، وكذلك في رواية ثالثة: (اختاروا لنطفكم المواضع الصالحة)(1).

ثم اهتم الإسلام برضاعته ورعايته، وكفل له حقوقه ـ على الوالدين والإخوة والأقارب ـ وضمن له التربية الصالحة والتعلم المطلوب.

ففي حضانته يقول الله (عز وجل): {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233].

بهذا الوضوح، وهذا التحديد والتفصيل حدد القرآن الكريم قضية الرضاعة والحضانة، ثم ربط ذلك كله بتقوى الله ومخافته، والتذكر الدائم بأن الله عليم بصير يرقب الإنسان ويعلم ما تكنه الصدور، حتى لا يقصر في واجبه نحو الطفل الصغير، بل ليقوم بما عليه في الرعاية التي تكفل له السلامة والاستقامة.

وكذلك حض الإسلام على رعايته والعطف عليه، قال (صلى الله عليه وآله): (من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا)(2)، وقال تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } [الضحى: 9].

وكذلك أمر الله (عز وجل)، بكفالة الطفل وتأديبه وتعليمه والحفاظ على حياته وأمواله، يقول (صلى الله عليه وآله): (من عال جاريتين حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضم أصابعه أي كهاتين)(3).

ويقول (صلى الله عليه وآله): (أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)(4)، ويقول: (ما نَحَلَ والد ولده أفضل من أدب حسن)(5).

وقال (سبحانه وتعالى): {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31]، ويقول أيضاً: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2].

ولقد كان اهتمام الإسلام بالطفولة اهتماماً واسعاً، بل، (لم يسعد الأطفال في العالم كما سعدوا في ظل الحضارة الإسلامية، لأن عناية الإسلام بالنشأة الأولى تفوق كل عناية، باعتبارها حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي، وفي تاريخنا الإسلامي ارتبطت وضعية الطفل المسلم بمدى التطبيق العملي لتعاليم الإسلام، فكلما ساد العدل الاجتماعي، واطمأن المسلمون إلى أنفسهم كان أطفالهم بمنجاة من عوامل الضياع وأسباب الفساد)(6).

وإذا كانت الأمم المتحدة التي تمثل المجتمع العالمي قد أعلنت حقوق الطفل في 20 / 11 / 1959م، فإن الإسلام قد أعلن حقوقه قبل أربعة عشر قرناً ونظر إليه نظرة شاملة عميقة متكاملة، وتجاوز في ذلك كل ما ادعته المدنيات المعاصرة، والفلسفات الحاضرة.

ولقد اُلفت في موضوع الطفولة كتب كثيرة، ويكفي أن نشير إلى واحد منها يجمع أحكام الطفولة في الفقه وهو (جامع أحكام الصغار)، لمحمد بن محمود الأسْروشي المتوفى 632 هـ، والذي نشر محققاً بأربعة مجلدات كبار(7).

ولم تكن عناية الإسلام بالطفولة عن طريق التشريعات والقوانين والنصوص، فقط ـ كما تفعل المدنية المعاصرة ـ بل كانت تطبيقات وممارسات واهتمامات بدأها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قدوة المسلمين، ورسول رب العالمين، فلقد كان (عليه صلاة الله وسلامه)، يلاطف الصغار ويلعب معهم ويرعاهم ويوجههم، ويبين للناس كيف ينبغي أن نرعاهم ونوجه العناية لهم مع كثرة همومه ومشاغله. كان يقول للطفل الصغير وهو يداعبه ويسأله عن عصفوره: (يا أبا عمير ما فعل النغير)، فيشعر الطفل بأهميته عندما يسمع هذا السؤال من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن شؤونه، ويرى مشاركته لاهتماماته وهمومه.

وفي الصلاة يطيل السجود حتى يظن المسلمون أن شيئاً قد حدث له، وعندما سئل بعد انتهاء الصلاة عن سبب الإطالة قال: (إن ابني قد ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته)(8).

وعن أنس قال: (كان ـ صلى الله عليه وآله ـ أرحم الناس بالصبيان والعيال)(9)، وأخرج البخاري عن أنس، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء صبي فأتجوز في صلاتي لما أعلم من وجد أمه من بكائه)(10).

وروى الطبراني عن جابر ـ رض ـ قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدعينا إلى طعام فإذا الحسين (عليه السلام)، يلعب في الطريق مع صبيان، فأسرع النبي (صلى الله عليه وآله)، أمام القوم، ثم بسط يده فجعل يفر ههنا وههنا فيضاحكه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى بين رأسه وأذنيه، ثم اعتنقه وقبله ثم قال: (حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه، الحسن والحسين سبطانِ من الأسباط)(11).

(ولما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى مكة استقبله اُغيلمة بني المطلب، فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه)(12).

إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يبين للناس أهمية الطفل، ومسؤولية تربيته، وأثر ذلك على الطفل وعلى الأبوين وعلى الأسرة والمجتمع في الدنيا والآخرة فيقول: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)(13).

وهذا يشير إلى أثر التربية في نمو المجتمع، ونمو العلم.

ويقول في حديث آخر: (إن الطفل يجرّ بأبويه إلى الجنة)، وفي بعض الأخبار (يأخذ بثوبه كما أنا الآن آخذ بثوبك)(14)، وفي خبر آخر: (إن الأطفال يجتمعون في موقف القيامة عند عرض الخلائق للحساب فيقال للملائكة: اذهبوا بهؤلاء إلى الجنة، فيقفون على باب الجنة فيقال لهم: مرحباً بذراري المسلمين، ادخلوا لا حساب عليكم فيقولون: فأين آباؤنا وأمهاتنا؟ فيقول الخزنة: إن آباءكم وأمهاتكم ليسوا مثلكم، إنه كانت لهم ذنوب وسيئات فهم يحاسبون عليها ويطالبون. قال. فيتضاغون ويضجّون على أبواب الجنة ضجة واحدة، فيقول لهم سبحانه ـ وهو أعلم بهم ـ ما هذه الضجة؟ فيقولون: ربنا أطفال المسلمين قالوا: لا ندخل الجنة إلا مع آبائنا، فيقول الله تعالى: تخلّلوا الجمع فخذوا بأيدي آبائهم فأدخلوهم الجنة).

وفي صحيح مسلم: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (صغارهم دعاميص الجنة، يتلقى أحدهم أباه ـ أو قال أبويه ـ فيأخذ بثوبه ـ أو قال بيده ـ كما آخذُ بصنفةِ ثوبك هذا، فلا يتناهى ـ أو قال: فلا ينتهي ـ حتى يدخله وأباه الجنة)(15).

قال الله (عز وجل): {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21]، أي ما أنقصناهم من أعمالهم شيئاً، وجعلنا أولادهم مزيداً من حسناتهم(16).

والإسلام يعدّ الأطفال من جمال الحياة الدنيا وزينتها، يقول الله (سبحانه وتعالى): {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن الحسن والحسين (عليهما السلام): (ريحانتاي من الدنيا).

ويجعل الرزق بالولد من البشارات التي يسعد لها الإنسان: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 101]، {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]، ولذا أصبحت البشارة بقدوم الولد من سنن الإسلام.

ووضع الإسلام أحكاماً وسنناً خاصة بالأطفال بعد الولادة، وتدل كلها على عناية هذا الدين بالطفولة، واهتمام المسلمين بشأنها، ونذكر من هذه الأحكام والسنن بعضها على سبيل التذكير مع الإيجاز:

ـ التهنئة بالمولود.

ـ الأذان والإقامة في أذن المولود.

ـ تسمية المولود.

ـ تحنيك المولود.

ـ حلق شعر المولود والتصدق بوزنه ذهباً أو فضة.

ـ عقيقة المولود.

ـ ختان المولود.

ـ حضانة المولود.

ـ إرضاع الطفل.

ـ نفقة الطفل.

ـ تربية الطفل.

ـ تعليم الطفل.

ـ حقوق الأطفال في الكفالة والميراث.

وغير ذلك من الأحكام التي فصلت في كتب الفقه وغيرها.

ويحسن هنا أن نذكر دليلاً على عناية أجدادنا وعلمائنا بالأطفال بعض أسماء الكتب التي تناولت الطفولة بأبحاث وموضوعات متخصصة ومستفيضة، وهي تدل على النظرة الشاملة التي تفرد بها الإسلام نحو الطفولة، تلك النظرة التي تهتم بكيانه الإنساني كله من قيم وعقيدة وصحة ورياضة وجسد وعلم... إلخ، وذلك مثل:

ـ إحياء علوم الدين للغزالي.

ـ ايها الولد للغزالي.

ـ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر.

ـ تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم.

ـ جامع أحكام الصغار لمحمد بن محمد الأسروشي ـ أربعة مجلدات.

ـ تدبير الحبالى والأطفال والصبيان للبلدي أحمد.

ـ كتاب أنباء نجباء الأبناء لابن ظفر المغربي المكي.

ـ العقد الفريد لابن عبد ربه.

ـ آداب المعلمين لابن سحنون.

ـ تذكرة السامع والمتعلم في آداب العالم والمتعلم لابن جماعة الكناني.

ـ مقدمة ابن خلدون لابن خلدون.

ـ اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم لزكريا الأنصاري.

ـ بيان مسألة وقف الأولاد لشمس الدين أحمد بن سليمان (ابن كمال باشا)، مخطوطة.

ـ رسالة في أحكام أطفال المسلمين لجلال الدين السيوطي ـ مخطوطة.

ـ سياسة الصبيان وتدبيرهم لابن الجزار، (أحمد بن إبراهيم القيرواني) تونس.

ـ كتاب العيال: للحافظ ابن أبي الدنيا.

ـ تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال، لأحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيثمي.

ـ تذكرة الاباء ـ لابن العديم الحلبي.

ـ تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين لابن عبد ربه.

وهناك دراسات حديثة كثيرة بدأت تعنى بالطفل المسلم مستندة إلى أحكام الإسلام وسننه وآدابه في ذلك، وهي تهدف إلى الوصول بالطفل للحياة الإسلامية التي أرادها الله لعباده.

فالإسلام قبل أي نحلة أو حضارة أو أمة اعتنى بالطفولة ورعاها رعاية شاملة، ووضع لها أسساً ستظل معالم هدى لنا في تعاملنا ورعايتنا للأطفال.. ولكن المؤسف حقاً أن الحديث عن الطفل والطفولة في هذا العصر عند كثير من الباحثين، أصبح حكراً على الغربيين والعلمانيين، وأن الطفولة ـ كما يدّعون ـ لم تلق الرعاية إلا بعد الإعلان عن ميثاق الطفولة في الأمم المتحدة... وهو ادعاء ينقصه الدليل.. بل هو افتراء على الحقيقة والواقع، وتجاهل للإسلام والمسلمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ انظر: منهج التربية النبوية للطفل: للأستاذ محمد نور سويد/ 30، ط 2، 1408 هـ ـ 1988م، ورحمة الإسلام بالنساء: للشيخ محمد الحامد / 40، 41، ودور الأم في تربية الطفل المسلم: تأليف خيرية حسين طه صابر/ 54 ط2، 1406هـ ـ 1986م.

2ـ رواه البخاري، وأبو داود، وصححه السيوطي، انظر فيض القدير: 6 / 224.

3ـ صحيح مسلم: 4 / 2028.

4ـ رواه ابن ماجه: 2 / 1211.

5ـ رواه الترمذي، والحاكم في المستدرك.

6ـ جامع أحكام الصغار: لمحمد بن محمود الأسروشي، تحقيق عبد الحميد عبد الخالق البيزلي/ 9.

7ـ المصدر السابق، ولقد نشر بمناسبة الاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر للهجرة في العراق. وهناك كتب كثيرة منها قديم ومنها جديد، ولعل ثبت المصادر والمراجع يشير إلى بعضها الآخر إن شاء الله تعالى.

8ـ أخرجه النسائي، ورواه الحاكم وقال: صحيح.

9ـ صحيح الجامع رقم4797، الألباني ورواه مسلم.

10ـ رواه الخمسة إلا أبا داود.

11ـ رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وابن ماجه والحاكم. وانظر: منهج التربية النبوية للطفل، 181.

12ـ انظر المصدر السابق، 181 ـ 205.

13ـ رواه مسلم في كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان بعد وفاته.

14ـ بعضه رواه البخاري ومسلم.

15ـ الخبر في إحياء علوم الدين، 2 / 27، والحديث في صحيح مسلم رقم (2635). والدعاميص: واحد دعموص، أي صغار أهلها. ولا يتناهى: أي لا يتركه.

16ـ الطفل المثالي في الإسلام، 87 ـ 88.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.