المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أسباب المشاكسة ودوافعها  
  
2065   11:46 صباحاً   التاريخ: 8/9/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص52ــ58
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2018 1913
التاريخ: 12-3-2022 1987
التاريخ: 21-4-2016 2217
التاريخ: 2023-02-21 1113

ولكن ما هو السبب الذي يدفع الاطفال وحتى الاحداث إلى انتهاج اسلوب مشاكس؟ طرحت لهذا السؤال اجوبة متعددة يمكن العثور عليها في الكتب النفسية والتربوية، الا اننا نشير هنا إلى بعضها مع التزام جانب الايجاز:

١- الأسباب الوراثية: يعتقد بعض المختصين ان المشاكسة وعدم استواء سلوك الاطفال له اسباب وراثية وجذوره منبثقة من طينة الشخص وفطرته حتى انهم قالوا بانتقالها مع الصفات الوراثية التي تنتقل عبر الجينات. وقال بعض العلماء ان عدد الكروموسومات عند المشاكسين وفي مستوى أعلى عند المجرمين يبلغ ٤٧ كروموسوماً بزيادة كروموسوم واحد بالمقارنة مع الاشخاص المشابهين، الا ان التحقيقات اللاحقة اظهرت وجود كروموسوم اضافي في بعض الحالات عند الاشخاص الطبيعيين.

اما وجهة النظر الاسلامية فلا تعتقد بولادة اي انسان على الخبث وفساد الفطرة بل الجميع يولدون على طهارة الفطرة ونقاء الطينة، والبيئة هي التي تمهد لهم أرضية الانحراف. هنالك - طبعاً - مشاكسة ولادية منشؤها وجود نقص عقلي يتمخض عنه سلوك غير متزن، ولا تعدو مثل هذه الحالة عن كونها حالة مرضية وموقفنا منها يختلف عن سواها من الحالات.

٢ -أسباب بيئية: يمكن الاشارة في هذا الصدد الى اسباب ودوافع كثيرة، وأهمها: حالة البدن والنواقص المحتملة فيه، والوضع الصحى، وتشوش الرؤية والسمع أو أي اضطراب في المخ والجهاز العصبي و...الخ.

وكمثال على ذلك نذكر ان الاطفال الذين يعانون من نقص جسمي يتعرضون لاستهزاء الآخرين مثلاً لا يتصفون بوضع طبيعي، فهم يقفون في مقابل توبيخ الآخرين لهم واستهزاءهم بهم موقفاً يطلق عليه اسم المشاكسة. او أن شعورهم بالنقص من جراء وجود عاهة عضوية فيهم يدفعهم لاتخاذ مواقف عدائية من اجل التغلب على هذا الشعور ولاثارة قلق الآخرين.

٣ -اسباب نفسية: ويمكن الاشارة في هذا السياق لى حالات كثيرة نوجز اكثرها أهمية على الصورة التالية:

أ - الاختلال العقلي، فهو يؤدي تلقائياً إلى ظهور سلوك غير عقلي.

ب - وجود ضغوط داخلية تؤدي إلى حصول موجبات عدم التحمل وبعدها المشاكسة.

ج - الرغبة في الاستقلال تولد لدى الانسان ميلاً نحو العصيان.

د - الاضرار التي تصيب الجانب النفسي تشكل عاملاً من عوامل المشاكسة.

هـ ـ العادات العصبية الدالة على وجود سلوك مشاكس من قبيل قضم الأظافر ومص الأصابع و...الخ.

و- كثرة الصراعات والتناقضات في الحياة اليومية، خاصة عندما يشعر الطفل بافتقاره لوسائل الدفاع.

ز- وجود آمالٍ وأمان لا يقنع الطفل دون تحقيقها.

٤ -اسباب عاطفية: ويمكن الاشارة في هذا المجال أيضاً إلى الكثير من العلل والاسباب نوجز بعضها بالشكل التالي:

أ - الشعور بالحرمان من محبة الوالدين.

ب - الشعور بالاخفاق في بلوغ الهدف المنشود.

ج - ظهور مشاكل عاطفية ناتجة عن ولادة طفل جديد في العائلة فيتولد لديه شعور بأن القادم الجديد قد سلبه محبة والديه.

د - الشعور بفقدان كرامته عند افراد الجماعة التى يحبها.

هـ ـ الشعور بفراغ الحياة وخلوها من اية قيمة، او ثقل الالتزام المفروض عليه من قبل ابويه.

و- الشعور بوجود شحة في المأكل والملبس مع التصور بان احد الوالدين لو كان موجوداً لما تعرض هو لمثل هذه الشحة.

ز- الشعور بعدم الأمن العاطفي بسبب كثرة الشجار والخصام بين الوالدين.

ح - عدم اشباع حاجاته الاساسية: كالمحبة، وحب الاستطلاع، والحصول على مكانة بين الجماعة.

ط - واخيراً وجود مشاعر غامضة ومجهولة في مجال سد الحاجات الاساسية.

٥ -اسباب اخلاقية: وقد تكون المشاكسة ناتجة احياناً عن سقوط الاخلاق وانحطاطها، فالشخص الذي يعيش في وضع تهدمت فيه كل الاسس الاخلاقية لا يلتزم بأية تعاليم او قيم.

فمثل هؤلاء الاشخاص الذين عاشوا حياة عابثة بعيدة عن القيود والالتزام يجدون انفسهم في مختلف الظروف احراراً وبلا أية مسؤولية، لا يلتزمون عهداً ولايحترمون أية تعاليم، ولاشك انهم قد عاشوا بين جماعة مثلهم يتسمون بعدم المبالاة وعدم النضوج.

ومن المحتمل انهم لا يعرفون شيئاً من التعاليم الاخلاقية ولم يكن ثمة من يقدم لهم مثل هذه المعلومات.

والمحصلة النهائية لكل هذه الاوضاع هي السقوط والانحطاط الاخلاقي.

٦ -اسباب تربوية: وقد يعزى السلوك المشاكس في بعض الحالات إلى الوضع التربوي للاسرة. فالابوان اللذان لديهما طفل واحد أو حتى الآباء والامهات الذين يتهاونون في أمر تربية اولادهم، فانهم يمهدون الأرضية لابنائهم لينشأوا على الدلال والميوعة.

كثيراً ما يؤدي الافراط بالمحبة والدلال الزائد عن الحد وتجاهل بعض الامور الحساسة إلى ان ينشأ الابناء على العناد والخيلاء وعدم إعارة أي اهتمام للاعراف والتعاليم. الا ان نفس الوالدين والمهتمين بالشؤون التربوية سيذوقون لاحقاً جني أيديهم ويضطرون إلى مواجهة الاطفال بالضرب والقسوة لكنهم سيدركون حينها ان الوقت قد فات، وان ارجاع الطفل إلى حالته الطبيعة صعب ان لم يكن مستحيلاً.

٧ -اسباب اقتصادية: الفقر والحرمان من الأسباب المباشرة للمشاكسة. فالاطفال الذين يعيشون الحرمان ويشاهدون ما يتنعم به الآخرون يضمرون في انفسهم قلقاً شديداً حتى وان لم يصرحو بهواجسهم علانية.

هنالك فارق بين طفلين يطلبان الفاكهة والحلوى والدراجة، فتتوفر لأحدهما بمحض الاشارة، ولا يحصل الآخر منها على أي نصيب. ومن الطبيعي ان لا يتصف طفل كهذا بسلوك طبيعي، والأدهى من ذلك ان يتلقى اللوم أو العقاب من أبيه أو امه جزاء له على مثل هذه الرغبات.

٨ -اسباب اجتاعية: ويجدر بنا في هذا الصدد ذكر الكثير من الامور، إلا اننا سنكتفي منها بما يلي:

أ- الرفض من قبل افراد المجتمع وبالشكل الذي يجد فيه نفسه مضطراً لانتهاج سلوك خاص يرغم به الآخرين على طاعته والانقياد له.

ب - كثرة الاختلاف والشجار والنزاع بين افراد العائلة.

ج - حصول الفراق أو الطلاق بين الزوجين مما يجعل الطفل كالكرة التي تتقاذفها الايدي.

د - الشعور بعدم الأمان الناجم عن وجود تصرفات عائلية مثيرة للريبة بسبب الفقر أو سوء الاخلاق.

هـ ـ الانعكاسات التربوية السيئة التي يتعلمها الطفل من المدرسة أو من البيت.

و- الاعراض عن الطفل من قبل الأب أو الأم مما يضطروه لانتهاج اسلوب يستقطب به الاهتمام من جديد.

ز- نشوب النزاعات والخلافات بين الأخ والأخت أو بقية افراد العائلة، مما قد يشعر الطفل بالمظلومية اثناء تحكيم الوالدين في الموضوع.

ح - وجود مشكلة اجتماعية يشعر الطفل على اثرها بانعدام الملاذ الآمن.

ط - وقد يكون نمط التربية أيضاً من الاسباب الاجتماعية لنشوء هذه الحالة.

٩ -اسباب ثقافية: يؤثر نوع الثقافة والاخلاق الثقافية المستمدة من الدين أو الاجتماع على تعيين المسار الذي يسلكه بناء ذلك المجتمع، وتؤثر في تحديد سلوكهم مؤثرات جمة من قبيل الانماط الفكرية، والعادات والتقاليد والقيم، والفلسفات والآداب، والامثال والحكم، ونوعية الوشائج الاجتماعية وغيرها.

فالمجتمعات ذات المستويات الثقافية العالية يكون الناس فيها على طراز معين، بينما هم على طراز آخر في المجتمعات ذات المستويات الثقافية المتدينة.

ينتقل الانسجام الثقافي عادة إلى الافراد عن طريق الاجهزة والوسائل الثقافية كالكتاب والسينما، والاذاعة، والتلفزيون، والصحف، والمسرح. ومن الطبيعي ان الطفل الذي يتلقى هذه المؤثرات الثقافية يعكسها في ما بعد الى ذلك المجتمع بنفس الصورة.

فالمؤشرات الثقافية الايجابية أو السلبية لها تأثير كبير في هذا المجال.

١٠- اسباب انضباطية وسياسية: يمكن الحديث في هذا الموضوع عن الظروف والامكانيات السائدة في البيت والمدرسة أو المجتمع. فنحن نلاحظ الطفل قد يذهب إلى المدرسة وبعد عودته إلى البيت يأتي جالباً معه انواعاً من الشر والتخريب والمشاكسة.

أو على العكس يذهب الطفل إلى المدرسة ويقوم فيها باعمال مؤذية للمعلم أو المسؤولين.

هذا التصرف ينم عن ان الطفل يعيش في جو من الضغط والكبت بحيث لا يجرؤ على الكلام وحينما يتاح له الدخول في جو مفتوح وهادىء يظهر منه كل هذا الشر والأذى. أي أن نوع الانضباط والسياسة المتبعة في البيت أو في المدرسة والمجتمع تمهد لظهور طابع المشاكسة في سلوك الطفل، وإذا كانت هنالك رغبة في تقويم سلوكه فيجب ان تبدأ من هناك




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.