أقرأ أيضاً
التاريخ: 7/9/2022
997
التاريخ: 9/9/2022
1256
التاريخ: 7/9/2022
1065
التاريخ: 7-9-2019
1862
|
يتم النحت الجانبي وتوسيع ارضية الوادي بواسطة النهر الجاري في منعطفاته وتعتبر مشكلة تكوين المنعطفات او الثنيات النهرية Meanders من بين المشاكل الجيومورفولوجية التي أثير من حولها جدل كثير. ولم تعد التفسيرات التقليدية كافية لفهم تكوينها، ومنها عدم الانتظام في تضاريس وشكل الارض التي يجري فيها النهر، او مصادفة النهر اثناء جريانه لمخارج أو مكاشف صخرية صلبة، وهذا وذاك يسبب انحرافا في مجرى النهر ينمو ويتطور مكونا لمنعطف كبير.
والواقع ان المنعطفات ليست عشوائية في تكوينها ولا في حجمها، ولا يمكن تفسير تناسقها وانتظامها الكامل على أساس الصدفة، فهي نمو وتطور طبيعي يرتبط بميكانيكية الجريان والنقل النهري. وقد أمكن اثبات ذلك في المعامل، حيث حفرت مجاري مستقيمة في رمال متماثلة التكوين، سرعان ما تكونت فيها منعطفات حالما انسابت فيها مياه جارية. وهناك حقيقة أخرى حاسمة ومقنعة ان المنعطفات أظهر ما تكون نموا ووضوحا في السهول الفيضية التي ارسبتها وانشِأتها الانهار ذاتها، ولا شك ان أي اضطراب اصلي في مظهر السطح يكون قد غطى بواسطة الرواسب الفيضية.
ولقد لاحظ عدد من الكتاب وجود صلة وارتباط بين ابعاد المنعطفات وتصريف النهر، وبين منحدر الوادي وحجم وطبيعة الحمولة النهرية. مثال ذلك غذا ما ارتفع التصريف المائي، ازداد تبعا لذلك اتساع نطاق المنعطفات، وان لم يكن بنفس النسبة وقد اوضح بيتس (1939) عن طريق الدراسة الحقلية ان النهر الذي يجري فوق سهله الفيضي، ويكون عرضه نحو 100 قدم (نحو 30 متر) فإن اتساع نطاق منعطفة يكون حوالي 1600 قدم (490متر)، بينما النهر الذي يبلغ عرضه 1000 قدم (305 مترا) يزداد اتساع نطاق منعطفه كثيرا فيصل نحو 12000 قدم (3660 مترا) .
وتسبب الزيادة في التصريف النهري زيادة أيضا في طول موجة المنعطف Wave – Length of Meander وهو المسافة بين قمتي Crests منعطفين متجاورين ولعل عام التصريف النهري يعلل حقيقة ان المنعطفات ظاهرة تختص بالجزء الادنى من الوادي، وانها تضمحل بالاتجاه نحو منابع النهر. ولقد برهنت التجارب العملية والدراسات الحقلية ان المنعطفات تتكون وتنمو حينما تكون حمولة القاع صغيرة. وهذا بدوره ينهض دليلا على ان المجاري المائية في مرحلة الشيخوخة هي التي يرتبط بها صنع المنعطفات. كما يفسر حقيقة ان مجاري الماء المنصهر فوق اسطح الثلاجات، والتي لا تحمل شيئا من الرواسب ، تتثنى صانعة لمنعطفات دقيقة. وغالبا ما يقال ان المنعطفات تنشأ في المجاري التي تتصف بانحدارات هينة جدا كما في الانهار الهرمة، وفوق السهول الفيضية.
ومع هذا فإننا نجد احيانا ان الانحدارات في الانهار ذات المنعطفات أشد منها في المجاري التي تخلو منها، والسبب واضح، فالنهر ذو المنعطفات يتطلب طاقة أكبر للتغلب على ما يفقد منها نتيجة للاحتكاك الناتج عن انحناء المجرى، وهذه يستمدها من سرعة الجريان الناشئة عن الانحدار الاشد.
ولقد لفت ديوري ( Dury 1958، 1966) الانظار الى حقيقة ان الاودية، كالأنهار، تتميز غالبا بطابع الثني والانعطاف. وتتغطى هذه الاودية عادة بفرشة سميكة من الرواسب الفيضية، ويجري فيها النهر نفسه صانعا لانحناءات ومنعطفات, لكن منعطفات النهر المحفورة في رواسب السهل الفيضي أصغر بكثير من منعطفات الوادي، التي سبق نحتها في الصخور الصلبة. وقد اوضحت الابحاث ان منعطفات الوادي تماثل وتتمشى مع المقاييس الخاصة بمنعطفات النهر. ذلك أنه حينما يزداد اتساع الوادي عند منسوب المجرى، يكبر بالتالي طول موجة منعطفات الوادي.
وقد اوضحت عمليات الحفر في رواسب الحشو الفيضي لمنعطفات الوادي في جنوب انجلترا وجود مجاري نهرية مطمورة ذات أبعاد أسلم بكثير من أبعاد المجاري الموجودة، وذات صلة وثيقة بأبعاد منعطفات الوادي. وقد استنتج (ديوري) ان تلك الاودية ذات الطابع الانعطافي قد نحتت بواسطة أنها كانت تشغل كل قيعانها، وان التصريف المائي لتلك الانهار يقدر بما بين 80 – 100 مرة قدر التصريف المائي للأنهار الحالية، مثل هذا التصريف المائي الضخم كان موجودا أثناء عصر البلايوستوسي، حينما توفرت ظروف مواتية فالأمطار كانت أغزر، والتسرب اقل، والنبات نادر والتخبر ضئيل، اضافة الى المياه المنصهرة من الثلوج، مما نناسب عظم الجريان السطحي عنه حاليا. وفي فترة ما بعد الجليد ضمرت تلك المجاري العظيمة بالرواسب الفيضية، وشغلت قيعانها الفسيحة الاودية ذات الطابع الانعطافي، التي تجرى بها الان أنهار ضعيفة غير قادة على مواصلة النحت.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|