الانسان والبيئة علاقة تأثير وتأثر:

تسهم البيئة بعناصرها التأثير على الإنسان، وبالمقابل يكون للإنسان التأثير على البيئة، وتختلف هذه التأثيرات من حيث الشدة والنمط، وذلك وفقا لاختلاف التطور الحضاري والتقني، وتبعا لاختلاف البيئة ايضا، أي منذ أن خلق الله الإنسان على سطح الكرة الأرضية وهو يحاول جاهدة التكيف من أجل سلامته في الوقت الذي كانت البيئة آنذاك بسيطة وغير معقدة، أما في الوقت الحالي وفي ظل التقدم الصناعي والتلوث البيئي تعقدت بيئة الانسان وازدادت مشاكلها، وأصبحت صحته من الهواجس الرئيسة التي دفعت المختصين بعقد الندوات والمؤتمرات العلمية حول ذلك، وتعد هذه العلاقة قديمة بقدم وجودة الانسان ونشأته، وان كان شكل هذه العلاقة يختلف من عصر لآخر في الماضي ومن مجتمع لآخر في الحاضر والمستقبل، على وفق تقدم المجتمع أو تأخره وأنماط الحياة السائدة في هذه المجتمعات، ومع ذلك فان هذه العلاقة كانت تتصف دائما بتأثير متبادل أي تشهد تأثير البيئة على الإنسان، وتدخل الإنسان في البيئة ومحاولته تغييرها بدرجات متفاوتة، وهو في هذا كله يؤثر فيها تأثيره واضحة، من خلال استهلاك مواردها الطبيعية بشكل أو بآخر، وإن كانت هذه التغييرات وتلك التأثيرات الضارة أكثر وضوحا في الوقت الحالي، وفي المجتمعات المتقدمة تكنولوجيا، ويظهر التأثر والتأثير على البيئة من خلال ما يلي:

- تأثير البيئة الطبيعية في الانسان: يتأثر الانسان ويؤثر في البيئة وأن ذلك يمكن إيضاحه من خلال تلك العلاقة بشكل من التفصيل على النحو الآتي:

- الموقع الجغرافي والفلكي: يختلف الموقع الجغرافي والفلكي على سطح الكرة الأرضية، في الوقت الذي تستلم فيه عدد من المناطق كميات كبيرة من الأمطار والاشعاع، تعاني مناطق اخرى في تذبذب أو انعدام عدد من العناصر المناخية، وتطرف عدد منها وهذا واضح في تمتع المناطق الاستوائية بأمطار غزيرة ورطوبة عالية ويكون أثرها واضحة على الإنسان من خلال صعوبة التنفس ونوع الملابس والبناء والغذاء، فكثيرا ما يلجأ الى ملابس خفيفة تمنع التعرق والرطوبة، فضلا عن اختيار الغذاء من الفواكه والخضر بعيدة عن السعرات الحرارية والدهون قياسا بموقع المناطق القطبية التي يلجأ السكان فيها الى اختيار ملابس قطنية أو صوفية، فضلا عن الغذاء الذي يرفع من السعرات الحرارية.