المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



متى تبدأ تربية الطفل؟  
  
1325   09:49 صباحاً   التاريخ: 13-8-2022
المؤلف : ميسم الصلح
الكتاب أو المصدر : طفلك يعاني من مشاكل سلوكية؟ أنت السبب!
الجزء والصفحة : ص25ــ27
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الطفل مثل النبتة، فكما أن النبتة تنمو داخل التربة، الطفل ينمو داخل الرحم وكما أن العناية بالنبتة تبدأ منذ وضع البذرة في التربة، كذلك العناية بالطفل تبدأ منذ تعلق البويضة بجدار الرحم. وكما أنه يجب علينا اختيار التربة المناسبة قبل وضع البذرة بداخلها، كذلك بالنسبة للبويضة يجب اختيار رحم المرأة المناسبة لها. وكما أنه يجب الاعتناء بالبذرة وتوفير الحرارة والرطوبة المناسبتين حتى نحصل على نبتة نضرة، كذلك البويضة في الرحم يجب الاعتناء بها جيدا وتوفير كل ما تحتاجه من مقومات حتى تنمو وتكبر بصحة وسلام ويصبح لدينا طفل سليم إن شاء الله.

بعد اكتمال النمو داخل الرحم يبصر الطفل النور، ولكن للأسف كثير من الأهل لا يدركون أن تربية الطفل تكون في هذه المرحلة أيضا، فكثيرون من يرون طفلهم كلعبة يطعمونه ويشربونه ويلعبون معه و... ومن ثم عندما يكبر قليلا يدعونه يقوم بفعل ما يحلو له شرط ألا يزعجهم بصوته وبكائه. ولكن للأسف لا يدرك هذا النوع من الأهل أن هذه الطريقة في التربية ستؤدي إلى أن يصبح عندهم طفل عنيد، نكد، متذمر ومتمسك بما يريده، وعندها لا يستطيعون أن يصلحوا ما أفسدوا لأن الوقت قد فات والطفل قد كبر وأصبحت هذه الصفات جزء من شخصيته..

أيها الأهل، لا تخطئوا وتقولوا أن التربية تكون في الكبر وأنه عندما ينضج الولد تصبح تربيته أسهل، فهو الآن صغير ومن الصعب النزول إلى مستوى تفكيره وتعليمه الصواب من الخطأ.

هذا خطأ، إن لم تبدأ التربية في العمر المناسب فلن يكون سهلا عليكم تغيير العادات السيئة التي تأصلت فيه وأصبحت من معالم شخصيته...

إليكم هذا المثل البسيط، إذا كان لديكم حديقة في منزلكم، ألا تهتموا بها وتقتلعوا الأغصان الشائكة عن الأشجار والحشائش البرية الضارة عن جذورها؟ ألا تقدموا لها الماء بطريقة منتظمة؟ ألا تبحثوا عن المواد الزراعية المفيدة لتغذيتها وجعلها تبدو صحية وجميلة؟ طبعا نعم. وهذا ما يجب أن تفعلوه مع طفلكم، أن تقتلعوا من قلبه وعقله الأفكار الخاطئة والعادات السيئة حتى لا تسيطر عليه وتصبح جزءاً منه، وعندها يصبح من الصعب بل من المستحيل تحريره منها.. يجب عليكم البحث دائماً عن الطرق والأساليب التي من شأنها أن تساعد طفلكم على أن تتكون لديه شخصية سوية محبة للخير كارهة للشر.

"كما يتربى الطفل على عادات الصغر هكذا يشيخ ويموت عليها" 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.