أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
3575
التاريخ: 2024-01-03
1165
التاريخ: 15-9-2021
2129
التاريخ: 23-11-2021
1914
|
إن الأبوة قد تكون عملاً يُشعر بالوحدة. فلن يتمكن في العادة سوى المقربين من الأسرة أو الذين يقيمون بالقرب منها أن يشهدوا تراكم الضغوط والأنماط السلبية المحبطة التي بدأت تنمو بين الآباء والأبناء. وعلى الرغم من ذلك؛ فإنه يصعب - في هذا الوضع - أن تعرف كيف يمكن أن تقدم المساعدة على نحو لا يثير الضيق، دعني أقدم لك بعض الاقتراحات.
المساعدة العملية
إن أفضل طريقة لتقديم المساعدة - على ما يبدو - هي العناية بالأطفال. إن الكثير من الأهل يصابون بالإجهاد بسبب وظائف الأبوة التي لا تنتهي ومشقة كسب العيش، وهنا يبدو الحصول على ساعتين من الراحة وكأنه طوق النجاة، على الرغم من أنه الشيء الذي يتردد الآباء في طلبه؛ خشية فرض أنفسهم على الأجداد أو الجيران أو الأصدقاء.
إليك نصيحة: اعرض استعدادك للجلوس مع الأطفال (أحياناً)، وقم بهذه المهمة، ولكن يجب أن تحرص من آن إلى آخر ألا تفعل ذلك قائلا: (لا، لن أستطيع أن أقوم بهذه المهمة هذا الأسبوع)، هذا من شأنه أن يجعل الأهل يدركون أنك يمكن أن ترفض؛ أي أنها ليست موافقة مسلم بها!.
تقوم إحدى صديقاتي التي برعت في شغل وقتها بإبداء استعدادها للجلوس مع أبناء جيرانها الصغار، فقط عندما يوافق آباء هؤلاء الأبناء على استغلال هذا الوقت لنيل قسط من الراحة، إنها تفرض إرادتها ولكن بطريقة فاعلة.
أما المساعدة المادية فهي تأتي في المقام الثاني. يبدو أن النمط الذي يميز مجتمعنا هو أن تكون الأسر معوزة أثناء تربية الأبناء في الوقت الذي يفيض فيه المال عندما يكبر الأبناء. أما في الماضي، فقد كانت الأسرة في حد ذاتها أكثر فقراً من الآن، غير أنها كانت تشارك غيرها من الأسر في عدد من الملكيات الجماعية. أي أن الأسرة الصغيرة اليوم قد باتت تتحمل وحدها عبء المستلزمات التي تحتاجها الأسرة كي تربي أبناءها (كعربة الأطفال... إلخ)، وغيرها من المستلزمات المادية.
الصداقة
ليس هناك أفضل من صديق أو جار دافئ المشاعر ذي صدر رحب على استعداد دائم للإنصات إليك. إن هذه التوترات والمخاوف التي تتراكم على كاهل الآباء شيئاً فشيئاً سوف تتلاشى أمام هذا الإنصات الودود، تماماً مثلما يذوب الجليد تحت أشعة الشمس. إن كنت تملك وقتا للإصغاء والاستفهام والبحث، وإن كنت لا تبادر بوصف العلاج وعقد المقارنات، فسوف تلحظ بوضوح مدى الاسترخاء الذي يشيع في وجه الشخص الذي يتحدث إليك.
لا تعطِ مواعظ أو دروس، أو تصدر أحكاماً، أو تقارن، أو تنتقد، أو تقيم أو تتقمص دور المرشد. فإن شعرت أن نشوة (الخبرة والحكمة)، قد بدأت تعتريك؛ اغلق فمك وابتسم إلى أن يولي هذا الشعور. إن النصيحة يمكن أن تعصف بثقة الشخص الآخر بنفسه، وخاصة إن لم يكن يبحث عنها في المقام الأول. وحتى إن كانت (النصيحة جيدة)، فسوف يشوبها على الرغم من ذلك كونها تحط من قدر المتلقي. اعمل بنصيحتي!.
ما لا يجب عمله
إن كنت أباً لأب، فسوف تسقط على الأرجح في قبضة نمط الأبوة الذي لم تلتفت إليه عندما كان ابنك مازال في الثانية عشرة في نفس اللحظة التي لم يزل فيها الابن متمنياً ألا تكون قد لاحظت تلك السقطة، إن هذا سوف يدفع ابنك كثيراً إلى التظاهر أمامك بما يرضيك مما سوف يشكل عبئاً إضافياً عليه.
إن الشخص الناضج بحاجة إلى صديق وليس إلى أب، وهو بحاجة إلى رسائل إيجابية.
الآباء المكملون
قالت (مارجريت ميد)، ذات مرة إن سر التواؤم الرائع الذي يجمع بين الأجداد والأحفاد هو أن لهم عدو مشترك!، إن الطفل يحتاج بالفعل إلى الكبار، ولكن كأصدقاء وكاتمي أسرار يمنحونه القبول والحب في الوقت الذي يفتقر فيه إلى الاستجابة الجيدة من الأب أو الأم المنهكين، لقد خلصت إلى هذه الحقيقة من خلال حديثها مع عدد كبير من الكبار الذين استطاعوا أن يتغلبوا على صعوبات الطفولة داخل بيوت لا تطاق بفضل وجود كبار آخرين كانوا لهم بمثابة واحة للأمان، حتى أن وجود الأجداد سيئي الطباع سيكون نافعاً؛ لأن هذا التطرف المزاجي سوف يظهر للأبناء مدى حنو الأم والأب عندما يرون النقيض.
عندما تعج الأسرة بالأصدقاء والجيران وتتسع لتشمل كل الأجيال والأعمار؛ سوف يتواصل الجميع، وعندها لن نكون بحاجة إلى الإخصائي النفسي وأقسام الرعاية الاجتماعية، فسوف نعتني بأنفسنا.
قصة الختام
روى لي أحد أصدقائي هذه القصة التي تحدث في بيته يومياً؛ وهي القصة التي تجمل -بشكل أو بآخر - كل ما يخص الأبوة. إنها تتعلق بكوننا بشر يمكن أن يخطئ، غير أن أخطاءنا هذه قابله للإصلاح إن بادرنا بأنفسنا بإصلاحها.
كان صديقي قد مر بيوم عصيب في العمل وكان متعباً وكان الجو حاراً والبيت يعج بالفوضى، وكان الوقت متأخراً.
كان ابنه الأكبر ـ وهو فتى ضخم في الثالثة عشرة من عمره يعبث في المطبخ بالطريقة التي يعبث بها أقرانه في مثل هذه السن؛ أي أنه كان يعبث في كل الأشياء في آن واحد. فاندلع جدل بسيط بين الأب والابن، وفجأة وجد الأب نفسه يصيح في وجه ابنه قائلا: (اخرج من هنا واذهب إلى غرفتك. لقد سئمت منك).
هرع الابن إلى غرفته، وما هي إلا ثوان وشعر الأب بالخجل. لقد رأى وجه ابنه اثناء صياحه، رآه وهو يقطب حاجبيه أمام ثورة غضب ابيه. وأدرك أن ابنه قد شعر بالخوف من حالة أبيه في هذه اللحظة.
شرع الأب في تفسير سر غضبه على النحو، فالموقف لم يكن يحتمل كل هذه الثورة، ربما كان هذا بسبب ما وقع له في ذلك اليوم، غير أن هذا لم يخفف من إحساسه بالخجل.
وبعد بضع دقائق؛ ذهب إلى غرفة أبنه وأعرب له عن أسفه قائلاً: (ما كان يجب أن أصيح في وجهك وآمرك بالذهاب إلى غرفتك. أنا آسف وأود أن تسامحني).
يا إلهي!، إن الأمر يتطلب شجاعة بحق؛ فحتى كتابة هذه الكلمات نفسها يجرح المشاعر. غير أن الأمر بقي ملتبساً على الفتى، حيث كان الموقف قد آذى مشاعره حتى بات من الصعب عليه أن تمحوه القليل من الكلمات التي تعبر عن (الأسف)، بعد ذلك ذهب الأب إلى المطبخ في الطابق الأسفل ونظفه.
وبعد عشرين دقيقة أو ما يقرب؛ صعد الأب إلى أعلى كي يأوي إلى فراشه. كان الأب في الحمام ينظف أسنانه عندما مر به الابن وهو في طريقه إلى دورة المياه. كانت عيناه تتلألأن وجاء صوته ناعماً، ولكن شديد الوضوح عندما وقف وقال لأبيه: (لا أدري كيف أعجز إلى هذا الحد عن كراهيتك؟).
إنك تقدم الكثير لأبنائك، بدءاً من تلك الليالي التي يجافيك فيها النوم وأنت تتدبر أمورهم وتلك الرحلات التي تقوم خلالها بشراء كل مستلزماتهم والأعمال المنزلية وملايين الأميال التي تقطعها لتوصيلهم من مكان إلى آخر.
أما أعظم شيء فهو أن كل ما تقوم به سوف يضاف إلى حسابك، وسوف يحالفك الحظ ويدركون كل ما قدمت لهم في يوم من لأيام. إن الحب يجب أن يصنع شيئاً. فلا شيء يمكن أن يضاهي الحب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|