المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

تعريف الخبر الصحفي في المجتمعات الاشتراكية
20/10/2022
ميدان علم الصرف
23-02-2015
من هم موازين الحساب في القيامة
3-10-2014
‏فسخ عقد الزواج
22-5-2017
الفينيقيون وحضارتهم
9-8-2019
Singalsomes
6-2-2020


العلاقة مع الأطفال والشباب / معرفة واقع الطفل واستعداده النفسي  
  
1434   03:06 مساءً   التاريخ: 13-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص36 ـ 37
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ قال موسى (عليه السلام): يا ربّ أي الاعمال أفضل عندك؟ 

قال: حبّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي(1).

كيف يمكن إقامة علاقاتٍ صحيحةٍ مع الأطفال؟ وهل يمكن الإبداع في اقامة تلك العلاقات؟ ان أعقد العلاقات وأهمها، هي اقامة العلاقات مع الاطفال، وهي تحتاج الى نوع من الإبداع، والمهارة، الصبر والحلم الكثير.

ان اول ما يحتاج الطفل الية نفسياً، هو الرأفة به وحبه، فإنكم قد تحبّون أطفالكم. ولكن المهم هو كيفية إبراز ذلك الحب أليهم، فإن كل طفلٍ ومن أجل أن يشعر بالاطمئنان، يحتاج الى هذا الحب، لأنه بالحب يأنس الحياة، وتكون علاقته بكم شديدة، وللعلاقة بينكم وبينه ارتباط وثيق بكيفية ابرازكم لذلك الحب(2).

ان شعور الطفل بالاطمئنان يهيء أرضية ارتباطكم به في مجال أوسع، ويتعلم بسبب ذلك كيف يكون له سلوكاً صحيحاً.

إن السبيل المناسب الذي يمكن به إقامة علاقات مع الاطفال هو الحد من الاعتراضات عليهم، وتوجيه الانتقادات اليهم، والحد من الآمال ومن الكلام البذيء فيما يتعلق بأفعالهم، فإنه لا يمكن تأديب الاطفال بالاعتراض الدائم عليهم وعلى سلوكهم، فعلى الابوين والمعلمين التحلي بالصبر والحلم، وان يضعوا برنامجاً لهم، ويخصصوا وقتا لذلك، ولا بد من الالتفات وقبل تطبيق منهج التربية الجديد الى الآثار السيئة للمنهج التربوي السابق، لتأثير المنهج السابق على سلوكهم مدةً طويلةً، ولذا يحتاج الطفل الى وقتٍ اكثر ليتطبع على المنهج التربوي الجديد، ولتزول آثار المنهج القديم.

ومن اجل اقامة علاقات صحيحةً مع الاطفال وتطبيق المناهج المؤثرة في التعامل معهم، نحتاج الى الوقت والفرص المبرمجة لذلك، وما دام لنا مسؤولية الأبوين او المعلمين نحتاج الى صرف وقت أكثر في التربية والتعليم(3)، لنتمكن من اقامة ارتباط أوثق معهم. وقد وقع هذا المنهج التربوي - أعني تعيين وقت لإقامة علاقاته صحيحة ٍفي بيئتي المدرسة والبيت - في حياتنا المعاصرة في خطر، لأن الوقت المبرمج يمنع من التفريط بالوقت أو قضاءه في المجادلة ولغو الحديث.

إذاً فنحن نحتاج في المرحلة الاولى الى التعرّف أكثر على الأطفال، من أجل اقامة العلاقات معهم بنحو أفضل.

عندما نريد إقامة علاقات مع الطفل ينبغي اولاً أن تعرف مدى وضعه النفسي؟ هل هو في وضع يملأه الغضب، الهم والحزن، أو في حال فرحٍ وسرور؟ ومعرفة الوضع الفعلي الذي يعيشه الطفل يساعد كثيراً على اقامة تلك العلاقات معه، فلو غفلنا عن ذلك أو لم نتأمل فيه سنواجه في الوهلة الاولى من تلك العلاقات صعوبةً ومشاكل عديدة، فإن الطفل لو كان في أقصى درجات العرامة والشراسة، ولم يسمع لنا ولغيرنا كلاماً، لا نتمكن من إقامة علاقات معه بتلك البساطة، فإنه عندما يواجه الطفل مشاكل في المدرسة او مع زملائه، ويعود الى البيت في حالة من التوتر الشديد والغضب، تكون معاملة الاب او الام له في تلك الحالة امراً غير يسير، لأن معالجة مثل هذه الحالة تحتاج الى شيء من الحنكة، فإنه ان لم يُلتفت الى مثل تلك الحالات، ولا يحاول ادراك الظروف النفسية التي يمرّ بها الطفل، سوف لا ينفع فيه أحسن القول وأفضل البيان، وسيواجه ذلك منه بالرفض والعناد.

إن الطفل في تلك الحالة - الغضب والتوتر- لو سمع من الغير كلاماً قبيحاً جراء علاقاته، سينقلب بسبب ذلك النظام الفكري والنفسي للطفل رأساً على عقب، وسيكون ذلك سبباً في ردود الفعل القوية والغير متزنة للطفل، مما يزلزل علاقاته مع الغير.

اننا لا بد من ان ندرك الوضع الذي يمر به الطفل تماماً، وذلك بأن نضع أنفسنا مكانه، ونتنزّل(4)، لمستواه الفكري، لنتمكن من إدراك أحاسيسه ومشاعره، وفي مثل هذه الظروف لم يعد أمر الطفل ونهيه، تقييم أفعاله، الحكم عليه، انتقاده، نصيحته ووعظه، صالحاً وفي حقه، وليس هذا الوقت وقت طلب، او وقت ترجي صدور ما ينبغي صدوره منه، خصوصاً لو استولى عليه الغضب فلا تكون له عين ترى ولا أذن تسمع، وفي هذه الحالة سيواجه كلام كل من الأبوين رد فعلٍ قويٍ من الطفل، لذا يكون السكوت(5)، في بعض الأحيان أفصح بياناً من الكلام ومن هنا كانت الخطوة الثالثة هي ضرورة ادراك الوضع النفسي الفعلي للطفل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج104، ص97.

2ـ ان ضرورة ابراز الحب مما يسلّمه الجميع، ولكن المهم هو كيفية تطبيق ذلك على مصاديقه الجزئية، فإن الافراط في الحب كالتفريط في عدمه في الضرر، وهذان مع التضاد بينهما، هما من الناحية التربوية في النتيجة سواء، ثم ان قلة الحب في الانسان تكون سبباً في سلب الرغبة منه عند القيام بأي عمل، وقد تمنع من القيام به، هذا ومن جهة اخرى، فإن الإفراط في الحب يجعل منه الانسان كسولاً، ومثل هذا الانسان لا يتمكن من القيام بكسب التجارب بنفسه، ولا من اتخاذ التصميم، ولا يتمكن من ارادة شيء، أو يرى لنفسه شخصية ووجوداً.

3ـ ان الاطفال بحاجة الى تعيين وقتٍ وبرنامجٍ صحيحين لقضاء اوقات فراغهم، ولذا من اللازم على كل عائلة توفير فرصة ولو في الاسبوع مرة لنزهة الاطفال حسب أعمارهم ورغباتهم.

4ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: (من كان عنده صبي فليتصاب له)، الوسائل: ج5، ص126، وعنه ايضاً: (من كان له ولد صبا).

5ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: (ربّ سكوتٍ أبلغ من الكلام)، غرر الحكم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.