المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحديث الأوّل من كتاب العقل والجهل.
2024-07-08
القرنفل
2024-07-08
مجالات استخدام النظام الجديد في إعداد الحسابات القومية في ليبيا
2024-07-08
الافكار الرئيسة في سورة الاعلى
2024-07-08
الاعجاز الغيبي للقران الكريم
2024-07-08
الاعجاز البياني للقران الكريم
2024-07-08

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الصفات الأخلاقية الرباعية في عقيدة القدماء  
  
1483   08:56 صباحاً   التاريخ: 18-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص23ــ28
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يحسن في البداية أن نلقي نظرة سريعة على أسس علم الأخلاق من وجهة نظر علماء هذا الفن، ثم ندقق في بحوثهم الأخلاقية بصورة مجملة.

وقد لخص علماء الأخلاق أجناس الفضائل الأخلاقية في أربعة أقسام، هي:

١- الحكمة.

2ـ العفة.

3- الشجاعة.

4ـ العدالة.

واعتقدوا بأن كل واحدة من هذه الفضائل هي حد وسط بين الإفراط والتفريط في الغرائز والقوى النفسية، وعليه فالرذائل الأخلاقية تقع على طرفيهما؛ لأن بإزاء كل فضيلة جنسان من الرذيلة على النحو التالي:

1- الحكمة: وهي الاعتدال في معرفة حقائق الموجودات على ما هي عليه، وبإزائها في طرف الإفراط «الجربزة» وهي إعمال الفكر في ما لا ينبغي أو في الزائد عما ينبغي والاعتماد على الاحتمالات والتشكيك، وعدم الثبوت على النظريات الصحيحة، وفي طرف التفريط «البله» وهو تعطيل القوة الفكرية وعدم استعمالها في ما ينبغي أو في أقل منه.

2- العفة: وهي انقياد القوة الشهوية للقوة العاقلة فيما تأمرها به وتنهاها عنه، حتى تكتسب الحرية و تتخلص من أسر عبودية الهوى، وبإزائها في طرف الإفراط «الحرص» و«الشره» وفي طرف التفريط «الخمود».

3- الشجاعة: وهي إطاعة القوة الغضبية للقوة العاقلة في الإقدام على الأمور المهولة، وعدم اضطرابها بالخوض في ما يقتضيه رأيها، حتى يكون فعلها ممدوحاً وصبرها محموداً أيضاً، وبإزائها في طرف الإفراط «التهور» وفي طرف التفريط «الجُبن».

4- العدالة: وهي انقياد قوتي الغضب والشهوة للقوة العاقلة وضبطها وحملها على مقتضى الحكمة، وبإزائها «الظلم» في طرف الإفراط و«تحمل الظلم وتمكين الظالم منه» في طرف التفريط.

وقد اعتقدوا بأن الرذائل غير متناهية، في حين أن الفضائل بمنزلة الأوساط، والوسط واحد معين لا يقبل التعدد، فالفضيلة بمثابة مركز الدائرة والرذائل بمثابة سائر النقاط المفروضة من المركز إلى المحيط، فالمركز نقطة واحدة معينة، والرذائل سائر النقاط المفروضة من جوانبه غير المتناهية.

وقد شبهوه بالخط المستقيم بين نقطتين الذي لا يكون إلا واحداً دائماً، وأما الخطوط المنحنية بينهما فغير متناهية.

وقد نقل عن العلامة الطوسي (رحمه الله) وجماعة آخرين أن معنى الصراط المستقيم الوارد في الأخبار والأحاديث أنه «أدق من الشعرة وأحد من السيف» هو الاعتدال في الصفات الأخلاقية.

وقد فسر البعض الآخر من علماء الأخلاق هذا الموضوع بأنه لكون عالم الآخرة هو في الحقيقة تجسم للأخلاق والصفات المكتسبة في هذه النشأة، فإن الصراط هو صورة لتوسط الملكات الأخلاقية المكتسبة في هذه النشأة.

والآن ينبغي معرفة منشأ هذا التقسيم الرباعي. وقد أجاب علماء الأخلاق عن هذا السؤال، وقالوا: إن للنفس الناطقة ثلاث قوى هي:

1- قوة الإدراك.

2ـ القوة الشهوية أو (الجاذبة).

3- القوة الغضبية أو (الدافعة).

واعتدال كل واحدة من هذه القوى الثلاث يحصل له ما يخصه من الفضيلة التي تدعى بالحكمة والعفة والشجاعة على التوالي.

ولو انقادت قوتا الشهوة والغضب لقوة التمييز والإدراك حصلت العدالة.

وبعبارة أخرى، فإن تعادل كل من القوى الثلاث المذكورة يُعَدُّ فضيلة، ولكن من دمجها ببعضها كانقياد قوتي الشهوة والغضب لقوة الإدراك تحصل فضيلة أخرى. فقد يمكن أن يقدم الإنسان على الأمور الهائلة ويخوض الحروب العظيمة ولا يبالي بالقتل أو الطعن أو الجراح، وهذه شجاعة، ولكنها يمكن أن تستعمل في طرق مغلوطة كالقتال لأجل أهداف منحطة لا قيمة لها، فتكون حينئذ شجاعة مجردة من العدالة، وقد تستعمل في طريق هدف عقلاني سام بمقتضى الحكمة فتحصل العدالة.

* نقد وتحليل:

إن الأسس التي اعتمدها علماء الأخلاق المتقدمون لتصنيف الفضائل والرذائل، على الرغم من أهميتها، لكنها لا تخلو من الإشكالات التالية: -

1- توجد بعض الملكات الأخلاقية التي يتعسر درجها تحت واحدة من تلك الأسس الأربعة.

فمثلاً يصعب درج الإيثار والتضحية والمودة في زمرة العفة، فقد يمكن أن تكون الشهوات معتدلة في شخص معين، لكنه لم يبلغ مرتبة الإيثار والتضحية والمودة في الوقت نفسه، أي أنه لا يتعدى على حقوق الآخرين ولا يرضى بإيذائهم، وفي الوقت نفسه نراه مجرداً من الإيثار والتضحية.

وكذلك لا يمكن أن يعد حسن الظن من الحكمة؛ لأن حسن الظن يختلف عن التشخيص الصحيح.

ولعل الإصرار على هذا التقسيم الرباعي ناجم من طريقة تفكير القدماء حينما اعتقدوا برباعية الكثير من الموضوعات. فكانوا يعتقدون بأن العناصر الأساسية أربعة، والأجزاء المركبة للبدن أربعة، ويقسمون المزاج إلى أربعة أنواع، والأمراض الجسمية إلى أربعة أنواع، وعلاجها أحد أنواع أربعة، في حين أنه قد ثبت لنا اليوم أن أياً من هذه التقسيمات الرباعية غير صحيح. وباعتقادنا إن تقسيم الأخلاق الفاضلة إلى أربعة أقسام هو من هذا القبيل.

٢- إن عد الحكمة من الفضائل الأخلاقية الأساسية، وما يقابلها من الرذائل، ليس صحيحاً تماماً؛ لأن الملكات الأخلاقية هي بإزاء قوة الإدراك وتعاملها مع الميول والعواطف والغرائز، وليس مع المدركات، لذا فإنه لا يمكن وصف الذكاء بأنه من الأخلاق الحسنة.

3- الإصرار على أن جميع الملكات الأخلاقية الفاضلة هي أوساط معتدلة بين الإفراط والتفريط يفتقر إلى الدليل أيضاً. فعلى الرغم من صحة هذا الرأي في بعض الحالات، إلا أنه غير صحيح في حالات أخرى، فاعتبار الحكمة مثلاً حداً وسطاً في فهم وتحليل حقائق الأمور ليس صحيحاً؛ لأن التحايل لا ينبع من كثرة الفهم والذكاء؛ لأن الإفراط في العلم لا معنى له، بل هو نوع من عدم النضوج الفكري والانحراف الذهني وعدم الفهم الصحيح.

وأيضاً فإن جعل تحمل الظلم إفراطاً في العدالة ليس صحيحاً؛ لأن الإفراط في العدالة لا معنى له، فلو كان تحمل الظلم من جهة الخمود والكسل لصار بإزاء العفة، ولو كان بمعنى الخوف من إحقاق الحق لصار تفريطاً في القوة الغضبية وعلى أية حال فلا معنى للإفراط في العدالة سيما وأن معنى العدالة انقياد قوتي الشهوة والغضب للقوة العاقلة، فيكون الإفراط في هذا الانقياد لا معنى له.

ومن ثم فإن اعتبار الملكات الأخلاقية الفاضلة أوساطاً على الرغم من صحته في بعض الحالات كالشجاعة والعفة، إلا أنه لا يمكن تعميمه؛ إذ لا يصح ذلك في ملكتي العدالة والحكمة.

ونستنتج مما ذكرناه أعلاه أن تقسيم الفضائل والرذائل الأخلاقية إلى أربعة أقسام لا يفتقر فقط إلى الدليل الواضح فحسب، بل هو لأسباب أخرى محل إشكال.

فالصحيح أن لا نحصر الفضائل الأخلاقية بأربعة أقسام بل هناك فضائل ورذائل بعدد الغرائز والميول والعواطف المختلفة المكنونة في وجود الإنسان، وتعديل وتربية كل واحدة من هذه الغرائز والميول والعواطف بشكل يساعد على تكامل الفرد أو المجتمع يعد فضيلة، وانحراف كل واحدة منها بشكل يؤدي إلى انحطاط الفرد أو المجتمع يعد رذيلة.

لذا فإن عدد الفضائل والرذائل بعدد الغرائز والميول عند الإنسان كما أن عدد العوامل المسببة للأمراض الجسمية بعدد أجهزة البدن المتنوعة وأجزائها المركبة لها.

وقد ورد في أحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام عدد كبير من الفضائل الأخلاقية يزيد كثيراً على الأربع المذكورة، فمثلاً ما جاء في الحديث المعروف المنقول في بداية أصول الكافي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام حول جنود العقل والجهل، إذ عد جيوش العقل والجهل خمساً وسبعين، يعتبر أكثرها من الفضائل أو الرذائل الأخلاقية.

والجدير بالذكر أن التعبير بالجند والجيش ذو معنى غني، يفصح عن أن الغرائز والعواطف هي في الحقيقة وسائل وأدوات بيد القوة العاقلة التي بواسطتها تحل المعضلات؛ لأنها مُسَيّرة لوجود الإنسان. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.