المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

يوسف بن عبد الله
14-08-2015
Consonants
2024-03-01
تنكيل عثمان بالصحابي أبو ذر
10-4-2016
المبيدات الحشرية (مبيد دلتامثرين Deltamethrin 2%ULV)
11-10-2016
تقسيم الواجب إلى النفسي والغيري
3-8-2016
موسى بن سعيد يأبى فراق الأندلس
8/10/2022


الغضب وآثاره الضارة  
  
1437   02:05 صباحاً   التاريخ: 6-6-2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص119 ـ 121
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2018 1971
التاريخ: 13-1-2016 2468
التاريخ: 24-5-2020 2623
التاريخ: 21-4-2016 4309

إن من الحالات النفسية التي توجب انحراف الطبع عن المجاري المستقيمة هو الغضب، إن الغضب إذا استولى على الإنسان وحاصره اتخذ حالة العتو والعصيان والطغيان، وارتفعت الموانع عن تجوال الغضب في ساحة اختيار الإنسان وإرادته، فآذى بذلك صاحبه ما أمكنه. أن حجاب الغضب يحجب عين العقل في الإنسان ويسلبه قوة الإدراك. أن الغضوب قد يضطرب إلى حد أن يظهر في صورة حيوان لا إدراك له فيفقد إحساسه ورؤيته للواقع والحقيقة، فيرتكب أعمالاً وجرائم مهولة قد تؤدي به إلى الخسران الدائم، ولا يتوجه إلى ذلك إلا حينما يصطدم بالعواقب غير المحمودة ويقع في هوة الشقاء.

إن هذه الخصلة المشؤومة لا تعقب إلا الندم، إذ لا تهدأ فورة الغضب حتى تستولي على صاحبها النفس اللوامة فتقبح أعماله المتأججة بنار الغضب فتحكم عليه في محكمة العقل والوجدان، فتظهر على أثر حكمها عليه موجات من التأثر والأسف الشديد مقرونة بالألم في أعماق قلبه.

إن الغضب لا يحاصر روح الإنسان بالحزن والالم فحسب بل لا ينجو حتى الجسم ـ وهو محل راحة الروح والنفس والفكر - من عواقبه الخطيرة. عندما يشتعل لهيب الغضب المحرق في وجود الإنسان ينصب الدم إلى القلب فينتشر في عروقه، فيحمر لون وجهه، وتأخذه الرعدة والرعشة، وتتأهب جميع الأعضاء لعملية الانتقام، ثم تستتبع من أنواع الأمراض التهاب الأعصاب والسل الرئوي وأنواع النزيف الدموي. وأن من العوامل التي لها الأثر الكبير في عروض الغضب هو تسمم الدم الذي يحصل للإنسان على أثر اعتياده على شرب الخمور.

ولا ينبغي الغفلة عن أن وجود القوة الغضبية في حد اعتدالها شيء ضروري لا بد منه، وهي ما لم تتجاوز حدودها المعقولة ضرورة قطعية تعتبر سمة المروءة والفتوة، فإن الغضب الذي يحمل الإنسان على المقاومة في وجه الظلم والدفاع عن حقه والحقيقة لهو من المزايا السامية للإنسان.

إن حب الانتقام من الأمور التي تورث حياة الإنسان ظلاماً وقتاماً، وخرقاً لا يلتئم بين الناس. وأن هذا الإحساس المشؤوم غالباً يصحب الغضب ونحن إذا كنا نريد أن نعارض كل سوء بالمثل فنسكن إحساسنا بحب الانتقام بجراحات السنتنا التي نوردها على الخصم كان معناه أن نصرف حياتنا بصورة عامة في النزاع والمخاصمات والمضاربات في خط مستمر متسلسل، وفوق ذلك أنّا نفقد قوة إرادتنا ونتحمل عار ضعف الهمة.

إن الإنسان معرض للخطأ والنسيان، فإن كان هناك إنسان ثارت ثورة غضبه لخطأ كان منا فخير طريق لحمله على العفو عنا هو أن نعترف بخطيئتنا له. يقول دايل كارنيجي: (إذا تبين لنا أنا نستحق تأديباً او تأنيباً اليس الأفضل أن نستقبل العقوبة بأنفسنا فنعترف بالخطأ؟ أليس اللوم الذي نوجهه نحن إلى أنفسنا أنسب وأحرى من التوبيخ الذي يوجهه إلينا الآخرون؟، فلنبادر إلى الإعتراف بكل لوم مقذع يقصد الآخرون أن يوجهوه إلينا، لننطق به كي يجرد الخصم من سلاحه، فإنه من الممكن أن تأخذه الرقة حينئذ علينا بنسبة 90%، وأن يعفو عنا على أثر ذلك. أنه يستطيع أن يغطي على ذنبه كل أحد حتى السفهاء، أما الذي يعترف بذنبه فهو من أولئك الرجال المرموقين الذين يحسون في دخيلتهم من ذلك بلذة شريفة ونادرة. إذا كنا مطمئنين من أن الحق إلى جانبنا وجب علينا أن نسعى في تدبير صورة ملائمة نستميل الآخرين إلى جانب حقنا، أما إذا كنا خاطئين وجب علينا أن نعترف بالخطأ بصورة صريحة وفورية. وأن الخطأ في أعمالنا أكثر من الصواب شريطة أن تكون لنا بصيرة نبصر بها الخطأ من الصواب. أننا بعد الإعتراف بأخطائنا لا نصل إلى نتائج الاعتراف الطيبة فحسب بل نحس بلذة الاعتراف أكثر من السعي في الدفاع عن أنفسنا).

إن العفو يورث قلب الإنسان نور المسرة الواقعية وأمواجاً من العواطف والإحساسات الإنسانية النبيلة. بل أننا بالعفو والصفح نقهر الخصم على الخضوع والاستسلام، وأنه يورثنا الأمن والثقة بالنفس والآخرين، وأنه يشرق من خلاله نور المحبة والوئام، وهو يحمل الخصم على الائتلاف وترك الخصومة والنزاع.

إن العلم والتجارب من وسائل تقليل العنف وتهذيب الأخلاق، أنه إذا اتسعت دائرة معارف الإنسان تفتحت آفاق تفكيره فازدادت قدرته على مقاومة مخادعة النفس وأصبح من الصابرين وكثر عفوه وصفحه عن أخطاء الآخرين أكثر من غيره. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.