المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إصلاح ذات البين  
  
2668   02:17 صباحاً   التاريخ: 4-6-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص78 ـ 82
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2018 3608
التاريخ: 26-6-2016 3074
التاريخ: 2023-11-24 1260
التاريخ: 14-12-2016 2344

إن الله تعالى أعطى الأولوية في الدين والإيمان الى سلامة العلاقات وسلامة القلوب من الأحقاد والعداوات وجعل ذلك شرطا في كمال الإيمان، فينبغي أن يكون المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كما ورد في الحديث ولم يغفل النبي (صلى الله عليه وآله)، عن ذلك حيث اتخذ مشروع المؤاخاة بين المؤمنين أول خطوة وهو يقوم بإرساء دعائم دولته المباركة في المدينة المنورة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار.

وإن الإصلاح بين الأخوان أو الجماعات إذا حدث بينهم سوء فهم وخلاف مما حث عليه الله تعالى في القرآن حيث قال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات: 9، 10]، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأنفال: 1]، وقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}[النساء: 128]، وإن الله قد حذر المؤمنين من الانصياع وإتباع الأقاويل والتهم الباطلة التي تؤدي إلى القطيعة والعداوة بين الإخوان ودعى إلى التثبت والتحقق مخافة أن يصيبوا قوماً بجهالة حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6].

وان الله دعى إلى عدم السخرية والاستهزاء من الآخرين لأن في ذلك زرع روح العداوة والبغضاء حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}[الحجرات:11ـ 12].

وان هذه الخصال والصفات التي نهى الله عنها والتي تؤدي إلى التفرقة والعداوة بين المؤمنين هي شرط لاستحصال الإيمان والتقوى كما قلناً سابقاً، وكما وردت في هذه الآيات الي تأتي مباشرة بعد آيات النهى عن السخرية والتنابز والغيبة.

ووصف المخالفين بأنهم أعراباً لم يدخل الإيمان قلوبهم حيث قال تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الحجرات: 14].

وأن التآلف والمودة لن تتحقق في المجتمع إلا بالقيام بوظيفة إصلاح ذات البين في المجتمع ووضع حد للخلافات والتناحرات عن طريق نشر روح التسامح والتراضي والتنازل عن بعض الحقوق لكسب ود الإخوان وإرضاءهم..

1ـ ووردت أحاديث كثيرة في فضل الإصلاح بين الإخوان حيث قال أبي عبد الله (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (ولئن أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين)، قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام)(1).

2ـ وان القطيعة والعداوة هي ذهاب للدين حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لولده الحسن (عليه السلام): (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة للدين، وفساد ذات البين، ولا قوة إلا بالله)(2).

3ـ ووصف أبي عبد الله (عليه السلام): الإصلاح أنه صدقة: حيث قال (صدقة يحبها الإله: إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا)(3).

4ـ وكان الإمام الصادق (عليه السلام): يقدم الأموال الطائلة في إصلاح ذات البين حيث ورد عن أبي حنيفة قال: (مر بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا استوثق كل واحد منا من صاحبه، قال: أما إنها ليست من مالي ولكن أبوعبد الله ـ عليه السلام ـ، أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وافتدي بها من ماله، فهذا من مال أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ)(4).

5ـ وان الذي يسعى في صلح بين اثنين يحظى بصلاة الملائكة عليه حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ومن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع وأعطي ثواب ليلة القدر، ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر ما لمن أصلح بين اثنين من الأجر، مكتوب عليه لعنه الله، حتى يدخل جهنم فيضاعف له العذاب)(5)

6ـ وان عملية الإصلاح بين اثنين من الأهمية بمكان يجوز معها الكذب المحرم حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يصلح الكذب إلا في ثلاث مواطن: كذب الرجل لامرأته، وكذب الرجل يمشي بين الرجلين ليصلح بينهما)(6)، وقال أبي عبد الله (عليه السلام): المصلح ليس بكذاب(7).

7ـ وان الصلح جائز بين المسلمين إلا ما أحل حراماً أو حرم حلالاً حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله)، لبلال بن حارث: (اعلم ان الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالاً)(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الوسائل: ج13، ص163.

2ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص498.

3ـ الوسائل: ج13، ص162.

4ـ المصدر السابق.

5ـ المصدر السابق: ج13، ص163.

6ـ مستدرك الوسائل: ج2، ص498.

7ـ الوسائل: ج13، ص164.

8ـ مستدرك الوسائل: ج13، ص164. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.