المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

أهمية الصناعة السياحية - الأهمية الاقتصادية للسياحة
5/11/2022
قبس من كرامات ابا الفضل
21-8-2017
تفسير الاية (5-8) من سورة الجمعة
5-2-2018
السطح في العراق - إقليم الجبال - سلسلة الجبال المعقدة الالتواء
28-7-2021
NORFs
16-5-2019
عقوبة جريمة الإغتصاب
2024-09-30


الأخلاق والتربية  
  
2121   12:55 صباحاً   التاريخ: 31-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص7ــ8
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

هل أن أخلاق وطبيعة الأفراد قابلة للتغيير في ظل التربية أم لا؟

إن هذا السؤال يحدد مصير علم الأخلاق؛ لأننا لو قلنا: إن أخلاق الأفراد تتبع وضع بُنيتهم الروحية والجسمية، لكان علم الأخلاق تافهاً، أما لو اعتقدنا بإمكانية التغيير، فإن شرف وأهمية هذا العلم ستتضح بصورة جيدة.

وقد أيد بعض العلماء، الاحتمال الأول واعتقدوا بأن الأشرار والفاسدين كالأشجار التي تعطي ثماراً مرة (مثلاً) لا تتغير طبيعتها بعناية ورعاية الفلاح، وهؤلاء أيضاً لا تتغير جبلتهم بالتربية، وإن تغيرت فهو تغير سطحي وعرضي سرعان ما يزول ويعودون لحالتهم السابقة.

إنهم يقولون: إن البنية الجسمية والروحية لها اتصال وثيق بالأخلاق، بل الواقع إن أخلاق أي فرد تتبع تركيبته الروحية والجسمية، لذا فهي غير قابلة للتغيير، ويستدلون على قولهم هذا بأحاديث مثل (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة).

وبإزاء هذا الاعتقاد، هناك عقيدة أكثر العلماء الذين يعتقدون بإمكانية تغيير أخلاق وجبلة الأفراد، عن طريق التربية، بصورة تامة والتجارب الكثيرة التي أجريت على الأفراد الفاسدين خُلقياً تُثبت هذه الحقيقة أيضاً، إذ أن المحيط السالم والمعاشرة الصالحة والتربية السامية، قد أصلحت الكثير من الأشرار إصلاحاً كاملاً؛ وعلاوة على هذا، فلو لم يكن الأمر كذلك لبطلت جميع التعاليم السماوية الصادرة على لسان الأنبياء وأئمة الدين؛ لأنها جميعاً جاءت من أجل تربية النفوس البشرية ولبطلت أيضاً جميع الأحكام التأديبية المتعارفة لدى جميع الأمم في العالم، بينما نرى أن الحيوانات الوحشية الجارحة تروض عن طريق تربيتها، ويسلك بها على خلاف طباعها وفطرتها الأساسية، فكيف يمكن التصديق بأن الأخلاق السيئة لدى بني آدم هي أعمق جذراً من الطباع الوحشية للحيوانات المفترسة؟!

وباعتقادنا فإنه ليس هناك طريق لإثبات هذا الادعاء أفضل من متابعة ودراسة أسلوب نشوء مَلَكة أخلاقية، لكي نفهم أسلوب إزالتها بنفس الطريقة التي كانت سببا في نشوئها.

كلنا نعلم أن أي عمل حسن أو قبيح له أثر خاص في روح الإنسان وجذبها إليه، وتكرار هذا العمل يعمق ذلك الأثر إلى أن يصل شيئاً فشيئاً إلى حالة تسمى «بالعادة» وإن تكرر أكثر استحكم الأثر فصار «ملكة»، وعليه تزيد رغبة الإنسان الداخلية بممارسة ذلك العمل كلما تأصلت جذور تلك العادات والملكات، وهذه الحقيقة قد أثبتتها التجربة بصورة جيدة، وعليه فكما أن العادات والملكات الأخلاقية توجد عن طريق التكرار، فإنها قابلة أيضاً للإضمحلال بالطريقة نفسها، أي العلم في البداية، ثم تكراره، حتى تحقيق الصفة والملكة الأخلاقية.

وطبيعي فإن الإيحاء والتفكر والتعليمات الصحيحة والمحيط السالم، الذي له أثر إيحائي أيضاً، تؤثر جميعاً بصورة عميقة في تهيئة الأرضية الروحية المناسبة لقبول الأخلاق الحسنة والتحلي بها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.