المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أدب السيّدة فاطمة الزهراء ( عليها السّلام )  
  
3245   04:25 مساءً   التاريخ: 22-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص217-219
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

بالرغم من أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) توفّيت ولها ثماني عشرة سنة فإنّ النصوص المؤرّخة تشير إلى أنّها - مثل سائر المعصومين ( عليهم السّلام ) - توفّرت على إلقاء وتدوين ما يرتبط بمبادئ الشريعة الإسلامية ، وأنّها ( عليها السّلام ) في لقاءاتها مع العنصر النسوي كانت تتكفّل بالإجابة على أسئلتهنّ ، وأنّها بعامة أثر عنها من النصوص ما يفصح عن شخصيّتها العلميّة والأدبيّة ، ولعلّ النماذج التي نقلها المؤرّخون بالنسبة إلى النصوص الخطابية التي ارتجلتها تفصح بوضوح عن الطابع الأدبي المحكم في خطاباتها ، فهناك خطبتان مأثورتان عن فاطمة ( عليها السّلام ) فيما ارتجلت أولاهما بمحضر من النساء « بعد وفاة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) » والأخرى ارتجلتها بمحضر من شخصيّات المهاجرين والأنصار . . .[1] وقد ذكرنا نص الخطبتين بعد أحداث رحلة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وعلّق الدكتور البستاني على هذا النص الفني قائلا : « لقد بدأت الخطبة بتمجيد اللّه تعالى وهو أسلوب قد اختطّه النبيّ وفصّله الإمام عليّ ( عليه السّلام ) حيث يلاحظ أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) قد أفادت من جانب من النبيّ والإمام عليّ ( عليه السّلام ) اسلوبيا ، واختطت منحى فنيا خاصا من جانب آخر ، إنّها تسلسلت موضوعيا من الحمد ، فالشكر ، فالثناء على معطيات اللّه تعالى ، ثم صفاته تعالى ، ثم نبوّة أبيها فمعطيات ذلك ، ثم اتّجهت إلى الموضوع الرئيس وسردت قائمة بالمعطيات النفسية والعبادية ، وهكذا وصلت بين النبوّة وبين معطياتها اجتماعيا ، بين المقدمة وبين الموضوع ، فجاءت الخطبة خاضعة عماريا لخطوط هندسية متواشجة فيما بينها ، وأمّا الأدوات الفنية التي توكّأت عليها فتتمثّل في حشد ملحوظ من العنصر ( الصوري ) وفي عناية ملحوظة بالعنصر الإيقاعي فضلا عن العنصر اللفظي ، من تقابل وتماثل وتتابع وتكرار وقسم . . . »[2].

هذا عن النثر ، وأمّا أدبها المنظوم فنذكر نماذج منه :

1 - لمّا دفن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أقبلت على أنس بن مالك فقالت : « يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثّوا على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) التراب ؟ » ثمّ بكت ورثته قائلة :

أغبرّ آفاق السماء وكوّرت * شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبيّ كئيبة * أسفا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها * ولتبكه مضر وكلّ يمان

يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه * صلّى عليك منزل القرآن

ثمّ أخذت قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينيها ووجهها ، ثمّ أنشأت تقول :

ماذا على من شمّ تربة أحمد * أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا

صبّت عليّ مصائب لو أنّها * صبّت على الأيّام عدن لياليا[3]

2 - وقالت أيضا في رثائه ( صلّى اللّه عليه واله ) :

قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا

صبّت عليّ مصائب لو أنّها * صبّت على الأيّام صرن لياليا

قد كنت ذات حمّى بظلّ محمّد * لا أختشي ضيما وكان جماليا

فاليوم أخشع للذليل وأتّقي * ضيمى وأدفع ظالمي بردائيا

فإذا بكت قمريّة في ليلها * شجنا على غص بكيت صباحيا

فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي * ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا

ماذا على من شمّ تربة أحمد * أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا[4]

3 - وعن محمّد بن المفضّل قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : جاءت فاطمة ( عليها السّلام ) إلى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختلّ قومك لمّا غبت وانقلبوا

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما قضيت وحالت دونك الترب[5]

 

[1] تأريخ الأدب العربي ( في ضوء المنهج الإسلامي ) : 257 .

[2] راجع للتفصيل ، تاريخ الأدب العربي : 257 - 262 .

[3] المصدر نفسه : 164 - 165 .

[4] أعيان الشيعة : 1 / 323 ، ط . بيروت .

[5] كشف الغمة : 2 / 115 ، ط بيروت ، وأعيان الشيعة : 1 / 318 ، ط بيروت .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.