أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
3326
التاريخ: 16-12-2014
3306
التاريخ: 9-5-2022
1593
التاريخ: 21-5-2022
1610
|
بالرغم من أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) توفّيت ولها ثماني عشرة سنة فإنّ النصوص المؤرّخة تشير إلى أنّها - مثل سائر المعصومين ( عليهم السّلام ) - توفّرت على إلقاء وتدوين ما يرتبط بمبادئ الشريعة الإسلامية ، وأنّها ( عليها السّلام ) في لقاءاتها مع العنصر النسوي كانت تتكفّل بالإجابة على أسئلتهنّ ، وأنّها بعامة أثر عنها من النصوص ما يفصح عن شخصيّتها العلميّة والأدبيّة ، ولعلّ النماذج التي نقلها المؤرّخون بالنسبة إلى النصوص الخطابية التي ارتجلتها تفصح بوضوح عن الطابع الأدبي المحكم في خطاباتها ، فهناك خطبتان مأثورتان عن فاطمة ( عليها السّلام ) فيما ارتجلت أولاهما بمحضر من النساء « بعد وفاة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) » والأخرى ارتجلتها بمحضر من شخصيّات المهاجرين والأنصار . . .[1] وقد ذكرنا نص الخطبتين بعد أحداث رحلة النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وعلّق الدكتور البستاني على هذا النص الفني قائلا : « لقد بدأت الخطبة بتمجيد اللّه تعالى وهو أسلوب قد اختطّه النبيّ وفصّله الإمام عليّ ( عليه السّلام ) حيث يلاحظ أنّ فاطمة ( عليها السّلام ) قد أفادت من جانب من النبيّ والإمام عليّ ( عليه السّلام ) اسلوبيا ، واختطت منحى فنيا خاصا من جانب آخر ، إنّها تسلسلت موضوعيا من الحمد ، فالشكر ، فالثناء على معطيات اللّه تعالى ، ثم صفاته تعالى ، ثم نبوّة أبيها فمعطيات ذلك ، ثم اتّجهت إلى الموضوع الرئيس وسردت قائمة بالمعطيات النفسية والعبادية ، وهكذا وصلت بين النبوّة وبين معطياتها اجتماعيا ، بين المقدمة وبين الموضوع ، فجاءت الخطبة خاضعة عماريا لخطوط هندسية متواشجة فيما بينها ، وأمّا الأدوات الفنية التي توكّأت عليها فتتمثّل في حشد ملحوظ من العنصر ( الصوري ) وفي عناية ملحوظة بالعنصر الإيقاعي فضلا عن العنصر اللفظي ، من تقابل وتماثل وتتابع وتكرار وقسم . . . »[2].
هذا عن النثر ، وأمّا أدبها المنظوم فنذكر نماذج منه :
1 - لمّا دفن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أقبلت على أنس بن مالك فقالت : « يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثّوا على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) التراب ؟ » ثمّ بكت ورثته قائلة :
أغبرّ آفاق السماء وكوّرت * شمس النهار وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبيّ كئيبة * أسفا عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها * ولتبكه مضر وكلّ يمان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه * صلّى عليك منزل القرآن
ثمّ أخذت قبضة من تراب القبر فجعلتها على عينيها ووجهها ، ثمّ أنشأت تقول :
ماذا على من شمّ تربة أحمد * أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها * صبّت على الأيّام عدن لياليا[3]
2 - وقالت أيضا في رثائه ( صلّى اللّه عليه واله ) :
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبّت عليّ مصائب لو أنّها * صبّت على الأيّام صرن لياليا
قد كنت ذات حمّى بظلّ محمّد * لا أختشي ضيما وكان جماليا
فاليوم أخشع للذليل وأتّقي * ضيمى وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمريّة في ليلها * شجنا على غص بكيت صباحيا
فلأجعلنّ الحزن بعدك مؤنسي * ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شمّ تربة أحمد * أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا[4]
3 - وعن محمّد بن المفضّل قال : سمعت أبا عبد اللّه ( عليه السّلام ) يقول : جاءت فاطمة ( عليها السّلام ) إلى سارية في المسجد وهي تقول وتخاطب النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختلّ قومك لمّا غبت وانقلبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما قضيت وحالت دونك الترب[5]
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|