المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



السبعة الأولى في تربية الطفل  
  
1899   09:31 صباحاً   التاريخ: 19-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص261 ـ 267
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الحرية أمر اختلط مع شخصية الإنسان بصورة عجيبة ومملوءة بالأسرار ولا يمكن قتل جذرها حتى تحت أقسى ظروف التربيات واشدها، لا نقصد في تربيتنا أن نقضي على الحرية ونصنع فرداً أسيراً تابعا مئة بالمئة، وأن ما نقصده هو تعديل حدود المنع والحرية وصبها في قوالبها المناسبة.

تبدأ المراقبة ويشرع التقييد من بداية مراحل الطفل الأولى التي تعتبر من أعظم المراحل وفيها توضع أسس السعادة والتعاسة للحياة، تطبيع الإنسان السريع على العادات الحسنة يبدأ من هنا وستكون باقية إلى الأبد(1)، ولهذا توجد تأكيدات كثيرة على هذه المرحلة سواء كانت من قبل الإسلام أو أصحاب الآراء أو المذاهب التربوية والفلسفية.

مظاهر الحرية

تظهر علائم الحرية من البداية، ونشاهد ذلك خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل على شكل تحرك اليد والرجل ومحاولة القيام بالاستناد إلى الصدر واليد أو الرغبة في مسك الأشياء، وإن حاولنا منعه عن ذلك سيرتفع صراخه وبكاؤه لأشعار الناس أن حريته في خطر.

تقوم النكتة الأساسية لحياة الطفل في هذه المرحلة على جلب اللذة ودفع الألم. واختيار الطعام اللذيذ والهروب من مرورة الدواء، يبغي حرية مطلقة في أول أربعة أشهر يزحف إلى الأشياء التي يرغب بها، وفي السنة الأولى أو أقرب من ذلك أحياناً يبدأ عبثه بالأشياء، بعد السنة الثانية يميل إلى أن ينجز أعماله بنفسه، يأكل الطعام، يلبس اللباس، يرتب الألعاب .... وتشتد هذه الرغبة في السنة الثالثة وتصل إلى أوجها في السنة الرابعة.

في السنة الخامسة تبدأ علاقته بجزئيات الأمور ليعلم سرها، ويعتقد في هذا العمر وقبلها بعدم حاجته إلى أمر ونهي الوالدين وهكذا يستمر برنامج حياته إلى الأمام ويقاوم كل الممنوعات الصادرة.

فترة السيادة

يقسم الإسلام فترات التربية إلى ثلاثة مراحل، السبعة الأولى من عمر الطفل ويكون فيها سيد (الولد سيد سبع سنين)(2)، وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن ما يعنيه هذا الحديث هو إطلاق حرية الطفل وعدم التصدي لأي عمل يرغب فيه، في حين أن المسألة خلاف ذلك وأن الإسلام لم يطلق حرية أياً كان وتحت كل الظروف.

اما السيادة المعنية هنا هي إعفائه من الواجبات المسؤولة وإن امتنع أحيانا عن عمل فعل طلبناه منه لا يؤاخذ عليه، وقد خصص الإسلام السبعة الثانية للتعليم والمحاسبة والسؤال منه(3).

ويبقى الأساس في ذلك عدم التدخل بشؤونه وخصوصاً في الأعمال التي لا يؤثر بها على نفسه أو على الآخرين. ويا حبذا أن يكون ذلك في جميع الموارد وإن وجدت ضرورة معينة للتدخل فمن الأفضل أن يكون بصورة غير مباشرة ويقتصر دور الأولياء على الإشراف فقط، لأن مرحلة السبعة الأولى مهمة جداً في وضع الأسس وان التدخل في شؤونه أثناء هذه الفترة يؤثر على استقلال وجوده وعلى ثقته بنفسه ويؤخر نموه. يجب أن يكون طليقاً لكي يبرز عواطفه ونفسه وافكاره، ويقوم بقراءة الشعر وبناء البيت واللعب.

يجب أن ينال اهتمام والديه في مجال الحرية والاستقلال وأن يكون حراً في مسائل تناول الطعام وارتداء الملابس وانتخاب نوع اللعبة والنشاط، والركون إلى الراحة متى ما يشعر بالتعب والنوم، ويجد فرصة للعبث بالأشياء والتجربة والعمل والشيء المهم هو اكتشاف عالمه دون الشعور بالخوف أو القلق.

سلبيات إطلاقه

لا يعني كلامنا السابق عن إطلاقه لحاله لأن هذه الفترة تمتاز بحب الاطلاع ومن الممكن أن يمد يده الى كل شيء لحصول المعرفة وهو خطر عليه.

يتميز الطفل في هذا العمر بالطلب الشديد للحرية وقد يصاحب ذلك بعض عمر الطفل على شكل تحرك اليد والرجل ومحاولة القيام بالاستناد إلى الصدر واليد أو الرغبة في مسك الأشياء، وإن حاولنا منعه عن ذلك سيرتفع صراخه وبكاؤه لأشعار الناس أن حريته في خطر.

تقوم النكتة الأساسية لحياة الطفل في هذه المرحلة على جلب اللذة ودفع الألم واختيار الطعام اللذيذ والهروب من مرورة الدواء. يبغي حرية مطلقة في أول أربعة أشهر يزحف إلى الأشياء التي يرغب بها، وفي السنة الأولى أو أقرب من ذلك أحياناً يبدأ عبثه بالأشياء، بعد السنة الثانية يميل إلى أن ينجز أعماله بنفسه، يأكل الطعام، يلبس اللباس، يرتب الألعاب .... وتشتد هذه الرغبة في السنة الثالثة وتصل إلى أوجها في السنة الرابعة.

في السنة الخامسة تبدأ علاقته بجزئيات الأمور ليعلم سرها. ويعتقد في هذا العمر وقبلها بعدم حاجته إلى أمر ونهي الوالدين وهكذا يستمر برنامج حياته إلى الأمام ويقاوم كل الممنوعات الصادرة.

ضرورة السيطرة

يحمل الطفل مواصفات عقلية وفكرية خاصة لا يمكنه معها تشخيص مصلحته، وتؤكد بعض المذاهب(4)، على أن للحرية المطلقة نتائج غير محمودة لا يقف إلى جانبها حتى من يدعي بها الكثير من الأطفال ذهبوا ضحية حريتهم المطلقة وأصيبوا بنقص عضو أو احتراق أو التكهرب أو الاختناق تحت الماء، وكل ذلك مخالف لخط مسؤولية الآباء.

أما مبررات إجراء السيطرة ومعقوليتها تقود إلى ضعف الطفل في فترة الطفولة، وعدم تقيده في محيط حياته وعدم تمييزه للخير عن الشر، وعدم خوفه من الأشياء وعدم محدودية رغبته، والاعتياد والتجرأ (جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى العقوق في كبره)(5).

للمنع فوائد عديدة منها حفظ وجود الأطفال الذين يحيط بهم، ويعتبر ذلك من أحد أبعاد صلاحية الآباء في موضوع التربية والتوفيق في السيطرة(6).

وبالنظر للجهل والغفلة والطيش الذي يتصف به الطفل نراه في معرض الخطر دائماً حتى أنه قد يكون أمامه ولا يشاهده، والأطفال من 2 ـ 5 سنة يكون الخطر عليهم أشد بمرات من الأعمار الباقية وقد يتسبب عن ذلك نقص في الأعضاء(7).

موقف الطفل

لا شك أن موقفه أمام المنع سيتمثل بالمقاومة والثرثرة والصراخ والعويل، ولكن رد فعل الأولياء مقابل ذلك لا يمكن أن يتعدى حفظ مصالح ومستقبل الطفل والرغبة الخيّرة له.

ينفعل الأطفال أمام أي مانع يحول دون رغباتهم ويصرخ أحياناً ويقاوم ويتحجج ويتشبث بكل السبل لاستحصال حريته، ويصبح لجوجاً معانداً و...الخ، في مقابل كل ذلك يجب أن يكون الآباء مدبرين ومتسلطين على أنفسهم ويقابلونه بالهدوء والليونة والمداراة لسد طريق الخطر عنه وإن لم ينفع ذلك هناك أساليب أخرى(8).

من الصعوبة تطابق الطفل مع المقررات القاسية او استقبال اوامر والديه ونهيهما غير المحسوبة. ومن السلبيات التي تظهر عدم تعادل وتناسق الطفل مع أوامر والديه، يلجأ الطفل أحياناً إلى البكاء لتحقيق رغباته لهذا يجب أن يكون الآباء حذرين من الاستسلام له وترك الأمور الأساسية والبناءة لمستقبله.

من الطبيعي أن تكون المقاومات جدية وشديدة في بداية العمل ولكنه عندما يستنتج من ذلك حب الخير له نراه يُسلم لإرادتهم تدريجياً كلما كبر سنه وسيصرف النظر عن جزء من رغباته وتوقعاته ولكن هذا الأمر لا يفترض أن يؤدي بالوالدين الى الاستبداد وفرض القوة.

قواعد المنع

ما هو مستوى الحرية التي يجب منحها للأطفال؟ الجواب هو بمستوى قدرته ولياقته لاستعمالها بصورة مشروعة وعدم تسبب الأضرار لنفسه. وأما قواعد المنع فهي:

- يجب أن تتزامن مع إمكانية تشخيص الطفل لابتسامة الأم أو غضبها وهذا يحدث عادةً في الأربع أشهر الأولى.

- لو قررنا حرمانه من شيء فعلينا إطلاقه من جانب آخر أو اعطائه البديل.

- يجب أن تتفاوت مستويات المنع بتفاوت العمر كما هو الحال في مستويات الحرية وبصورة يمكنه استيعاب ذلك والقبول به.

- لوكان المنع مبني على الدليل والمنطق سيكون أكثر تأثيراً بلا شك من أسلوب التهديد والأمر.

- اجتناب غاية الانتقام من خلال وضع الممنوعات في طريقه لأن ذلك يسبب له العقد.

- يعتمد الآباء ذلك لإثارته وجعله يصرخ لكي يضحك منه ولهذا آثار وصدمات كثيرة جداً، ولا تنس أن الطفل يعتبر مزاحنا جدّاً.

- عندما تعتقد بضرورة التدخل في أمر ما فعليك استعمال أسلوب طفولي لإفهامه.

- يجب الانتباه إلى أن الطفل كلما كان أقل سناً كلما كان قبوله للأوامر الملائمة أكثر وأسهل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ العلم في الصغر كالنقش على الحجر، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).

2ـ الطبرسي، مكارم الأخلاق: ص255.

3ـ مرحلة الطاعة المصدر السابق.

4ـ مذهب اصالة الطبيعة.

5ـ تحف العقول ابن شعبة الحراني ص398.

6ـ الحديث: ج1، ص296.

7ـ آلسترو، علم نفس الطفل: ج1.

8ـ راجع الباب 12، في عوامل المنع (آخر الكتاب). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.