المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



أصول المنع والعطاء  
  
1392   04:29 مساءً   التاريخ: 16-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص251 ـ 256
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

أن صلاح الطفل وحتى الكبار يوجب التربية القائمة على المنع والعطاء، نمنعه عن بعض الأمور ونطلقه وفق الضوابط في أمور أخرى.

وفي كل حال يجب أن نستعمل الأسلوب الأوسط (أمر بين أمرين).

الشيء المهم هو أن يكون الاولياء وحتى الأطفال عالمين بسبب كونهم أحراراً وسبب كونهم محدودين. وما هي موارد هذه الحرية وما هي امورها؟.

ويجب أن يلاحظ حاصل هذا المنع والعطاء في التحول الإيجابي والرشد والتقدم والسلامة الجسمية والنفسية للأفراد. ويعتبر هذا الخط والفكرة من القواعد الأساسية لأجل إبقاء البشرية ونموّها وتقدم حضارتها.

لو استطعنا جعل الحرية والمنع أمراً باطنياً في ذات الطفل وتحملنا نسبياً إمكانية محدوديته ستتفتح آفاق واسعة لحياته وتزداد إمكانية المحافظة عليه أمام الأخطار والأضرار وسوف تصان حياته الحيوية والنفسية بصورة أكثر.

ضرورة رعاية الاصول

هناك أصول وضوابط في مجال المنع والعطاء من الضروري رعايتها وسنتناول أجزاء مهمة منها مع رعاية الاختصار.

ألف: قواعد المنع:

1ـ قاعدة عدم المداخلة: إن تعتقدون بأنه لا يمكن للأطفال التدخل في عمل الكبار، عليكم احترام هذا المبدأ أيضاً للأطفال، ولا يفترض بكم التدخل في أعمالهم التي لا تؤثر على شخصياتهم ولا على الآخرين. هذه ضرورة اخلاقية تتمثل في عدم تدخل الأولياء في أعمالهم ومسائلهم الخاصة وعدم بعثرة أو تغيير نظام أشيائهم.

2ـ الانتباه إلى العمر والنمو: يجب أن تبنى التربية على التعقل وليس على العاطفة لهذا فمن الضروري أخذ شروط العمر والنمو بنظر الاعتبار والانتباه إلى درجة فهم وإدراك الطفل.

3ـ الإقدام من فرد مسؤول: إن كان القصد إيجاد تحديد ما يجب أن يحدث ذلك من قبل فرد مسؤول ومورد احترام الطفل لكي يكون له أسلوب عقلاني وفكر ناضج.

4ـ رعاية عزة النفس: لا يجوز أن يكون المنع بالشكل الجارح لشخصية الطفل وعزة نفسه لأنه سيجعل منه فرداً ذليلاً وصغيراً ومعزولاً.

5ـ الاعتدال وعدم الإهانة: لا يجوز أن يكون المنع بالصورة التي تؤدي إلى إهانة الطفل وتكون خارجة عن حدود الاعتدال لأن ذلك سيؤدي بالإضافة إلى تحطيم الشخصية، إلى المقاومة أحياناً بعض الأولياء يبالغ في إذلال الطفل من أجل فرض سيطرته عليه وتحديده.

6ـ عدم منعه بحضور الآخرين: يجب أن لا يكون المنع في حضور الآخرين خصوصاً أقرانه أو أمام الضيوف بصورة تسبب له الخجل، وذلك سيؤثر على ثقته بنفسه.

7ـ البديل: لو أردنا أخذ شيء من يد الطفل يجب علينا وضع شيء آخر في اختياره بديلاً عما أخذ منه وكذلك إن منعناه عن برنامج تلفزيون معين يجب علينا تشجيعه بمشاهدة برنامجاً آخر أو على الأقل ندعوه لرؤية البوم صور أو ما شابه ذلك.

8ـ الحفاظ على أمنه: يجب أن لا يكون المنع بالصورة التي تسبب ضرراً على شخصيته لأن ذلك من الممكن أن يترك آثاراً دائمية، ومن الممكن أن تكون هناك فائدة وقتية من ذلك ولكن آثار الصدمة ستكون أكبر من نفعها.

ب: قاعدة العطاء:

يجب الإشارة إلى بعض الموارد في مجال إعطاء الحرية للطفل منها:

1ـ قاعدة المعرفة: يجب منحه حرية تتناسب مع مستوى معرفته واطلاعه وإدراكه حول المسائل المحيطة به.

2ـ قاعدة المصلحة: من الخطأ أن نعطيه ما يرغب من الحريات وبكل مستوى يطلبه والأساس هو النظر إلى مصلحته وهدايته إلى جهة الخير.

3ـ رعاية الغد: من الخطأ أن ننظر إلى يوم الطفل فقط لأن الغد بانتظاره، لهذا من الواجب إعطاؤه الحرية بما يجعله متهيئاً للغد ولا يصاب بضرر أو يواجه أسلوب خاطئ.

4ـ بعد التقوى: الحرية حسنة لو اقترنت بالتقوى وحفظ النفس ورعاية الأمر والنهي الإلهي، وهذا الأمر يصدق كذلك على الطفل. ويجب أن يجتنب تحديد الطفل لكونه طفلاً وإنما يجب العكس.

5ـ شروط الصلاحية: من الخطأ أن نعطيه حرية دون أن نحرز حسن استخدامها منه. لأن هناك الكثير من الحريات يساء استغلالها وقد تسبب الصدمة على شخصية وكرامة الطفل والعائلة والمجتمع.

6ـ أخذه بنظر الاعتبار: يجب أخذ شخصية الطفل وأفكاره وإحساساته في موضوع الحرية بنظر الاعتبار. وان أعطيناه الحرية على أساس صلاحه ومصلحته يجب علينا أن لا نشعر بالملل والتعب من ذلك ويجب الالتفات إلى رغباته لأنه سيشعر بقلة قيمته لو أهملنا ذلك.

7ـ عدم طلب المقابل: إن شخّصت أن الطفل يجب أن يكون حراً في مورد ما عليك منحه إياها بدون طلب مقابله شيئاً أو تمنّ عليه بذلك.

8ـ الاحتراف في أسلوب العطاء: نعطيها إياها أحياناً بأسلوب ساذج وغير علمي وهذا يجعله لا يستذوق ذلك ولا يستثمره، والمفروض أن نمنحه الحرية بصورة تملأه سروراً ونشاطاً.

9ـ الجدية بالموضوع: عندما تشخص وجوب إعطاء الحرية للطفل أو وجوب منعها يجب أن يتصف قرارك بالجدية والقاطعية ولكن مع أخذ وسعه في ذلك بنظر الاعتبار وكذلك إمكاناته.

10ـ البعد المنطقي للقضية: يجب أن يبنى ذلك على أسس وضوابط منطقية ومن الأفضل أن ينال هذا الأسلوب تأييد الطفل القائم على أساس فهمه وإدراكه.

حديث حول الاستبداد

بعض العوائل تستبد في بعض الإجراءات التربوية بحيث تجبره على فعل شيء ما أو تركه مع أن هذا الأمر مهم في تسريع الوصول إلى الهدف ولكنه سيترك آثاراً سلبية كذلك، سوف يؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل وحرمانه من لذة حياته المشروعة.

ويشعر الطفل بالصعوبة والتثاقل من استمرار حماية الأولياء والمحافظة عليه وستترك عليه عوامل تؤدي به إلى الركود والتوقف وتعطل ذهنه عن التطور.

يقضي الاستبداد ويعطل الكثير من قدرة الكشف والمعرفة ويظهره كأنه عبد تابع عاجز في المستقبل حتى عن سحب بساطه من الماء.

هؤلاء الأفراد سيلجأون إلى أسلوب التملق من أجل الحصول على حريتهم أو التذلل أو الدناءة وهذا خلاف حرمة طلاب الحرية. يجب أن يشعر الطفل بالخوف ولكن ليس من استبداد الأولياء وإنما من القانون والمقررات الفكرية والمنطقية.

منطقية الانضباط

- يجب اجتناب الإفراط والتفريط في منع وإعطاء الحرية لكي تحصل الاستعدادات على فرصة للظهور والتجلي.

- المراقبة والسيطرة بالنسبة للطفل تطرح بأسلوب طفولي لكي لا تصيبه عقدة من الممنوعات ولا يساء فهم الحريات.

- يجب إبعاد حياة الطفل عن الرتابة والتكرار الحسن أو القبيح ويجب اقتران الطعم الحلو مع المر واللذة مع الألم لكي يفهم الطعم الحقيقي للحياة.

- السيطرة المناسبة بحيث لا تؤدي بالطفل إلى اليأس من حياته لأن لذلك عواقب وخيمة.

- يجب أن يكون المنع والعطاء موجهاً لكي يتحقق في ظله الابتكار والبناء والرشد والكمال وقبول المسؤولية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.