أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
2179
التاريخ: 21-4-2016
2087
التاريخ: 19-6-2016
2611
التاريخ: 1-8-2022
1440
|
تعتبر حرية المحيط أحد أبعاد الحريات، وتشمل أعضاء الإنسان وجوارحه، ولكن الحقيقة أن ذلك ليست الحرية كلها، إن أردنا النظر إلى الحرية بأبعادها ومساحتها الواسعة والاعتناء والعمل بها يجب علينا الالتفات إلى أبعاد الوجود الإنساني الأخرى من قبيل: البعد الذهني والعاطفي والنفسي والجوانب التي تقع تحت هذه الأبعاد.
جزء من الحرية يرتبط بالجوانب الذهنية، وقد يكون هذا من إحدى الجهات أهم من الحرية المرتبطة بأعضاء البدن لأن الأخيرة تقع تحت أمر ونهي الجوانب الذهنية، فقبل أن يصدر أي عمل من الأعضاء والجوارح يخطط له في الذهن والفكر ولهذا فإن الحرية الذهنية تتقدم على الحرية العملية السلوكية التي تظهر عبر الأعضاء والجوارح.
على هذا الأساس يجب اخذ هذا الجانب بنظر الاعتبار في مجال تحديد الحرية، فإن يستطيع الإنسان السيطرة على قواه الباطنية بأي شكل من الأشكال أو ضبط المحيط الخارجي لأجل نشر الحرية المحدودة فإنه سيخطو إلى الكمال المطلوب.
حرية العقل
أن وظيفة العقل هي تشخيص وتمييز تقييد الحالات والسلوك والحركات فهو ضابط للحركة ومانع لتهور الأعضاء والجوارح. المشكلة التي نواجهها في مجال التربية هي وقوع العقل أحياناً في حبائل العاطفة والشهوة ويؤثر ذلك سلباً على تشخيصه ومقاومته لبعض الأحداث. لهذا فإنه من الضروري تحرير العقل من بعض القيود وتزويده بالعلم والتجربة(1)، وهذا يساعد على إمكانية النمو والتطور في مجال التربية والوصول إلى الأهداف الإنسانية العالية.
نحن بحاجة إلى العقل الحر لحياتنا الفردية والاجتماعية لكي يجعلها تسير في السبيل الحق والعبودية وتؤدي بالنتيجة إلى الجنان (العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان)(2)، تتحقق الحرية الباطية في ظل العقل وكذلك يتحقق الأمن الواقعي وفراغ الخاطر من كل شيء.
يجب أن يعي الإنسان سبب حياته ومماته: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأنفال: 42]، فهو بحاجة إلى ممارسة الامور العقلية والتدرب عليها. ومن الأمور الأساسية في التربية هي حرية الطفل في إجراء أوامر والديه ومربيه العقلية والتي غالباً ما تكون تحت اشرافهم المباشر أو غير المباشر ويمكنه إعلان مخالفته في الوقت اللازم، قطعاً إن الملاك في ذلك هو منطقية الأوامر والنواهي الصادرة والتي يجب أن تصب في مصلحة الطفل والمجتمع.
الحاجة إلى التفكر وحرية الفكر
الإنسان بحاجة إلى التفكر خصوصاً في الموارد التي تتعلق بحياته ومصيره. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو التفكر؟
والجواب هو عبارة عن اتصال فقرات العلم المستقرة في المخ لإيجاد حل لمسألة مطروحة.
والتوضيح هو أن الانسان يولد جاهل عن كل ما يحيطه: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[النحل: 78]، ومعه أجهزة المعرفة: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}[السجدة: 9]، ليتعرف بواسطتها على جميع الظواهر المحيطة به تدريجياً وعلى جميع الأشياء وعمل كل منها، مثلاً يعلم بعد حين أن هذا ماء، وتلك نار، وهذا غاز، وذلك كرسي، وتلك ساعة ويتعلم أن الماء يطفئ النار، وغاز الكربون يطفئها أيضاً، هنالك العديد جداً من تلك الفقرات العلمية في المخ تتجسد في الذهن أثناء التفكر وتتصل مع بعضها لإيجاد الحل المناسب.
أما فكر الإنسان يجب أن يكون حراً لكي يكون صحيحاً في عمله خصوصاً عند مروره ببعض الأزمات والمشاكل ليساعد على اتخاذ القرار اللازم، والحقيقة أن حرية الفكر هي التي تعطي مبرراً لأن تكون الحرية مقيدة ومشروطة وفي ظلها ينتخب السبيل، ويستقيم الطريق المنحرف وتحل المشاكل ويحدث الانسجام مع الظروف اللازمة والتخطيط السليم للحياة.
نعتقد بأن العبودية والرقية الحقيقية لا تحصل عن طريق الجسد والبدن وإنما عن طريق الفكر، فإن أردت أسر شعب بكامله فاجعله تابعاً لفكرك(3)، ويصبح حينئذٍ عاجزاً عن بناء نفسه وهذا ما نراه واضحاً في الكثير من المجتمعات(4).
الحرية في الابتكار والخلاّقية
الطفل بحاجة إلى الحرية لإبراز ابتكاره، وتعلم الأشياء وإظهارها، فما أكثر الأطفال والصبيان المقتدرين الذين يستطيعون أيفاء أدواراً بديعة في المجالات الفكرية ولكن بسبب الفقر أو انعدام الإمكانات اللازمة نراهم يختفون عن مسرح الحياة البارز.
يجب إطلاق حرية الطفل لكي يتمكن من إظهار إبداعاته وابتكاراته وما يدور في خاطره وكذلك اختبار الأشياء واكتشاف ما تسمح له قدرته، ويعينه فكره عليه بالإضافة إلى وضع الحلول لمشاكله وفق رأيه وذوقه وهذا ما يساعده على ازدياد تجاربه.
نحن لا ننكر أصول المنع والتحديد ولكن نقول أن الافراط في ذلك لا ينسجم مع النمو الفكري وإبراز الخلاقيات، تعتبر الحرية الفكرية للطفل من أهم أنواع الحريات لأن ذلك سيعطي فرصة التعبير عن إرادته ويقوي جرأته لتحقيق رغباته والا من الواجب هنا على الوالدين والمربين تشجيعه وترغيبه لذلك
الحرية في الارتباط
الطفل محب للاطلاع وهذا الحب ذاتي، فهو ينظر إلى كل شيء ويمد يده على كل شيء لمعرفة أسرار الأشياء وهذا سيتبدل بالمستقبل إلى السؤال عن العلة لمعرفة وفهم حقيقة الأشياء، لدينا برنامجين لموضوع حب اطلاع الطفل: نتفق مع أصل أحدهما ونسعى إلى توجيه الآخر لمنع الضرر عنه.
نؤيد حريته في الارتباط والبحث متى ما استطاع تسخيرها إلى طريق الخير الصلاح وهذا يرتبط بحد ذاته شرط التمييز والتشخيص وان تربية الشعور بالمسؤولية والالتزام في إطار حب الاطلاع يعتبر من الأمور المهمة جداً لمنع الخطأ والفضول من الطغيان على ذلك الحب.
يجب أن يكون الطفل مقيداً بالضوابط الباطنية حسب عمره ونموه، وأن تكون حرياته الفكرية نابعة من ذلك الباطن، ويتجلى دور الوالدين والمربين هنا في توعيته وتفهيمه وكذلك تهيئة الأرضية المناسبة لتجربته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج البلاغة: 31.
2ـ اصول الكافي: ج2، كتاب العقل والجهل، الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام).
3ـ ومثال ذلك هو الاستعمار الفكري.
4ـ كما في الدول المتخلفة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|