أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2022
1492
التاريخ: 12-1-2022
1536
التاريخ: 7-5-2022
1686
التاريخ: 24-1-2021
1817
|
المساحة:
لا شك أن المساحة التى تشغلها الدولة لها أثر كبير فى القيمة السياسية لها، فلا تستطيع الدولة أن تصل إلى مصاف الدول العظمى إلا إذا كانت كبيرة المساحة، فكلما كبرت مساحة الدولة زادت موارد الثروة الاقتصادية مما يعطى الفرصة لتنوع الإنتاج، كما يعطى الدولة فرصة أكبر فى نموها الاقتصادي والباس. واتساع مساحة الدولة يعتبر المجال الحيوي الذى تواجه به الدولة زيادة عدد سكانها وخاصة إذا كانت تلك المساحة من النوع الذى تتوافر فيه وسائل الإنتاج. أما صغر مساحة الدولة فلا يسمح بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي. وزيادة عدد السكان عن الحدود المناسبة لمساحة الدولة يضطر السكان للهجرة للخارج، أو تحدث اضطرابات داخلية وانخفاض فى مستوى المعيشة.
والمساحة الكبيرة وحدها لا تكفى لتقدم الدولة، فقد تكون مساحة الدولة كبيرة ولكن الجزء ال أكبر منها مناطق جليدية أو صحراوية غير منتجة وتقف عقبة أمام وسائل النقل وإنشاء الطرق مما يعوق الإنتاج ويعرقل الدفاع عن الدولة كما فى كل من مصر وليبيا والجزائر والمملكة العربية السعودية و موريتان يا وكندا. أما إذا كانت الدولة كبيرة المساحة وتتمتع بموارد متعددة وكثافة سكانية مناسبة موزعة على هذه المساحة بدرجة متوازنة وقدرة تكنولوجية وعلمية عالية فإن ذلك بساعد على تقدم الدولة، كما هو الحال بالنسبة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية. بخلاف الحال فى كل من كندا والبرازيل وأستراليا حيث المساحة الواسعة لكن ينقصها عدد
السكان الكافي المتوازن مع هذه المساحة لاستغلالها، فالقيمة الحقيقية للمساحة لا تقاس بالكيلو متر المربع، وإنما بقدر ما تضمه هذه المساحة من ثروات وكثافة سكانية مناسبة لاستغلال هذه الثروات.
وتختلف مساحة الدولة على مر التاريخ، وذلك تبعا لظروفها السياسية وقدرتها على حماية حدودها أو ضعفها وتعرضها للعدوان أو قدرتها على التوسع كما حدث بالنسبة للاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.
وتختلف دول العالم من حيث المساحة وعدد السكان ولهذا علاقة كبيرة بقوة الدولة، ومعظم دول العالم من النوع الصغير أو المتوسط المساحة. وتعد الدول الأوربية من الدول ذات المساحة المتوسطة والصغيرة، ومثلها دول أمريكا الوسطى والبحر الكاريبي، ومعظم الدول الأفريقية، والدول الأسيوية فيما عدا الصين والهند.
وتضم أوربا عددا من الدول القزمية وهى من بقايا النظام الإقطاعي، ووجدت لتؤدي وظائف معينة ولا يمكنها الاعتماد على نفسها، ولكنها تعتمد على غيرها من الدول المجاورة من حيث الدفاع والأمن والشئون الخارجية، مثل موناكو التى وضعت تحت الحماية الفرنسية منذ عام ١٨٦١ ، وذلك بموجب معاهدة فى هذا الخصوص، كما عقدت معاهدة صداقة واحتواء بين سان مارينو وإيطاليا منذ عام ١٨٦٢، وهناك اتحاد جمركي بين كل من سويسرا و ليختنشتاين حيث تمثلها سويسرا دبلوماسيا فى الخارج، وأيضا اندورا التى تخضع لفرنسا، والفاتيكان مركز المسيحية التى تقع فى روما بإيطاليا. وفى أفريقيا توجد سوازيلاند، وليسوتو ورواندا وبوروندي وريوموني وتوجو وغينيا، وفى آسيا سكيم وبوتان.
ولمساحة الدولة دور ها فى حالة الحرب حيث تستطيع الدول كبيرة المساحة المناورة بإخلاء جزء من أرضها لكسب الوقت ثم الاستعداد والقيام بهجوم مضاد لاستعادة ما فقدته وربما أكثر. وقد اتبعت روسيا هذا الأسلوب فى حربها مع فرنسا ومع ألمانيا. وحدث نفس الأسلوب مع اليابان والصين، فقد استولت اليابان على الموانئ والمدن الساحلية الصينية والمراكز الصناعية لكنهم لم ينجحوا فى القضاء على المقاومة الصينية، فقد كان الصينيون يحاربون اليابانيين مع التراجع غربا، ونقلوا عاصمتهم وهاجر عدد كبير من السكان غربا، وكان ذلك عاملا حاسما فى تشتيت قوة اليابان وهزيمتها فى النهاية.
وتساعد المساحة الكبيرة الدولة على إقامة المراكز الصناعية والحيوية بعيدا عن حدودها كما حدث بالنسبة لفرنسا عندما نقلت مراكز الصناعة بعيدا عن حدودها مع ألمانيا، وكما نقل الاتحاد السوفيتي مراكز صناعاته الرئيسية بعيدا عن دول شرق أوربا.
والدولة ذات المساحة الكبيرة وخاصة ذات الكثافة السكانية العالية يصعب احتلالها والسيطرة عليها، أما الدول ذات المساحة الصغيرة فلا تستطيع الدفاع عن نفسها كما حدث مع هولندا فى حربها مع ألمانيا، فقد احتلتها ألمانيا خلال أربعة أيام، ولذلك تحاول الدول الصغرى أن تبدأ بالهجوم فى حالة الحرب وذلك لتبعد الحرب عن أرضها، كما حدث بالنسبة لإسرائيل حيث كانت تبدأ دائما بالعدوان لنقل المعركة إلى أرض الدول المجاورة لها حتى لا تتأثر طاقاتها الإنتاجية، وخدماتها المختلفة، وسكانها المدنيون، ولتكسب مجال ا أرضيا أوسع يمكنها من المناورة العسكرية.
والمتفق عليه أن الدول التى تبلغ مساحتها مليون ميل مربع فأكثر تسمى بالدول العملاقة أو ذات الحجم الكبير جدا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والهند، وأما الدول التى تتراوح مساحتها بين النصف مليون والمليون ميل مربع فتسمى بالدول الكبرى والدول التى تتراوح مساحتها بين المائة ألف ونصف المليون ميل مربع فتسمى الدول المتوسطة الحجم ، وأما الدول الصغيرة الحجم التى تتراوح مساحتها بين عشرة آلاف ومائة ألف ميل مربع فتسمى دول صغيرة الحجم ، وأما التى تقل عن عشرة آلاف ميل مربع فتسمى دول صغيرة جدا أو قزمية مثل لكسمبرج (٩٩٨ ميلا مربعا) وسان مارينو (٢٤ ميلا مربعا) وموناكو (٦ميل مربع).
ولو أن هذا التقسيم لا يعد نهائيا فهناك من يختلف معه مثل هارم دوبليه الذى يرى أن الدول العملاقة هى التى تتجاوز المليون ميل مربع، بينما الدول الكبرى تتراوح بين 140 ألف إلى المليون ميل مربع، وذات الحجم المتوسط بين ٦ ألف و١٤٠ ألف ميل مربع، والدول الصغرى تتراوح بين 10آلاف و60ألف ميل مربع، والدول الصغرى جدا هى التى تقل عن عشرة آلاف ميل مربع.
والواقع أن هذا التقسيم من حيث المساحة وليس من حيث القوة الفعلية للدولة، فكندا أكبر مساحة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لا تعد كبرى أو عملاقة من حيث القوة الفعلية، وإنما فقط من حيث المساحة، ومثلها السودان وأستراليا والمملكة العربية السعودية والجزائر على سبيل المثال، بينما بريطانيا وفرنسا واليابان تعد دولا كبرى من حيث القوة الفعلية بينما هى ليست كذلك من حيث المساحة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|