المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

Retarded fields
3-1-2017
وداعه لعقائل الوحي
5-10-2017
ماهية القوة (قوة الدولة)
16/11/2022
ارتباط القسم القرآني بجواب القسم
27-11-2014
صفات المتقين / سهل في أموره
2023-05-28
هيبرون hyperon
20-3-2020


بُعد القدوة في تعليم الحرية والتدريب عليها  
  
1683   03:56 مساءً   التاريخ: 9-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص203ـ 208
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2227
التاريخ: 18-1-2016 2111
التاريخ: 14-11-2016 2553
التاريخ: 14-11-2016 1963

يولد الطفل ومعه أسس فطرية وغريزية وله وعي بهما، فهو صادق أمين محب للعدل وللحق، لفطرته صبغة إلهية: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم: 30]، وعارف بالله بغير لغتنا.

أما بعده الغريزي ففيه علم ذاتي لا يحتاج إلى تعليم كطلب الغذاء والماء والرغبات الغريزية الأخرى. وأما ما ينقصه فهو الوعي والاطلاع حول مسائل الحياة ولهذا لا مفر من طلبه للتعلم، العين والأذن وباقي الحواس تمثل بوابة العالم الخارجي، تجذب العلوم من الخارج إلى الداخل ولهذا فإن كل ما يراه أو يسمعه أو يلمسه صحيح بالنسبة اليه.

هو حر في باطنه ولكنه يطلب مصداقا ونموذجاً لاستعمال الحرية، الأب والأم اول نموذج وقدوة له في ذلك وفي جميع المسائل المتعلقة بهما. يجب عليهما بحث عوامل تعلمه وإدراكه في هذا المجال وتوجيهه إليها مع تقديم العلم اللازم في هذا الخصوص.

التقليد والاقتداء

الطفل مقلد بذاته وفطرته، وان شاهد سلوكاً معيناً من القدوة سرعان ما يحاول تقليده وتعتبر هذه الحالة مهمة بالنسبة للطفل لإظهار تلك السلوكيات ويعدها من البطولات والأشياء التي لها بعد إعجابي.

يتميز الطفل بالتقليد وإن صادف قدوة ما وانجذب إليها سيحاول تقليدها في سبيلها سواء كانت خير أم شر.

حسب الأساس السابق يمكننا أن نقول أن كل ما لدى الطفل من سلوك وفعل في الحياة ما هو إلا خليط لسلوك وافعال القدوات الذين صادفهم في طريقه.

وأن الجزء الأعظم لحركاته ومواقفه وسلوكه وأقواله ما هي الا انعكاس لمن يحيطون به ويعطوه دروساً من خلال أفعالهم.

إن كان هدف المربين إيجاد حركة خاصة أو فعل معين عند الطفل عليهم وضع القدوة الحاملة لتلك الخصال في طريقه.

وكلما كان هذا العمل اقرب إلى الطفولة كلما كان تأثيره أقوى لأن الطفل عندما يصل إلى مرحلة التمييز سيكون صاحب خط وسبيل وآداب جديدة ويضع إرادته محل إرادات الآخرين في نفسه(1).

بعد الوالدين كقدوات

الأب والام أول موجودين ينظر الطفل إليهما وأغلب حالاته وحركاته ومواقفه منهما، يرى منذ البدء حريتهم في الذهاب والإياب وارتباطهم بالظواهر الأخرى وكيفية إظهار سلوكية خاصة من قبلهم.

وبالنظر لإحساسه بالارتباط بهما ومشاهدته لقدراتهم العالية وبطولاتهم سينغلق بلا شك بالسبيل الذي يسلكونه والأعمال التي يقومون بها(2).

الأولياء يسوقون الطفل إلى الجهة المعينة من خلال افعالهم وسلوكهم فإن أرادوا تربيته على الأساليب المشروطة والمقيدة عليهم وضع قدوة تحمل هذه الصفات في طريقه وأمام بصره ويظهرون إلى الطفل ما يريدون تثبيته في نفسه.

وجود الطريق الثابت الناشئ من الفكر والهدف يمكنه أن يعين الطفل على هذا الأمر ويمكنهم أن يصنعوا منه ذلك الانسان الذي يطمحون اليه لأن بعض أصحاب الرأي من علماء السلوك يقولون: أظهر لي ابنك لأقول لك من أنت، بعبارة أخرى إن الطفل مرآة عاكسة لجميع وجود الآباء والأمهات.

القوة الجاذبة للوالدين

يعد الآباء والأمهات القوة الجاذبة لأبنائهم وأن أقبح الآباء والأمهات يعدون بالنسبة لأبنائهم أجمل وأفضل الموجودات، حتى وإن كان في خدمته ملك سماوي فهو مع هذا يطلب أمه وأنه يزهد بجميع أبطال العالم مقابل والده للوالدين جاذبية خاصة لدى الأطفال وتزداد هذه الجاذبية مع الأسلوب المأنوس والمحبة التي ترافقهما، ومع الالتزام بالضوابط والمقررات فإنهم سيقتربون من الطفل أكثر فأكثر.

يعطي الوالدان الغذاء المادي والمعنوي للطفل، يجلبون اسباب اللذة له وهذا عامل لزيادة محبته وتعلقه بهما ويساعد على اتباع خطهم وتقليد عملهم.

ومن الأسباب الأخرى التي تجعلهم يقتدون بآبائهم هي سهولة اختراق ونفوذ الأعمال إلى داخل الطفل وخصوصاً أن كان لتلك الأعمال جذوراً في أنفسهم وذواتهم.

يرى الأطفال في حياتهم اليومية فرداً فوق رؤوسهم يرفق محبته بالتحذير ويعلمهم طريق الحياة ويقضى على السلوك المنحرف والخشن فيهم، مع كل تلك الأوامر والنواهي فإنه يبقى محباً لوالديه ويقبل بهما.

التمرين وتهيئة الأرضية المناسبة

كما أشرنا سابقاً إلى ضرورة تمرين الحرية بالنسبة للطفل، ولكن السؤال هنا هو أين محل هذا التمرين، الجواب: في كل مكان يعيش به الطفل، لا شك أن أفضل الأماكن هو البيت، فهو ينمو ويتربى فيه وينشأ وتقوم، وينطق بما يريد قوله، ويقرأ الشعر ويلعب فيه. ويعبث بالأشياء و...الخ.

يجب أن تكون هذه الأعمال والتمارين مؤطرة بحد يجعل منه فرداً حراً وقادراً على الجهاد والمواجهة مع المصاعب يبدأ تمرين الحرية من اللحظات الأولى لحياة الطفل ومن أول حركة ليده ورجله وعندما يحل قماطه ويشعر بالحياة ويذوق طعم الحرية.

وفي السنوات الثانية والثالثة يعطى له حق الانتخاب بالتدريج لكي يختار الأصلح حسب إدراكه وفهمه ولكن لا ننسى قول (الكسيس كارل): إن الحرية كالديناميت خطرة ومؤثرة في نفس الوقت، يجب تعلم طريقة استعمالها، وأن يكون مستعملها عاقلاً وذا إرادة(3).

نعم يجب تدريب الطفل على الحرية، في البيت، كما يمرن على السباحة والسياقة. من الضروري جداً تشخيص أخطائه له لكي يوفق في استعمال الصحيح، يجب أن يكون مستوى التمارين وتنوعها بالشكل الذي يصيّره فرداً طبيعياً في المستقبل، وكذلك قادراً على التصميم والتنفيذ المعقول والعمل به واستثمار فوائده.

تطبيع السلوك

يكون السلوك سيء أو حسن عندما يكون له أثر سلبي أو أيجابي وتحصل العادة عليه ويكون فعل الطفل ثابتاً وقائماً على ذلك السلوك فيطلق حينئذ عليه في علم الأخلاق بالملكة أو الرذيلة(4).

لا يترتب العقاب والثواب على الأفعال المصطنعة وإنما على الفعل الذي يقوم به الفرد وهو بوعي كامل وبصورة مستمرة بحيث يصبح جزء من صفاته.

الأولياء الواعون والأذكياء يتدرجون في تطبيع فعل الطفل وبصورة ذكية وواعية ولا يشعر الطفل معها بالتثاقل من ذلك، والتوفيق في هذا الأمر يستلزم وحدة الأسلوب بين الزوج والزوجة، والتربية العلمية والتلقين الحسن والمؤثر ويضاف إليه شرط دعم الأبوين لبعضهما ووحدة العمل والسلوك، وليس من الصحيح أن يشاهد الطفل فعلين متناقضين من الوالدين. عندما يكون الأمر كذلك سيكون العمل والسلوك خال من الالم والصدمة وبدون أي إحساس بثقل ذلك. تطبيع سلوك الطفل يحتاج إلى قدوة جذابة وقاطعة. لأن الترديد والوسوسة والشك توقع الطفل في مخمصة عظيمة وغالباً ما يكون أساس ذلك الترديد هو ثنائية سلوك الأبوين والمربين.

المراقبة والتحذير

هناك أمر مهم في تدريب الطفل على الحرية وتطبيعه على سلوك جيد وهو انتباه الطفل إلى الخط الفكري الثابت للأبوين والعلم بوضعهم وأسلوبهم لكي يستطيع المقارنة بين سلوكه وسلوكهم ومن خلال ذلك يتمكن من تشخيص وضعه ومكانته.

يجب أن تكون الصورة الانضباطية للعائلة واضحة وقابلة للفهم لكي يتمكن الطفل من إدراك مواقف الأب بعنوانه القدوة لذلك الانضباط، متى يعاقب ومتى يثني ويعطي الجائزة؛ من الضروري جداً أن يعتقد بأنهما جديين وقاطعين ولديهم برنامجاً في حياتهم لكي يتمكن من تطبيق حالاته وحركاته ومواقفه على تلك الضابطة الموجودة.

الوضع النفسي للطفل قلق وأغلب تصميماته سطحية وإرادته عديمة الجذور، ينطلق بمسيره بمجرد الكلام معه ويتوقف عنه بكلام آخر، التغيير السريع للسلوك والتحول الفوري للحالات والقرارات يسبب أحياناً الانحراف عن سبيل الأولياء والعدول عن خطهم في حين أن الثبات على الخط ينتج من الثبات في العمل والسلوك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ آلسترو: علم نفس الطفل: من ص270.

2ـ رغبته بالتقليد.

3ـ طريق الحياة كَل زادة غفوري: ص38.

4ـ علم الأخلاق الإسلامية للنراقي: ج1، بحث الملكة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.