أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2018
1966
التاريخ: 2023-03-01
717
التاريخ: 8-3-2021
1801
التاريخ: 24-1-2022
1680
|
النظرية لألمانية:
ظهرت هذه النظرية فى ألمانيا فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، وانتقلت منها إلى معظم الدول الأوربية، ويعد «فخت» من أشهر المنادين بهذه النظرية. وتذهب هذه النظرية إلى أن العامل الأول فى تكوين الأمة هو وحدة اللغة، وذلك باعتبار أن اللغة تعد من أهم الصفات التى تميز الإنسان عن الحيوان بعد العقل بالطبع. وأن اللغة هى التى تساعد على نمو الحياة الاجتماعية وتوسع نطاقها فى الزمان وامكان، و لما كانت جميع الأ قوام تتكلم وتنطق إلا أنها لا تتكلم لغة واحدة وإنما تتحدث بلغات مختلفة، ولذلك فإن الأمم التى ينقسم إليها البشر يتميز بعضها عن بعض باللغة التى تختص بها دون غيرها، فاللغة تعد بمثابة القلب والروح من الأمة، والشعوب التى تتكلم لغة واحدة تكون ذات قلب واحد وروح مشتركة، ولذلك فهي تكون أمة واحدة، ويجب تبعا لذلك أن تكون دولة واحدة.
وقد تطورت هذه النظرية لتأخذ طابعا سياسيا، حيث ذهب «فخت» إلى القول بأن كل الذين يتكلمون باللغة الألمانية يؤلفون أمة واحدة، ويجب على أبناء هذه الأمة الألمانية أن يؤمنوا بهذه الحقيقة وأن ينبذوا ما بينهم من فوارق أخرى، وأن اللغة والأمة أمران متلازمان، فاللغة تجعل من المتكلمين بها جماعة متماسكة موحدة.
وقد أدت هذه الأفكار إلى تصرفهم على هذا الأساس، فكافحوا حتى كونوا دولة واحدة بعد أن كانوا موزعين على مجموعة من الدول، ثم جاءت الوحدة الألمانية بمثابة تطبيق لهذه الأفكار التى تنحصر فى أن الأقوام الذين يتكلمون لغة واحدة مشتركة يعدون أمة واحدة وذلك على أساس الوحدة اللغوية، ولذلك فإن من حقهم تكوين دولة واحدة.
وقد تأثرت بعض الدول بهذه النظرية مثل إيطاليا التى سعت إلى توحيد البلاد التى يتكلم سكانها اللغة الإيطالية، كما كان استقلال البولنديين واتحادهم على أساس أن الناطقين بالغة البولندية يعدون أمة واحدة. كما أن بعض الدول الحديثة التى تكونت فى أوربا منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر قامت على أساس الوحدة اللغوية مثل اليونان ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وألبانيا.
وقد أدى قيام الدول الحديثة على أساس وحدة اللغة إلى تفكك الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية إذ إنهما تضمان شعوبا كثيرة غير متحدة في اللغة، فقد كان لكل شعب لغته الخاصة مما أدى إلى خروج جميع الناطقين بغير التركية من حوزتها، كما خرجت جميع الشعوب التى تتكلم بغير الألمانية من دائرة نفوذ الإمبراطورية النمساوية.
ولكن هذه النظرية انتقدت من قبل بعض الباحثين الذين رأوا عدم صحتها مستندين على بعض الوقائع مثل سويسرا وبلجيكا المتعددي اللغات رغم وحدة كل منهما، كما أن هناك بعض الأمم التى تمزقت رغم وحدة لغتها مثل دول أمريكا الشمالية التى انفصلت عن إنجلترا رغم وحدة اللغة فيهما وهى الإنجليزية.
ورأى بعض النقاد لهذه النظرية أن اللغة ليست أهم الصفات التى تميز الإنسان، فهناك ما هو أهم منها مثل العاطفة والمشيئة وهى عوامل تعد أكثر تأثيرا فى تكوين الأمم من العامل اللغوي، فاللغة فى اعتقادهم تعد من العوامل الثانوية لنشوء الأمة.
ورغم ما وجه إلى هذه النظرية من نقد، إلا أن وجود الأمم التى يتكلم أبناؤها لغات متعددة، ووجود أمم انفصلت عن بعضها رغم اتحاد اللغة لا يعنى عدم صواب هذه النظرية، ولا يصح أن يؤدى هذا النقد إلى استبعاد اللغة كعامل أصيل جوهري فى نشوء الأمم. فقيام دولتي سويسرا وبلجيكا بوضعهما المعروف يرجع إلى ظروف تاريخية وسياسية داخلية وخارجية، ولا يمكن الاعتماد عليهما كدليل على عدم تأثير اللغة فى قيام الأمم.
كما أن انفصال الولايات المتحدة عن إنجلترا رغم وحدة اللغة يرجع إلى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية. فجميع سكان الولايات المتحدة انحدروا من مختلف الدول وكانوا ينتمون إلى أمم مختلفة، ولكنهم امتزجوا معا فى ظروف خاصة أحاطت بهذه البلاد ولا يوجد مثيل لها فى دول أخرى، ولذلك لا تعد دليلا على عدم ارتباط الأمة باللغة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|