يطلق عليها أيضاً الأسئلة التوجيهية أو الإرشادية حيث يتحقق بها وعن طريقها أهداف التوجيه والإرشاد، ويتحقق التوجيه والإرشاد بالأسلوب اللقائي نفسه اي عن طريق طرح الأسئلة التي تتطلب راياً ، لا تلك التي تتطلب مادة أخبارية، وكذلك عن طريق استطلاع الآراء وسبر غورها، وتناول الردود على الإجابات المضادة، واستخدام الحوار الخصب والواعي في ذلك كله.

ولا تتوقف الأسئلة من هذا النوع- على اختلافها- عند هذا الاستخدام وحده في حقل أحاديث الآراء، على أي نوع من أنواعها ، أو شكل من أشكالها ، وإنما تتعدى ذلك إلى أنواع الأحاديث الأخرى عامة، حيث يطلب الرأي، وتبرز الحاجة إلى الموقف، ويحتاج القراء إلى معرفة الدوافع والقوى، والآراء ، كما هي في أذهان المحدثين، وبعد أن تتفاعل مع أفكارهم وثقافاتهم وشخصياتهم وتكون نتيجة ذلك كله، إجابات حية، نابضة تعبر عن ردود أفعالهم بأسلوب من الأساليب

لذلك، فإن أسئلة هذا النوع تتركز على طلب التحليل والتعليق والمقارنة والنقد، والرد على أقوال الآخرين والاستنتاج، والتوقع، من خلال المناقشة والحوار والجدل الإيجابي، وبعبارة أخرى إذا قلنا. أن مجموعة الأسئلة الإخبارية تتطلب إجابات ذات مضمون محايد وموضوعي، فإن مجموعة أسئلة الرأي تغلب الذاتية على مضمون إجاباتها، حتى وإن استندت إلى أساس موضوعي، لأن الرأي حر أما الحقيقة فمقدسة ، ولكون إجابات هذا النوع من الأسئلة تحمل طايع الذاتية، وكذلك سمات أصحابها وأسلوبهم في التفكير والتعبير والتفاؤل، كما لو كانت تلك الأجوبة مرآة لأصحابها، فإنها تكون مؤثرة تماماً ، في مواقفهم وصورهم عند القراء والجماهير والسلطات، وقد تؤدي يهم إجابة من الإجابات إلى القمة أو تهبط بهم الى القاع، لذلك فإن المتحدث يفكر مرة ومرتين قبل أن يجيب على هذا النوع من الأسئلة، وقد يفكر بعدم الرد لخطورة السؤال وخطورة الجواب.

لهذا فإن إعداد هذا النوع من الأسئلة وكذلك تحريره يعد من أكثر الأنواع صعوبة، ويتطلب مقدرة خاصة، وموهبة إقناعية، وأحياناً يتطلب مقدمات عينة، أو كلمات ذات تأثير، أو مفاتيح محددة، تسبق السؤال نفسه، وتقريه إلى ذهن صاحبه، ولابد من الإشارة إلى أنه ليس أي محرر ولا كل محرر قادراً على إعداد مثل هذا السؤال الإعداد الذكي والفني المناسب، الذي يحقق الغرض، وليس كل محرر أيضاً يكون قادراً على طرحه، وعلى الحصول على الإجابة المطلوبة، بل إن إعداد هذه الأسئلة وطرحها يتطلب موهبة خاصة، وثقافة وتجربة كبيرتين، خاصة عندما يتصل الحديث بالشخصيات الهامة السياسية والقيادية التي غالباً ما يتوجه بسؤال الرأي إليها، والتي تنتظر بلادها وربما العالم كله- آراءها ومواقفها وكلمتها يشأن مشكلة من المشكلات الخطيرة، أو قضية من القضايا التي هي حديث الناس أو المجتمع المحلي أو الدولي