أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2015
2963
التاريخ: 2024-09-18
292
التاريخ: 27-5-2018
2073
التاريخ: 2024-11-17
117
|
الأمطار:
لعل عنصر المطر هو أهـم عناصـر المناخ لمـا لـه مـن ارتباطات قوية بمناطق التركزات السكانية في مناطق الوطن العربي المختلفة، وتلعب المياه بوجـه عـام، وميـاه المطر بوجه خاص، دورا حيوياً في العديد من مناطق الوطن العربي حيث مصادر المياه شحيحة لا بل حرجة، فالماء في الوطن العربي هو الحياة، ويلاحظ أن سمـة الجفـاف تسود الجزء الأعظم مـن الـوطن العربي خاصـة النطاق الصحراوي الذي يشمل الصحراء العربية الكبرى الإفريقية وصحراء شبه الجزيرة العربية، ويعد الربع الخالي الذي يقع في الجزء الجنوبي من صحراء شبه الجزيرة العربية من أشـد نطاقات العـالم جفافاً.
تتراوح كميات الهطول المطري على القسم الشمالي من شبه الجزيرة العربية وشمال مصر وصحراء سوريا (بادية الشام) ما بين 25 – 250 ملـم في السنة، وقد سجلت أقل كمية من الهطول المطري في أقصى النطاق الصحراوي في شمال السودان إذ بلغت 5 ملم في السنة. ويترتب على محدودية كميات الهطول المطري السنوية على النطاق الصحراوي العربي انعكاسات سلبية على الغطاء النباتي الطبيعي والحيوانات البرية الطبيعية والأنشطة الزراعية فيه.
تتفاوت معدلات الهطول المطري السنوية التي يتم تسجيلها في محطات الرصـد المطري المنتشرة في الصحارى العربية من عام لآخر، وفي العادة يكون مطـر الـصحراء عشوائي، وفجائي، وقصير الأجل، فمياه الأمطار الفجائية تتسرب بسرعة في رمـال الصحراء، لتسهم في نمو الأعشاب والأزهار بشكل فوري مما يدفع سكان البدو لرعيها مـن قبـل قطـعـان ماشيتهـم مـن الأغنام والماعز والجمال، وفي المناطق الصحراوية الصخرية أو ذات الغطاء الرملي الضحل والفقيرة بنباتاتها يكون تسرب المياه محـدوداً للغاية، حيث يترتب على ذلك شدة تركيز الجريانات المائية في الأودية المحلية (قصر الفترة الزمنية التي تستغرقها انسيابات الجريانات المائية من منابعهـا إلى مصباتها)، وفي حالات أخرى تتشكل جريانات مائية صفيحية (Sheet Flows محدثـة مـا يسمى بالفيضانات الوميضية أو الفجائية (Flash Floods) ويتضح من خريطة توزيع المطر في الوطن العربي أن المناطق الممطـرة تتمثل في الأطراف الشمالية والجنوبية المحيطة بالنطاق الصحراوي الداخلي فيـه (صحراء شـبه الجزيرة العربية والصحراء العربية الكبرى الافريقية)، ويتراوح الهطول المطري السنوي على الأطراف الشمالية من الوطن العربي ذات المطر الشتوي (خلال الفترة الممتدة ما بين شهر تشرين أول وشهر نيسان) الذي يتبع النظام المطري للبحر المتوسـط مـا بين 380 إلى 1015 ملم.
يعزى هذا التباين في الهطول المطري على مناطق الأطراف الشمالية إلى موقعهـا النسبي (مدى قربها أو بعدها من المسطحات المائية) من البحر، وإلى ارتفاع تضاريسها، ومدى امتداد خط الساحل المحاذي لها بالنسبة لاتجاه الرياح، إذ تبلغ كميات الهطول المطري أقصاها على السفوح الشمالية لمرتفعات سلاسل جبال أطلس المحاذية لسواحل بلاد المغرب العربي، وعلى السفوح الغربية لمرتفعات لبنان الغربية المحاذية لسواحل بلاد الشام والتي يزيد الهطول المطري السنوي عليها عن 1000 ملـم، بعـضـه هـطـول ثلجي أفاد في تطوير منتجعات الأرز اللبنانية للتزلج؛ وتقل كميات المطر كلما اتجهنا نحو الداخل على النحو التالي:- ففي المدن المطلة على سواحل البحر المتوسط في المشرق العربي والمغرب العربي، بلغت معدلات الهطول المطري في مدينة بيروت 880 ملم ، ومدينة الجزائر 745 ملم، ومدينة الكرمل 800 سلم. أما في الداخل فسجلت معدلات الهطول المطـري السنوية في مدينة نابلس 600 ملم، وفي مدينة عجلون550 ملم، وفي مدينة دمشق 250 ملم.
تتساقط الثلوج في الشتاء على المرتفعات الجبلية العاليـة مـن الـوطن العربي، خصوصاً فوق السلاسل الجبلية الواقعة إلى الشمال من خط عرض 33 شمالاً، فتهطل الثلوج مرة أو مرتين فوق المرتفعات المحيطة بمدينة القدس حيث بلغت كميـة الثلوج الهاطلة عليها عام 1920 نحو 0.9 م، وفي عام 1992، تساقطت الثلوج بغزارة في شهري كانون الثاني وشباط على المرتفعات الشمالية والجنوبية الأردنية، وقد تراوحت كميات الثلوج الهاطلة على مدن دمشق وعمان والقدس ما بين 350 – 508 ملـم، ولأول مرة في تاريخ مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، هطلت الثلوج عليها عام 1987، كما هطلت الثلوج على واحـة البريمي الواقعة بمحاذاة الحـدود الإماراتية العمانية.
أما الأطراف الممطرة الجنوبيـة مـن الـوطن العربي، فهي ذات مطـر مـوسمي (صيفي)، وتشمل مرتفعات اليمن، وعسير، وجنوب ووسط السودان، وجنـوب ووسط الصومال، وجنوب وجنوب غرب موريتانيا، وتهطل خلال الفترة الممتدة مـا بين أشهر نيسان وأيلول على مناطق جنوب غرب المملكة العربية السعودية أمطـاراً موسمية أوروغرافية (تضاريسية) تتراوح ما بين 500 – 1000 ملم. ففي النطـاق المحصور بين درجتي عرض 13 - 17 شمالاً، تهطل الأمطار الموسمية خلال فترتين متباعدتين: تبدأ الفترة الأولى بعد تحرك أشعة الشمس باتجاه الشمال في نهاية شهر نيسان وأوائل شهر أيار ،أما الفترة الثانية فتبدأ بعد تحرك الشمس باتجاه الجنوب في شهر آب، وعليه فإن النطاق يسوده نظام مطري ثنائي القمة، الأول في نيسان والثاني في نهاية الصيف (شهر آب).
تبلغ الأمطار الموسمية أقصاها في الجنوب وتقل تدريجياً كلما اتجهنا شمالاً على النحو التالي: ففي مدينة جوبا في جنوب السودان بلغ معدل الهطول المطـري الـسنوي 970 ملم الملكال إلى الشمال من جوبا 830 ملم، وفي الأبيض 350 ملـم، وفي الخرطوم 180 ملم. ومن الملاحظ أن الأطراف الجنوبية لجنـاح الـوطن العربي الإفريقي يهطل عليها الأمطار الشتوية بفعل أعاصير البحر المتوسط الشتوية، كما الحال بمرتفعات الأحجار (أو الهقار)، وسواحل الصومال الشمالية، وتهطل الأمطـار، الشتوية كذلك على شمال مرتفعات عسير وساحل تهامة في جناح الوطن العربي الآسيوي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|