أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2018
1581
التاريخ: 5-3-2022
1066
التاريخ: 16-11-2021
1938
التاريخ: 8-10-2016
1952
|
التوازن والتحمل البيئي
يمتاز أي وسط حيوي (بيئي) بقدرة محددة على تحمل أو إعالة الكائنات الحية (حيوانية ونباتية) بما فيها الانسان, وإذا زاد حجم المستعمرات الحيوية عن مقدار الحمولة البيئية يظهر ضغط Stress على الوسط الحيوي وموارده، مما يؤثر في نوعية هذا الوسط من جهة وفي الكائنات الحية الأخرى من جهة أخرى. ومن المتوقع إذا زادت الضغوط (أو المتغيرات) البيئية أن تتعطل القدرة الحيوية عن استمرارية النمو أو التزايد، وربما هلاك الكائنات الحية. ويمكن تمثيل العلاقة بين حجم المستعمرات الحيوية ومقدار الحمولة البيئية في أشكال بيئية، مع الأخذ بعين الاعتبار تثبیت عامل (أو متغير) الحمولة البيئية عند نقطة ما تمثل الحد الأقصى لهذه القدرة، أو السقف الذي لا يمكن للمستعمرات الحيوية أن تتجاوزه والآن ماذا يحدث لنمو حجم المستعمرات الحيوية من الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية؟ ومن الممكن في هذا المجال تصور ثلاثة أوضاع هي:
1- زيادة أو نمو حجم المستعمرات الحيوية حتى تصل إلى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية، ثم يهبط هذا النمو فجأة إلى الصفر.
2- يتناقص معدل زيادة أو نمو حجم المستعمرات الحيوية عند الاقتراب من مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية، ثم يهبط النمو إلى الصفر.
3- يتجاوز حجم المستعمرات الحيوية مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية، ليتناقص بعدها حجم المستعمرات الحيوية بسبب نقص المواد (الغذائية وغيرها)، ثم يتذبذب حجم المستعمرات الحيوية أعلى وأسفل مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية (شكل 12).
يتضح مما سبق أن التوافق الفوري بين حجم المستعمرات الحيوية ومستوى قدرة الحمولة البيئية في الحالة الأولى (شكل 12 أ) غير متوقع أو محتمل الحدوث، لأن الميكانيكية التي تؤدي إلى التغيير الفجائي في معدل نمو المستعمرات الحيوية غير واضحة (.Haggett 1972)، كما أن هذه الفرضية غير مدعمة بأدلة وصفية أو رقمية عن أعداد الكائنات الحية المختلفة. ويبدو أن الوضع الثاني (شكل 12 ب) المذكور آنفاً أكثر عقلانية وقبولاً، حيث يصبح معدل زيادة حجم المستعمرات الحيوية عندما يقترب العدد الكلي لها من مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية. وأيا كان الأمر، يتطلب الحل الثاني أو التوافق المتوالي (أو المتدرج) بين المجتمع الحيوي والحمولة البيئية توفير معلومات أكثر عن حدود القدرة الاحتمالية للبيئة، وعمليات الضبط الحيوي والاجتماعي لمعدلات المواليد كما هو الحال بالنسبة للسكان.
أما الوضع الثالث (شكل 12ج) الذي يمكن حدوثه فهو أنه مع اقتراب عدد السكان (كمجموعة حيوية) مثلاً من مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية، فإنه يعمل من خلال التغييرات في معدلات المواليد والوفيات، فزيادة عدد السكان عن مستوى قدرة الحمولة البيئية يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بسبب نقص المواد كالغذاء وحدوث المجاعات وانخفاض معدلات المواليد، وبالتالي يؤدي هذان العاملان إلى خفض عدد السكان دون مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية، وبمعنى آخر فإن تجاوز عدد المستعمرات الحيوية أو تدني أعدادها عن مستوى الحد الأقصى لقدرة الحمولة البيئية يعد من خصائص المجتمعات الحيوانية، إذ تتعاقب فترات وفرة الأنواع الحيوانية مع فترات تناقص أو ندرة تلك الأنواع وفق نسق منتظم.
ونظراً لأن التعدادات السكانية مثلاً لم تتوافر إلا منذ نهاية القرن الثامن عشر، فإنه من الصعب تقييم أنسب النماذج السابقة التي توضح العلاقة بين الحمولة البيئية وعدد السكان، وقد كشفت الاتجاهات التاريخية لأعداد سكان العالم، بأن نمط النمو السكاني (الأسس) الراهن هو حديث العهد، كما أن سكان العالم في المراحل الحضارية الأولى كانوا يخضعون في معدلات نموهم وأعدادهم للمحددات المالثوسية وأبرزها المجاعات والكوارث الطبيعية كالفيضانات وغيرها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|