1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : معلومات جغرافية عامة :

موارد أخرى في العالم

المؤلف:  أ.د. الهادي مصطفى، أ.د محمد علي الاعور

المصدر:  الجغرافيا البحرية

الجزء والصفحة:  ص 275 ـ 280

2025-05-12

63

يمثل ماء البحر مورداً جذاباً للمواد الخام لأسباب كثيرة أولها، أن ماء البحر وفير وهو من الوفرة والغنى حتى إنه مهما بلغ استعمال الإنسان المياه المحيط بأي معدل يمكن تخيله فإنه لن يستخرج من معادن المحيط وأملاحه ما يلحق الاستنزاف حتى بجزء صغير من مساحته الشاسعة لبضع سنين وفضلاً عن ذلك فإن ما يستقبله المحيط سنوياً من موارد ومواد متعددة عن طريق تعرية الكتل القارية يساوي بل ويزيد عما يستخرجه الإنسان منها من المحيط فماء البحرمزيج مركب يضم حسب أحدث المعلومات حوالي ثمانين عنصراً، وقد بات معروفاً أن أكثر من (95%) من المواد الذائبة بمياه البحر تتكون من الكلورايد والسلفات والبروميد والبايكربونيت والصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم، كما يحتوي العديد من المكونات الأخرى التي لا بد منها للحياة النباتية والحيوانية. وباستثناء الملح، الذي يقدر إنتاجه الآن بحوالي ستة ملايين طن، والمستخرج غالباً بواسطة استعمال الطاقة الشمسية وفي أغلب جهات المناطق المدارية، وشبه المدارية والذي عرف استعماله في الطهي وحفظ اللحوم، والأسماك منذ أكثر من أربعة آلاف عام والذي بدأ يستعمل وعلى نطاق واسع في إذابة الجليد والثلوج المتراكمة على الطرق السريعة في الأقاليم الصناعية، وكذلك مساهمته في العديد من صناعات الأدوية التي بدأت تهتم أكثر من أي من وقت مضى بمحاولة استخلاص ما يمكن أن يكون علاجاً ناجحاً لبعض الأمراض، ذلك أن الفنيقيين قد عرفوا على سبيل المثال، ولأكثرمن ألفين وسبعمائة عام خلت، استخدام بعض الأعشاب البحرية كوسائل للعلاج، وقد ظهرت حالياً مجموعة من الأدوية المستخلصة من النباتات والحيوانات البحرية والتي ينتظر أن يزداد عددها مع تقدم وسائل البحث العلمي في مجالات صناعة الأدوية التي تهتم في الآونة الأخيرة بالتركيز على دراسة الطحالب البحرية المتنوعة التي اشتق منها العديد من العقاقير الطبية ومما تجدر الإشارة إليه بخصوص تحويل العناصر الطبيعية المختلفة التي تحتويها مياه البحار والمحيطات إلى إنتاج مادي ملموس يعتبر مرحلياً على الأقل من الأمور الباهظة التكاليف، والتي تحتاج إلى تكنولوجيا متطورة جداً، لأن معاملة محلول البحر يجب أن تكون حسب أصول فنية معقدة ومختلفة يحددها العنصر المراد الحصول عليه .فمن المعروف مثلاً أن العلماء الألمان حاولوا عقب الحرب العالمية الثانية استخلاص الذهب من مياه البحر ومستحضرات كيميائية أخرى، غيرانهم وجدوا أن التكاليف لا تغطي قيمة الذهب المستخرج .Bromideكما يستخرج اليود من تحليل بعض الأعشاب البحرية التي كانت المصدر الأساسي للحصول على هذه المادة الهامة والتي تحول الحصول عليها الآن إلى رواسب نشرات اليود في صحراء تشيلي كما يعتبر البرومايد  من العناصر القليلة التي يقتصر وجودها على مياه البحار والمحيطات ذلك أن (99%) من هذا العنصر يأتي عن طريق المياه البحرية وقد عرف الفينيقيون منذ زمن طويل استخراج بعض مشتقات البروم من القواقع البحرية بغية استعمالها في صناعة المنسوجات وتعتبر مياه البحر الميت، أهم  مصدر للحصول على هذا العنصر ومشتقاته التي تستخدم وعلى نطاق واسع في صناعة الأفلام والأصباغ بأنواعها، وفي بعض المستحضرات الكيميائية الحربية وفي بعض العقاقير الطبية أيضاً للعديد من أن الكثير من المعلومات الهامة عما تختزنه المسطحات المائية ومع المعادن قد عرف منذ رحلة السفينة تشالنجر Challenger في الفترة ما بين (1872 - 1876 إفرنجي) إلا أن جمع المعلومات الكافية عن بعض تلك المكونات قد تأخر إلى الأربعينات من هذا القرن. فالمغنسيوم على سبيل المثال لم يبدأ في استخراجه من مياه البحر إلا في عام 1941 إفرنجي وذلك بعد أن طورت الوسائل اللازمة لذلك، ذلك أن استخراج طن واحد من المغنسيوم البحري يحتم معاملة ما مقداره كيلو متر مكعب من الماء، علماً بأن الإنتاج الحالي من هذا العنصر يقارب حوالي (400) ألف طن سنوياً .هذا ويستخرج البوتاسيوم من مياه البحر وإن كان على نطاق ضيق، إذ وجد أن استخراج هذه المادة من البحار الداخلية يعد أوفر في تكاليفه من البحار المفتوحة كما هو الحال مع مياه البحر الميتأما أهم العناصر الأخرى التي بدأ تعدينها من مياه المحيطات فتشمل القصدير، والنيكل والكوبالت والنحاس والفوسفات التي ظهر تواجدها بوفرة في العديد من المناطق البحرية، والتي ستصبح ذات أهمية كبرى متى أصبح اللجوء إليها أمراً تفرضه الظروف التي لم تسمح بعد بتطوير الخبرات والمعدات التقنية اللازمة لذلك. لقد كان البحر دائماً معطاء كريماً، حيث عرف سكان منطقة الخليج العربي صيد بعض الأصداف التي يستخرج منها اللؤلؤ الذي كان أحد المصادر الهامة للدخل لقطاع هام من سكان تلك السواحل غير أن تحولاً كبيراً قد طرأ من على تلك الحرفة بعد أن تبين أن تلك المياه تحتوي على كميات هائلة من النفط الخام. ومن المعروف أن بعض اليابانيين يقومون الآن بتربية اللؤلؤ الذي أصبحت له أهمية تجارية كبرى، كما أن صيد وتربية الأصداف أصبحت هي الأخرى ذات أهمية خاصة كما أن صيد الإسفنج كان من الأمور التي مارسها الإغريق منذ أمد طويل والتي لا زالت تمارس من قبل العديد من الدول ذات المنطلق البحري ذلك أن الإسفنج ما هو إلا حيوان بحري ينمو في كثير من بحار العالم، ورغم أن صيد الإسفنج يعد من الأمور الشاقة حتى على المحترفين حيث أن جزءاً كبيراً منه يصطاد من قبل الغواصين، إلا أنه لا يزال يحظى بسوق رائجة الاستعمال في أغراض متعددة. وكما عرف العالم القديم صيد اللؤلؤ والأصداف والإسفنج، فإنه عرف، وربما بإقبال أكثر صيد المرجان المتعدد الأنواع وذلك لشدة الطلب عليه واستعمالاته كأدوات للزينة بالدرجة الأولى حيث إن البحر الذي بدأ يمدنا بما لا يحصى من الموارد التي بات بعضها يظهر شحاً واضحاً على اليابس والذي مع استمرار اتساع أفق المعرفة سيضاعف من الإسهام في تطلعاتنا نحو حياة أفضل يجدر أن نوليه المزيد من الاهتمام، والمحافظة على نقاء بيئته وإيجاد أفضل السبل لاستغلال ما يزخر به من كنوز فنظرتنا اليوم إلى هذه المسطحات باعتبارها سلة مهملات كبرى لكل مخلفاتنا، حولت الكثير من شواطئها إلى منطقة مخلفات وأصبحت مياهها تعج بما لا يحصى من النفايات الضارة فتغير لونها وتبدل طعم أسماكها وأصبحت خطرة على الصحة العامة بشكل غير خاف على أحد، وبالذات على طول السواحل ذات الكثافة السكانية العالية كما في غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة حيث التركز الصناعي الذي يعتمد في متطلباته المائية على تحلية المياه القريبة منه.

كما أسهمت حركة نقل مصادر الطاقة النفطية في الإسراع بتلوث معظم مياه المناطق التي ترتادها أو الطرق التي تسلكها والتي غالباً ما تنتشر في معظم البحار والمحيطات العالمية كما أن اختيار بعض المناطق البحرية لإجراء التجارب النووية قد عرفته الكثير من المناطق البحرية وبالذات في منطقة المحيط الهادي الجنوبية ومنطقة الدائرة القطبية الشمالية. يضاف إلى ذلك من السفن والغواصات البحرية التي تستخدم الطاقة النووية كوقود وما يترتب على ذلك من إمكانية تلوث المياه التي تبحر خلالها ولعل أخطر ما يمكن أن يصيب الأحياء البحرية من مشكلات التلوث إنما يكمن في تلك الحاويات التي أصبحت تعرفها الكثير من قيعان المحيطات المهددة بنقايا وبقايا المفاعلات الذرية التي تخدم العديد من الأغراض على اليابسة، فتلك الحاويات وإن نالت اتخاذ ما يلزم من إجراءات الأمن والسلامة، إلا أنها مع الوقت قد ينالها بعض العطب لسبب أو لآخر، مما قد ينجم عنه بالتالي تلوث البحار والمحيطات، ذلك أن جل بحارالعالم تشهد حركة غير عادية فيما يخص حركة النقل والتجارة أو فيما يتعلق بالبحث واستخراج النفط والغاز الطبيعي، كما تشهد مياهها حركة مستمرة للصيد كما أن الوقت قد حان لبدء عمليات تعدين الكثير من المعادن والتصنيع والخامات الهامة التي ثبت وجودها فوق العديد من قيعان البحار والتي من أهمها تعدين خامات النحاس والنيكل والكوبالت التي ثبت وجودها وبكميات كبيرة في شرقي المحيط الهادي والبحر الأحمر الذي ثبت غنى قاعه بالكثير من الخامات المعدنية كالحديد والمنجنيز والزنك والنحاس ومع أن عمليات تكرير مياه المجاري التي بدأت في العديد من الدول الصناعية للمحافظة على البيئة البحرية من خطر التلوث العام إلا أن كميات كبيرة من المواد السامة لا زالت تصل إلى كثير من المياه البحرية، مما أفقدها الجانب الترفيهي والعلاجي الذي كان يمارس عليها مما جعل الكثير من سكان المناطق الساحلية مع أخذ العوامل المناخية في الاعتبار، يلجئون إلى المناطق التي باتت الطيور التي كانت تعتاد ارتياد تلك السواحل في بعض الأوقات قد تخلت عن هجرتها الموسمية تلك فعلى سبيل المثال تبين أن أثر مفعول بعض المبيدات الحشرية التي تستعمل للأغراض الزراعية والتي يصل بعضها إلى المياه البحرية قد ظهر أثرها على طيور البجع التي تتخذ من الدائرة القطبية الجنوبية مكان إقامتها وهو الأثر الذي ظهر على العديد من الأنواع السمكية قرب مصاب الأنهار فالتعاون الدولي ممثلاً في إقرار قانون البحار من الغالبية المطلقة من الدول وما تنادي به الكثير من الحكومات من جعل كل من البحرالمتوسط والمحيط الهندي مناطق منزوعة من السلاح النووي والمعارضة الشديدة وحملات الاستنكار ضد التجارب النووية الفرنسية جنوب المحيط الهادي وما تقوم به جماعات حماية البيئة من استنكار لزيارة السفن الحربية النووية لموانئ بلادها والمعارضة القوية التي أبدتها دول جنوب شرق آسيا لما تنوي الولايات المتحدة القيام به من حرق مئات الأطنان من أسلحتها الكيميائية المنقولة من ألمانيا الغربية في إحدى الجزر المرجانية جنوبي المحيط الهادي، إلى جانب الحد من الحروب الإقليمية سيثمر مع الوقت في الإقلال من أخطار البيئة البحرية التي سينعكس استفحالها على الحد من النشاط البشري، الذي يسعى جاهداً في أن تصبح البحار والمحيطات مصدر رزق للملايين الذين بات سطح الأرض يئن من اضطراد كثافتهم، وانتشار المجاعة بين الملايين منهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جودة حسنين جودة: جغرافية البحار والمحيطات - الإسكندرية 1982 إفرنجي ص623.

The Times Atlas of The World 1983 119 (1)

Geographic Atlas of the World Stockholm 1984 p.48. (1)

(1) جودة حسنين جودة جغرافية البحار والمحيطات - الإسكندرية 1982 إفرنجي ص630

EN