أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022
2477
التاريخ: 14-3-2022
2566
التاريخ: 2023-03-30
1939
التاريخ: 14-3-2022
2044
|
كسوف الشمس Sun Eclipse
ان الشيء الغريب هو أن هذا الكائن الصغير. وهو القمر يستطيع حجب قرص الشمس الهائل، ويمنعنا من أخذ نور شمسنا العظيمة.
أول تسجيل لأرصاد كسوف الشمس في الحضارات القديمة، كان في الصين منذ حوالي 4 آلاف سنة ق.م. وكادت المراصد الصينية أن تنافس أرصاد الفلكيين في بلاد ما بين النهرين دقة وحساباً. ففي كل سنة ونصف يحدث كسوف كلي أو جزئي للشمس. ويلاحظ في جزء معين من بقاع العالم. مع ملاحظة تنقل المراقبين من مكان إلى آخر. مرة نراهم في طوكيو ومرة أخرى في كاليفورنيا، ومرة أخرى في الخرطوم. ومن على رأس هذه البعثات المراقبة. هو الفلكي «دونالد منزل» الذي رأس وسجل بعد سنة مئات الكسوفات للشمس. ففي عام 1953 سجل هذا الفلكي ثلاثة كسوفات كاملة للشمس.
شكل (1): كسوف شمسي
شكل (2)
ويدرس علماء الفلك نوعاً معيناً لأشعة الشمس التي تكون على القمر وقت الكسوف. لأنها مهمة لهم، هذه الأشعة هي التي تمثل التاج (الهالة). وهي أشعة الشمس المضيئة التي تبدو حول قرص القمر بعد ظاهرة الكسوف الكلي، يصل غاز الأيون إلى الأرض. إذاً هو جزء من دراسة الأرض.
هذه الدراسة ليست سهلة بسبب أن قرص القمر يحجب قرص بقعة سوداء. فلا يظهر منها إلا الهالة Corona ينبغي أن يكون الراصد في خط مستقيم مع الشمس والقمر ونقطة الخط المستقيم. مثل هذا يكون في معظم الأحوال في المحيط الهادي أو الأطلسي في مواضع يتعذر الوصول إليها والدراسة منها بدقة. وإذا أسعد الحظ رجال الفلك، بأن يكونوا وقت الكسوف في ذلك الخط المستقيم، أمكنهم أن يدرسوا ما يسمى الحلقة الماسية. وهي أشعة الشمس عندما تقع على واد من أودية القمر في نهاية الكسوف أو صورة الحلقة الماسية التي لا تدوم سوى ثوان هي الفرصة الذهبية لدراسة غاز الأيون الصادر من الشمس مباشرة. وقبل وصوله إلى الغلاف الجوي للأرض، ومعنى ذلك أن أولئك الفلكيين لا يفعلون ذلك لمجرد الهواية. بل لأغراض عملية. وهي دراسة التركيب الكيميائي لغازات الشمس.
ويعتقد بأن هذه الغازات هي أصل كيان الأرض والقمر. هؤلاء العلماء لا يدرسون الكسوف برؤيته وتصويره بالتلسكوب فقط، وإنما ابتكروا أساليب علمية معقدة للاستفادة من فرصة الكسوف إلى أقصى حد. فهم ينظرون إلى صورة الكسوف في مرأة تسمى الكولوستات Coelostat أي مرآة السماء، وهذه فيها منعكسة تسمى بمسجل الطيف Spectrograph ليتمكنوا من رؤية أدق تفاصيل الأشعة الغازية دون أن يؤدي رصد الأشعة نظرهم، والغريب هو أن ما يعني الفلكيين هو دراسة الدائرة المظلمة التي تحجب الشمس عنا عند الكسوف. لأن هذه الدائرة تسمى الظل Umbra هي ليست مظلمة كلها عندما ترصد بالتلسكوبات الضخمة. فالأشعة التي تحصل عليها، تظهر لنا أشكالاً وهيئات من سطح القمر. مما تعيننا على دراسة الغازات الشمسية.
ويبلغ من حرص الفلكيين على دراسة هذه الغازات. أنهم يستعينون في تلك الدراسة بالأقمار الصناعية التي يتحرون ان تكون واقعة ساعة حصول الكسوف في منطقة الظل لتصور الأرض والقمر في آن واحد. ولما كانت ظاهرة الكسوف ظاهرة متحركة غير ثابتة فإن الدارسين ينظرون ويسجلون بالصور وأفلام الفيديو وغيرها من الوسائل الحديثة ذات تقنية عالية متخصصة بتحرك القمر في ضوء الشمس وحجبه هذا الضوء، وأهم ما يعنيهم هي حالة ي تقع عليها أشعة الشمس المتوهجة. ويمكن رؤية وتحليل تلك الأشعة بغاية الدقة لهذا فإن الراصدين يقومون بعملهم من مراصد متحركة على سيارات، تتابع مسير القمر وهو يحجب الشمس لكي يستطيعوا أخذ أطول فترة ممكنة للدراسة. فعند دراستهم لكسوف الشمس 1970 الذي تمت رؤيته في أكمل صورة في المكسيك. انتقلوا بسياراتهم ومعاملهم من ساحل المحيط الهادي إلى ساحل المحيط الأطلسي، واستمروا يدرسون ويسجلون ظاهرة الكسوف لأكثر من 23 ساعة متوالية. ولم يعرف التأريخ كسوفاً أتم وأكمل من كسوف سنة 1970. والذي تمت رؤيته في المكسيك. لقد رآه ما يفوق الخمسين مليون إنساناً، ورصده وتتبعه نحو مائتي عالم فلكي أتوا من كل نواحي الأرض، وأقيم مركز علمي فلكي في مياهو تلان على بعد 600 كم من جنوب مدينة المكسيك. حيث أقيم مرصد فلكي مؤقت من الألمنيوم والخشب لوضع المسجل الطيفي، في موضع محكم، تحولت القرية المكسيكية إلى مجمع علمي كبير ضم 700 عالم من علماء الفلك من كل نواحي المعمورة. توصلت بعثات الرصد من وراء دراسة وتسجيل هذا الكسوف إلى نتائج ذات أهمية عظمى. فقد درست طبيعة غاز الأوزون بعيداً عن جو الأرض، وتسع غازات أخرى دراسة تامة.
على أساس هذه الدراسة تمكنت المركبات الفضائية من أخذ عينات ممتازة من هذه الغازات وتمت دراستها، وابتكرت وسائل جديدة لاستخراجها بنقاوة في الطبقات العليا من جو الأرض. ويجري الآن تحضير كميات ضخمة من هذه الغازات لأغراض الصناعة، وتبلغ القيمة الاقتصادية لهذه الغازات المحضرة أربعة أضعاف ما أنفق على عمليات الرصد. فمن هذه الدراسة تتوصل لحقيقة تكوين أرضنا والكواكب الأخرى. وقد تكون هذه الدراسة ذات عون اقتصادي في الطاقة للإنسان في المستقبل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|