أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2022
2035
التاريخ: 2023-09-13
768
التاريخ: 2023-06-10
687
التاريخ: 23-2-2022
1557
|
الفلك عند البابليين
يذكر جورج: Aaboe Asger ، في كتابه ثقافة البابليين، وكتابه النظريات الكوكبية للبابليين. إضافة إلى شهادة الكثير من المؤرخين الغربين، من أمثال سارتون، بنجر، روشبرج ....
تضمن علم الفلك البابلي الطرق والنظريات الفلكية التي وضعت في بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث)، والذي ورثته بابل في وقت سابق من المفاهيم المتقدمة في سومر وكان علم الفلك البابلي الأساس لكثير من التقاليد الفلكية التي وضعت في وقت لاحق في علم الفلك اليوناني والهلنستي، وفي علم الفلك الفارسي الساساني، وفي علم الفلك السريالي والبيزنطي، وفي علم الفلك الإسلامي في العصور الوسطى، وعلم الفلك أوربا الغربية (1).
ووفقاً Aaboe Asger يمكن العثور على أصول علم الفلك الغربي في بلاد ما بين النهرين، وإن جميع الجهود الغربية في العلوم الدقيقة أحفاد وبخط مباشر لأعمال علماء الفلك البابلي المتأخر. الحقيقة أن أكثر أسماء النجوم عند السومريين يرجع إلى تواصل الاستمرارية مع العصر البرونزي المبكر ويرجع أقدم النصوص حول الفلك عند البابليين إلى تاریخ 1200 ق.م.
يرجع بداية تأريخ علم الفلك في بلاد ما بين النهرين، والعالم، مع السومريين الذين طوروا في أقرب وقت كتابة هذا النظام المعروف حول المسمارية إلى 3500 - 3200 قبل الميلاد حيث طوروا شكلاً من أشكال علم الفلك الذي كان له التأثير على تطور العلم الفلكي عند البابليين.
والذي أعطى للآلهة الكواكب دوراً مهماً في أساطير بلاد ما بين النهرين والدين، مع السومريين. وكان للنظام الستيني ما يسهل عملية الأعداد الكبيرة والصغيرة جداً، والممارسة الحالية في العالم لنظام 360 درجة ، والدرجة تساوي 60 دقيقة كلها ترجع بدايتها إلى السومريين (2).
خلال القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، وضع علماء الفلك البابلي نهجاً جديداً، وهو المنهج التجريبي الفلك، والذي بدأ دراسة الفلسفة التي تتعامل مع الطبيعة المثالية للكون. وبدأ يعمل على منطق داخلي ضمن أنظمتها الكوكبية التنبؤية. وكانت هذه مساهمة مهمة في علم الفلك وفلسفة العلم (3).
وقد أشار بعض العلماء إلى ان هذا النج الجديد هو الثورة العلمية الأولى. وقد اعتمد هذا النهج الجديد في علم الفلك وتطويره في مجال علم الفلك اليوناني والهنستي على المصادر الكلاسيكية اليونانية واللاتينية.
وكثيراً ما استخدم من قبل الكلدانيين في بلاد ما بين النهرين، وكان من بينهم الكهنة والكتبة المتخصصين في علم التنجيم وغيرها من أشكال الضرب بالغيب.
وقد نجا الفئات من العلم الفلكي البابلي، وتتألف معظمها من ألواح الطين المدونة بالنصوص. وحسب المؤرخين الكبار من العالم الغربي، يعتبر البابليون أول من وضع محاولة ناجحة للغاية لعلم الفلك، مع إعطاء وصف رياضي للظواهر الفلكية، حيث اعتمدها ويشكل حاسم كافة علوم الحضارات اللاحقة (4)
اهتم البابليون القدماء بعلم الرياضيات والفلك كثيراً ولكن هنالك ملاحظة على أن البابليين اهتموا وطوروا الرياضيات أكثر من اهتمامهم بالفلك، ولكن هذه الملاحظة التي تماماً. أطلقت على البابليين من بعض كتاب التأريخ ليست صحيحة حاسم وبعود ذلك التقدير الخاطئ لسببين هما:
أولا: الخلط الفلك البابلي القديم والفلك الكلداني المتأخر أو السلوقي، مع العلم أن الاكتشافات الرئيسية تمت على أيدي الكلدانيين.
ثانياً: لم يكشف عن العبقرية الرياضية القديمة إلا حديثاً على يد " نويجباور Neugebuuer " و " توربو – دانجان "Thureau-Dangin. وبين أن البابليين هم الذين وضعوا الأسس العلمية الرياضية التي لولاها لم يقم عليها الفلك العلمي ولا سيما الحديث منه، وأول الرائدين في علم الفلك البابلي هو الاب اليسوعي " فرانز كسافیر كوجلر Franz Xaver ,Kugler، كذلك البحث الذي قام به " آتو نويجيبور ,Otto Neujebauer تفسير الفلك الكلداني أو الفلك السلوقي المتأخر.
كما أن هذه الأقوام اخترعت من الأرصاد الفلكية الكثير. إذ استعمل الملك الأشوري "توكلي تورنا الأول 1260 - 1232 ق.م." نوعاً من المرقب النجمي في تجديد بناء القصر في مدينة آشور. وقد ذكر هذا النص في كتاب " الفلك البابلي Babylonion Astronomy» لمؤلفها ت. أولمستيد A.T.OImstead "، كما أنهم عرفوا شكلاً بسيطاً من المزاول الشمسية، إلى جانب الساعات المائية. وقد شغلهم التنجيم والعراقة أكثر مما هو في رصد النجوم.
لقد استخدم البابليون تقويمهم استناداً أساسياً إلى القمر فستهم تتكون من 360 يوماً، وعن تقسيم اليوم والنهار إلى 360 قسماً متساوياً، فهم استخدموا النظام الستيني الدقيق، علماً بأنهم جعلوا شهوراً ذات الـ 39 يوماً وأخرى 30 يوماً، ويرجع هذا الالتزام في التناوب بين الأشهر ذات الـ 29 يوماً و 30 يوماً إلى اختلاف و تفاوت بين التقويم البديهي المسلم به وبين مشاهدات أول هلال، ولذا صار التجاوز عند ذلك التناوب ضرورياً بعض الأحيان، فيكون معك 12 شهراً قمرياً 354 يوماً قصيراً. ولو أضافوا شهراً آخر، أي يصبح ثلاثة عشر شهران فيكون 384 يوماً طويلاً، بالنسبة لقياس السنة الشمسية.
ولأجل التوافق بين نظام السنة الشمسية والسنة القمرية لا بد من إضافة شهر. وقد أضيف بنظام بحيث يضيفوا شهراً آخر كل ثمان سنوات تمر، فتصبح السنة 13 شهراً، وقد حدثت هذه الإضافة في زمن دولة أور الثالثة (2294-2187 ق.م.). بدليل ما أمر به حمورابي في إحدى رسائله إلى جميع ولاته بإضافة ذلك الشهر وصار التقويم البابلي نموذجاً يقتدي به التقويم اليهودي والإغريقي والروماني، قبل إدخال التقويم اليوناني 45 .ق.م. فالتقويم الكنسي هو نفسه التقويم البابلي الذي ما زال مستمراً إلى يومنا هذا.
علماً بأن السنة الشمسية تزيد على السنة القمرية 11 يوماً وتسمى الأيام المكبوسة 354 - 365= 11 يوما). وهي الزيادة الحاصلة في عمر القمر كل سنة، ويعزي اختراع الأسبوع إلى البابليين، فهو يضم سبعة أيام. ولكن الأسبوع البابلي لا يشبه أسبوعنا الحالي حيث تكون بداية الأسبوع تلائم بداية الشهر، وأعطوا لكل نهاية في الأسبوع من الشهر أهمية فمثلاً نهاية السابع من الشهر، ونهاية 14 منه وكذلك 21، 28 حيث كانت أشياء تحرم حتى على الملوك في هذه الأيام.
فأسبوعنا الحالي يختلف عن الأسبوع البابلي القديم في كون أيامه مستمرة ثم يأتي الأسبوع الآخر ويستمر بعده وهكذا، لقد أدخل البابليون الساعات المتساوية وهي ؛ فكرة فلكية أساسية، حيث بدون هذا التقسيم يصبح الحساب الفلكي في حالة اضطراب شديدة، وساعاتنا اليوم مأخوذة من فكرة الساعة البابلية التي قسمت اليوم إلى ساعات متساوية لكل من الليل والنهار، فضلاً عن التقويم الحصري من ناحية عددها.
وجاء المهم من أرصادهم هو رصد كوكب الزهرة. وقد عثر على الألواح الخاصة بها في عصر الملك " أمي صادوقا 1921 – 1901 ق.م. "، وهو الملك العاشر الدولة الآمورية التي كان حمورابي سادس ملوكها. وتطلب فهم هذه الألواح كثير من الباحثين في هذا الحقل وقد جاء في اللوح شكل (1).
شكل (1): يوضح لوح بابلي من زمن الملك امي - صادوقا، وكانت حضارة البابليين أول حضارة معروفة لامتلاك النظرية الوظيفية للكواكب functional theory of the planets القرن السابع ق.م ..
" إذا اختفت الزهرة في الشرق في اليوم الواحد والعشرين من شهر آب، أو ظلت مختفية في السماء شهرين و11 يوماً، ثم شوهدت في الغرب في اليوم الثاني من شهر " أرخسمنا " فمعنى ذلك أن أمطاراً سوف تهطل على البلاد. وأن خراباً سوف يحل بها في السنة السابعة، وإذا اختفت الزهرة في الغرب في 25 من تموز وظلت مختفية في السماء سبعة أيام، ثم شوهدت في اليوم التالي من بعد في الشرق، فستهطل أمطار في البلاد وسيقع الخراب بها في السنة الثامنة وإذا اختفت الزهرة في الشرق في 25 من آذار ..... (السنة الثامنة + السنة التاسعة).
وفي هذه الأزياج حسب كل من الشهور التي تكون فيها الزهرة غير مرئية 30 يوماً كما عرفوا مدة اقتران الزهرة وهي " 583 يوماً " وأدركوا مدة الثماني سنوات التي تعود فيها الزهرة إلى الظهور فتظهر خمس مرات في نفس المواضع – كما تشاهد من الأرض – وكان تقديرهم لتلك الفترة هي 111 يوماً.
_______________
(1) Auboe Asger. "The culture of Babylonia: Babylonian mathematics, astrology, and astronomy. The Assyrian and Babylonian Empires and other States of the Near East, from the Eighth to the Sixth Centuries B.C.E Eds. John Boardman, I. E. S. Edwards, N. G. L. Hammond, E. Sollberger and C. B. F. Walker. Cambridge University Press, (1991)
(2) D. Brown (2000), Mesopotamian Planetary Astronomy-Astrology, Styx Publications.
(3) Asger Aaboe (1958), "On Babylonian Planetary Theories", 5 (3-4): 209-277.
(4) A. Aaboe (May 2, 1974), "Scientific Astronomy in Antiquity". Philosophical (6) Transactions Transactions of the Royal Society 276 (1257): 21-42 (2)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|