أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
703
التاريخ: 29-1-2017
2530
التاريخ: 2023-06-03
1126
التاريخ: 2023-07-20
1020
|
قال الإمام علي (عليه السلام): (صلاح الظواهر عنوان صحة الضمائر)(1). (طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل الناس شره)(2). (من حسنت سريرته، حسنت علانيته)(3).
أغلبنا قد سمع أو يسمع شخصاً يصف آخر بأن له وجداناً صالحاً وضميراً حياً، وقد يسمع شخصاً ينعت آخر بانه عدیم الوجدان أو الضمير. فما هو الوجدان(*) ؟ . وما هو الضمير(**) ؟ . وما علاقتهما بسلوك الإنسان وتعامله مع الناس ؟.
المعلوم أن لكل إنسان واقعين: داخلي، وخارجي. فالواقع الداخلي هو الجانب السري أو الباطني منه، والواقع الخارجي هو الجانب الظاهر أو العلني، وفيه تظهر تصرفاته وأعماله وسلوكياته باستعمال الجوارح والحواس. والوجدان والضمير لفظان يتوجهان للتعبير عن الواقع الداخلي للإنسان.
ولو راجع كل منا نفسه لوجد أن هناك نيات وقصوداً وأفكاراً وتصورات وأحكاماً ومواقف تعمل في داخله، تشكل مساحة من وجدانه وضميره ونفسه، هذه النيات والقصود والأفكار والتصورات والأحكام والمواقف التي ينبغي لها أن تقام على أساس الحق والخير، وأن تكون متطابقة مع ظاهر الإنسان وتصرفاته في الواقع الخارجي، مع العلم بأن هناك بعض الظروف الاستثنائية تتطلب من الإنسان أن يظهر خلاف ما يبطن لضرورة)(***).
وكثيراً ما تناول القرآن الكريم والسنة الشريفة مسألة إصلاح وإخلاص النية والوجدان والضمير، وتطابق ذلك مع ظاهر الإنسان في كثير من الآيات والأحاديث، وذلك لأن النفس ـ وبالتحديد باطن الإنسان ـ هي نقطة الإنطلاق ـ فإذا صلح داخلها صلح واقعها الخارجي، وعكس ذلك صحيح تماماً.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن السريرة إذا صحت قويت العلانية)(4). ويقول الإمام علي (عليه السلام): (لكل ظاهر باطن على مثاله، فما طاب ظاهره، طاب باطنه، وما خبث ظاهره، خبث باطنه)(5).
بل إن فساد الظاهر وحده قد يؤدي إلى فساد الباطن والوجدان والضمير، للارتباط الوثيق بينهما.
يقول الامام علي (عليه السلام): (عند فساد العلانية تفسد السريرة)(6).
ومهما حاول الإنسان أن يخفي باطنه وضميره ووجدانه، فإن تصرفه وسلوكه في الواقع الخارجي، ترجمة حقيقية لذلك الباطن، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه)(7). ويقول الشاعر: ومهما تكن عند أمرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس، تعلم
إن من أهم أسس ودعائم التعامل مع أمور الحياة، ومنها التعامل الصالح والضمير الحي، وبعبارة أخرى: الباطن الصالح. وذلك لأن الإنسان إذا كان وجدانه وضميره صالحين، ظهرت آثار ذلك بالإيجاب على معاملته للناس في الظاهر والواقع الخارجي، أما إذا كان باطنه سيئاً تجاههم فإن معاملته لهم تمسي سيئة، حتى وإن تظاهر بأنها حسنة.
يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس، ومن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أراد وجه الله أناله الله وجهه ووجوه الخلق)(8). وإصلاح النفس ۔ کما مر ذكره ـ يعتمد على إصلاح العلاقة مع الله – سبحانه وتعالى ـ فإذا صلحت هذه العلاقة صلاحاً حقيقياً، انعكست آثار ذلك بالإيجاب على باطنه وواقعه الداخلي، وبالتالي على ظاهره وواقعه الخارجي، هذا الواقع الذي يمثل التعامل مع الناس مساحة كبيرة منه.
وهكذا فلكي يضمن الإنسان توجهه للخير والحق والفضيلة، ويحسن تعامله مع الناس، يتوجب عليه بعد إصلاح علاقته بالله، أن يصلح وجدانه وضميره (الواقع الباطني)،. ان يكون مع فطرته (****) التي فطـره الله عليها، إذ أن هذه الفطرة كفيلة بأن تحافظ على صلاح وجدائه وضميره. وبالمحافظة على الفطرة واصلاح الوجدان والضمير تحسن معاملة الناس في الواقع الخارجي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغرر والدرر.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق.
(*) الوجدان في عرف البعض هو النفس وقواها الباطنة، والوجداني: ما يجده كل أحد من نفسه، أو ما يدرك بالقوى الباطنة.
(**) الضمير: باطن الإنسان.
(***) كمثال على هذه الظروف: لو أن عاملا في سبيل الله ابتلى بالمصائب والمحـن ووجهت اليه تهم لها أساس من الصحة، فإن عليه أن ينفيها، ويظهر خلاف ما يبطن ليبعد الأذى عن نفسه وعن غيره، وعن مسير العمل عموماً.
(4) بحار الانوار، ج72، ص289.
(5) الغرر والدرر.
(6) المصدر السابق.
(7) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج18، ص123.
(8) بحارالانوار ، ج71، ص365.
(****) الفطرة التي فطر الله - سبحانه ـ الناس عليها هي معرفته، لأنه خالقهم وبارئهم من العدم. وجاء في الأحاديث الشريفة بما مضمونه: أن كل انسان يولد على الفطرة، وأبواه هما اللذان يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|