تحليل الدوائر الانتخابية جغرافيا:

ويتمثل ذلك من خلال الاهتمام في تحليل الأحياء الانتخابية وعدد الأصوات الحقيقية المشاركة في الاقتراع واسلوب تقسيم الدوائر الانتخابية، والوقوف على مواطن التحيز في التقسيم والتلاعب في الدوائر الانتخابية لمصلحة حزب معين، ودراسة الأحزاب السياسية وتوزيع مراكز أنصارها، وبيان اثر الايديولوجيات على سلوك الناخبين. ونستطيع القول أن شكل التصويت يكون إما للأشخاص فقط أو للمبادئ فقط أو لكليهما وبهذا يكون الناخب على ثلاث فئات هي:

1- ناخب العقل: الذي يصوت بعد التفكير وتحليل القضايا العامة والمشاكل الهامة.

2- ناخب القلب: الذي يكون تصويته على أساس عاطفي أي تحكمه الميول والعواطف والأهواء في التصويت لصالح الحزب الذي يناغم عواطفه.

3 ناخب الجيب: وهو الناخب الذي يفكر على ضوء ما في جيبه فإذا كانت ممتلئة صوت لبقاء الحزب الحاكم، وإذا كانت خاوية صوت ضد الحزب الحاكم. وان مدى تبعية أو تمرد الناخب على هذه المؤثرات يخضع إلى عدة أمور منها:

أ - إمكانيات الشخص الذاتية وما يحمله من ثقافة ومستوى تعليمي فكلما كان الشخص ذو مستوى ثقافي وتعليمي. عالي كلما كانت فرصته اكبر للتحرر من هذه المؤثرات.

ب - طبيعة البيئة النني يعيش فيها الناخب، فإذا كانت تحمل أفكار مغلقة غير متحررة تختلف عن المناطق ذات الأفكار المنفتحة وهذه تخضع لعوامل عديدة كما سيرد ذكرها لاحقا.

وتتطلب العملية الانتخابية التنظيم والتعبئة حيث تقوم الأحزاب السياسية بمهمتين أساسيتين هما: إعداد البرامج السياسية والاجتماعية - الاقتصادية أو على الأقل التأثير في هذا الإعداد، ثم السعي إلى كسب تأييد الجماهير لهذه البرامج، وهاتان المهمتان مرتبطتان معا ارتباطا وثيقا، وتؤثر إحداهما على الأخرى، وان العلاقة بين العملية الانتخابية والعملية السياسية تتضح أكثر من خلال ما يعرف بالمنفعة المتبادلة (bork barrel) بين سكان المناطق والمرشحين، وان يتعهد الساسة بتقديم رعاية أكثر وخدمات أوفر من جانب الحكومة لسكان المناطق التي صوتت لصالحهم، وبشكل عام فان الأحزاب الكوادر تنتهج سياسة تحقيق مصالح الطبقة المهيمنة، وان على العضو المنتخب أن يدعم مصالح الذين انتخبوه.