المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اجتماع الامر والنهي
3-8-2016
تقديم منهاج العمل - المادة الرابعة عشر - شروط المقاولة لأعمال الهندسة المدنية
2023-03-25
الشبليّ
13-7-2019
Tricine
19-8-2020
Image photometry: CCD photometry
27-8-2020
Friedel–Crafts reaction
27-9-2020


الحسن بن الخطير  
  
2542   04:59 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص481-486
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2065
التاريخ: 29-12-2015 2842
التاريخ: 25-06-2015 2764
التاريخ: 13-08-2015 2141

أبو علي الفارسي المعروف بالظهير. كان فقيها لغويا نحويا مات بالقاهرة من الديار المصرية في شهور سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. حدثني بجميع ما أورده عنه ههنا من خبره ووفاته تلميذه الشريف أبو جعفر محمد بن عبد العزيز الإدريسي الحسني الصعيدي بالقاهرة في سنة اثنتي عشرة وستمائة قال كان الظهير يكتب على كتبه في فتاويه الحسن النعماني فسأله عن هذه النسبة فقال أنا نعماني أنا من ولد النعمان بن المنذر ومولدي بقرية تعرف بالنعمانية ومنها ارتحلت إلى شيراز فتفقهت بها فقيل لي الفارسي وأنتحل مذهب النعمان وأنتصر له فيما وافق اجتهادي. وكان عالما بفنون من العلم كان قارئا بالعشر والشواذ عالما بتفسير القرآن وناسخه ومنسوخه والفقه والخلاف والكلام والمنطق والحساب والهيئة والطب مبرزا في اللغة والنحو والعروض والقوافي ورواية أشعار العرب وأيامها وأخبار الملوك من العرب والعجم. وكان يحفظ في كل فن من هذه العلوم كتابا فكان يحفظ في علم التفسير كتاب لباب التفسير لتاج القراء وفي الفقه كتاب الوجيز للغزالي وفي فقه أبي حنيفة كتاب الجامع الصغير لمحمد بن الحسن الشيباني نظم النسفي وفي الكلام كتاب نهاية الإقدام للشهرستاني وفي اللغة كتاب الجمهرة لابن دريد كان يسردها كما يسرد القاريء الفاتحة.

 وقال لي كنت أكتب ألواحا وأدرسها كما أدرس القرآن فحفظتها في مدة أربع عشرة سنة

 وكان يحفظ في النحو كتاب الإيضاح لأبي علي وعروض الصاحب ابن عباد وكان يحفظ في المنطق أرجوزة أبي علي بن سينا وكان قيما بمعرفة قانون الطب له وكان عارفا باللغة العبرانية ويناظر أهلها بها حتى لقد سمعت بعض رؤساء اليهود يقول له لو حلفت أن سيدنا كان حبرا من أحبار اليهود لحلفت فإنه لا يعرف هذه النصوص بالعبرانية إلا من تدرب بهذه اللغة.

 وكان الغالب عليه علم الأدب حتى لقد رأيت الشيخ أبا الفتح عثمان بن عيسى النحوي البلطي وهو شيخ الناس يومئذ بالديار المصرية يسأله سؤال المستفيد عن حروف من حوشي اللغة وسأله يوما بمحضري عما وقع في ألفاظ العرب على مثال شقحطب فقال هذا يسمى في كلام العرب المنحوت ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحدا فشقحطب منحوت من شق وحطب. فسأله البلطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال ليعول في معرفتها عليه فأملاها عليه في نحو عشرين ورقة من حفظه وسماها كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب.

 قال ورأيت السعيد أبا القاسم هبة الله ابن الرشيد جعفر ابن سناء الملك يسأله عن وجه الامتحان عن كلمات من غريب كلام العرب وهو يجيب عنها بشواهدها وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني قد وقفه على ذلك.

 قال وحدثني عن نفسه قال لما دخلت خوزستان لقيت بها المجير البغدادي تلميذ الشهرستاني وكان مبرزا في علوم النظر فأحب صاحب  خوزستان أن يجمع بيننا للمناظرة في مجلسه وبلغني ذلك فأشفقت من الانقطاع لمعرفتي بوفور بضاعة المجير من علم الكلام وعرفت أن بضاعته من اللغة نزرة فلما جلسنا للمناظرة والمجلس غاص بالعلماء فقلت له نعرض الكلام إذا أفرأيت الطلة إلى قرينها فارها في وبصان أو الجِساد إذا تأشب بأبي المغبث فاحتاج إلى أن يستفسر ما قلت فشنعت عليه وقلت انظر إلى المدعي رتبة الإمامة يجهل لغة العرب التي بها نزل كلام رب العالمين وجاء حديث سيد المرسلين والمناظرة إنما اشتقت من النظير وليس هذا بنظيري لجهله بأحد العلوم التي يلزم المجتهد القيام بها. وكثر لغط أهل المجلس وانقسموا فريقين فرقة لي وفرقة علي وانفض المجلس على ذلك وشاع في الناس أني قطعته. وكان الظهير قد أقام بالقدس مدة فاجتاز به الملك العزيز عثمان ابن صلاح الدين يوسف فراه عند الصخرة يدرس فسأل عنه فعرف منزلته من العلم فأحضره عنده ورغبه في المصير معه ليقمع به شهاب الدين أبا الفتح الطوسي لشيء نقمه عليه فورد معه إلى القاهرة، وأجرى عليه كل شهر ستين دينارا ومائة رطل خبزا وخروفا وشمعة كل يوم ومال إليه الناس من الجند وغيرهم من العلماء وصار له سوق قائم إلى أن قرر العزيز المناظرة بينه وبين الطوسي في غد عيد وعزم الظهير أن يسلك مع الطوسي وقت المناظرة طريق المجير من المغالطة لأن الطوسي كان قليل المحفوظ إلا أنه كان جريئا مقداما شديد المعارضة واتفق أن ركب العزيز يوم العيد وركب معه الظهير والطوسي فقال الظهير للعزيز في أثناء الكلام أنت يا مولانا من أهل الجنة فوجد الطوسي السبيل إلى مقتله فقال وما يدريك أنه من أهل الجنة وكيف تزكي على الله تعالى فقال له الظهير قد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة.

 فقال أبيت يا مسكين إلا جهلا ما تفرق بين التزكية عن الله والتزكية على الله وأنت من أخبرك أن هذا من أهل الجنة ما أنت إلا كما زعموا أن فأرة وقعت في دن خمر فشربت فسكرت فقالت أين القطاط فلاح لها هر فقالت لا تؤاخذ السكارى بما يقولون. وأنت شربت من خمر نعمة هذا الملك فسكرت فصرت تقول خاليا أين العلماء فأبلس ولم يجد جوابا وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز وشاعت هذه الحكاية بين العوام وصارت تحكى في الأسواق والمحافل. فكان مال أمره أن انضوى إلى المدرسة التي أنشأها الأمير تركون الأسدي يدرس بها مذهب أبي حنيفة إلى أن مات. وكان قد أملى كتابا في تفسير القرآن وصل منه بعد سنين إلى تفسير قوله تعالى {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} في نحو مائتي ورقة ومات ولم يختم تفسير سورة البقرة.

 وله كتاب في شرح الصحيحين على ترتيب الحميدي سماه كتاب الحجة اختصره من كتاب الإفصاح في تفسير الصحاح للوزير ابن هبيرة وزاد عليه أشياء وقع اختياره عليها وكتاب في اختلاف الصحابة والتابعين وفقهاء الأنصار ولم يتم. وله خطب وفصول وعظية مشحونة بغريب اللغة وحوشيها.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.