أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016
1471
التاريخ: 24-1-2016
1972
التاريخ: 18-11-2021
2690
التاريخ: 24-1-2016
2805
|
يمكن ان نوضح هنا حقيقة مهمة قد تكون غائبة عند البعض، وهي : ان المواطنة الحقيقية كسمة انتماء المواطن إلى وطنه وصفة يتصف بها ساكن هذا الوطن لا تعنى اتصاف الجميع بهذه الصفة بمجرد الانتماء الشكلي للوطن والعيش على أرضه وحمل اسمه في علامات الدلالة وخاصة في بطاقة التعريف أو في جواز السفر فمن السذاجة النظر إلى المواطنة من هذا المنظور القاصر الذي يختزل فهمها ومفهومها الصميمي وعمقها الواسع ودلالتها الحقيقية في هكذا فهم ضيق لا يخرج عن منظوره القاصر بدليل ان هناك من الافراد من ينتمون إلى الوطن شكلاً بالاسم فقط ولا ينتمون إلى الوطن عمقا ومضمونا كونهم لا يدركون حقيقة الانتماء إلى الوطن وحقيقة دورهم وواجباتهم تجاه وطنهم وحقيقة الأمر هنا ان هؤلاء الأفراد لا يتصفون بصفة المواطنة مضموناً وعمقاً وان اتصفوا بها شكلاً واسما فحسب .
ندرك من هذا ان المواطنة الحقة صفة اساسية تلازم المواطن الحقيقي وهذه الصفة لا تتحقق – كما أسلفنا – إلا بوجود وطن تقوم عليه أسس الدولة والمجتمع ويـتـحـدد مـن خلال ذلك دور الـمـواطـن فـي الـدولـة والمجتمع وماله من حقوق وما عليه من واجبات أساسية يتطلب منه ان يؤديها تجاه الوطن فالحقوق والواجبات سمتان أساسيتان تلازمان الفرد المواطن وتدفعانه إلى تعميق صلته وارتباطه بالوطن حيث تبرز صفته الحقيقية واتصافه بالمواطنة الحقة.
إن الاتصاف بالمواطنة الحقيقية لدى الراشد أو الطفل يتجسد حقيقة بسمات عديدة تعبر عن جوهر المواطنة وصفاتها، لعل من أبرزها:
1. الاعتزاز بالانتماء الصميمي إلى الوطن.
٢. الغيرة على الوطن وحبه.
3. الافتخار بثقافة الوطن وحضارته وعدم التجاوز على هذه الثقافة وقيمها.
4. الحرص على ممتلكات الوطن العامة والمحافظة عليها في كل الحالات والظروف.
5. الاسهام الفاعل في تطور الوطن وتقدمه.
6. الدفاع عن الوطن في كل المحافل والتضحية من اجله.
7. الالتزام بتنفيذ القوانين والانظمة السارية في الوطن واطاعتها بكل حرص واخلاص من أجل امن وامان المجتمع وسلامة الوطن وازدهاره.
8. العمل مع المجموعة في تحمل المسؤولية تجاه القضايا المصيرية التي تواجه الوطن.
وإنطلاقاً من هذه الصفات يتبلور موقف الإنسان المواطن من قضية المواطنة في إطار الحقوق والواجبات والسعي إلى تفاعلها المؤثر باتجاه خدمة الوطن ومجتمع هذا الوطن وباتجاه تعميق الاحساس بالمواطنة الحقة حيث ينمو هذا الاحساس (عن طريق السعي الحثيث إلى اكتشاف الموطن لذاته ومحيطه أولاً، ثم عن طريق المعرفة والمعايشة والقرب ثانياً، ومن خلال هذا الاكتشاف تتشكل لديه الاقتناعات والتصورات المرتبطة بوجوده والوعي بمختلف الابعاد الحقوقية والاجتماعية والثقافية وهذا ما يساعده بعد ذلك على بناء المواقف والاتجاهات ومناقشتها في ضـوء الـقـيـم السامية للمواطنة كما يساعده ذلك على بناء القدرات والمهارات التي تمكن من الابداع والتميز من أجل تطوير مسيرة الوطن وتغذيتها بكل أساليب التشجيع والتحفيز)(1). إذ ان هذه الاساليب ستخدم الوطن وتعمق المواطنة مثلما تخدم المواطن المبدع والمبتكر من أجل تقدم وطنه.
وعلى هذا الاساس نجد المجتمعات الانسانية كافة في مختلف بقاع الارض تعمل بكافة قدراتها وعلى اختلاف مناهجها التربوية والتعليمية على غرس مبادئ المواطنة في نفوس الأطفال من النشء الجديد لإيمانها ان الغرس الصحيح للمواطنة في نفس المواطن لابد ان تبدأ من الطفولة بوصفها الارض الخصبة، وقاعدة النمو المتصاعد للمواطنة الصالحة.
وقبل ذلك كانت الاديان السماوية قد خطت بهذا الاتجاه مؤكدة أهمية غرس روح المواطنة وتعميقها في نفوس الأفراد من أبناء الوطن لكي يعم الاخاء والعدل والتسامح والمساواة بين أبناء الوطن الواحد. وقد وضعت هذه الاديان العديد من الشرائع التي تأمن وتحمي تطبيق ذلك وهذا ما نجده واضحا في الكتب المقدسة للأديان السماوية، ومنها بشكل خاص الدين الإسلامي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) انظر: مفهوم المواطنة والتربية عليها، محمد عرابي - القلم ٤ (٩) بغداد ٢٠٠٥.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|