الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهمية تشكيل الحكومة الإسلامية
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص377ــ380
2025-10-16
26
إن إقامة الحكومة الإسلامية لهي من ضروريات الدين الإسلامي والمذهب الشيعي، فبدون هذه الحكومة يتعذر تطبيق الأحكام الإسلامية في الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية بل ويتعطل تطبيقها حتى في الأمور الشخصية والدينية للمسلمين والتجارب التاريخية والموضوعية خير شاهد على إثبات هذه الحقيقة الناصعة، فالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد هجرته التاريخية إلى المدينة بادر بأسرع وقت إلى تأسيس دولته الإسلامية في المدينة المنورة. وقـد قال الإمام الرضا (سلام الله عليه) في هذا الموضوع: أنا لا نَجِدُ فِرْقَةً مِنَ الْفِرَقِ وَلَا مِلَّةٌ مِنَ الْمَلَلِ بَقُوا وَعَاشُوا إِلا بِقَيْمٍ وَرَئِيسٍ وَلما لَا بُدَّ لهُمْ مِنْهُ فِي أَمْرِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا .... وَلَا قِوَامَ لَهُمْ إِلَّا بِهِ...(1).
الحاجة إلى الحاكم العادل
إن وجود حاكم عادل على رأس الحكومة الإسلامية يعد أيضاً من مسلّمات هذا الدين، وقد تم التصريح بهذا الأمر والتأكيد عليه في بطون النصوص الإسلامية. قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لَا يَسْتَغْنِي أَهْلُ كُلُّ بَلَدٍ عَنْ ثَلاثَةٍ يَفْزَعُ إِلَيْهِمْ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ، فَإِنْ عَدِمُوا ذَلِكَ كَانُوا هَمَجَا: فَقِيهِ عَالِمٍ وَرِعٍ وَأَمِيرٍ خَيْرٍ مُطَاعٍ وَطَبِيبٍ بَصِيرٍ ثِقَةٍ(2).
ملاحظة: طبعاً الحكومة المنسجمة المؤلفة من هذه العناصر المذكورة رهن وجود قائد يجمع بين العقل النظري والعقل العملي.
عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال:... لَوْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ إِمَاماً قَيما أَمِيناً حَافِظاً مُسْتَوْدَعَا لَدَرَسَتِ اللَّهُ وَذَهَبَ الدِّينُ وَغُيِّرَتِ السُّنَنُ وَالْأَحْكَامُ وَلَزَادَ فِيهِ الْمُبْتَدِعُونَ وَنَقَصَ مِنْهُ الْمُلْحِدُونَ وَشَبَّهُوا ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ...(3).
مواصفات الحاكم الإسلامي
ذكرت النصوص الإسلامية مواصفات الحكام والعمال المسلمين نستعرض بعضاً منها فيما يلي:
1ـ العدل: لو تأملنا كلام المعصومين (عليهم السلام) لتبين لنا جلياً ركنية هذا الأمر حيث إنه في أغلب الموارد استعلمت لفظة العدالة للحاكم والعمال. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سَاعَةٌ مِن إِمَامٍ عَدلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَبْعِينَ سَنَةٌ...(4).
وعن أمير المؤمنين (سلام الله عليه) أنه قال: الْعَدْلُ جُنَّةُ الدُّوَلِ(5).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال في سرّ طاعة أولي الأمر: فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَلِمَ جَعَلَ أُولِي الأَمْرِ وَأَمَرَ بِطَاعَتِهِمْ؟ قِيلَ: لِعِلَلٍ كَثِيرَةٍ مِنْهَا أَنَّ الْخَلْقَ لَّا وَقَفُوا عَلَى حَدٌ مَحدُودٍ وَأُمِرُوا أَنْ لا يَتَعَدَّوْا ذَلِكَ الْحَدَّ لِمَا فِيهِ مِنْ فَسَادِهِمْ لَمْ يَكُنْ يَثْبُتُ ذَلِكَ وَلَا يَقُومُ إِلَّا بِأَنْ يَجْعَلَ عَلَيْهِمْ فِيهِ أَمِينَا يَمْنَعُهُمْ مِنْهُ(6).
2ـ تحمّل المسؤولية: في الحكومة الإسلامية يجب أن تتحمل كل شريحة أو طبقة في المجتمع المسؤولية ضمن دائرة عملها وواجباتها، وتكتسب هذه الخصوصية أهمية أعظم لدى الحكام والعمال.
فقد روي عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) قوله: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...(7).
وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَنْ تَوَلَّى عِرَافَةَ قَوْمٍ أُتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَى عُنُقِهِ، فَإِنْ قَامَ فِيهِمْ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَطْلَقَهُ اللَّهُ وَإِنْ كَانَ ظَالِما هُوِي بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(8).
3ـ حب الخير للناس: وفي خطبة للإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) قال فيها: أيها النَّاسُ! إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ، فَأَمَّا حَقُكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ...(9).
4ـ الرحمة والرأفة بالناس: قال الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): وَتَكُونَ [الحاكم] لَهُمْ كَالْوَالِدِ الرَّحِيمِ(10).
5ـ الجود والبذل: وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): أَفْضَلُ المُلُوكِ مَنْ أُعْطِيَ ثَلاثَ خِصَالٍ: الرَّأْفَةَ وَالْجُودَ وَالْعَدْلَ(11).
6ـ الزهد والبساطة: زهد وبساطة عيش الحكام والعمال مدعاة لاستقرار الأمة الإسلامية وثقتها بقادتها؛ من هنا، فقد روي عن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في رسالته التاريخية إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة مــا يلي:
إِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِعِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعِ وَاجْتِهَادٍ وَعِفَةٍ وَسَدَادٍ، فَوَاللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً وَلَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً وَلَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً وَلَا حُزْتُ مِنْ أَرْضِهَا شِبْرًا وَلَا أَخَذْتُ مِنْهُ إِلَّا كَقُوتِ أَتَانٍ دَبِرَة...(12).
__________________________
(1) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 101.
(2) تحف العقول، ص319.
(3) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص101.
(4) الكافي، ج 7، ص 175.
(5) غرر الحكم، ص 340.
(6) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص 100.
(7) إرشاد القلوب، ص 184.
(8) الفقيه، ج 4، ص 18.
(9) نهج البلاغة، خطبة رقم 34.
(10) الفقيه، ج 2، ص 621.
(11) تحف العقول، ص319.
(12) نهج البلاغة، الكتاب 45.
الاكثر قراءة في الوطن والسياسة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
