المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24
سبب نزول الآية 122 من سورة ال عمران
2024-11-24

تجهيزات الاستديو- الكاميرات Cameras
1-8-2021
Louis Paul Emile Richard
19-7-2016
اطرح الأسئلة واستفسر
17-1-2022
الخوض في الباطل
15-4-2022
لو لم تذنبوا لأطاعتكم الوحوش
10-7-2017
كراهة الأكل والشرب للجنب
29-12-2015


مفهوم التربية والتعليم  
  
2306   02:47 صباحاً   التاريخ: 1-11-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص35 ـ 39
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 4034
التاريخ: 30-12-2016 5144
التاريخ: 29-4-2017 4049
التاريخ: 13-9-2019 2293

ما هي التربية؟.. وكيف تتحدد سماتها، واتجاهاتها وقيمها وافكارها واساليبها في إطار التنشئة الاجتماعية والاعداد الثقافي للفرد؟.. وما هو الربط بين قيم التربية وقيم الثقافة وقيم التعليم وهل هناك علاقة عضوية او موضوعية بين التربية والتعليم والثقافة؟ وهل تشكل التربية بديلا عن الثقافة ام ان الثقافة يصح لها ان تكون بديلا عن التربية؟.. وما هو مفهومنا الاجتماعي وقربه او ابتعاده عن المفهوم العلمي لكل من التربية والثقافة؟

هذه الأسئلة وغيرها من جملة الأسئلة الكثيرة المثيرة للجدل والالتباس وسوء الفهم والاشكالية في النظر الى التربية والثقافة وتطبيقاتهما في الواقع الموضوعي والمهني للمجتمع، الذي حاول البعض فيه ـ لأسباب تدني الوعي وقصوره في الوصول الى الحقائق العلمية ـ الى عزل التربية عن الثقافة، وتحييد الوظائف التربوية وحصرها في الإطار الاجتماعي الضيق.. لذلك سعت الدراسات والمباحث العلمية للعلماء والتربويين والمثقفين الى رفع الالتباس وتحديد ماهية المفاهيم ووظائفها الأساسية في محيط الفرد خاصة في الأدوار الأولى لمراحل النمو والاعداد والتكيف والتطبيع التي تتابعها وتلتصق بها عمليات التربية والتثقيف..

وعلى الرغم من استفحال الإشكالية العلمية القائمة بين مفاهيم التربية ومفاهيم الثقافة، ورسوخ هذه الإشكالية في مساحة واسعة من الفكر الجمعي لأغلب افراد المجتمع ممن انطلقوا في نظرتهم الى الطفل من النظرة الأحادية التي تضع التربية والتعليم في المقام الأول في عمليات التنشئة، وتتجاهل الثقافة في الكثير من جوانبها في العمليات، على الرغم من ذلك ، هناك المقياس العلمي ومعاييره في تحليل الخصائص والمفاهيم وإعطاء النتائج الصحيحة، التي ميزت كل مفهوم وخصائصه على أساس وظيفته واتجاهاته ونتائجه، اذ شدد العلماء على فهم اساسيات المفهوم وخصائصه.. فخلصوا الى ان (التربية اهم من التعليم، وان التعليم نمط من أنماط التربية، وللتربية اشكالها الكثيرة، وكذلك التعليم له صيغ متعددة)(1). هذه الصيغ يتم اعتمادها من وعي المجتمع ومن ثقافته وآلية تطور هذه الثقافة.. هذا يعني ان الثقافة أوسع واشمل من التربية بدليل (ان للتربية منهج هو وسيلتها.. هدفه مساعدة الأطفال على كسب ما يناسبهم من خبرة السابقين، التي تضم المعلومات وتطبيقاتها وما يتصل بها من مهارات، كما يساعدهم على كسب الاتجاهات والقيم والمثل العليا وأساليب التفكير وانماط السلوك المناسبة.. وهذا المنهج هو أداة المجتمع لعكس ثقافته)(2).. على الأطفال في العمليات التربوية.. اما الثقافة كما يذهب (رالف لينتون) فأنها (عملية تنظيم للسلوك المكتسب، ونتاج هذا السلوك، ويشترك افراد مجتمع معين في مكوناتها الجزئية وتنتقل عن طريق هؤلاء الافراد)(3).

اما الثقافة في نظر العالمة الانثروبولوجية الشهيرة (مارغريت ميد M.Mead) فهي (ذلك الكل المنظم المتكامل الذي تستحدثه جماعة من الناس وتنقله الى أبنائهم، عبر المشاركة في الأعراف والتقاليد، هؤلاء الأبناء الذين سيصبحون أعضاء في مجتمعهم، وهي لا تشمل الثقافة والعلوم والأديان والفلسفات فقط، بل الجهاز التكنولوجي والطرق السياسية وحتى العادات اليومية)(4).. هذا يعني ان الثقافة مفهوم عام يشمل جميع مناحي الحياة وطرق العيش فيها.. خاصة بعد ان تطورت المجتمعات من الاتجاه الصناعي الى الاتجاه الثقافي الذي أعطى للثقافة معنى واسعا على انها (الطريقة الشاملة للحياة).. وقد برز ذلك الاتجاه في (علم الاجتماع والانثروبولوجيا) اللذين سادا في القرن العشرين.

فتحول هذا الاعتقاد بقيمة الثقافة ومعناها من الشخصي في الاثبات الى العام في التحقيق والنظر، وبالنتيجة اصبح هذا التحول منهجا فكريا سار عليه وتأثر به العديد من المفكرين والمثقفين والكتاب ابرزهم الشاعر الإنكليزي (ت. س. اليوت) الذي اعتبر الثقافة (شاملة على جميع المناشط والاهتمامات المميزة لشعب ما)(5) وعلى هذا الأساس فقد اثني (ماثيو ارنولد) على الثقافة لأنها بحسب قوله (اعانتنا عونا عظيما في التغلب على مصاعبنا الحالية، فهي متابعة الكمال التام عن طريق الحصول على معرفة احسن القول والفكر في العالم في الأمور التي يهمنا معظمها وتوجه الثقافة تيارا من التفكير الجديد المتحرر. من خلال هذه المعرفة ـ الى افكارنا وعاداتنا المختزنة القديمة التي نمارسها الان بقوة وحزم)(6).

وهذا العون الذي تقدمه الثقافة لأفراد المجتمع يقود الى فهم الكمال الإنساني وتفحصه لان الثقافة تعني دراسة الكمال ولكونها هكذا بحسب وصف (ارنولد) فهي (تقودنا لان نفهم الكمال الإنساني الحقيقي باعتباره كمالا متناسقا، يطور انسانيتنا من جميع جوانبها، وهو كمال شامل يطور مجتمعنا باسره)(7).. ويأتي ذلك من خلال التربية وما تعنيه في عمليات التهذيب العقلي والذهني والجسدي، وهذا التهذيب يرتبط ارتباطا مباشرا بقيم الثقافة ووظائفها التي تدور في خصائص الفرد وانسانيته، وتنطلق من ذلك عبر الية (الثقافة العقلية، والثقافة الذهنية، والثقافة الجسدية، وهنا ترتبط الثقافة بالصحة العامة التي يدفع الكمال فيها الى الكمال في جوانب أخرى من الحياة عبر العناية بالجماليات المادية والمعنوية في انسانيتنا وفي حياتنا، بوصفها دوافع مهمة للازدهار الصحي للمجتمع، فالصحة عند (نيومان) هي معيار الجسد مثلما الكمال عنده معيار العقل، الذي يقود الى فهم (الجماليات) المتعددة وقياسها، ومعرفة اتجاهاتها وتفاعلاتها في حياة الفرد وثقافته.. فالجماليات هذه بأشكال متباينة ومختلفة حسب وصف (نيومان) في تقديره (ثمة جمال جسماني وجمال معنوي، جمال يتعلق بالشخص وجمال يختص بوجودنا المعنوي، الذي هو فضيلة طبيعية، وكذلك يوجد جمال الذهن وكماله، وثمة كمال مثالي في هذه المصادر الأولية المتعددة التي تتجه اليها الحالات الفردية في صعودها وهي معايير لجميع الحالات مهما كانت)(8) وهذا التنوع يعطي الثقافة مساحة أوسع في تنظيم الوظائف التربوية وانماط التعليم في إطارهما الاجتماعي ووعيهما بأساليب التهذيب الفاعلة في تعزيز الجمال وقيم الكمال المعنوي في شخصية الفرد وتطورها، الى جانب الفاعلية الثقافية في التهذيب، والتي تنتقل من الفرد الى الجماعة لأحداث التطور الحضاري للمجتمع..

_____________________________

1ـ عبد العزيز القوصي، أولادنا بين التعليم والتعلم، ص 9.

2ـ سرحان الدمرداش ومنير كامل، المناهج المعاصرة ص 3.

3ـ احمد علي الفنيش ـ أصول التربية.

4ـ توما جورج خوري ـ المناهج التربوية.

5ـ رايموند وليامز ـ الثقافة والمجتمع ص263.

6ـ المرجع نفسه ص136.

7ـ المرجع نفسه ص136.

8ـ نيو مان ـ راجع ـ الثقافة والتربية ص132. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.